عودة للورطة التي ورطت نفسي فيها دونما قصد . . . قرأت ذات مرة للراحل أنيس منصور يحكي عن ورطتي هذه كان يقول أنه كان مطلوب منه مقال آخر الأسبوع وكان يجلس طوال الأسبوع ليس لديه أي فكرة عما سيكتب فيأخر كتابة المقال حتى قبل دقائق من تسليمه للمطبعة هكذا كانت تعتصر الأفكار بالضغط توفيق الحكيم كان مريضا بالقولون العصبي وكان لديه مكتب صغير جدا وكرسي أصغر وكان يجلس عليه بنصف جسده فقط في وضع غير مريح على الإطلاق ليكتب هكذا تستولد الأفكار بالضغط نجيب محفوظ لأسباب مرضية أيضا كان لا يكتب سوى أربعة شهور فقط في السنة وفي هذه الأربعة شهور خرجت للنور روائع كالثلاثية مثلا هكذا تستلهم الأفكار بالضغط يحكى أن شكسبير كان يكتب عند الحاجة فقط أو حسب عروض مسرح جلوب أي أن المال ينفذ منه فيجلس ويكتب هاملت ثم ينفذ المال مرة أخرى فيجلس ليكتب ماكبث وهذه ليست مزحة إنما هكذا تخلق الروائع بالضغط لكن هؤلاء كانوا يضغطون لسبب وجيه للغاية هناك إلتزام مادي أو أدبي تجاه الناس هناك من ينتظر مايكتبوه ولا يمكن تجاهلهم ببساطه لأنك غير رائق المزاج لتكتب أما أنا لا أجد ما أضغط به سوى أن اليوم هو الخميس وغدا هو الجمعة وغالبا لا أحد ينتظر دوافع قوية فعلا بالإضافة أن للمقال الأسبوعي عيب خطير انه من الممكن أن يمر الأسبوع مملا لا يحمل مايستحق الكتابة ثم تنشب الحرب النووية بعد أن تنشر مقالا قيما عن فيلم السهرة وساعتها هاتاخد تريقة للصبح اعتقد أن المقدمة طالت حتى ابتلعت المقال لكني كنت ابحث عما أتكلم فيه لا يوجد إذا فلنتكلم عن عنوان المقال حسبت الأمر بديهيا أعتقد أن وقت الإحتفالات والهدوء والخطابات الحماسية قد انتهى وهناك أحد غيري في ورطة أكبر بكثير ولابد أن يبدأ وقت الأفعال وإلا فالسكاكين تم سنها مسبقا والمذبح جاهز لإستقبال الضحية لكن هناك ظواهر تستحق التسجيل الظاهرة الأولى هي النشاط الملحوظ ل د . مرسي في أول أسبوع رئاسة يحكى أن نابليون كان ينام عشر دقائق فقط على ظهر الحصان ويستيقظ ليكمل يومه-الحافل بالمعارك- بكل نشاط وكان يملي ثلاثة خطابات لثلاثة جنود في نفس الوقت أعتقد أن د . مرسي يفعل شيئا مماثلا قام بكل شئ تقريبا وتواجد في كل الأماكن في نفس الوقت وتحدث إلى الجميع في نفس واحد بصراحة أخشى عليه من النشاط الزائد في البدايات الظاهرة الثانية هي كمية الإعتصامات والمظاهرات والوقفات التي نظمها المواطنون أمام قصر الرئاسة واسلوب التعامل معها حكى لي صديق كان مجندا في الحرس الجمهوري أن الشارع المحيط بقصر الرئاسة أيام الرئيس السابق كان فيه حظر تجول على مدار الساعة ولم يكن أحدهم يجرؤ على الإقتراب وحكى أحد العاملين ذات مرة أنه تم إرسال شكوى على فاكس الرئاسة -المفترض أنه سري- ولم يلحظها أحد وظلت ملقاه إلى أن إختلطت بورق ما ووقعت في يد الرئيس السابق دون قصد فحدث تحقيق وهرج قامت الدنيا تحت زعم أن هناك خرق أمني ودون أي كلمة عن محتوى الشكوى جولة صغيرة بين المتجمهرين اليوم تجد بينهم من جاء يشتكي رئيسه في العمل ومن جاء يريد ان ينقل لمكان قرب محل إقامته ومن جاء يريد من الرئيس أن يتوسط له ليجد وظيفة له أو لإبنه ذكروني بطلعت زكريا عندما قال لأشرف ذكي : تعرف حد في الإسكان ياريس يديني شقة النكتة إكتملت عندما قال أحدهم لمراسلة أحد القنوات متحمسا واللعاب يتطاير من فمه أن هناك مشاكل بينه وبين أقارب زوجته وجاء للرئيس ليحلها له لأنهم صعايدة هذا ليس جهلا وليست طيبة زائدة هذا إنتقاص متعمد من هيبة أول رئيس مصري منتخب أعتقد أن الرئيس شعر بالحرج وبدأ يتدارك الأمر وشرع في إنشاء ديوان للمظالم لأنه من غير المعقول أن يترك الرئيس مشاغله ويقابل الشعب فردا فردا ليحل مشاكل تافهة وقعت بين أم محمود وأم عباس لأن عباس سكب ماء غير نظيف على ملابس محمود هذا سخف الظاهرة الثالثة حالة الهدوء الغير متوقع بين الرئيس والمجلس العسكري لست من دعاة الفتنة أو من دعاة الصدام لكنني أشعر بقلق الظاهرة الرابعة وهي تستحق دراسة نفسية أكبر من مساحة مقال انهم اناس استحوذت عليهم فكرة واحدة وأقسموا أن يموتوا دونها وجعلوها حرب بذلوا فيها كل غال ونفيس واستخدموا كل الطرق المشروعة والغير مشروعة حتى إذا قضي الأمر وأراد لهم الله الهزيمة فإذا هم مستمرين في حربهم هناك من يحارب حتى الآن ويطلق الشائعات ويتصيد الأخطاء وينتقد كل شاردة وواردة هناك من دعا إلى تيار ثالث من اليوم التالي لتسلم الرئيس لمقاليد الحكم هؤلاء قرروا المعارضة لمجرد المعارضة لم ولن ينظروا إن كان رئيسهم المنتخب من الأغلبية سيصيب أم سيخطئ هم أعتبروه هو الخطأ في حد ذاته لذا كل ما سيترتب عليه هو تواتر من الأخطاء والمصائب السوداء لذا فهم معارضون هؤلاء أناس نسوا أو تناسوا أن المعركة انتهت ولا داعي للتشكيك والمناهضة والتناحر تجاهلوا أننا في حاجة لتضافر الجهود أخشى أنهم مسيرون استحوذت عليهم فكرة ما أكثر من اللازم بلا أدنى شك هؤلاء هم الخطر الأكبر على المجتمع في الفترة القادمة دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 6/7/2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق