ستون يوما بدونك تلك حقا معجزة ما لا ,ليس مرور الايام الستين هو الاعجاز ولكنه بقائي حيا الي الان أ و تدرين لقد اعدت كتابة هذه الرسالة مرارا وغيرت عنوانها ما يقرب من مائة مرة فأنا لم اكن اتصور مجرد فكرة مرور ستون دقيقة بعيدا عنك , فأربع وعشرون ساعة كانت كابوسا , اسبوعا كان كارثة حقيقية ,اما شهرا فكان دربا من الخيال , فماذا عن شهرين كاملين ؟ لابد وانني الفظ انفاسي الاخيرة الان التفسير الوحيد لعدم مفارقة روحي لذلك الجسد الهزيل حتي الان هي تلك الرغبة العارمة في رؤية محياك ثانية بالرغم من انقطاع اهم اسباب الحياة بالنسبة لقلبي منذ ستون يوما ************************** اين انا ؟ انا والماء وجهان سواء نتبخر حين يحل الصيف ونصبح ثلجا كل شتاء لكن الماء له صوت وانا ما عدت سوي اصداء جميلة حقا تلك الكلمات تحمل عبقرية كاتبها (*) لكني لم اكن لأدرك معناها مهما قرأتها الي ان شعرت انني اختفي من الوجود , اختفي من حياة كل من اعرف , كلهم الان يبحثون عني بلا جدوي , جميعهم الان يفتقدون ذاك الذي كان بينهم يوما ما انا نفسي قد صرت اشعر بالغربة مع ذلك الكائن الذي صار يلازمني والذي لا يمت لي بأي صلة مازلت ابحث عني بداخلي علني ألقي بعضا من بقايا ذاك الانسان الذي طالما كان يعاني من حالة عشق مفرط للذات تلك الحالة التي اظن انها كانت سبب حرصي علي الحياة ببساطة اني احب ان اكون موجودا لا , لا يا عزيزتي ,لا تجزعي ,لم تجعليني اكره نفسي بعد ولا أظنك سوف تفعلين كل ما هنالك انني وجدت سببا آخر يبقيني علي قيد الحياة فلم اعد أ كترث لنفسي او انني لم اعتد ذلك الانسان الذي اصبحت اعيش حياته الان عرضا , نظرت اليوم في المرآة بقليل من التأمل وهالني انني لم اجزع لما رأيت بل لم يهتز لي طرف , لقد صارت حالتي يرثي لها لكني ببعدك لم اعد ابالي بذلك المظهر البالي ,لم اعد ابالي بعبارات الرثاء لحالي , ولا بعبارة ( انت اتغيرت ) , لم اعد ابالي الا بما احمله لك في اللامرئي , ليتهم يرونه , فمن الممكن وقتها ان يكفوا عن الرثاء ولكني حتي لا ابالي بهم , فيكفيني انك ترين ما لا يرونه الان فقط عرفت معني " لكن الماء له صوت وانا ما عدت سوي اصداء " واحسبك تدركينه الان واحسبني احببته ايضا *************************************** (*)قصائد قصيرة ل د/ سيد عبد الرازق ******************************** متوازيات من الالم تلك هي حياتي التي عجز الجميع عن فهم اتجاه سيرها ببساطة اصبحت مجموعة من الآلام تسير في تواز لانهائي مع بعدي عنك مثلها مثل هذان الشريطان الحديديان اللذان صارا يحملاني بعيدا جدا عن دنياك حتي تكاد روحي ان تقول لي هذا فراق بيني وبينك وتتركني لتعود من منتصف الطريق فلطالما كنت مبهورا بهذين الشريطين المتوازيين بلا انقطاع علي طول المسافة بيني وبينك والي ما هو ابعد من ذلك حتي لأشعر انهما يتوازيان الي الابد فأكاد ان اقسم ان الامر ليس بشريا يحتمل الاخطاء البشرية علي الاطلاق طالما كنت اطيل النظر اليهما معجبا بقدرتهم الفريدة في الحفاظ علي المسافة الفاصلة بينهم الي اللامنتهي نعم , انهما لا يقتربان اطلاقا لكنهما علي الاقل لا يبتعدان ابدا مهما طال سيرهما سويا . الان انا اتوق الي رؤيتهما يقتربان ,يتماسان , يتقاطعان , اود لو انني اكملت المسير الي حيث لم يسعني الوصول بعد حيث اري ذاك التلاقي الذي اتمناه لكن جل ما اخشاه ان ينتهي مني الطريق واجدني مضطرا للعودة دون ان القي مبتغاي انا افضل الاكتفاء بتلك المسافة التي قطعتها بتلك المسافة بينهما متمنيا وراجيا ان يكون ما تمنيته موجودا بمكان ما في زمن ما لا اعلمه لكني لن افتش عنه سأدعه يجدني ان كان هناك فلابد وان يلتقيا يوما ما قبل فوات العمر او لعلها فقط كانت آخر ستون يوما بدونك احمد حلمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق