" وينطق فيها الرويبضة . . . مقال تأخر قليلا "

Edit " وينطق فيها الرويبضة . . . مقال تأخر قليلا " by Ahmed Helmy on Friday, July 20, 2012 at 5:18am · ظاهرة جديدة لفتت إنتباهي هذا الأسبوع الأحداث في هذا البلد العجيب أمره وأمر حكامه وساكنيه تسير وفق موجة جيبية (Sin wave) وهي - إن كنت نسيت منهج الفيزياء أو إن كنت ادبي من الأساس - تلك الرسمة البيانية التي تجد الخط فيها يرتفع ليبلغ أقصى مداه ويصل للقمة ثم يأخذ في الهبوط تدريجيا وبنعومة ليصل للقاع ثم لايلبث أن يصعد ثانية وهكذا إلى ماشاء الله صعودا وهبوطا منتظما لا عوج فيه ولا زيغ بمعنى أن هناك أسبوع عامر ملئ بالأحداث والتقلبات والبيانات والقرارات والأحكام وآخر هادئ ملئ بالكلام الفارغ والتحليلات العقيمة والفتاوي القانونية التي لاتتفق أبدا وكأن لكل مفتي قانونه الخاص وأخيرا المحاكم التي صارت فجأة تحكم بعدم الإختصاص وكل قاض يلقي بالمسؤلية على غيره ثم يتبع ذلك أسبوع ملئ بالمصائب السودة على رؤوسنا ورؤوس اللي جابونا ثم يأتي اسبوع في منتهى الهدوء حتى أن الصحف تبدأ في الحديث عن سوريا وميانمار في صفحتها الأولى أعتقد أن من سيقرأ مقالاتي مجمعة سيعتقد أن كل منها كتب عن بلد مختلف أو في أزمنة مختلفة وليس في شهر واحد أعتقد أيضا أن الإنتظام على كتابة مقال اسبوعي أورثني حساسية لوقوع الأحداث العظام فأصبحت استشعر وقوع أحداث تستحق الكتابة من عدمه المهم كان ظهر الجمعة الماضية حين خطرت لي فكرة انه سيكون أسبوعا عاديا للغاية وبدأت أفكر في موضوع المقال الجديد بعد نشر سابقه بساعات قلائل بما أنني إفترضت انه لن يحدث شئ فلنبحث عن موضوع للكتابة ذهبت للمسجد متوقعا خطبة إعتيادية على غرار فضائل شهر رمضان وهو الأمر الطبيعي فوجدت الخطيب يتحدث عن صفات الرجال كان قد بنى خطبته القوية والتي كانت بمثابة مفاجأة على مبدأ بسيط للغاية بلدنا لاينقصها أي نوع من الموارد بل ينقصها الرجال وبدأ يعدد صفاتهم كما يجب أن يكونوا في البداية استغربت الأمر حتى وصل إلى الحديث الشريف الذي يقول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة يارسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا عرفت عما سأتحدث في مقالي القادم بل جعلني أتساءل وأعجب لنفسي كيف لم أتحدث في هذا الموضع من قبل هناك قاعدة قديمة قدم الكون ذاته تقول أنه مهما زادت كميه السفه والتفاهة والإبتذال الذي يقدمه الإعلامي -ولو أنني أتحفظ على هذه الكلمة لكني ذكرتها مجازا- فإنه وللأسف يجد في مصر جمهورا ليتابعه شاهدت بالصدفة معجزة زمانه -لن أذكر إسماء لأسباب لاتتعلق بالإحترام فهو لا يستحقه ولايستحق الذكر- وهو ينتقد أي شئ في أي إتجاه ويعود ليمتدحه تاني يوم ثم يعود ليذمه بعد إسبوع الغريب أنه هناك بالفعل من يتابع ويصدق ويردد كلامه والعجيب أن بينهم الطبيب والمهندس والمحامي بل انني سمعت مستشارا كبيرا -كبير قوي يعني-يمتدحه على الهواء مباشرة لأنه يقول كلاما فارغا وافق هواه لم أندهش لان سبب المدح واضح اندهشت لأن مثله جلس ليستمع قال د . أحمد خالد توفيق ذات مرة إذا إختلط عليك الأمر وأصبحت لاترى الحقيقة فانظر لإتجاه نباح الكلاب فهي لا تخطئ أبدا إذا كنت لا تعرف إن كان عبد الناصر كان على حق أم السادات فانظر من بكت إسرائيل يوم وفاته ومن رقصت إسرائيل لموته أنا مقتنع بذلك دون الحاجة لكلاب تنبح لكني غير قادر على إقناع أستاذ جامعي أعطى أذنه لرجل تافه ليملأ له رأسه بالترهات دا معاه مستندات ياعم هذا هو الرد الجاهز -مستنداته عبارة عن أوراق بيضاء يطبع عليها مايريد قوله- طيب ليه محدش بيرد عليه هذه حجة مقنعة أيضا لكن عقلي يأبى أيضا أن يقتنع بما يقوله هذا الفويسق دون الحاجة لمبررات المصيبة أن أي إجراء تعسفي أو قرار سيادي سيحوله لبطل شعبي وحمدت الله أن الرئيس لم ينزلق لتلك الحفرة الخطرة ويضرب قناته بالطائرات وقت عرض البرنامج مثلا كما أود أن أفعل أنا الآن لكنه وللمرة الأولى سلك مسلكا قد يتبدى في ظاهره الفكاهة لأننا لم نعتد هذا الرفق في التعامل مع المتجاوزين لكنه المخرج الوحيد رئيس الجمهورية يقيم دعوة قضائية لمنع برنامج من العرض هناك جانب إيجابي آخر للموضوع أنه ينهي عصر "بناء على تعليمات السيد الرئيس" والذي يحولنا لعزبة أخرى حتى وإن كانت التعليمات تصادف هوى في نفسي الطامة الكبرى كانت عندما وقف في قلب شارع وحوله تابعيه يردد في مكبرات الصوت عبارات تضعه تحت طائلة قانون العقوبات ثم كان رد الرئيس لا يغرنكم حلم الحليم . ياسلام بس كده نحن أمام كارثة كونية هناك رويبضة ينطق كل ليلة وهناك ملايين يستمعون ويصدقون ويرددون وتترسب أقواله بالتكرار في عقلهم الباطن فتصير حقائق ثابتة لاتقبل التغيير تبنى عليها قراراتهم وإختياراتهم بعد ذلك ولا سبيل لإقناعهم بالعكس أو صدهم عنه حد يشوفلي حل دمتم في حفظ الله * * * * كدت أنسى كل عام وانتم بكل الخير . . . . أحمد حلمي البحيرة 20/7/2012 الموافق غرة رمضان 1433

0 التعليقات:

إرسال تعليق