لماذا

من اللحظات القلائل التي أشعر فيها بأنني متواجد في المكان الخاطئ تلك التي أستمع فيها لموسيقى عمر خيرت أشعر وقتها أنني أنتمي لهذا العالم الأسطوري أنه كان من المفترض أن أكون عازف كمان يجلس طوال الوقت ليعزف مقطوعات كتبها هذا الموسيقار العظيم قال لي الشخص الذي بداخلي : هذا ليس وقته هناك خمسون مصيبة تنتظر الحديث عنها بينما تتحدث أنت عن تتر مسلسل رمضاني ما هذا السخف قلت له : كف عن حشر أنفك في مقالاتي وأقرأ في صمت * * * * * * بالفعل هناك خمسون مصيبة تطلب الحديث عنها بإلحاح شديد لدرجة تشتت الأذهان فينقطع خيط الإلهام قسرا كما يحدث من تشتيت الأحمال فينقطع التيار الكهربي على أطفال الحضانات وركاب المترو أو تشتيت جهود الأصلاح قسرا على عدة جبهات بصورة ممنهجة فيخرج علينا رامز ليقطع طريق القافلة ثم يخرج لنا لسانه ويتضح انه كان يمزح أويتضح أننا كنا نسير في طريق أراد لنا آخرون أن نتوه فيه . المشكلة الأخرى أنني أعاني من عقدة اسمها "لماذا" وكل لماذا تقود ل لماذا أخرى أكبر حتى تجد أن الحديث عن الوضع القائم هو إغفال متعمد للحقائق وتسطيح غير مبرر للمشكلة . في البداية دعونا نتفق على شئ صغير أنا لن أتبنى أي نظرية من تلك النظريات العبقرية التي تتناثر حولنا هذه الأيام لن أناقش الحدث ذاته بل سأناقش ما وراء الحدث الكهربا قطعت جميل جدا سنكمل في الظلام نحمد الله أني أكتب على الموبايل هناك خبرين قد لا يجد معظمكم أن هناك رابط بينهما لكنني قرأتهم في يوم واحد فنادى أحدهما على الآخر وأزال غموضه الخبر الأول نشره اليوم السابع نقلا عن راديو إسرائيل قبل حادث كمين الحرية بيومين " الحكومة الإسرائيلية تناشد رعاياها في سيناء العودة أو البقاء في منازلهم لإحتمالية وقوع أحداث عنف " الخبر الثاني كان عن استبعاد اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن للعداء الجزائري محمد مخلوف من باقي المنافسات بتهمة عدم بذل الجهد الكافي غريب أليس كذلك لفت نظري تسمية التهمة لكنها أجابت دون أن تقصد عن أحد الأسئلة التي تبدأ ب لماذا والتي ترددت في ذهني بعد وقوع الحادث لماذا وقع حادث كهذا من الأساس؟ الإجابة هي لعدم بذل الجهد الكافي العجيب أن هناك جهة أخرى بذلت الجهد الكافي بالإنابة عن حضراتنا بل وأخبرتنا بالنتيجة وما كان منا إلا أن أخذتنا العزة بالإثم وأبينا أن نستمع لأ وإيه كمان التليفزيون المصري بعد الحادث بساعات قلائل وبعد أن أصبحت فضيحتنا مجلجلة أمام كل العالم يبث فيلما تسجيليا عن جهاز المخابرات المصري وتاريخه وقوته (طب إديني أمارة) حتى أنني توقعت انهم يمزحون وأن أسمع شريط الضحكات المميز لفقرات السيت كوم السخيفة الذي يخبرك مشكورا أين يجب أن تضحك ولو أن محتوى الفيلم -تقريبا- صحيح لكن بالله عليكم هذا ليس وقته لكن بينما أنا غارق في تلك الأفكار العجيبة إذ فاجأتني لماذا أخرى وهي : لماذا مازالت قوات حرس الحدود تعاني ويلات المعاهدة بتلك الطريقة وبعد كل تلك السنوات من البداية كنت أرى أنه ما كان هناك داعي من الأساس للوقوع في فخ الفصل- في معاهدة السلام المزعومة - بين الأمن والسيادة بمعنى أنها أرضك وتتمتع بكامل السيادة عليها لكنك ستأمنها كما يتراءى لنا ياسلام للأسف وقعنا في فخ لا أرى له أي مبرر لكن مايحيرني هو الإصرار والإبقاء عليه حتى اليوم لقد أصبح الأمر مشكلة أمن داخلي كما هو واضح لكل ذي عينين . وفقا لمعاهدة السلام فإن نشر القوات ونوعية التسليح في سيناء يتناقص تدريجيا حتى يصل الى المنطقة (ج) فيصبح عدد محدود للغاية -خمسمائة جندي في شريط حدودي يمتد لمئات من الأميال - لا يمكن زيادته إلا بتصريح من الجانب الآخر . دعك من أنهم في الأغلب غير مسلحين التسليح الكافي مما يجعلهم (ملطشة) لعصابات المهربين وتجار السلاح والمتسللين الأفارقة لماذا الإصرار على هذا البند حتى اليوم لماذا نسمح بأن يموت جنودنا على الحدود -وهذه ليست المرة الأولى- بسبب بند عقيم في معاهدة صورية لما سأل هيكل الرئيس السادات عن سبب إختياره لمبارك كنائب له من بين قادة كل الأسلحة قال : لأنه منوفي مثلي ويتفهم خطتي للسلام وهو ماكان يبرر مقتل جنودنا على الحدود طوال ثلاثون عاما الآن وقد أصبح لدينا رئيس ليس منوفي ولا يتفهم -على ما أظن-خطة السادات للسلام فلماذا التمسك بهذا البند إلى اليوم مجرد تساؤل لكن أظن أنه لن يجيبني عليه أحد . لكن أكثر ما كنت أتمناه بعد الثورة هو ألا أرى قصورا واضحا لكل ذي عينين ولا تتم معالجته على الفور لسبب غامض ونتهم بأننا مش فاهمين حاجة وأنها أسباب دولة عليا أما آن لنا أن نتخلص من تلك الأوضاع المقلوبة مجرد تساؤل آخر لا أعرف متى أسمع إجابته دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 10/8/2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق