عام من الهرجلة

لا اقصد مرسي فهو لم يتمهم بعد لكنه سيفعل ذلك عما قريب ,

وسيكون ذلك آخر ما يفعله بعون الله ,

في الواقع انني تذكرت الامر بالصدفة ,

ومن المفترض أنه مقالا مميزا طالما حلمت به كثيرا ,

قبل عام من الآن كتبت مقالي الأول على أزرار هاتفي القديم ضيق الشاشة في ظروف أكثر ضيقا , الثالث عشر من يونيو لعام 2012 السادسة صباح شهدت ميلاد أول مقال يحمل رؤية سياسية بطريقة أدبية ,

لم يكن يوم جمعة ,

واختيار يوم الجمعة أتى بالصدفة في مقالي الثاني حسب متطلبات الاحداث ,

المقال كان بعنوان هرجلة وكان يتحدث عن العبث الذي كنا نعيشه بعد الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة , ولا اعتقد ان الكثيرين قرأوه او يذكروه اصلا لكنه بعد عام من الكتابة مازلنا نعيش ذات الهرجلة وهو شئ لا يدعوا للإحتفال الذي كنت انشده , لكن لا مانع من توجيه الشكر لكل من ساهم في وقوفي هنا الان وخلفي مايزيد عن الاربعين مقالا , الشكر كل الشكر لمن قال لي لا تتوقف وقت ان كنت اوشك على ذلك .

نرجع للهرجلة ,

في البداية لدينا عالم إخواني أبى أن يحتفظ باحترام الناس له إلى النهاية ,

د . خالد عودة الذي أبيت أن أذكر اسمه في مقالي السابق فقط لانه لم تكن قضيتي الاسماء بل السياسات , ثم حذفت المقال بالكلية لما انحرف عن مقصده خرج علينا بخطبة عصماء في مجلس الشورى فند فيها مخاطر بناء السد على مستقبل مصر من الناحية العلمية , قال بالحرف الواحد أن السادات كان ينوي بيع النيل لإسرائيل تتويجا لجهود السلام , والمخلوع - هكذا ذكره - قام بعمل الاجرءات التي تضمن ذلك , ثم انتقل إلى الحقبة الحالية مهاجما وزير الري متهما إياه أن تقريره ناقص ,

والله ,

انت بتتكلم جد ,

ولماذا لم تنقل انت الصورة الكاملة لرئيسك الذي لا يعارض اقامة مشاريع تنموية في افريقيا ,

ما هو موقفك من تصريحات بهذه الخطورة ,

لماذا الكيل بخمسة مكاييل ,

حملت السادات ومبارك مسؤلية مباشرة عن محاولة بيع النهر بينما مرسيك يداه بيضاء من غير سوء و وزير الري الذي عرف ببدء عملية تحويل النهر من الاعلام هو كبير الابالسة ,
ما احب أن اوضحه لسيادتك أن وزير الري اختصاصه فني داخلي فحسب وليس له اي اختصاصات سياسية او خارجية ,
اذكر سيادتك كذلك أن بدء العمل في السد تزامن مع زيارة رئيسك لأثيوبيا وهو شئ لا استطيع اغفاله بصفتي عدو للشرعية - كما تزعمون - ولا آخذ أي تصرف لرئيسك بحسن نية ,

مقالي السابق لم يكن غرضه سب حضرتك ,

كان عنوانه الكبير " أعرف قواعد اللعبة "

كنت أود أن أقول من وراءه أن العالم الاخواني لا ينحاز لعلمه ,

الاخواني ينحاز لإخوانيته أولا ثم حدثني عن أي شئ آخر بعدها ,

أنا نادم على حذف المقال الآن .



* * * *



فتش عن الغباء



بعد عام من الهرجلة ,

هذه محاولة للفهم ,

لا أدري كيف لم يناقش أحدهم هذه النقطة منذ ثلاث سنوات مع انعدام الجدوى أصلا لانه لا احد يقرأ أو يتعلم , لكن لا بأس بالمحاولة .



أكثر الأفكار إزعاجا هي تلك التي تأتي دونما سابق إنذار لتنير لك مناطقا لم تكن تراها من قبل ولكن متأخرا ,

متأخرا جدا ,

أزعم أن هناك جيلا ما درس الثورة الإيرانية , والثورة الفرنسية , والثورة الرومانية جيدا , واتخذ جميع التدابير اللازمة لعدم تكرار الأمر ,

لكنه جيل ذهب ريحه وانزوت اذنابه واحرقت اوراقه وترك لنا مجموعة من المعاتيه الذين لايصلحون لإدارة سوبر ماركت ,

هناك مشهد شهير جدا من مسرحية الزعيم يقول فيه عادل إمام : " انا لا اعلم لماذا قمنا بالثورة - انا كنت في الحمام ساعتها "

وحتى هذا على تفاهته يبدو حديثا عميقا بالمقارنة بما نراه اليوم بل ويلخص كل شئ ايضا ,

حتى من كان ايا كان موقعه استفاد مما حدث في غيابه ,

الا انت ,

يالك من غبي ,



كتب حمدي قنديل بعد موقعة أم درمان في العام 2009 مقالا تحدث فيه عن الازمة الدبلوماسية التي حدثت بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم موجها حديثه الى الرئيس الجزائري على اعتبار ان توجيه الحديث الى الرئيس المصري وقتها عديم الجدوى - الحديث والرئيس كلاهما - وانه اطلق حبله على غاربه منذ ازمان ,

أنا هنا افعل شيئا مماثلا ,

أحدث رئيسا في علم الغيب ,

فقد اطلقت حبلك على غاربك , واستلبتك شرعيتك التي اضفيتها أنا وامثالي عليك ,

هنا والان نحاول ان نقرأ المشهد سوية .

ما الذي قد يدفع شعبا مسالما نحو الثورة ؟ مع التسليم بأننا شعب مسالم تحمل القهر والظلم وكبت الحريات وتدني مستوى المعيشة بل واستحالة الحياة الكريمة أصلا لدى قطاع كبير من المجتمع لعقود طويلة الا اننا صرنا شعبا مستثارا الان وهو مالم يفهمه السيد الرئيس بعد ونجح بضيق افق منقطع النظير ان يصل بنا لنقطة الانفجار بينما هو يقف في موضع المتفرج ,

يشاهد كرة الثلج العملاقة تهبط من اعلى منذرة بالويل بينما هو يكتفي بمشاهدة اهله وعشيرته يساهمون في مضاعفة حجمها بتصرفات غبية وغير مسؤلة , ولا ادري متى يتحرك سيادته ,

اكاد اراه يتحدث عن اقالة الحكومة او مطالبة النائب العام بالاستقالة وأشياء من هذا القبيل والتي ولى وقتها واصبحنا ببساطة نريد شخصا آخر ,

لم يتعلموا ابدا ,

اذا اردت ان تفهم سيكولوجية الثورات الشعبية لاتبحث عن الفلول او اعداء الشريعة او المطالبين بالقصاص , هؤلاء ليسوا بمحركين ,

اذا اردت ان تفهم لماذا ثار عليك شعبك قبل اقل من عام ففتش عن الغباء



* * * *



ﻣﻌﻠّﻖ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ







ﻭ ﺟﺒﻬﺘﻲ – ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ – ﻣﺤﻨﻴّﺔ







ﻷ‌ﻧّﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻨﻬﺎ .. ﺣﻴّﻪ !







... ...







ﻳﺎ ﺍﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻄﺮﻗﻴﻦ







ﻣﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ







ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻻ‌ﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ :







ﻻ‌ ﺗﺨﺠﻠﻮﺍ ..ﻭ ﻟﺘﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺇﻟﻲّ







ﻷ‌ﻧّﻜﻢ ﻣﻌﻠﻘﻮﻥ ﺟﺎﻧﺒﻲ .. ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮ







ﻓﻠﺘﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺇﻟﻲّ







ﻟﺮﺑّﻤﺎ .. ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲّ







ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺩﺍﺧﻠﻲ .. ﻷ‌ﻧّﻜﻢ ﺭﻓﻌﺘﻢ ﺭﺃﺳﻜﻢ .. ﻣﺮّﻩ !







" ﺳﻴﺰﻳﻒ " ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻓﻪ ﺍﻟﺼّﺨﺮﻩ







ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺩﻉ ﺍﻟﺮّﻗﻴﻖ







ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮ .. ﻛﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .. ﻻ‌ ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻟﻌﻄﺶ







ﻷ‌ﻥّ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ " ﻻ‌ " ﻻ‌ ﻳﺮﺗﻮﻱ ﺇﻻ‌ّ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ !




لا اعرف لماذا يتردد صداها في اذني منذ اسبوع لكني اشعر ان هذه المرة ليست كسابقيها ,
وأشعر أنه لن يولد لنا قيصر جديد ولن نعلم ابناءنا الانحناء ,
وأن الارض لا يرثها المستكينون ,
وقد صرت أحلم بعالم سعيد


* * * *


انها ساعاتي الاخيرة في اسيوط

وكأنه قدري أن احمل صخرة الأشواق وأرحل عنكم ,

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديار

ولكن حب من سكن الديار

اراكم على خير بإذن الله



أحمد حلمي



أسيوط



14/6/2013

2 التعليقات:

Unknown يقول...

ياريت اللى لايجب ذكر اسمهم يفهموا .....بوركت يا استاذ احمد

Unknown يقول...



thx

كشف تسربات المياة
غسيل خزانات
شركة نظافة عامة

إرسال تعليق