سبوتنك المصري أزمة تعبير كان كفيفا قعيدا وكانت هي عينه وقدمه لم ترتكب جرما ولا يد لها في ما يحدث لكنه في لحظة ما شعر أنه لم يعد يطيق وجودها في حياته وفي ذات اللحظة أقسم يمينا مغلظا أنها لن تبيت ليلتها في بيته لم يفكر ماذا سيفعل كيف سيتصرف من سيرعاه من الآخر مخه تربس . تقريبا هذا ماحدث لي لا تندهشوا حين قررت الأسبوع الماضي في لحظة قرف أني لن أتحدث في السياسة في مقالي القادم لم يكن لدي البديل لم تكن لدي أدنى فكرة عما سأكتب هي قفلت معايا كده وخلاص دائما كانت الأحداث هي المحرك والنواة لما سأكتب لا أدري لماذا أتخذت هذا القرار أعتقد أنني فكرت أن يكون بطل المقال فكرة وليس حدث لا أعرف لنقل أنه كان قرارا متسرعا كان لابد أن يكون هناك موضوعا ملحا يطلب مني بإصرار أن أبرزه قبل أن أورط نفسي في مثل هذه الورطة قال لي الشخص الذي بداخلي بسيطة ياعم تحدث عن كتاب قلت له : أخرس ياد الكتابة عن كتاب حدث سنوي لا يتكرر إلا عندما أشعر أن الكتاب يناديني وأنا أقرأه فلتكتب عني لابد أن يعرف الناس ماعرفته وهو ما لم يحدث بعد لو كتبت عن أي كتاب والسلام سيخرج مقالا سخيفا مصطنعا قال لي نفس ذات الشخص انتبه لأنك تقريبا لم تقل شيئا بعد وسينتهي المقال دون أن تضيف جديدا لا أحد سيحب أن يقرأ مقالا عن حضرتك. بصراحة عنده حق * * * * * فلنعد للوراء قليلا كان العام هو عام 2001 تلميذ في الشهادة الإعدادية ذاهب لإمتحان اللغة العربية في صبيحة اليوم التالي وسط ضجة الإكتشافات شئ ما في داخله أخبره أن موضوع التعبير سيكون عن د . زويل شئ ما أوحى له بأن يحفظ الموضوع الذي يتحدث عن د .زويل الموجود في كتاب القراءة وأضاع في ذلك ليلة ثمينة كاملة أسمع أحدهم يقول في سخرية وبعدين بيفتح السمكة مالقيش الخاتم لا لم يحدث ماحدث أن الخاتم كان موجودا بالفعل ما أثار ذهول ذلك الطالب أن أول سطرين في الإمتحان كانا يطلبان منه الحديث عن عالم مصري هاجر لأمريكا وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء ظل لدقائق مأخوذا لايدري -من هول المفاجأة- ما المقصود بالسؤال لكنه وبيد ثابتة بدأ في طباعة -نعم طباعة- ماجاء في الكتاب المدرسي حرفيا لا أعرف كيف نظر السيد المصحح للموضوع لكن ذاك الطالب حصل على الدرجة النهائية في اللغة العربية هل تجدوا ما حدث طبيعيا * * * * * نعود للعام 2012 سمعت الشخص الذي بداخلي يقول إحنا مش قلنا ماتتكلمش عن نفسك لم أعيره إهتماما لسبب ما تذكرت ذلك الموقف عندما رأيت د . زويل على شاشة التلفاز يتحدث عن مدينته العلميه لأول مرة ادرك معنى ما حدث وضعت نفسي مكان المصحح هذا الطالب إما أنه كان معه الكتاب أو أنه حافظ الموضوع طيب وإيه يعني أنا أقولك المفترض أن السؤال اسمه التعبير الإنشائي المفترض انه يقيس قدرة الطالب على الإنشاء والتعبير وليس الحفظ هناك سؤال آخر في الإمتحان يقول بوضوح أكتب مما حفظت ليقيس قدرة الطالب على الحفظ أعتقد أنني كنت أستحق صفر بجدارة في سؤال التعبير * * * * * اسمع تساؤلا عن أهمية هذا الكلام الآن أذا فلنعد للوراء كثيرا * * * * * في الرابع من أكتوبر عام 1957 فاجأ الإتحاد السوفيتي العالم بإراسال أول صاروخ إلى الفضاء بينما فشلت أول تجربتين أمريكيتين كان الأمر بمثابة صفعة قوية وهو ماعرف وقتها بأزمة سبوتنيك نظرت الحكومة الأمريكية لنفسها في المرآة ثم قالت : فلنبدأ من جديد يبدوا أننا كنا على خطأ في العام 1958 أصدر الكونجرس قانونا عرف ب -تأمل معي الأسم- التعليم من أجل الدفاع القومي قال الشخص الذي بداخلي يانهار اسود للدرجة دي أيوه وأكتر لقد أكتشفوا أن نظامهم التعليمي لا ينتج سوى أغبياء غير قادرين على غزو الفضاء في العام 1960 قام الرئيس أيزنهاور بتشكيل فريق ناسا في العام 1969 قامت أمريكا بإنزال أول إنسان على سطح القمر * * * * * * لنعد لمصر مرة أخرى أعتقد أن هذا الطالب وأقرانه كانوا ضحية لفهم خاطئ المنظومة التعليمية العقيمة بإداراتها المتعاقبة كانت ذاتها تعاني من سوء فهم بدليل أن الأخ اللي كان بيصحح إداني درجة كاملة هناك كلام يتناثر الآن ويعلو ويتصاعد ويتردد عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإعادة هيكلة وزارة العدل وإعادة هيكلة وزارة الصحة وإعادة هيكلة وزارة الإعلام لم أسمع ولا حرف واحد عن إعادة هيكلة وزارة التعليم لم أسمع ولا حرف واحد عن إعداد مدرس قادر على تخريج جيل من التلاميذ يفهم معنى سؤال التعبير الإنشائي ولا يكتب فصل بأكمله مكون من خمسين تلميذ نفس المقدمه ونفس الخاتمة التي يمليها عليهم المدرس والذي ربما سيكون هو المصحح نريد مناهج جديدة كتب جديدة اسلوب جديد بعيد عن حكاية الجودة واللجان والإعتماد نريد مدارس جديدة وزارة جديدة وليس وزير جديد المشوار طويل وصعب وسيحتاج لوقت طويل لكن آن لنا أن نبدأ إما الآن أو سنظل للأبد نكتب على ظهر الآلة الحاسبة التي لا نعرف كيف نستعملها وجهها الإستعمال الصحيح دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 3/8/2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق