كوكب العميان

Edit كوكب العميان by Ahmed Helmy on Friday, September 14, 2012 at 2:13am · بكل أمانة لقد حاولت فكان الفشل حليفي حاولت -حسب الطلب- نسج مقال مبهج وسط واقع غير مبهج فوجدت أن المشكلة تكمن في أن البهجة نزعت من قلوبنا -أو من قلبي أنا على الأقل- فما عدت قادرا على القيام بذلك العمل الجدير بالأساطير كيف أكتب مقالا مبهجا بينما الشوارع تضج إحتجاجا على تلك الإساءة لرسولنا الكريم كيف أكتب مقالا مبهجا بينما هناك من يتآمر من الخارج لشق الصف -دا على أساس انه ناقص مؤامرات يعني- غير عابئ بالنتائج لأنه خارج السفينة من الأصل ولا يهمه إن كانت ستغرق أو سيلقي ركابها ببعضهم في بحر ثائر الأمواج كيف أكتب مقال مبهج بينما أرى أركان الدولة مازالت تسير عكس إتجاه الجاذبية ومازالت مصرة على أن الماء في المنحدر لا يحترم الخواجة نيوتن بتاتا بل يصعد بقوة القانون الذي يوضع في الأدراج أوقاتا كثر ويخرج فقط عند الحاجة أو لإستخدام بند ينص على تعيين أبناء العاملين . كنت سأتحدث عن كوكب أورانوس بإعتباره كوكب مبهج أو قد يوحي بالبهجة -دا بما إنه بعيد عننا يعني فأكيد مش بتوصلهم قناة سيب وانا اسيب هناك- لكني قررت فجأة أن أتحدث عن كوكب العميان عذرا هذه -مرة أخرى- ليست صفحة بريد القراء هذا مقال آخر غير مبهج لكنه بديل عن الإعتذار أو الإنتحار * * * * بلد العميان باختصار هذه قصة قصيرة لرائد أدب الخيال العالمي "هربرت جورج ويلز" -تكتب "ه . ج . ويلز" لابد أنك رأيت هذا الأسم من قبل- المهم أن كتابات هذا الرجل تمتاز عن مواطنه "جول فيرن" والملقب بأبو الخيال في أنه يمكن أن تسقطها على الواقع وتخرج منها بحكم كثيرة سأحكي القصة وأترك لكم الإستنتاجات هذه قصة أخرى تحمل نبوءات تصلح لكل العصور القصة تحكي عن مجموعة من البشر فروا من شئ ما وتم إحتجازهم في واد صخري وأصابهم نوع غامض من إلتهاب العيون أورثهم العمى وأورثوه بدورهم -واخد بالك معايا- لجيل تلو الآخر المهم أن أحد متسلقي الجبال تمكن بطريقة ما من الوصول إليهم كان يظن -بعد أن عرف حقيقتهم- أن الأعرج يصير ملكا في حارة المكسحين لكنه كان واهما حاول أن يخبرهم أن هناك أشياء تدعى إبصار وعيون وألوان وأضواء ود لو يخبرهم بمعنى أنه يرى لكن كل محاولاته ضاعت سدى حاول أن يظهر قدراته-بما أنه مبصر- فلم يفلح حاول أن يهرب منهم لكنهم كانوا يستخدمون حواسهم بطريقة مذهلة ويغلقون حوله دائرة دوما إضطر أن يعود ويعتذر وحينها حملوه لكبيرهم الذي قرر بعد فحصه أنه مجنون يحمل عضوين غريبين بارزين في وجهه لذا قرر أن يتعايش ويعتاد قواعدهم أعجب بطلنا بفتاة من البلدة كانت لحسن حظه غير مرغوبة لأنها لا تتفق مع مقاييسهم للجمال لذا تقدم لخطبتها رأى أبوها أن يوافق مضطرا بشرط أن يتنازل هذا الغريب -والذي يعتبروه إنسان من رتبة أقل-عن العضوين البارزين في وجهة وهنا قبل أن يفكر وجد الفتاة تستجديه بأن يوافق بطلنا كان عاطفي وتأثر بالموقف ووافق وعشية يوم الزفاف وقبل تنفيذ الشرط المتفق عليه قرر أن يصعد الجبل ليرى العالم للمرة الأخيرة هنا أدرك حقيقة كانت غائبة عنه ماهذا الجنون الذي سأفعله بنفسي لماذا أتنازل عن نعمة الإبصار لأي سبب مهما كان وقرر وقتها أنه لن يعود إنتهت القصة * * * * * * * نحن الآن نعيش في بلد منفصل للعميان بالمعنى الحرفي للكلمة ورثنا العمى جيلا بعد جيل وأصبحنا لا نقبل ولا نؤمن بأي حقيقة غير مانراه -بتعبير أدق مالا نراه- ولا نسمع سوى أصواتنا العالية فقط في حين أنه بغض النظر عن أن صوتك العالي دليل ضعف موقفك فهناك حقيقة علمية تقول أن صوتك الذي تسمعه يختلف تماما عما يسمعه الناس لذا ستصاب بدهشة عظمى عند سماع تسجيل لك وستقسم أنه صوت إبن خالتك مازال القابض على الحق يسبح ضد التيار بينما الجمع الغفير يزأر بالباطل مازال القابض على المنطق يجاهد لتطبيق أبسط قوانين الطبيعة والإنسانية مازال الماء يصعد فوق التل بقوة القانون كما كان ماء النيل يصعد وادي العريش -أكثر مكان في مصر غزارة بالأمطار- دون سبب واضح مازالت اللامنطقية تحكم بكل أسف المجد للشهداء ولك الله يا أبو تريكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القابض على دينه كالقابض على جمر من النار" فداك نفسي يارسول الله اللهم إهدنا إلى الحق وثبتنا عليه دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 14/9/2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق