0 التعليقات

اين صفقتي


بيتك ياعصفورة وين

مابشوفك غير بتطيري

ماعندك غير جناحين

حاكينا كلمة صغيري

ولو سألونا بنقلون

ماحكيتنا العصفورة

طيري طيري

ياعصفورة

من يذكر تلك الاغنية

اعتقد ان كل مواليد الثمانينيات وأوائل التسعينيات يجترون لحظات طفولية رائعة الآن

تلك الطفلة الجميلة التي كانت تقف خلف المايكروفون في ثقة وتهيب واحساس بالمسؤلية حتى لتشعر انه اوكل اليها توزيع السعادة على اقرانها وتشعر بثقل المهمة لكنها قبلتها على كل حال .

لابد وانها أم لثلاثة اطفال الآن

ارسل لها تحياتي من هنا اينما كانت ,

ارى العيون تتسع دهشة ,

لم اجن ,

ولم اخرف ,

ولكني اكتسبت الحكمة فجأة ,

عندما قال لي د . مينا الذي احتجزته قوات امن الدعوة وقاموا بتعذيبه لمدة ثلاث ساعات بدون تهمة واضحة انه ليس لديه مكان ليهاجر اليه هو وأسرته فخيار الهجرة غير متاح حمدت الله ان لي اقارب في المحلة اذا فأنا لدي مكان لأذهب اليه ,

ماذا ؟

لا يوجد لي اقارب في المحلة ,

اذا لأذهب للجحيم او اكتب للأطفال ,

كان هذا قبل ان ارى طفلا في الثالثة عشر يجيب عن تساؤل مفاداه ماذا ستفعل لو كنت في حضرة رئيس الجمهورية غدا ؟

فقال سأقول له : أين مشروع النهضة ؟

بصراحة اذهلني ان يأتي هذا السؤال ممن في هذا السن , طفل يبحث عن النهضة اذا فهو لا يسمع اغاني اطفال ,

كم انا سخيف .

بما ان اهتمامات الاطفال تطورت فلنرضى بالواقع ونبدأ في اجراءات التعايش السلمي معه حتى وان كانت ستؤدي لعدم التعايش السلمي مع النفس



******************



كلما وقع حادث جسيم وما اكثرها وددت ان انزل للشارع واقوم بضرب اول مواطن يقابلني من باب تفريغ الطاقة كحل بديل عن الجنون او الانتحار وتدعيما لنظرية انا حقا العنكم يا بلهاء الشهيرة لكني الجأ لحل لم يعد يجدي نفعا تلخصه مقولة الراحل جلال عامر : في مصر حاول ان تكون بطئ الفهم حتى لا يصورك الرادار فنحن في مرحلة نزع التكت وتغيير المالك وفقط لكن البضاعة هي هي

فقط المالك تغير , مما يقودنا على الفور لمقال بلال فضل الشهير الذي كتبه اواخر 2010 بعنوان " بلال فضل يكتب لكم من العام 2040 ويجيب على التساؤل هل يرشح البرادعي نفسه لفترة رئاسية سادسة "

والذي بدا فكاهيا وقتها وصار موجعا الان فكل ما لم يكن ليصير صار وكل ما لم يكن ليجوز جاز ووحده الله يعلم ما سيكون غدا وما عاد يجدي بطء الفهم نفعا وعلى السادة المقيمين بالخارج مراعاة فروق العملة ورحم الله عمنا جلال

******************



B R C



هذه هي الحروف الاولى من نظرية جديدة تدعى :

" Blind road crossing " او

" عبور الطريق وانت مغمض العينين "

وهي تقتضي ان تغمض عينيك وتقوم بعبور الطريق , حسبت الامر بديهيا لا يحتاج لشرح , غالبا هي ليست بجديدة على الاطلاق , فقط توصيفها جديد , فنحن نستخدمها منذ ما يقرب من سنتين دون تورع او خجل او موابة او تجميل , كل تصرفاتنا واختياراتنا وقراراتنا تنتهج نفس النهج الاعمى الاهوج وحتى الاعمى يمشي بحذر ,

- لماذا قمتم بثورة ؟

-لهدم نظام فاسد

-وهدمتموه ؟

-لا

-لماذا قلنا نعم لإستفتاء 19 مارس ؟

-لأجل الاستقرار

-واستقريتم ؟

-لا

-لماذا انتخبت الاخوان والسلفيين لمجلسي الشعب والشورى ؟

-عشان بتوع ربنا وهايتقوا الله فينا

-وشوفت ربنا في تعاملاتهم ؟

-لا

-لماذا انتخبت مرسي للرئاسة بدل شفيق ؟

-عشان لو غلط نعرف نحاسبه ونعرف نثور عليه ونخلعه

-عرفت تحاسبه او تثور عليه او تخلعه ؟

-لا

لماذا قلنا نعم للدستور المخيب للآمال - حذفت لفظة المشوه بعد كتاباتها لذا وجب التنويه - ؟

-من اجل الاستقرار

-يوووووووووه تاني استقرار ,

حلقة مفرغة تقودك بدايتها لنهايتها , سلسلة من عبور الطرق العمياني الاهوج , والنتيجة انه لانتيجة , كل يوم يتأكد لي انه لا شئ على الاطلاق يحدث او يتغير او يتبدل

اكرر لقد تم بيعنا بلا ثمن , الجو العام ملئ بالحديث عن صفقات وتوازنات ومجاملات وكل من وصفوهم بالفلول واتهمونا باتباع من هم على شاكلتهم اصبحوا الآن اما وزاراء او اعضاء مجلس شورى بالتعيين او محافظين , كل واحد من هؤلاء ظفر بصفقته

طيب وانا

-انا كنت معترض على فكرة محدش هايعمل معايا صفقة عشان اسكت

الاجابة هي لا

الحيثيات هي

انت لاقيمة لك لذا فلا داعي لترضيتك

اِتحِكم وانت ساكت يا مواطن .

******************

ثم دارت اللمونة دورة كاملة

ثم داخت

ثم ان الناس لامونا

ثم ان الثورة باخت



تقريبا كان المقصود ان الثورة دي تبقى حرم الثور لأنه لا يتصرف بهذا الهياج واللامبالاة سوى الثور وفي الغالب من امتطى هذا الثور الهائج في لحظة فراغ ادرك الآن انه لم يعد يمتلك اي زمام وان اي قرار منه او اي حركة في اي اتجاه تؤتي نتائج غير مرجوة ولا متوقعة بالمرة لكنه متشبث بظهر الثور لأقصى درجة ويحسب انه لن يبرحه بسهولة , لا اعلم من اين اتاه هذا اليقين ربما لم ير مشهد مماثل من قبل او ان ذاكرته ضعيفة

لكن دعني اوضح شيئا اراه لا يحتاج لإيضاح

1 - حصل التيار الاسلامي على ما يقرب من عشرين مليون صوت انتخابي في انتخابات مجلسي الشعب والشورى

2 - حصل الدكتور مرسي على خمسة مليون صوت في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة الموازية لإنتخابات المجلسين من حيث امكانية الاختيار بين مرشحين عدة وهو ما يعكس تراجع شديد للشعبية في وقت وجيز جدا,

3 - حصل الرئيس مرسي على ثلاثة عشر مليون صوت لا يخفى على احد ان ثلثيهم من عاصري الليمون ومتبني نظرية نص العمى ولا العمى كله و درأ المفسدة اولى من جلب المنفعة لكنهم تحولوا الى مؤيدين بحكم الحالة .

4 - وسط كل هدا الحشد الرهيب والدعوة الى الجنة والترهيب من النار قام عشرة مليون مواطن فقط بالتصويت بنعم على دستور الثورة بما يوافق قلعة المقطم .

الارقام تقول ان شعبيتكم في تناقص , وان ايديكم تتخلى عن ظهر الثور الهائج , وان مآلكم الى السقوط مالم تنتهجوا نهجا غير الذي تسلكون ,

التاريخ لا يعيد نفسه وان حدث فإنها ان كانت في المرة الاولى كوميديا حزينة فإنها فالثانية تكون تراجيديا مبهجة , لاتنخدعوا بوهج السلطة , ولا تغرنكم كثرتكم .



**************

اليوم هو ذكرى الاربعين لضحايا قطار منفلوط . منذ اربعين يوما فقدت احدى قرى الصعيد جيلا كاملا من حفظة القرآن , قرية تفقد اطفالها في يوم واحد ولم يتحرك احد ليغير اي شئ سأظل اضغط على الجرح مرارا فلا يتوقف عن النزف حتى يأتي حقهم ويكف الوطن عن رثاء ابنائه

دمتم في حفظ الله



.

.

.

أحمد حلمي



اسيوط



28/12/2012

0 التعليقات

تبا لكم كيف تنامون

** اعرف عن نفسي الكثير , انا الجندي الذي تلقى رصاصة في معدته ويشاهد احتضاره حصريا دقيقة بدقيقة بلا اعلانات , انا فتات انسان يتظاهر انه على قيد الحياة وهو ليس كذلك , انا الذي يتنفس ويأكل وينام بقوة الدفع , انا ساعة بدون عقرب , انا يونس في بطن حوت كافر لن يلفظني عند اي جزيرة , انا الطعام بدون ملح , انا الذي ينتظر لحظة الاظلام الاخيرة في مسرحية مملة من تسعين فصلا; لحظة نزول الستارة الحمراء .. بلا تصفيق . ............. هذا ليس أنا تحديدا , هذا أحمد مراد يتحدث على لسان بطل روايته " الفيل الازرق " , البطل الذي يعيش حياة لامعنى لها ولا يجد لها لزوما ولا داعي للمقاومة , مقاومة الرغبة في الوجود , لأنه ببساطة لا رغبة من اي نوع . بشرى سارة , انا قريب جدا من شئ ما كهذا , انا اتسرسب ببطء شديد من بين اصابعي ولا اجد وسيلة لمنع ذلك , ربما هي هناك في مكان ما لكني لم اجدها بعد , جربت السفر , العودة , الخروج , الصحبة , السهر , النوم , مشاهدة مباريات الاهلي , قراءة روايات قديمة وجديدة , وحتى كتابة المقالات وتلقي تعليقات الاشادة , كل شئ فقد طعمه او فقد جزء من طعمه . الاحساس الاصعب عندما ترى الحفرة شديدة العمق والاتساع من بعيد وتنادي بأعلى صوتك احذروا ياقوم فهنالك حفرة فلا يخرج صوتك ليسمع اذنيك , لسبب بسيط ان صوتك تم تكميمه بقوة ما لا تعرف كنهها , هذه ليست مقدمة ياعمر هذا صلب المقال , انا ارى الخطوة بعد القادمة التي ستؤدي اليها الخطوة القادمة لكني غير قادر على منع الخطوة الحالية , لذا انا اشعر بالغبن والخداع والالم , من الآخر وان كنت لا تفهم مقصدي فإنه كقاعدة - اصبر لما احطهالك بين قوسين عشان تشوفها كويس - ( كل شئ لا تفهمه في مصر هو في الاغلب ليس في صالحك ) تفسير لأنه لا احد يعمل لصالحك , يوما ما بعد خمس سنوات او عشرة او كيفما يطول بك العمر ستكتشف ان ما تعترض عليه يومها لا يمكن تعديله وما باليد حيلة - هكذا سيقول السيد المسؤول- لأن هذا قانون أُقر منذ القدم او تم تمريره , وعندها لن تنفع ياليتني , او ياليتنا , وقتها ستتحدث بصيغة ياليتهم وتجمع حاجياتك وترحل على اول طائرة لأي مكان ولو حتى لموزمبيق . عرفتوا انا مخنوق ليه ؟ ******************** الكاتمين الصوت بين شعوبهم مثل الزراف أكتب لكم عشية الخلوة الانتخابية غير المقدسة - وهكذا افتى بعضهم بالمناسبة - وهذه هي المرة الثانية التي استخدم فيها هذا التعبير للأسف لكن الامر في الحالتين بلغ من العبث ما يجعل التعامل معه بواقعية هو السخف بعينه , الامر مجردا ان كل ناخب مقدس سيذهب الى المجمع الغير مقدس ويختلي بورقة غير مقدسة ليغتصب حقا مقدسا ويلقي الورقة بعدها في صندوق غير مقدس ليتصاعد في سماء المدينة دخانا بلون الايام القادمة - والذي لن احدده من باب بشروا - المح احدهم وقد رفع حاجب الامتعاض وهم بترك المقال , مع الف سلامة , المهم , سألني صديق مازحا ما الفرق بينك وبين الزرافة ؟ ولما كنت انا بتاع فيزيا وماليش فعلم الحيوان فلم اجب , فأضاف هو ان الزرافة ليس لها صوت بينما انت لك , هذا كان قبل ان يقول السيد الرئيس ان انا وأمثالي - عدم اللامؤاخذة - لا يوجد اي فارق بيننا وبين اي زرافة تحترم نفسها . انا ماليش صوت , هذه هي الحقيقة , كل مواطن مصري يعيش في السعودية , البحرين , الكويت , ايطاليا , اسبانيا , البرتغال , جزر القمر , المالديف , بورتريكو - لو كان هناك مصريين - فإنهم يتمتعون بكامل حقوقهم السياسية متمثلة في الادلاء بأصواتهم , وهذه من مكتسبات الثورة التي بُحت اصواتنا واصواتهم حتي يحصلوا على هذا الحق , بينما المواطن المصري الذي يعيش في مصر بعيدا عن موطنه الانتخابي نزعته الثورة حقه في الادلاء بصوته بدون اي منطق يُذكر , واصبحت ناقصا للأهلية وفاقدا لحقوقي السياسية لمجرد انني ابعد عن دائرتي خمسمائة كيلو متر , بينما المواطن ذو الشعر المنكوش الذي اكسبته الثورة فستان زفاف عاري الكتفين وكفى به مكسب فهو قد سجل حضوره في التأسيسية بالانسحاب معتبرا ذلك موقفا وطنيا كما ذكر سيادته بعد الموافقة على مايخصه من مواد وينام الآن قرير العين ولعنة الله على امثالي , لقد تم بيعنا من الجميع صدقوني . يوما سنقرأ في الجريدة يا بلادي اننا كنا زراف ******************** المهم ان تبدو في مصر لا يهم ان تفعل اي شئ ذا قيمة , ما يهم ان تبدو للناس انك تفعل شيئا ذا قيمة , ولا تفعل الخير لترميه في البحر الا إن كان احدهم سيراك وانت تفعل ذلك عندها سيخبر الآخرين انك لاتفعل الخير وفقط بل وترميه في البحر ايضا , حبذا لو كانت تلك العملية مذاعة تليفزيونيا على الهواء , مائة عضو في اجتماعات مطولة لمدة ستة اشهر لوضع احد المكتسبات العظيمة للثورة تخلل الامر مشادات وشد وجذب وانسحابات وبدلات ونظرات توحي بالعمق والاهمية واحاديث مطمئنة وغير مطمئنة توحي بالخطورة حتى لتشعر انهم يكتبون دستور مثلا - لا سمح الله فما خرج لا علاقة له بالدساتير - ثم ليخرج لنا هذا الكائن المطاطي المشوه الذي يدعوا للسخرية والامتعاض , انا لا اصدق , هناك مواد لا تصدق انها مكتوبة بالفعل في دستور دولة حرة ذات ارادة تسعى نحو الافضل - والله ولا تسعى ولا حتى تمانية - هناك مواد تشعر ان كاتبها كان ينتقم من شخص ما ففصل له مادة بعد انتهاء الاجتماعات , لوحة يوم الدينونة لمايكل انجلو رسم فيها احد اعداؤه ينتظر دوره ليتعذب في النار بين الخاطئين , انه ذات المنطق , هناك مواد وضعت فقط لفقع المرارة , وكأنها لاتزال سليمة , بعد قراءة الدستور كاملا والضحك المؤلم على ما جاء فيه باغتني سؤال بديهي , لماذا يفعلوا بنا هذا الجرم الشنيع ؟ لماذا الاصرار عليه بتلك الصورة الملحة ؟ لماذا تحويل المعركة الى شريعة ولا شريعة للتغطية على نقاط الاعتراض الحقيقية ؟ لماذا تتغير المواقف وتتبدل الحقائق مع ثبات الوجوه بتلك الصفاقة ؟ لماذا تسفه من قولي وكأنك احتكرت الحقيقة ؟ لماذا تظن انك احتكرت الحقيقة ؟ ألف لماذا قد تقودك للجنون . الخلاصة لقد تم بيعنا بلا ثمن . الف مبروك ******************* كيف تنام بالله عليك اخبرني بالله عليك , كيف تنام بعد تبرير القرار وعكسه , كيف تعيش في تلك المهزلة , كيف ترفض شيئا ما يوما ما ثم تبادر بتأييده لأي سبب كان في يوم آخر , كيف تصدق نفسك , حدثني عن سقف حجرة نومك الا يعكس هواجسك فترى فيه واقعك المتناقض كل ليلة كفيلم تسجيلي قصير يمنعك النوم , كيف تشعر بالسلام النفسي وانت تقلب الحقائق بهذه الطريقة فيصير القاتل قتيلا , قل لي بالله عليك ما هو نوع الدواء الذي تتناوله لتردد شيئا ما لا تقتنع به , لماذا تحدثني وانت تنظر في الارض لماذا لا تنظر في عيني ودعني اقرأ الكذب الذي لن تستطيع اخفاؤه خلف هذه الكلمات التي ترسبت في عقلك الباطن بالتكرار ظنا منك ان تكرارك لها سيقنع من حولك , مايثير جنوني انهم انتقلوا من مرحلة التزييف الى مرحلة تصديق التزييف فصارت هذه حقائق فعلا وصاروا يشعرون بالالفة معها . مستقبلا ستقترن لفظة تبرير بلفظة كذب وما كان ابعدهما حتى وقت قريب سامحكم الله . ****************** لم انسى .... ولو ان بعضكم تناسى لن اتهمكم بالنسيان كما رماني البعض مسبقا , لكن تتابع الاحداث بتلك الطريقة قد يُنسي المرأ جنسية والدته ويدفعه للقيام بأشياء غير مبررة وغير ذات معنى , لكني عندما رأيت ذلك الشئ المتدلي من سقف محطة رمسيس فكرت في الاموال التي انفقتها الدولة عليه وذهب عقلي لحظيا للعامل الذي أُتُهم بالتسبب في قتل خمسين طفلا ثم اتضح انه لا يملك وسيلة تنبيه بقدوم قطارات وانه يغلق المزلقان بوحي من الله او بإتصال على هاتفه المحمول , وان القطارات تمر دون حوادث فقط بتوفيق من الله ورضوانه على العابرين , تكلفة تجديد الصالة الرئيسية بمحطة رمسيس تكفي لإصلاح كل مزلقانات المحروسة وتفعيل نظام للإنذار المبكر بقدوم القطار , بلاش وزارة النقل خالص , ما يصرف من مبالغ طائلة سنويا لتجميل مدينة اسيوط يكفي لبناء مدارس لكل قراها المحرومة فلن يخرج اطفالها في رحلة تمتد لعشرات الكيلو مترات كل صباح طلبا للعلم . القليل من العدالة , القليل من الرحمة , القليل من الاحترام لآدميتهم المهدرة اصلا . ****************** المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس ملزما لأحد بالمناسبة , دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي أسيوط 14/12/2012

0 التعليقات

الحقائق العشرة



هذه المرة الاولى التي يتأخر فيها المقال حتى غروب شمس يوم الجمعة لكني كنت في صراع نفسي بين النشر من عدمه ,
لكن بدون مقدمات اليكم بعض الحقائق .

*************************


حقيقة رقم واحد :



أنا أُوثق



عندما طُلب مني كتابة مقال ادبي بمناسبة ذكرى ميلادي والبعد ولو قليلا عن السياسة لاقت الفكرة قبولا في نفسي ووجدتها فرصة للراحة , لكن الهدية التي قدمها لي الشعب المتحضر يوم الاربعاء الماضي جعلت من السخف ان امضي قدما فيما كنت عازما على فعله ,

وهو ما جعلني افكر في ماهية الكتابة اصلا , فتحول الصراع من سياسة ولا سياسة الى كتابة ولا كتابة ,

كنت اناقش احدهم نقاشا لا ينتهي ابدا بعد ان قررت الا اكتب لأنه لا شئ يقال فوجدتني اصلح مغالطاته التاريخية بما وثقته في مقالات سابقة لي , فعدلت عن قرار الامتناع وقررت ان اكتب لغرض واحد

سأكتب للتوثيق .

******************

حقيقة رقم اثنان :



انا المهرج



انا قلبي كان شخشيخة اصبح جرس

جلجلت بيه صحيوا الخدم والحرس

انا المهرج

قمتوا ليه

خفتوا ليه

لا في ايدي سيف

ولا تحت مني فرس

وعجبي

قد تكون مبالغة قد تكون كلمات الراحل صلاح جاهين كبيرة على ما انا مقدم على وصفه , لكني رأيت الامر مجردا هكذا كما سأصفه , ربما كلماتي على مدار اربعة وعشرون مقال لم تحرك احد , لم تغير شئ , ربما لم يقرؤها سوى اصدقائي وبعض اصدقائهم , فهي حتى لم تجلجل ولم توقظ خدما ولا حرسا , وهو ما لا يحقق الجزء الاول من الابيات ,

لكنني فعلا انا المهرج ,

نعم ,

انا المهرج ,

ولا داعي بالمرة لإلباس كلماتي اي ثوب جدي او وعظي او اصلاحي ,

انا المهرج ,

لا تلتفتوا لي ,

من قابلني بعد ان قرأ لي اصيب بصدمة كبيرة , ومن قرأ لي بعد ان قابلني اصيب بحيرة شديدة , الفكرة العامة المسيطرة في الحالتين تقول بصوت عالي هذه الكتابات لاتنتمي لهذا الشخص ,

ببساطة انا المهرج ,

وما اكتبه ليس له قيمة وليس في يدي سيف ولا انا فوق الفرس , آسف على ازعاجكم , من الممكن ان تخلدوا الى النوم الآن فلن احدث ضجيجا بكتاباتي ,

*****************

حقيقة رقم ثلاثة :



انا الكافر



ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺭﻓﻀﺎﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻝ ﺑﺄﺣﻼ‌ﻣﻲ

ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻨﻴﺶ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻖ

ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﺤﺮﻕ ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﺸﻨﻖ

ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ

ﻫﺘﻔﺘﻜﺮﻭﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﻫﻤﻮﺕ

ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻭﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ

انا الموﻟﻮﺩ ﻛﺪﻩ ﻣﺒﺸﻔﺶ

ﻏﻴﺮ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻌﺮﻓﺶ

ﺍﺷﻮﻑ ﺿﻲ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ

ﻭﻣﻔﻴﺶ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻀﺪيﻦ ﺑﻴﺘﻘﺎﺑﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻔﺎﻥ

ﻛﻔﺮﺕ ﺑﻜﻞ ﺃﻭﺛﺎﻧﻬﻢ ﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺘﺎﻓﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺴﻤع في كل مكان

انا الفاكر هموم الناس وكل الناس بتنساني

انا الكافر في كل شريعة رفضاني .



كلمات الاغنية تحكي كل شئ

نحن نتعامل مع اناس يدعون احتكار الحقيقة , يدعون احتكار الوطنية , يدعون احتكار الدين ,

نحن اما جهلة ونتكلم بما لا نعي , او فلول وخارجين عن الشرعية , او كفرة وخارجين عن الشريعة .

العجيب ان لديهم مقدرة غير عادية على غسل الدماء عن ايديهم والقاء التهم على غيرهم وتبرير اي عمل مهما كان حتى ولو كان قتل الآمنين .

ان كانت شريعتكم التي تدعون اليها هي ديمقراطية لي الذراع وفرض واقعكم القبيح بالكثرة وقلب الحقائق والبلطجة السياسية وتمرير القرارات والقوانين والدساتير بالصوت العالي والتخويف والترهيب والتهديد واستعراض القوة

فلتعلموا

اني حقا بشريعتكم اول كافر

********************



حقيقة رقم اربعة :



انهم يتقربون الى الله



هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لما يحدث

من يسمعهم ينشدون ويزأرون

قوة .. عزيمة .. ايمان

 قبل ان ينقضوا على خيام عدوهم ليمزقوها يعرف انهم يتحركون وفقا لهذا المبدأ

نحن اعداء وهم يتقربون الى الله بإفائنا

او انهم يتعاملون مع اعتراضنا وفقا لمنطق :

" وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة "

لقد تم تصنيفنا على نحو يسمح بإبادتنا

نحن اعداء الله الذين امرهم ربهم بإعداد القوة له وارهابه , هكذا فهموا واعدوا عندما كتبوها .

ثم يتهموا الاعلام بعدم الحياد وكأن فعل القتل فيه حياد ولابد ان نسمع وجهة نظر القاتل ونستنطق المقتول ثم نحكم والا فنحن غير محايدين .



*****************



حقيقة رقم خمسة :



التاريخ لايعيد نفسه بل يخرج لسانه للأغبياء



المخلوع عوقب على فعل عدم المنع

حيثيات الحكم على مبارك والعادلي بالمؤبد رغم براءة القتلة الاساسيين كانت انه لم يمنع فعل القتل وليس لأنه قتل او حرض او سهل القتل فقط انه لم يمنع .
السذاجة هي محاولة فعل نفس الشئ بنفس الطريقة عدة مرات متوقعا النجاح

**************

حقيقة رقم ستة :



العناد يرفع سقف المطالب



هذه حقيقة ليست بحاجة للتوضيح وصارت واضحة لكل ذي عينان

لم يعد الامر يقتصر على اعلان دستوري او دستور مسلوق

المطالب زادت وتعاظمت وساعد على ذلك الدماء التي سالت اول امس



******************** حقيقة رقم سبعة :

لقد صار بيننا دماء
وستسأل عنها
وما عاد هناك فارق بينك وبين المجلس العسكري او نظام مبارك

******************


حقيقة رقم ثمانية :



الحديث عن طرف ثالث صار سخيفا مملا مثيرا للغثيان القليل من احترام العقول يرحمكم الله .

******************

حقيقة رقم تسعة :



السيد الرئيس اخذته العزة بالاسم واغتر بجماعته وصار  يفقد شعبيته وتعاطف البسطاء معه بسرعة غير عادية , ذات الخطابات المملة المثيرة للشفقة لم تعد تجدي , صدقوني لن يسرني ابدا اسقاطه لكننا نعود للوراء بخطا ثابتة وهو يقف موضع المتفرج ولا يحرك ساكنا ويكتفي بخطاب مطول ومتأخر كثيرا بينما البلاد تسير بخطى ثابتة نحو حرب شوارع .

انا لن اعلق .

***************

حقيقة رقم عشرة :



لقد تم بيعنا وبالرخيص

ويحق لنا - فقط -  ان نأسف لحالنا
اكررها للمرة المائة
هذي بلاد لم تعد كبلادي


***************

كدت انسى

حرب اهلية عشية ذكرى ميلادي

ما اجمل هداياكي يابلدي

عالعموم

وانتي طيبة يامصر

دمتم في حفظ الله

.

.

.

احمد حلمي

البحيرة

7 / 12 / 2012

0 التعليقات

سلام الله على العقول



المجد للألمان

بصراحة كنت أنوي أن أكتب مقالا قويا أندد فيه بحكم العسكر الإستبدادي وأدعي لمبارك بطول العمر ليكون لمن خلفه آية

وأتوعد لجنة الإنتخابات بالويل والثبور في حالة التزوير - لا قدر الله -

كنت أنوي أن أبعث رسالة لأبو الفلول لأقول له أن السيدة الفاضلة والدة حضرته مازالت مستمرة

وأنه يا أنا ياهو في البلد

كنت أنوي أن يكون مقالي حادا قويا قاطعا جازما يخلد إسمي في معسكر الكتاب الثوريين

لكني للأسف وجدت ذلك بلا جدوى

ارى الدهشة في عيونكم , لم اجن بعد , هذه مقدمة مقالي الاول , وماكان بلا جدوى وقتها صارت له جدوى الان



لذا ,



لا تقرأ هذا المقال

اجل اقصدك انت

لاتنظر خلفك

بلا مواربة , بلا تجميل أو تذويق للكلام , برزت أمام عيني صباح الخميس حقيقة واحدة واضحة جلية اعلنت عن نفسها في إعتزاز

لم يعد هناك مجال للوقوف على الحياد , إذ أنه ببساطة ليس هناك حياد , قد يفقدني مقالي هذا الكثير من المتابعين والقراء لكن ما جدوى ان اكسب القراء وأخسر نفسي , هناك حل جميل يرضي جميع الاطراف هو ان اكتب على الطريقة القديمة التي كانت متبعة من قبل رؤساء تحرير الصحف القومية

"الحكومة تضيع جهود مبارك الإصلاحية"

لكني رأيتها دعابة سخيفة القيت آلاف المرات حتى صارت تجلب الاستياء وليس الضحك ثم انني مللت المواءمة , او كما قلت لكم لم يعد هناك ارض حياد , بل انه حتى لم يعد هناك ارض لي , لقد صارت بلدهم , مجلسهم , حكومتهم , قانونهم , تأسيسيتهم , دستورهم , رئيسهم ,

واخيرا

ميدانهم .

لم يعد لي سوى هذه المساحة كي اصرخ فيها كيفما أشاء لذا سأفصح عما في صدري وليغضب من يغضب فليس لدي ما اخسره لحسن الحظ

ربما عرفت الان اني احدثك انت

صديقي العزيز لا تقرأ هذا المقال ,

ان كنت مصرا فإن جل ما اتمناه الا ينتقص ذلك من قدري عندك لكن اخشى اننا شعب لم يتعلم كيف يفصل بين الانسان بشخصه والانسان برأيه وفكره .

للمرة الرابعة اكرر

هذا مقالي وليس صفحة بريد القراء

ربما يعجبك ما سأقول وربما لا

هذا يتوقف على مدى قدرتك على استخدام عقلك الواعي وتغليبك للمنطق ومدى وقابليتك للإنسياق .

*******************

خصوصيتنا حماها الله



لا أظن أن احدكم معترض على العنوان

نحن بالفعل بلد له خصوصية شديدة وما يصلح مع اي شعب وفي اي دولة لا يصلح معنا مهما كانت صحته او عقلانيته

فقط في مصر نبني الارصفه لنمشي بمحاذاتها ,فقط في مصر نضع القوانين لنخرقها , فقط في مصر تخرج مظاهرات تأييد وهذا ما لا افهمه من الواضح لكل ذي عقل ان المظاهرات ابتدعت للإعتراض لأن المؤيد المفترض انه قاعد في بيته مبسوط وفرحان ومزقطط ولا حاجة به للخروج لأن ما اراده تم بالفعل لما يحصل عكسه ياسيدي ابقى انزل براحتك وقت ما انا اكون روحت وماكونش واقف بأيد القرار العكسي

ايه ده هو انا كده قلت اني معترض

ماعلينا

لكنه لأننا في مصر فإنه فقط وحصريا يخرج المؤيد ليقول للمعارض اعرف حجمك ويحاول اقناعه بالعكس بطريقة حضارية جدا وبما لا يخالف شرع الله .

فقط في مصر يختلف الناس في آرائهم طبقا لطريقة توزيع الشعر في الجمجمة , ارى الوضع الخاص السابق غير مفهوم للبعض ويحتاج مزيدا من الشرح ,

ليكن , روى شاهد عيان ماحدث من محاولة مجموعة من المؤيدين اقناع مجموعة من المعارضين برأيهم بطريقة حضارية للغاية فقال واصفا الامر كما رآه مجردا :

" الناس اللي بدقن ضربوا الناس اللي بشعر "

كده وضحت اعتقد

في مصر وفي مصر فقط تستخدم العقول في حل السودوكو

اي استخدام اخر للعقول يعرض صاحبه لتهمة الفلولية والالحاد والخروج على ولي الامر , وهي تهم مجهزة مسبقا وغير سهلة على الاطلاق لو كنت قد لاحظت ذلك جيدا .

في مصر وفي مصر فقط انت لست زبونا , لا احد يريد ارضاءك كي تعود , لا احد يريدك ان تعود , فلتغور في ستين داهية

*****************

ذرهم يحظوا ببعض التسلية



وكأنهم يمنون علينا بها هذا ما تستنبطه عندما تسمع تلك الجملة

الغريب ان احدهم لم يقرأ للراحل العظيم أحمد بهاء الدين , لم تمر بهم مقولته الخالدة " الانسان حيوان له تاريخ " هذا ما يميزه

الانسان يختزن التجارب ويتعلم منها

النحلة تصر على فعل اللدغ رغم رؤية اقرانها يفنون بعده ,

الانسان المصري حيوان ضعيف الذاكرة او منعدمها او متجاهلها للأسف لذا فلا تاريخ له

عندما علم شاه ايران بوجود مظاهرات احتجاج ضده امر احد رجاله بالخروج الى الشارع لإستطلاع الامر فلما عاد ليصف له مايحدث فما كان منه الا ان ركب طائرته الخاصة وخرج ليرى ما يحدث , فلما رأي الجموع الغاضبة سأل الطيار : أكل هؤلاء ثائرون ضدي ؟

لم يرد الطيار لكن الجواب كان واضحا .

الشاه لم يتحدث عن التسلية لحسن الحظ ورحل في هدوء .

ك خبير سياسي يعرف ان الثورة الايرانية قتلت بحثا واتخذت جميع التدابير اللازمة لمنع تكرارها لكن الخروف الذي كان يحكمنا نسى ذلك للأسف وتركنا بعناده نخلعه بكل سهولة

والان سأدع القصور الذاتي يقود عقولكم الى حيث ارنو

سلام الله على العقول

*****************

احجية

قديما عندما كنت ارى الامور واضحة جلية كالشمس كنت اتعجب كون الشمس لها وجوه كثيرة , لكني لم اعد اتعجب لشئ الآن , كانت هناك احجية قديمة تُروى بطريقة مضللة فلا يهتدي سامعها الى حلها ابدا مهما حاول رغم بساطتها وسذاجتها , وهو ما أُعزي اليه الاختلاف الجاري الان , كل فصيل يحكي فزورته الخاصة بطريقته الخاصة لذا يصل كل منا الى نتيجة مختلفة , هذه نتيجة اخرى لعدم استعمال العقول في التفكير المجرد والتحرر من الاهواء .

ولهذا السبب اظننا سنختلف لفترات طويلة قادمة

لكن دعنا نروي احجيتنا الخاصة

اولا :



اقالة النائب العام

قرار ثوري ومطلب جماهيري وشئ جميل لكن نختلف مع طريقة تعيين نائب عام جديد .

ثانيا :



اعادة المحاكمات

مادة شكلية ناقصة تقر في ذاتها ان القضايا لن تفتح الا بأدلة جديدة , كان اولى به مثلا اصدار قانون لمحاكمة كل اركان النظام السابق محاكمة ثورية والا فلا قيمة لتلك المادة .



ثالثا ورابعا :



تحصين المجالس نفسه قرار يحمل اعترافا ضمنيا بوجود عوار قانوني يشوبهم والا لماذا تحصنهم حضرتك

خامسا :



تحصين قرارات الرئيس ضد الطعن يجعل منه دكتاتورا ولا يوجد مسمى الطف من ذلك

قراراتك ليست قرآنا ولم يأتك الوحي من السماء على حد علمي وكُلٌ يُأخذ منه ويرد وعصر الحاكم الاله انتهى منذ زمن



سادسا :

المادة التي تقول انه لرئيس الجمهورية ان يتخذ التدابير اللازمة لحماية الثورة و .. و .. الى اخره

بها رائحة غير محببة ولها طابع غير مرغوب فيه اسمه قانون الطوارئ



ببساطة كده فزورتي خلصت وأراها سهلة الحل و بعيدة عن اي هوى

****************

انهم من جنس ارقى



مازلت اذكركم بكل الخير يا من رحلتم عنا دون وداع مازلت اذكر رغم النكبات المتتالية ان هناك خمسون طفلا راحوا ضحية الاهمال ولم يعد احد يذكرهم الان , فلترقدوا بسلام ياصغاري فالناس في بلادي ضعاف الذاكرة الى حد لا يصدق فما بالكم لو اضفت لذلك مايلهيهم وينسيهم نومهم , لا تحزنوا كثيرا فالحياة بيننا ليست جميلة بالقدر الكافي لتعاش فمعظمنا يعيش بالقصور الذاتي , لا تحزنوا لأن الرئيس اصدر اعلانا دستوريا اثار به ضجة فنسيكم الناس سريعا , لا تحزنوا لأن السيدة حرم الرئيس ذهبت لأداء واجب العزاء في دمنهور بينما لم تأت لتواسي اهاليكم , المتوفي هناك رحمه الله من جنس ارقى , فلا تغضبوا

ايها الهالكون في آخر عاصفة فلترقدوا وادعين

ايها الراقدون

انتم الآمنون (*)

*********************

المجد لله .. للشهداء .. للثوار



دمتم في حفظ الله





أحمد حلمي



اسيوط



30 / 11 / 2012

******************************************************



(*) وليد خيري سليمان تاج الدين من قصيدة طيف ابي زيد الهلالي

0 التعليقات

انا حقا اعترض



.................


ألا أيها الأسبوع الطويل ألا انجلي




أقسم أنني لست وحدي من يقول هذا , هناك حالة عامة من الضيق بهذا الاسبوع الثقيل وهي ظاهرة فيزيائية تستحق الدراسة بالمناسبة ,



 " لماذا تستطيل اياما وتقصر أخريات "



, كنت أظن الأمر يتعلق بي وحدي فالتزامي بتقديم مقال اسبوعي قد يجعل الاسبوع يطول ويقصر حسب وجود موضوع ملح للكتابة او انعدام وجوده على الترتيب , لكن صدقوني الاسبوع تعطل بالفعل وتوقف كثيرا يوم السبت الماضي حتى ظننت الذي يرعى الأيام ليس بآيب وسيبقى السبت يعيث فسادا في باقي الاسبوع .







*****************







كلما رأيت شهابا ينزوي أقول يا حازم







هناك مرحلة معينة من الانفعال لا يتحمل بعدها الانسان واقعه المرير , قد يحترق جهازه العصبي , قد يأتي بردود أفعال غريبة , قد لا يأتي بردود أفعال على الاطلاق ويصاب بحالة من التبلد ,



هذا ما حدث لي يوم السبت .



يوما ما عندما باغتني السيد الرئيس في آخر أيام الاسبوع - كما حدث بالامس تماما - بحدث يستحق الكتابة شعرت بغصة في حلقي , رأيت الامر مجردا كما لو أنني حانوتيا رزقه الله بقتيل بعد أيام من انقطاع الرزق .



موضوع الصدمة التي لا تحتمل وموضوع الحانوتي واتهامات بالرقص فوق الجثث كانت تدفعني وبقوة نحو الاعتذار نهائيا عن الكتابة او مؤقتا هذا الاسبوع , أو أن ألجأ الى الحل العبثي وأكتب لكم من تونس وأحكي عن عبقرية البدري وغباء معلول والوعي التكتيكي لحسام غالي لكنني لم ابتلع الدعابة من الاساس فقررت العدول عن ذلك .



بين كل هذه الصراعات رأيتك يا حازم .



 حازم ذو الست سنوات الذي كان يحفظ جزءا من القرآن , كان يذهب للصيدلية ليبتاع قرص مسكن لجدته فلا يجدني فيعود أدراجه ليقول لها " عمو أحمد مش هناك "



حازم الذي راح ضحية الشبح المسمى بالاهمال في آخر جمعة من شهر رمضان وترك



والده غير مصدق إلى الآن ووالدته في حالة ذهول مستمر جده مازالت حالته النفسية تسوء كل جمعة فيضرب عن الطعام وجدته في حالة بكاء متواصل وانا بدوري لا أجرؤ ان امر من أمام بيته لسبب بسيط جدا



 لا احب ان يرى احد دموعي التي لا اضمن حبسها ان رأيت احدا ممن ذكرت .



كتبت عن حازم في مقالي العاشر فمن يذكره؟



حازم توفى قبل دخوله المدرسة بأسبوعين تقريبا



 , للحظة انتبهت وأنا أكتب على صفحتي الشخصية أن الخطأ الاكبر الذي تستطيع الامساك به وبوضوح سيكون خطأنا نحن متمثلا في السؤال التالي :



لماذا تأتي بأطفال الى العالم وانت تعرف انك لا تستطيع حمايتهم من الاهمال ؟



 انتبهت ايضا الى حقائق مهمة ان بكاء والدتك على ملابس المدرسة الخاصة -التي لم يشأ ربك ان ترتديها يا حازم - لا معنى له يجدر بها ان تفرح الان في النهاية الموت هو الموت والفقد هو الفقد لكنك على الاقل لم تتألم لم تسحق لم تُجمع اشلاءا من على القضبان لقد رزقك الله بنزيف هادئ سلب منك عصارة الحياة ببطء حتى لم تعد بيننا فجأة ودون ان نشعر , لابد وأن ابيك ياحازم كان يسجد شكرا أنك لم تذهب الى المدرسة فتسقط أمام قطار او تغرق في النيل او تسقط من الطابق السادس .



لابد انه حمد الله حمدا كثيرا عندما رأى كراسات اقرانك ملقاة حول قطار ملوث بدمائهم تتناثر اشلاؤهم بين الاحجار .



لابد ان جدك الان اطمأن لأنه رآك في ساعاتك الاخيرة اطمأن لأنه يعرف انك ترقد الان سليما قطعة واحدة .



لابد وأن عائلتك الآن يا حازم لاتشعر بذنب كبير كالذي تشعر به خمسون اسرة اذنبت في حق ابنائها واتت بهم الى هذه الحياة ليلقوا تلك الموتة الشنيعة فلترقد في سلام الآن يا صغيري فأنت الاوفر حظا .



صدقني يا حازم لم تكن ستحب الحياة بيننا كثيرا , انا وابيك واعمامك نزعم اننا نصبر على مانحن فيه لأننا نأمل أنها ستتعدل يوما ما ندعي انها بلادنا وان جارت علينا عزيزة لكننا والله لو وجدنا فرصة للهجرة لهاجرنا من الأمس الى أي دولة تعاملنا وتعامل ابناءنا معاملة آدمية .
اعرف يا حازم انك كنت ستعترض كعادتك وترفض ان تذهب للمدرسة لو رأيت ما حدث يوم السبت الاسود كما سيفعل ثمانية عشر من اقرانك رأوا الموت بأعينهم واصيبوا جميعا بعاهات نفسية مستديمة ستصحبهم مدى الحياة لن يذهب احدهم للمدرسة لن يركب اي منهم الحافلة مجددا لن يحتمل ايهم سماع صوت قطار او مشاهدته لقد احترق جهازهم العصبي تماما .

لا أدري يا حازم لماذا يصر الإهمال المصري ان يثبت للعالم انه اقوى واسرع فتكا من اي قوى استعمارية مرت علينا .

الاسبوع الماضي كنا متعاطفين متضامنين مع الاشقاء في غزة الذين كانوا يعانون من ويلات القصف , اعتقد اننا احق بشفقتهم وتعاطفهم الان , حصيلة من ماتوا في ايام القصف بضع وعشرين , كما ذكر د . احمد خالد توفيق نحن قتلنا خمسين طفلا في ثوان معدودة وبأدوات منزلية بسيطة .

لا ادري ايضا يا صغيري لماذا يصر الواقع المصري أن يسخر من اكثر الخيالات جموحا ويخرج له لسانه بهذه الطريقة ,

الاسبوع الماضي كنت اقرأ رواية مؤلمة حد البكاء عنوانها قريب من عنوان هذه الفقرة لكني بعدما رأيت ماحدث وجدتها سخيفة مفتعلة

صغيري

لم انسك ابدا

فكلما رأيت شهابا ينزوي أقول ياحازم

**********************

كيف تفكر سيدي الرئيس



او بالاحرى كيف يفكر من يفكر لك

لا أدري

وليتني اعرف حتى استريح

ما حدث بالامس فاق قدرتي على الفهم وفاق قدرة الجميع , فقط انقسمنا الى مؤيدين ذهبوا للقيام بفعل التأييد قبل حتى ان يعرفوا فحوى ما سيؤيدونه مؤيدين آخرين أيدوا فور علمهم بما اقدمت عليه دونما ادنى فهم

هناك على الجانب الاخر احتشد المعارضون لرفض اي شئ كإجراء احترازي مناوئ لما اتخذه القسم الاول وهناك من عارض فقط لتعارض مصالحهم او هيبتهم ايضا دونما فهم .

يجمعنا جميعا صراع داخلي يشتتنا بين ما تفعل وما نريد بين الغاية والوسيلة والتطبيق .

سيدي الرئيس اول مقال كتبته كان قبل ان تأتي سيادتك الى سدة الحكم رغما عني , كنت اتحدث تحت تأثير بيان اصدره المجلس العسكري يشبه ما اصدرته سيادتك الان .

للأسف المقال ضاع لكني اشعر الان بحافز قوي لكتابته مرة اخرى فقط مع استبدال شاغلي المناصب حسب التعديلات الاخيرة .

سيدي الرئيس للأسف لم يتغير شئ ولم تأت بجديد يؤسفني ان اقول لك ان المخلوع لم يكن يجرؤ على الاتيان بما فعلته بالامس , قل لي بالله عليك هل لمادة تقول ان قراراتك لا يجوز الطعن عليها من اي جهة قضائية معنى اخر انها تخالف القانون والدستور والشرعية

هل لمادة تحصن مجلس الشورى والتأسيسية من رقابة الدستورية العليا معنى آخر سوى انك تصر على وجودهما رغم علمك انهما بنيتا على باطل

ما معني اصدار قرار رئاسي بإنقضاء الدعاوي المرفوعة ضد قراراتك .( مش فاهمها معلش فهمني )

سيادة الرئيس

تحية طيبة وبعد

حضرتك (كده بتعك)

لا تلبس قراراتك الدكتاتورية الفاضحة ثوبا ثوريا

لم نعد شعبك الحبيب الطيب المهاود

سيدي الرئيس

أنا حقا اعترض

خالص تحياتي

وشكرا



******************

الشعب الثائر الحر
 استعدوا لثورة جديدة
دمتم في حفظ الله





أحمد حلمي



أسيوط

23 / 11 /2012

0 التعليقات

ازدواجية



توطئة

الواحدة والربع بعد منتصف الليل ولم اكتب مقالي بعد , وهذه ليست بمشكلة في ذاتها فأنا كتبته ذات مرة بعد صلاة الفجر لكني وقتها كنت اعرف ما سأكتب عنه تحديدا , وهذه جملة قد تدعو لفهم خاطئ او توطئ للمعنى المقابل وهو انني لا امتلك فكرة عما سأكتب الآن , الحقيقة انني أبدأ في كتابة المقال بعد أن أراه كاملا مكتملا أمامي لا ينقصه سوى ان اصبغه بحبر مرئي ليقرؤه الناس وقتها امسك بالموبايل واتركه بعد جملة " دمتم في حفظ الله " التي اختم بها دوما ثم انام واصحو للصلاة واقرأه مثلكم تماما بعدها لأقيمه كما تفعلون , ما يحدث الآن انني املك الفكرة لكنها مبهمة وغير مترابطة ولا أرى المقال أمامي للأسف لذا انا أحكي الآن عنه لأستعطفه عله يحضر .
مقدمة طويلة
لا ليس الأمر كما تظنون
ربما هي عملية استقطاب للأفكار أو هي تجربة اولى لكتابة مقال لا اراه امامي كالعادة لكنها كذلك فرصة جيدة كي نحكي .
ذات مرة قال لي صديقي وليد خيري انه معجب بطريقة استهلالي للمقال , وهو ما علق عليه كثيرون بجملة واحدة
لماذا تحكي لنا ظروف كتابتك للمقال ومعاناتك معه وآليات انتاجك له ,وهو السؤال الذي تعجبت منه كثيرا وحسبت إجابته واضحة للغاية
ببساطة ﻻنني لست موظفا ولا اكتب في جريدة حكومية المقال بالنسبة لي تجربة حميمية جدا احب ان اشرككم في ظروفها ومراحلها كما احب ان اشرككم في قراءة ناتجها النهائي تماما .
لهذا السبب استطالة المقدمة هذه المرة .
**********************

مأزق
 من يذكر سلسلة المآزق التي طالعنا د . جلال امين بتشخيصها كعادته في تشخيص أمراض المجتمع المصري انا الان اراها بقوة تطفو الى السطح مجتمع مزدوج الشخصية مزدوج الهوية او معدومها مزدوج التوجه مزدوج الاهتمام مزدوج الرأي مزدوج الرؤية , هل تخيلت عزيزي القارئ مريض مصاب بمرض واحد من هؤلاء يمر بما نمر به فما بالك بهم مجتمعين , النتيجة مهزلة بلا زيادة او نقصان اعتقد ان هذا هو التعريف القياسي للمهزلة انا لا ابالغ , لماذا نتعجب من تباين المواقف من ذات الاشخاص تجاه نفس المواقف في نفس الوقت هذا هو تعريف الازدواج او تعريف المهزلة
لاتندهشوا
لا تتعجب عندما تجد من هاجم موقف الاخوان المساند لغزة ودعوتهم للجهاد ونصرتها وتحريرها قد صار يدعوا لذلك الآن بينما تغير موقف الاخوان ذاتهم الى الصمت القاتل .
 نحن صرنا نلعب لعبة الكراسي الموسيقية ولابد ان تتعلم كيف ترتب اولوياتك وفقا لطبيعة المكان الذي تقف فيه الآن ربما تغير ترتيبها بعد ربع ثانية لكن فلتسقط اورشاليم الآن ولتعيش غدا لا يهم غدا ( يامين يعيش ) فنحن بطبيعة الحال شعب ضعيف الذاكرة ولن يذكر احدهم اي شئ في الصباح .
طبيعي جدا ان تتعالى الاصوات مطالبة السيد الرئيس بسحب السفير ثم تتعالى ذات الاصوات بعد ان حدث المراد من رب العباد تقول بأنها خطوة غير ذات قيمة ولكن لتهدئة الجموع الغاضبة وكأنهم كانوا يطالبون بهذه الخطوة من البداية ولسان حالهم يقول ( لو راجل طلقني ) .
اللافت للنظر - لنظري انا شخصيا - أن التظاهرات المجلجلة التي كانت تهز الجامعات والشوارع منذ سنتين في نفس هذه الظروف اختفت تماما وكأن افرادها أُفنوا جميعا عن بكرة ابيهم في جمعة الغضب ومجلس الوزراء ومحمد محمود ,
تبا لهذه الثورة الانتقائية التي تغير المبادئ وتبدل المواقف والنفوس .
******************
سلام عليكم اينما حللتم

ذكرت ذات مرة ان هناك لحظات قلائل يشعر فيها الإنسان انه في المكان الخاطئ وهذا صحيح بالمناسبة فهناك ايضا لحظات يشعر فيها نفس الانسان انه في المكان الصحيح في الوقت الصحيح وان له قيمة عظمى وانه مدفوع بقوى لا يعرف كنهها ولا يجرؤ ان يصفها على الورق فقط يشعر بسلام نفسي لا يقارن ولا يضاهى ولا حد له , هذا ما يشعر به الآن كل من كان معي الثلاثاء الماضي وشملته نوارتنا بنور روحها وارتوى حتى الثمالة من النبع الذي لا ينضب واستنشق حد الانتشاء من عبير بستاننا الذي ما برحنا وما برحناه حتى وان غبنا بدليل من طغى حضور ارواحهم على غياب اجسادهم في جلسة سيبقى مذاقها متغلغلا داخل ارواحنا طويلا .
سلام عليكم اينما حللتم
دمتم في حفظ الله
.
.
.
 أحمد حلمي
اسيوط
16 /11/2011

0 التعليقات

السنجة ووزارة النقل

لا لن أتحدث عن رواية السنجة الان ليس بهذه السرعة لابد أن تختمر الفكرة وتنضج أكثر من ذلك ثم أن المقال النقدي لم يحن موعده بعد , ربما في شهر مارس ربما لا اتحدث عن السنجة من الاصل لكني سأحكي شئ ما يتعلق بها علي سبيل التوثيق من ناحية ومساعدة الحكومة من ناحية أخرى أهدي للسيد وزير النقل هذه المقال الطريف *************** نحس منذ حوالي اربع سنوات كنت مسافرا في رحلة العودة الازلية من أسيوط إلى البحيرة بصراحة كنت أنوي أن أستقل قطار عادي توفيرا للنفقات لكن عيني وقعت على رواية " يوتوبيا " ل د . أحمد خالد توفيق عند أحد بائعي الكتب وكانت حديثة الصدور وقتها . المهم انني ابتعت الرواية وقررت تعديل برنامج الرحلة من القطار 163 المميز إلى القطار 869 المكيف من أجل عيون الرواية الجديدة , سأتنحى جانبا الآن واترك. الاحداث تروي نفسها ; القطار 869 يصل في تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل , وصل بتوفيق من الله في موعده بالثانية أي انه وصل في الواحدة الا ربع , عادي طبعا , انت في مصر مازلت في نطاق الثانية عشر ( اركب وانت ساكت ) فلتذهب إلى سويسرا إن أردت ان يأتي القطار في موعده , حسنا لا داعي لذلك الان فلن اجد قطار يذهب للبحيرة من هناك , المهم استقليت القطار الذي تحرك بعون الله في تمام الواحدة لم اعلق او اتذمر لأني كنت منشغلا في تجميع الخيوط الاولية للرواية التي بدا انها مختلفة وتحتاج لجهد ذهني مضاعف فلم أشعر بمرور الوقت حتى وجدت القطار يدخل محطة المنيا وأتى من يقول لي انه حجز المقعد الذي اجلس عليه بعد مناقشات ومداولات ومقارنة التذاكر ببعضها اتضح انني في المقعد الصحيح في العربة الصحيحة ولكن في القطار الخطأ . قال لي رئيس القطار ان 869 لم يأت بعد يمكنك ان تنزل وتنتظره في المنيا لو اردت , وهو ما كان , لم يطل انتظاري اكثر من اربع ساعات فقط , ثم ان الوقت مر سريعا وانا اقرأ يوتوبيا على رصيف محطة المنيا , عندما جاء القطار بسلامة الله بعد ان أشرقت الشمس كنت قد تشربت جرعات عالية من السواد المتشحة به أحداث الرواية وبدت لي مشكلة القطار المتأخر مترفة فعلا , قلت لنفسي على الاقل انه لازال موجود , من يدري ربما لا يأتي في الغد . من قرأ الرواية يفهمني الآن جيدا . **************** قانون الجذب يعمل احيانا الاسبوع الماضي كنت مسافرا في الاتجاه المعاكس صباح يوم السفر تذكت وانا اضع السنجة - الرواية طبعا وليس السلاح الابيض - في حقيبتي المسافرة ما حدث من يوتوبيا قبل سنوات فطردت الفكرة من رأسي سريعا , لكن هيئة سكك حديد مصر ابت إلا ان تتبع قواعد اللعبة الى النهاية , الم تفهم بعد يا أبله لا تصطحب روايات هذا الرجل التي تتحدث عن مصر في اي من رحلاتنا او لتذهب الى سويسرا ان كنت تصر على هذه العادة الذميمة , فقلت لنفسي لا داعي فلا يوجد قطارات تذهب الى اسيوط من هناك على العموم , المهم ان القطار 970 المتجه الى اسيوط لم يأتي من الاساس وقال لي موظف الاستعلامات بعد ساعة ونصف من موعده يمكنك الان ان تسترد قيمة التذكرة ولسان حاله يقول ( انت هاتذلنا بتذكرتك ) ويمكنك ايضا ان تذهب الى سويسرا لو اردت لكن لتعلم انك لن تجد هناك موظف استعلامات يتحدث العربية ليقول لك هذا الكلام المهم الفاقع للمرارة فوجدت كلامه يحمل شيئا من المنطق وهو ماجعلني أعدل عن فكرة الهجرة مؤقتا وتوجهت لموقف الاوتوبيس وتوقفت عن قراءة الرواية الملعونة حتى لا يتعطل الاتوبيس او ينقلب مثلا ووصلت الى اسيوط في تمام الحادية عشر مساءا في رحلة استغرقت اربعة عشر ساعة - رقم قياسي جديد - وقد عزمت ان ارسل خطاب للسيد وزير النقل اطالبه بمنع دخول روايات هذا الرجل الى قطارات الهيئة مجددا لما لها من بالغ الاثر السلبي على الحركة . قال لي صديقي المتشائم ان الامر ببساطة ان قانون الجذب يعمل احيانا وانت قد اجتذبت اليك المشاعر السلبية عندما فكرت فيها صباحا , كنت على استعداد ان اصدق نظريته لولا ان زملائي المسافرين في اليوم التالي اخبروني ان القطار 970 لم يأت ايضا وانهم انتظروه ثلاث ساعات قبل ان يعلن مذياع المحطة ان القطار بعافية شوية ولن يأت اليوم ايضا . ملحوظة لم يكن اي منهم يحمل اي اعمال ادبية او اي افكار سلبية تجاه الرحلة ربما لو قرر احدهم الهجرة لسويسرا الان لن اجد ما يكفي من الاسباب لأقنعه بالعكس . **************** السيد وزير النقل تحية طيبة وبعد نحيط سيادتكم علما بأنه - مجازا - قد قامت عندنا ثورة أتت بحضرتك - بالعند فيا - لتصبح مسؤلا عن قطاع يخدم مايقرب من خمسة ملايين مواطن يوميا وسيناريو يوتوبيا لم يعد مقبولا ان كنت قد لاحظت هذا إن كان سيناريو السنجة يروق لك فتلك مشكلتنا وعلينا حلها الرجاء التكرم وعمل اللازم ملحوظة وزير النقل السويسري لم تقم عنده ثورة لذا فهو ليس بحاجة لفعل أي شئ . دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي أسيوط 9 / 11 / 2012

0 التعليقات

المجد للاوراق

هناك - أو كما أظن أنا أنه لابد وأن يكون هناك - مدارس لاختيار العناوين - عناوين أي شئ - مثلا لابد وأن هناك مدرسة تدعي أن العنوان لابد أن يكون مشوق ولابد أن هناك أخرى تزعم أن العنوان لابد وأن يكون غامض أو فاضح أو موحي أو صادم ; أنا اتبع مدرسة تقول ببساطة أن العنوان لابد وأن يكون عنوان. سمعت سؤالا يتردد بعد أن وضعت نقطة إيذانا مني بإنتهاء الموضوع يقول : ما هذا التعريف الوافي ; لو انك ألمحت لما تقصد ولم تسهب كل هذا الاسهاب لكان خير لك ولنا . أقول لك عزيزي السائل أن العنوان عندي لابد وأن يكون معبرا عن المقال وفي نفس الوقت عما لم استطع قوله في المقال . لماذا كل هذه المقدمة عن العنوان لأن المقال كان بعنوان : " دستور سبارتكوس الأخير " لكني عدلت عن ذلك حقنا للدماء ******************** حكى عبد الرحمن الابنودي في كتابه " أيامي الحلوة " عن ديوانه الأول كيف جمعه وراجعه ونقحه ثم كتبه بخط يده في كشكول واحد ووضعه بين كتبه الدراسية ثم خرج ليفعل شيئا ما خارج الدار فعاد ليجد الديوان بين يدي والده يقلب في صفحاته , وقف يراقب المشهد من بعيد لايجسر على الاقتراب ولا يقدر على أن يعود أدراجه دون أن يعرف عواقب فعلته الشنيعة - من وجه نظر والده من قرأ الكتاب سيعرف لماذا - وبعد أن انتهى الوالد من القراءة كانت قد ارتسمت كل علامات الضيق على وجهه ثم قال استغفر الله العظيم ومزق الديوان شر ممزق . ما اثار حيرتي وقتها أن الرجل أبدى حزنه على ضياع ديوانه الاول وكأن غيره من كتبه كانت الفكرة التي راودتني هي أليس هو من كتبه فليكتبه مرة أخرى . عندما اكتشفت ضياع مقالي الاول في ظروف فيسبوكية غامضة تذكرت هذه القصة وتذكرت هذه الفكرة وابتسمت وانا ادرك مدى سذاجتها واستحالة تنفيذها . قال لي صديقي محمد عبد الظاهر بعد محاولات مستميته لاسترجاع المقال الضائع أنه يحتفظ بكتاباته على جهاز الكمبيوتر الخاص به وهي معرضة للضياع أيضا لكن بصورة اقل من الانترنت أضاف أنه فيما يبدو أنه لا توجد وسيلة آمنة للإحتفاظ بالاعمال الادبية سوى الاوراق البدائية . أقول له ما رأيك الان فيما حدث لخالك عبد الرحمن . ******************* من قالوا لا في وجه من قالوا نعم ............. كده تمشي على ما اعتقد ان القراء لن يحتملوا اسبوعا آخر اتكلم فيه بما يشبه الالغاز مخاطبا أناس - هم الاقرب الى قلبي - لايعرفونهم لذا فهذا الشطر من قصيدة لأمل دنقل يحقق المعادلة ويخاطب الجميع ندخل في الموضوع تمخض الجبل فولد نملة لا ليس فأرا مسودة الدستور بشكلها الحالي اصغر من ان تشبه بفأر انا لا اصدق أن مائة شخص من الصفوة اجتمعوا لمدة قاربت الثلاثة أشهر ليخرج لنا هذا الكائن المشوه ثم ان الطامة الكبرى أن هناك ما يسمى بلجنة الصياغة - هناك نقطة فوق العين فصارت غين منعا للخلط ولو ان هذا ماحدث حرفيا - بمعنى انه فوق المائة شخص هناك ايضا من صاغ . يا صلاة النبي أحسن أكاد أجزم أنه لا يجرؤ طالب في المرحلة الاعدادية أن يقدم موضوع تعبير لمدرس اللغة العربية - في ظل تردي مستوى التعليم - بهذه الركاكة . بغض النظر عن المادة الثانية وموضوع الشريعة وباب الحريات والمصائب التي يحتويها سأذكر لكم نص مادة تموت من الضحك " يحظر عمل الاطفال دون سن الدراسة الا في الاعمال المناسبة " ألم يتبادر الى ذهن اي واحد من المائة السؤال البديهي الذي سأله كل من قرأ هذه العبارة ماهي العمال المناسبة ومن يحددها ولماذا الاستثناء من الاساس وعندك من ده كتير أسوأ كوابيسي الان هو أن اصحو لأجد أن هذا الكائن المشوه تم تمريره وصار دستورا يحكم مثله مثل أشياء كثيرة كان يرفضها العقل والمنطق وكادت ان تصبح واقع لولا ان ربنا ستر او مثل أشياء اخرى كان يرفضها العقل والمنطق واصبحت واقع بالفعل . حكى هيكل - وهو أحد عشاق الاوراق بالمناسبة - أن الراحل محمود السعدني حضر لمكتبه ذات يوم دون سابق موعد وطلب مقابلته وألح في طلبه مؤكدا انه لن يأخذ من وقته أكثر من خمس دقائق فحسب وعندما دخل عليه قال بصوت خفيض مصيبة فظهرت أمارات الاستغراب على وجه هيكل فأضاف موضحا انه آت من عند الرئيس السابق فقال هيكل وما المصيبة في ذلك فقال انهم جلسوا لمدة ساعتين ضحك وهزار ونكت ولما هممت بالانصراف نظرت للكرسي الذي كان يجلس عليه الرجل وقلت له ما إحساسك وأنت تجلس على كرسي جلس عليه ملوك ورؤساء عظام فكان رده عجبك الكرسي تحب تاخده معاك لم يرى من الكرسي سوى انه كرسي ولم يفهم الاشارة فقال له هيكل العيب فيك انت , لماذا افترضت ان الرئيس لابد وان يكون عالم بالمجاز والتورية في اللغة يقول هيكل وكان رد السعدني لفظا واحدا لا يجوز نشره هذا ما جال بخاطري عندما قرأت المسودة هيكل حكى هذا الموقف بالمناسبة ليستدل به على ضيق افق رجل حكمنا لثلاثة عقود لا أدري لاي سبب اختاروا مائة من ذوي الآفاق موحدة المقاس ليكتبوا لنا دستور سيحكمنا للأبد نهايته المجد للأوراق التي قيل فيها لا. المجد لمن قال لا دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 2/11/2012

1 التعليقات

كل عام وانتم بخير

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى انصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا . . . كل عام وانتم بكل الخير هذه كانت تكبيرة العيد كما حفظتها صغيرا أيام كان والدي يشتري لي ملابس جديدة وكنت أضعها بجواري في الفراش ولا أنام تقريبا حتى تترامى إلى مسامعي تلك التكبيرات فأهب واقفا وأتوضأ وارتدي ملابسي على عجل وأذهب للصلاة وأنا أشعر بأن الناس والبيوت والشوارع والطرقات والمطر - العيد كان يأتي ممطرا عندما كنت صغيرا - كل هذا كان يشاركني التكبير كانت بهجتي بالعيد وقتها لا تضاهيها أي بهجة وفرحتي لاتقارن بأي شئ ولا حتى بإقتنائي تليفون جالاكسي لا أدري لماذا بهت الضوء وبردت الاشياء كف المطر عن مصاحبة العيد لأن العيد تحرك بخطى واثقة صواب الصيف مخرجا لسانه للتقويم الميلادي كف والدي عن شراء ملابس جديدة لأني ببساطة صرت أشتريها لنفسي كف الكون عن ترديد التكبيرات لأن حزب النور رآها بدعة واختزلها في اول سطرين واستطاع فرض كلمته على الساحات بعد الثورة بقوة الاغلبية باختصار ما عاد للعيد بهجته القديمة حاولت اقناع نفسي انني كبرت وتغيرت نظرتي للأشياء لكني لم أتغير بل الحياة تغيرت تذكرت قصة نوارتنا التي كانت تحكي عن بهجة العيد التي ظلت تبحث عنها طوال القصة حتى لم يبق سوى علبة الحلوى فخافت ان تفتحها فلا تجد السعادة هناك انا الان فتشت في كل مكان لم يبق إلا شعائر صلاة العيد وقد كتبت نص التكبير في البداية كإجراء احترازي حتى اذا ما ذهبت للصلاة فوجدت لافتة لحزب النور تحمل تهنئة بالعيد فلا أجزع وأكون قد نلت قدرا من البهجة القديمة . تقنيا لا يوجد مقال هذا الاسبوع فقط أردت أن أهنئكم بالعيد لكن فعليا انتم تقرأون الآن مقالي الذي لا أعرف إن كنت محظوظا زيادة عن اللازم أم انني في ورطة كبيرة زيادة عن اللازم بكتابته يوم الجمعة الحقيقة اني لم أختر الكتابه فيه بل هو من اختارني تذكرون أول مقال كان بعنوان المجد للألمان كان عفويا وانفعاليا تحت تأثير مصيبة ما فعله المجلس العسكري تصادف انه كان يوم جمعة من أربعة أشهر . هذا المقال كان المحرك الاساسي واول الغيث وتوالت الجمع بعد ذلك فصادفت غرة رمضان وعيد الاضحى والتقويم يقول ان هناك مفاجآت أخرى بالطريق يجب الاستعداد لها حتى لا أضطر لكتابة لامقال مثلما افعل الان المهم انني اكتشفت عندما قررت جمع مقالاتي في مدونة واحدة أن مقالي الاول تبخر ولم يعد له وجود الانترنت وسيلة نشر سريعة البخر نسيت هذا للأسف مملكتي مقابل مقالي الاول من يأتيني به أعاد الله عليكم الاعياد وانتم بكل الخير دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 26/10/2012 الموافق العشر من ذي الحجة

1 التعليقات

لماذا كتبوا . . لماذا نكتب . . لماذا لا يكتبون



أعرف أن كثيرين إبتسموا لمجرد قراءة العنوان فالموضوع أثار جدلا واسعا بيننا واحتدمت المناقشات حوله لوقت غير قليل

    وأعرف أيضا أن المقال سيكون خارج دائرة إهتمام بعض المتابعين لكنني أرجو أن تلتمسوا لي الأعذار إنها الأعراض الجانبية للتواجد في أسيوط ، فقط سنترك مسودة الدستور وجمعة الحساب وتقرير المصير وننسى هذا التناحر الدائر بين الحركات السياسية المختلفة ونتغافل عن مشاكلنا مؤقتا وندع البلد تتولى شؤنها ونأخذ نحن قسطا -كنت أنشده دوما- من الراحة لمدة أسبوع ،

    ما أعرفه جيدا أيضا أنه سيكون مقالا مختلفا عن أقرانه السابقين

    لن يكون هناك ألعاب عقلية مجهدة ، لن يكون هناك قصص غير مرتبطة شديدة الترابط في نفس الوقت ، لن يكون هناك سوى تحقيق أو بحث ميداني بين العقول إن جاز التعبير

    لكن هناك المزيد من الحكايا

    هذا ما لا أستطيع التوقف عنه

    إنه تأثير التواجد في أسيوط بين مجموعة رائعة من الأدباء لسنوات غير قليلة من عمري

    فلهم كل التحية .
    * * * * * *

    لماذا كتبوا

    ذكريات بعيدة إلى حد ما

    منذ عشر سنوات تقريبا عندما كنت متابعا لمجلة الشباب قرأت مقالا للساخر أحمد رجب لا أذكر عنوانه -عشان الحسد- كان يتحدث عن الكتابة منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث كان المقال يحمل نظرية تم عرضها بإسلوب ساخر مفاداها أن الكتابة نشاط محبب لدى المصريين -أي كتابة وأي شئ وفي أي مكان- واستدل على ذلك بكمية الكتابات التي إمتلأت بها جدران المعابد والمقابر وأوراق البردي واللفائف التي تركوها في حين أن معظمها كان (أي كلام والسلام) بدليل أن هناك لوحات لاتحمل سوى أسماء ملوك فحسب دون أي معلومات حقيقية حتى أنه قال ساخرا أن المصري القديم كان عندما يقيم مأدبة فإنه كان يبني لضيوفه جدارا ليكتبوا عليه مايجول بخاطرهم بعد أن يفرغوا من الطعام -أي أن الفيس إختراع فرعوني-

    ثم إنتقل إلى العصر الحديث بنظرية أخرى تقول أننا نحمل ذات جينات الكتابة الفرعونية -أي كتابة في أي مكان-
    تأمل معي جدران المدارس ودورات المياه العامة والانفاق ومحطات القطارات والمواصلات

      ستجد أشعارا يعتقد كاتبوها أنها بليغة جدا ونظريات علمية تناطح نظريات داروين تقول بأن الإنسان المدير أصله حمار وأرقام هواتف وعناوين وأخبار عامة وأشياء أخرى كثيرة لا أحب أن أذكرها هنا لكنك حتما قرأتها في مكان ما .

    خلاصة القول أننا شعب يحب الكتابة ويحزنه أن يرى حائط فارغ فلا يخط عليه أي شئ حتى ولو كان إسمه

    هذا شئ في جينات المصري لا يستطيع مقاومته .

    * * * * * * * *

    نعود للجد

    ذكريات قريبة نوعا ما

    لن نتوقف أنا أعرف هذا جيدا . . .

    أو أن هذا ما أتمناه
    منذ حوالي ثلاث سنوات لابد أنه كان يوم خميس عندما قرأت قصة قصيرة لا أذكر عنوانها أيضا -درءا للحسد- وقد ذيلت كاتبة القصة قصتها بعبارة "ليلة إمتحان الأطفال" وهو ما أثار إندهاشي أن تكتب قصة بهذه الروعة في ليلة الإمتحان ، أي عقل هذا بل أي قلب هذا وهو ما لم أسكت عنه حينها وأبديت دهشتي من كيفية الكتابة تحت ضغوط الإمتحانات فأتاني تعليق من إحدى الزميلات يقول بأن عقولنا في أيام الإمتحانات تعمل بأقصى طاقتها وتصير لها إمكانيات لا نعرف أنفسنا أننا نمتلكها في الأيام العادية أضافت أن والدها أخبرها أن تكتب قدر إستطاعتها أيام الدراسة لأنها لن تكتب فور أن تتخرج وهو ما أنكرته وقتها وأنكرته أنا بدوري

    لكنه تحقق للأسف .

    * * * * * * *

    لماذا أكتب

    عندما طرح سؤال لماذا تكتب كانت إجابتي البديهية دون أي تفكير

    أكتب لأن الكتابة تمثل لي نشاط تطهيري أشبه بالذهاب للطبيب النفسي أكتب فأتخلص من هواجسي على الورق ، اكتب فأشرك غيري في همومي فلا أحملها وحدي

    أكتب فيعرف العالم أني موجود فيعرف من يأتي بعدي أني كنت موجودا ، أنا لا أتصور أن القدماء كتبوا على جدران معابدهم لمجرد أن يصير زاهي حواس شخص مهم وتباع قبعاته في الأسواق

    هذه فكرة سخيفة حقا

    لقد كتبوا لنعرف أنهم كانوا هناك في سالف الدهر يبنون قواعد المجد ويكفوننا الكلام عند التحدي .

    عندما أصبت بحالة من القرف وإتخذت قرارا إنفعاليا بعدم الكتابة
    إقتطع لي صديقي ياسر جميل سطرا من أحد مقالاتي يفيد بالعكس ثم قال لي بل ستكتب لأنك ببساطة بحاجة للكتابة  عندما عرضت مقال د . يوسف زيدان الذي قرر فيه التوقف تحت تأثير نفس الحالة التي أصابتني أرسلت لي أختي د . إسراء بكر جملة قدرت أنها ستكتب يوما ما في مقالي تقول أن الرسل تحملوا الكثير في سبيل نشر دعوتهم والكتاب المخلصون هم رسل هذا الزمان

    لا تتوقف

    الغريب أن د . إسراء نفسها صاحبة نظرية التوقف بعد التخرج و د . يوسف زيدان نفسه صاحب مقولة : "أكتب ياهيبا فالذي يكتب لا يموت"

    * * * * * * *

    لماذا لا يكتبون

    ثار جدل واسع بين أصدقائي الأدباء لماذا التوقف بعد التخرج

    تعددت الأسباب لكنها جميعا تصب في بوتقة واحدة تضم :

    لانجد مانكتب لانجد من يستمع لانجد البيئة التي تشجع على الكتابة وأخيرا إفتقاد الفراغ اللازم للكتابة والإنشغال بالحياة العملية

    الموضوع ببساطة أنه إفتقاد للسعة النفسية بعد التخرج

    أعتقد أننا أيام الدراسة كنا مهيأين بشكل ما للإبداع ثم إنصرفنا عنه لأسباب شتى

    إلا من رحم ربي

    يقول د . أحمد خالد توفيق -لم أستعين بآرائه منذ وقت بعيد بالمناسبة- لابد للمقاومة وأن تتناسب مع حجم ماندافع عنه
    أعتقد أن من قاوم هو من رأى أن ما يدافع عنه يستحق أن يبقى ومن استسلم هو من رأى غير ذلك حتى وإن كان من حوله لهم رأي آخر .

    الموضوع لا يمت بصلة للتخرج أو للدراسة الفيصل في هذا الموضوع يكمن في العزيمة وإصرار الكاتب أن يحارب عكس تيار الظروف المحيطة المحبطة فلا تقنعوني أن بلال فضل لم يتخرج بعد

    وفي نفس الوقت لا تقنعوني أن د . حسين الخياط كان يمازحنا وانه مجرد هاو جرفه تيار الحياة العملية

    لن أقبل بهذا المنطق

    أخواني أخواتي أساتذتي الأعزاء

    رجاءا لا تتوقفوا

    إستمعوا لأمل دنقل عندما قال

    أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ

    فبكلماته مايكفي من المعاني ويفيض

    في النهاية أهنئ صديقي على عبد الرازق برئاسة مجلس إدارة صالون آفاق الثقافي وأتمنى له التوفيق

    دمتم في حفظ الله

    .

    .

    .

    .

    أحمد حلمي

    أسيوط
    19/10/2012

0 التعليقات

الخواجة فيبوناتشي

Edit الخواجة فيبوناتشي by Ahmed Helmy on Friday, October 12, 2012 at 12:48am · افقدتكم كثيرا .... ذهبت إلى المكان الذي طالما أحببنا وجودنا فيه , فتشت في كل زاوية , في كل مقعد , فتشت حتى في الزمن , نظرت للباب متوقعا - او راجيا - قدوم أيكم فوجدت الحنين إليكم يقتله - كما قال صديقي ياسر جميل - ويكاد يقتلني كذلك , إخواني , أخواتي , أساتذتي , الثانية بعد ظهر الثلاثاء حضرت فلم أجدكم بستاننا يقرؤكم السلام . ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ لا أدري لماذا أرى الدهشة في عيونكم ألم تسمعوا بمتوالية فيبوناتشي فيبوناتشي هو عالم إيطالي وصف متوالية رياضية يمكن تحديد الحد التالي فيها بجمع الحدين السابقين بكل بساطة لو كان الحد الاول هو واحد والثاني هو إثنان فإن الثالث يصير (1+2) ثلاثة والرابع يصير(3+2) خمسة والخامس يصير (5+3) ثمانية اي ان المتوالية تصير 1,2,3,5,8 ... ويمكن تخمين باقي الحدود إلى الابد فلو رأيت احدكم مندهشا من أن الحد السادس هو 13 فهذا يعني انه -البعيد- لم يفهم قواعد اللعبة بعد إذا هذه ليست مشكلة فيبوناتشي انك لا تحب الرقم 13 وليست مشكلة النائب العام ولا قاضي الجنايات أنك لم تفهم قواعد اللعبة بعد , يالك من ساذج ألم تر إلى الذين ظلموا وهم يبرأون من دماء ضحاياهم ثم يحاسبوا بتهمة إتلاف دفتر العهدة ألم تخبرك المتوالية بوضوح وعلى مدار سنتين أن الأمر يسير نحو اللاشئ , دعنا من هذا كله هل أتاك حديث الذين ركنوا إلى الظلم وحسبوا انهم يعدلون اطرف ما سمعت في هذا الشأن هو "رب إني لا اسألك رد القضاء ولكني أسألك تطهيره" ★ ★ ★ ★ ★ ★ الطامة الكبرى قادمة هناك قضية أخيرة باقية أمام محكمة جنايات بور سعيد تضم خمسة وسبعون متهما بقتل اربعة وسبعون آخرون , طبعا لن أخمن مصيرها لأن الخواجة فيبوناتشي -والذي اتضح لي انه كان من كوادر الحزب الوطني- له رأي ٱخر المصيبة ان الضحايا تركوا خلفهم من كتب على كل حائط : (إحنا ما بنخلصش) عبارة بليغة جدا تشي بفهمهم العميق لمؤامرة تقضي بإبادتهم لوقف نموهم المتزايد عبارة أخرى تشي أيضا بعدم اعتدادهم بأي قانون رياضي أو فيزيائي أو حتى جنائي ستجدها في كل مكان (هانجيب حقهم) وهؤلاء يعنون حقا ما يقولوه سيدي القاضي بالله عليك المتوالية لا تصلح ها هنا إنهم فتية يتكلمون بطريقة (لقد ذهب زمن التعقل) ويتصرفون تبعا لنظرية (ولسوف تكون غضبتي عاتية لا تبقي ولا تذر) فلن تصلح معهم تلك العبارات التي يتم حشو صفحات حيثيات الحكم بها من نوعية عدم كفاية الادلة وعدم اطمئنان عقيدة المحكمة فالعواقب هنا ستكون وخيمة فعلا ولن ينفع وقتها تشكيل لجنة تقصي حقائق أو اصدار بيان او عبارة (دمهم في رقبتي) الشهيرة ★ ★ ★ ★ ★ ★ ساعة ونصف من الفن الراقي الواقعي الصادم هي زمن فيلم يحمل نفس للاسم من تأليف احمد عبدالله وإخراج وائل احسان والموسيقى للمبدع ياسر عبد الرحمن وهي ربع الفيلم بالمناسبة الحكاية ببساطة انهم جمعوا كل المصائب السوداء التي نعاني منها في مصيبة كبيرة اسمها قطار درجة ثالثة في رحلة بطول الفيلم ثم قرر المخرج انهاء معاناتهم بطريقة عملية وفعالة جدا اعتقد انكم خمنتموها وهو ما يعيدنا الى خانة طريقة التعامل مع المشاكل المستعصية الفيلم يشير بطرف خفي إلى حقيقة انه مفيش فايدة نصيحة لا تشاهده ان كنت تعاني من انعكاسات مابعد الصدمة الحكاية مش مستحملة دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي أسيوط 12/10/2012

0 التعليقات

حكاية ضغط في بلد نائم



"كان يشعر بتوتر وضغط عظيمين ، وظيفته الجديدة منحته المزيد من الأعباء والقليل من الراحة ، ما هي إلا بضع ساعات تلك التي ينعم بها في بيته ، لكن حتى هناك لا يجد النوم طريقا مختصرا لجفونه المثقلة ، قام إلى مكتبته الموسيقية وانتقى إسطوانة كتب عليها
"العاصفة"
"بيتر أليتش تشايكوفسكي" ،
وضعها في مشغل الموسيقى في محاولة أخيرة للإسترخاء وأغلق عينيه عنوة وبدأ يتأمل ،
بدأت المقطوعة بآلات وترية متناغمة ناعمة وشعر بالخدر يتسلل إلى أوصاله حتى بدأت ضربات النفير وصوت آلات نحاسية تتداخل حتى لتشعر أنك وسط معركة ولست في فراشك تسمع موسيقى كلاسيكية ، وكأن الإسم غير موحي قرر أنه لم يحسن الإختيار وللحظة شعر أن تلك المعركة تشبه ماهو فيه من معارك ، وتسائل في بلاهه : لماذا قررت أن تحارب كل القبائل في آن واحد كالعاصفة ،في هذه اللحظة كانت المقطوعة بلغت الذروة ، ذروة المنحنى وهي تلك اللحظة التي ترى فيها قائد الأوركسترا موشك على الجنون أو الإنتحار من فرط الإنفعال ، تماما كما هو واقعه فقط يمكنه في هذه الحالة أن يضغط زر واحد فينهي معاناة أوركسترا كامل .
ود لو أن هناك زر مماثل في الحياة ، أو في حياته هو على الأقل ."
هذا كان مسؤل ما من دولة ما قرر أن يزيل الضغط والتوتر بما لا يخالف شرع الله .
* * * * * * *
أنتم هنا
عذرا ،فاتني أن أرحب بكم
لكن هل مر الأسبوع بهذه السرعة ، أشعر بأن كتابة المقالات الدورية تجعل العمر يمر سريعا ، لذا يهرم اصحاب الأعمدة المنتظمة أسرع من أقرانهم .
رجاءا أخفضوا أصواتكم ، هناك مسؤل كبير نام بصعوبة .
* * * * * * *
مواطن بسيط كان يركب دراجة نارية قديمة لا تحمل لوحات معدنية فوجئ بأنه مقبل على كمين شرطة وفي لحظة إنعدام التفكير التي يمر بها الجميع قرر أن الإقتحام سيد الأخلاق وهو مالم يعجب أمين الشرطة الذي شعر بالإهانة وقرر مطاردته على الفور ، ماحدث بعد ذلك جدير بكتب التنمية البشرية بل أن ديل كارنيجي نفسه لم يكن يتصرف أو يفكر بهذه الطريقة ،
إتفقنا أنه رجل بسيط لم يقرأ كتاب إدارة الضغوط الذي أضاع أسبوعين من وقتي بلا أدنى إستفادة ولم يتخذ قراره وهو مستلقي في بيته يستمع لموتسارت وبالطبع لم يشاهد هذا المشهد من قبل ، المعطيات تقول أن هناك أمين شرطة غاضبب يوشك على الحاق به وهو مايعني مصادرة الدراجة ولن يراها مرة ثانية بالإضافة إلى قضية إقتحام كمين شرطة وقيادة مركبة بدون ترخيص وهو مايعني حبسه لحين عرضه على النيابة التي ستخلي سبيله بكفالة وتحال القضية لقاضي الجنح الذي سيحكم بغرامة مالية . لا أظن أن هذا السيناريو الذي كتبته أنا في حوالي دقيقتين قد مر في ذهن الرجل في العشر ثواني التي أدرك فيها حجم الخطر المحدق به وإتخذ قرارا حكيما جدا ،
كانت المطاردة على أجد الكباري التي تمر فوق النيل هنا قرر أن دراجته هي سبب المشكلة
لا دراجة
لا قضية
(وبما إنها كده كده رايحة)
إقترب من السور وحملها بين يديه وقدمها قربانا للنهر العظيم الذي تقبلها راضيا .
طبعا لم يبلغ الحماس بأمين الشرطة أن يقفز خلفها أو يحضر فرقة ضفادع بشرية لإنتشال جسم الجريمة على سبيل الثأر لكرامته المهدرة
فقط إبتسم وعاد أدراجه
* * * * * * *
مازال السيد المسؤل نائما
حسنا فلنكمل إذا
هل خمن أحدكم الرابط بين القصتين أو موضوع المقال
على العموم إنتهى وقت الحكايات المسلية وبدأ وقت الرزالة
* * * * * * *
عندما تتأمل اسلوب المسؤلين في بلدنا المصون وطريقة إدارة الضغوط وكيفية العمل تحت ضغط تجد شيئا من إثنين إما أنه يحاول تجاهل المشكلة تماما أو تجاهلها لأطول وقت ممكن
أو أنه يحاول أن يتخلص من مبررات المشكلة ماذا عن المشكلة ذاتها
ماذا عن محاولة -مجرد محاولة- ايجاد حل
ولا حرف واحد
ماذا لو أن المشكلة أضيف إليها إضراب أو إعتصام كنوع من الضغط
هنا يتحول الأمر لمسرحية هزلية من القرارات والتصريحات والآراء المتضاربة لدرجة (تفقع المرارة)
* * * * * * * *
كتبت كثيرا عن المنظومة الصحية في مصر وحاجتها إلى إعادة تدوير -وليس تنظيم أو هيكلة أو نسف لإستحالة ذلك في الوقت الحالي- حتى شعرت بأنه ينطبق علي قول الشاعر : "لقد أسمعت إذ ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي"
فقررت أن أغير الموضوع بعدما شعرت بأنني أضغط بقوة على جرح غائر بلا جدوى سوى مزيد من الألم
هالني كم الرسائل التي تحدث صاحب كل منها عن تجربته المريرة مع المستشفيات الحكومية في حين أن لدي رصيد غير صغير من حكايا أصدقائي الأطباء عن معاناتهم في العمل تحت ضغط بلا حماية أو إحترام أو مقابل أو إمكانات وبدا أن الأمر كالدوران في دائرة مفرغة ولن نصل لنهاية الطريق أبدا
أرى الآن بارقة أمل في نهاية النفق
لذا أنا أؤيد وبشدة إضراب الأطباء إن كان سيؤدي لإصلاح القطاع الأهم والأولى حاليا فقط لو إستيقظ كل مسؤل من سباته العميق وتخلى عن عناده وضيق أفقه
أو تخلينا نحن عن سيادته أسهل
* * * * * *
لا أعتقد أن هناك عشرة أشخاص في مصر الآن قرأوا رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي حتى تتم مهاجمة وإنذار صحيفة مصرية تنشر مذكرات الرجل بهذا الشكل .
من العجيب أن تسعون بالمائة ممن هاجم رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ لم يقرأوها بل من حاولوا قتل الرجل لم يقرأوها كذلك
الموضوع تم تضخيمه بلا داعي في الحالتين وتصويره على أنه تحدي لمشاعر المسلمين
أتمنى ألا تتوقف تلك الحلقات الممتعة التي لا غبار عليها الرجل يتحدث ويحكي فحسب فلننصت ولو لمرة واحدة
نجيب محفوظ مل الحديث فسكت حتى مات فلم نفهم مقصده
* * * * * * *
وكأنه قدري أن أفارق أحبتي لألقى أحبه آخرون
إن شاء رب العالمين المقال القادم لن أكتبه لكم من البحيرة
دمتم في رعاية الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
5/10/2011

0 التعليقات

السفه المزمن

Edit السفه المزمن by Ahmed Helmy on Friday, September 28, 2012 at 12:53am · -مقدمة لابد منها بعد غياب -غير مقصود- لمدة أسبوع أعود إليكم ، ولا أخفيكم سرا إن قلت أنني كنت أستخدم الكتابة كنشاط تطهيري مثل الذهاب للطبيب النفسي وأني عندما أكتب هواجسي على الورق-مجازا ;فأنا أكتب على الموبايل- فإني أتخلص منها بهذه الطريقة أو على الأقل أشرك فيها آخرين . عندما وصلت -الأسبوع الماضي- لنقطة أدركت فيها إستحالة كتابة المقال لم أتوقع ماحدث تخيلت أن العواقب ستنحصر في إفتقادي لعملية التطهير ولتعليقات السادة القراء لكن إتضح لي أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير . حاولت أن أخبئ إعتذاري بقدر الإمكان حتى لا ألفت الأنظار لكن التعليقات إنهالت بصورة أشعرتني بأنني أكلت ميراث إخوتي -مثلا- وليس مجرد حجب مقال إسبوعي حتى أنني تخيلت وجود وقفة إحتجاجية لمنعي من الخروج لأداء صلاة الجمعة حتى نشر المقال ، شعرت وقتها بمسؤلية عظيمة وكأنني كنت أكتب شيئا ذا أهمية الأغرب في الموضوع أنني إفتقدت المقال نفسه كقارئ ووجدتني أبحث عنه كثيرا بعد صلاة الجمعة شكر واجب لكل من أعطى أهمية لما أكتب * * * * * * * -لماذا من حولك أشقياء سأروي لكم قصة واقعية طريفة عن أحد رجال الأعمال الخليجيين كان متزوجا من ثلاثة نساء بينهم مصرية وكان له أبنا من كل زوجة وثلاثتهم في نفس السنة الدراسية ، وعدهم الرجل بهدايا قيمة في حال تفوقهم الدراسي وهو ماحدث وعندما كلف أحد الموظفين-المصري بالصدفة وهو من روى القصة- بتلبية مطالبهم طلب أحدهم سيارة وطلب الآخر حصانا بينما كان رد إبن المصرية : (أبغي حلاوة) لن أحكي لكم رد فعله ولن أعلق بالطبع ولا أعرف لماذا تذكرت تلك القصة عندما سمعت عن هوجة المانجو لكن ما أعرفه جيدا أنه عندما حاول شريف صبري إيجاد إجابة لسؤاله الشهير في كتابه الأشهر لماذا من حولك أغبياء كان يقصد معنى مجازي بعيد عن الواقع لكن الحقيقة أن كل من حولك أغبياء بالفعل وهذا سبب الشقاء الذي نعانيه في البداية لابد أن أوضح أن الرجل جانبه التوفيق في إختيار المانجو كمثال في هذا الموقف ليس لأن المانجو لايتخذ كمعيار لنهضة المجتمع كما قال السفهاء إنما ببساطة لأن المانجو محصول بستاني معنى أنها شجرة بتتطرح نفس المحصول في نفس الوقت من كل عام وإنخفاض سعرها راجع لأسباب إقتصادية أخرى غير أن إنتاجها زاد وإن حدث فلا دخل للرئيس في زيادته لكن هذا ليس مبررا لكل هذا الهجوم والسفه والتريقة وماحدث من تعليقات على زفاف أحد قيادات حزب النور لسبب بسيط جدا أن العروس منتقبة لا يبتعد كثيرا عن دائرة السفه وكأن كل مشاكلنا-وتشمل على سبيل المثال إضرابات وإعتصامات وقرض وتأسيسية وبنود معاهدة وأزمة وقود وسلع ومياه شرب ملوثة وحالة أمنية غير مستقرة - تم حلها جميعا عن بكرة أبيها ولم يبق إلا مناقشة إنخفاض سعر المانجو كمعيار لتقدم الأمة وجدوى إستخدامه كبديل للطماطم في السلطات وجدوى إلتقاط صور بالنسبة لعروس منتقبة لا أدري لماذا إندهش عادل إمام لحقيقة أن نابليون ترك الجيوش والمماليك والحملة وجلس يوقع على الأطباق . * * * * * * * -الألتراس وسفه من نوع آخر قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد ليبرتا كانت مكتوبة ياحكومة بكرة هاتعرفي بإيدين الشعب هاتنضفي والآية الليلة مقلوبة هذه إحدى أناشيدهم وقد تتفق أو تختلف معي حولهم لكنهم صاروا واقع محرك فاعل قوي غير قابل للتجاهل الأغنية السابقة كانت سببا في طرد مدرج كامل خارج الإستاد ومطاردته بكتيبة أمن مركزي كاملة . لكن تطهير الحكومات لم يعد كافيا للأسف ، هناك أماكن أخرى بحاجة لتطهير على نطاق أوسع وهو ما أدركه هؤلاء الشباب مؤخرا ولم ينتظروا أمر من النيابة ولا حكم محكمة ولم يقدموا بلاغ للنائب العام طالما نحن نسير وفق مبدأ كل من لديه بوق يتحدث فيه فليقل ما يشاء فبالتأكيد كل من لديه يدين وقدمين فليفعل ما يشاء وقفة سلمية أمام ستديوهات إحدى القنوات أدت لمنع زوج من السفاء من تقديم مزيد من التفاهات السؤال هو أين كان هذا عندما كان الثعبان يبث سمومه كل ليلة في كل بيت لكن المهم أن الرسالة وصلت لكل سفيه كل غرضه (بدلات الحلقة) كفانا الله شر سفه السفهاء دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 28/9/2012

0 التعليقات

كتاب لا يكفي أن تقرأه مرة واحدة فقط



بداية سينساب الكتاب بين يديك كالماء فلن تشعر بمرور الصفحات إلى أن ينتهي
ثم تمر بحالة فريدة هي خليط من النشوة والذهول فتجد نفسك مندفعا نحو قراءته مرة أخرى بلا وعي منك
فالكتاب وجبة دسمة للغاية بالرغم من سهولة اسلوبه وسلاسته فإنه على قدر من الخطورة تجبرك أن تعيد قراءته حتى تعي ما فيه
كتابنا أيضا صريح كالمرآة
نعم مرآة
انت لم تخطئ قراءتها وأنا قطعا لم أضع علامة تمديد بطريق الخطأ مكان همزة قطع فهذه أمور حساسة لا تحتمل الأخطاء
كتابنا بالفعل مرآة مستوية ملتزمة بقوانين البصريات الفيزيائية تعكس صورة تقديرية معتدلة مساوية للحجم الطبيعي
بل أنه تخطى قوانين الطبيعة وقدم لوحة تحمل بصمات تأثيرية تكشف عن طريق الظل والفراغ ما وراء الصورة
حتى انه لن يعطيك المجال ان تتنصل من واقع مجتمعك القبيح وتتهم المرآة بالقبح و . . .
انا تقريبا أقفز للنتائج دون ان أعطيك المقدمات
دعنا نبدأ بداية كلاسيكية أخرى

ها أنا ذا أعود لأملأ رؤوسكم بكلام لا أول له ولا آخر عن كتب أثرت في نفسي فدفعتني للكتابة
وأنتم لحسن حظي مازلتم تستمعون
كتابنا اليوم تملكتني رهبة بمجرد سماع اسم كاتبه مقترنا بعنوان الكتاب
عندما تلقيت دعوة بمطالعة كتاب للدكتور جلال أمين فأدركت ان الكتاب إصطبغ بصبغة الصراحة كعادته
فإذا كان عنوان الكتاب هو " ماذا حدث للمصريين "
فأنت تدرك خطورة الصراحة في هذا الموضوع
انه كمن اقترب حسابه وهو يعلم ما جنته يداه
بداية الدكتور جلال أمين هو أحد علماء الإقتصاد المصريين ومفكر كبير له ثقل بين الكتاب ويمكنك أن تستقي حصيلة لغوية لابأس بها من قراءة مؤلفاته في علم الإقتصاد ولديه أسلوب سهل وشيق في عرض معلوماته تجعلك تهيم عشقا بكتبه حتى وإن كانت في موضوع لايهمك أن تعرف عنه
الكتاب عبارة عن مقالات كانت تنشر مسلسلة في مجلة الهلال وتم جمعها في كتاب واحد في 188 صفحة وأعيد طباعته على مدى عشر سنوات
وهو أحد أكثر اكتب مبيعا لعام 2008

الكتاب هو محاولة من المؤلف لرصد أسباب ماوصل إليه المصريون في الخمسين عام الماضية
الكاتب بكل بساطة يتهم الحراك الإجتماعي وما أدى إليه من إستعلاء طبقي
وفند ذلك على إمتداد صفحات الكتاب
ببساطة وحسب وصف المؤلف تخيل أن هناك عمارة متعددة الطوابق قرر ساكنواها أن يتبادلوا الطوابق في وقت واحد
وأخذ كل منهم محتويات طابقه وصعد أو نزل وتقابل الجميع على السلم
فما رأيك
هذا تقريبا ماحدث للمصريين
وله حيثيات عرضها المؤلف في فصول مستقلة
ماذا حدث للمصريين
سؤال يسأله كل المتابعين عن كثب
علماء الإقتصاد يشكون من الإقبال على السلع الترفيهية وإستيراد الغذاء
علماء الإجتماع يشكون ضياع القيم وتفكك المجتمع وإنتشار الجريمة ودخول مفاهيم وألفاظ غير معهودة
السياسيون يشكون ضعف الإنتماء والإنشغال بقضايا فرعية على حساب القضايا المصيرية
حتى المثقفون يشكون تدني مستوى الفكر والثقافة وهبوط الذوق العام
فما السبب

- الهجرة والإنفتاح
بداية يوضح الدكتور جلال ان السياسة الناصرية سحبت البساط من تحت ارجل أصحاب المصالح بقوانين التأميم والإصلاح ومجانية التعليم وتعيين الخريجين
لمصلحة أصحاب المهن مما أدى إلى ترقيهم إجتماعيا
ثم جاء السادات بعصر الإنفتاح وهدم كل ذلك
يجري الكاتب مقارنة سريعة بين العصرين
فيقول عبد الناصر كان يرى أن الحرية هي حرية الحصول على رغيف الخبز
السادات كان يرى أن الحرية هي حرية الترقي
عبد الناصر كان يسعى للإستقلال عن الغرب وبناء إقتصاد قوي
السادات كان منبهرا بكل ماهو غربي حتى أنه كان يعبر عن نفسه بالإنجليزية وكان يشجع جلب أي تفاصيل من الخارج حتى ان كانت شكلية

يوضح المؤلف أن القوى الخارجية لم تكن لتسيطر على المجتمع من دون تحالفها مع قوى داخلية فكان للإستعمار أعوانه من الطبقة الارستقراطية والتي لم تجمعهم به مصالح إقتصادية فحسب بل شعروا نحوه بالولاء
فجاء عبدالناصر بسياسته وسحب البساط من تحت أرجلهم لمصلحة فئة جديدة تتفق ميولها النفسية مع هذا الإستقلال
حتى جاء السادات بسياسة الإنفتاح وهدم كل ذلك فتحالفت معه القوى المتضررة من السياسة الناصرية ورأوا أن الإنفتاح والإستدانة من الغرب نوع من الشطارة
مما أدى إلى حدوث حالة من الهرجلة في المجتمع المصري في هذه الحقبة ألقت بظلالها في السنين التالية
المثل الإنجليزي يقول أنه من الممكن أن تقود الحصان إلى النهر لكنك حتما لن تجبره على الشرب
وبناء عليه فأنت لن تلوم السياسات فقط
المصري مسؤل حتما عن إختياراته
فالإنفتاح موجود في دول مثل الصين لكن المصري عمد إلى تقليد النمط الإستهلاكي للأعلى دخلا وإقتناء كماليات تشير إلى إنتمائه لطبقة غير طبقته كالسيارة والفيديو على حساب السلع الأساسية
وانتشر الإستثمار في مجال العقارات والمياه الغازية والبنبون واللبان والأشياء التافهة على حساب الغذاء والكساء

أما الجزء الآخر المتعلق بالهجرة فهو يرجع للسياسة الإنفتاحية في عهد السادات
بداية ذكر المؤلف أن المصريين شعب غير مهاجر بطبعه
وكانت الهجرة مقصورة على المهندسين والمدرسين والأطباء
حتى عام 1974 حيث بدأت فئات أخرى في الهجرة مثل الحرفيين وعمال البناء بحثا عن مستوى معيشي أفضل
وبعثوا بتحويلاتهم النقدية إلى ذويهم مما أدى لترقيهم إجتماعيا
وساهمت تلك الأموال مع عائدات القناة والإستثمارات الكبرى
في زيادة معدل التضخم مع عجز الحكومة عن توليد إيرادات توازي تلك الأموال بزيادة الناتج المحلي
يعني من الآخر ناس طالعة وناس نازلة وحاجات كتير بتضيع في النص
إزاي ؟
أقولك أنا . . .
أدى التسابق العشوائي نحو الترقي إجتماعيا إلى إعلاء قيم الشطارة والكسب السريع وإنتهاز الفرص وإهمال قيم سامية مثل العمل والكفاح والإجتهاد وإحترام الكلمة وأصبح التمسك بتلك الأشياء نوع من العاطفية الزائدة التي لا تليق بمواطن يرتقي إجتماعيا
ثم بعد ذلك شاع إستخدام ألفاظ وتعبيرات جديدة تعبر عن القيم الجديدة مثل طنش وفوت ومشي أمورك و . . . إلى آخره
ثم ساد إقحام الإنجليزية بشكل مستفز كنوع من التقديس لكل ماهو غربي

- الدراما
وكان الموضوع المحبب للدراما هو أن الفقر ليس عيبا وأن الشخص الفقير لن يصبح غنيا إلا بالصدفة أو بميراث أو بطاقية الإخفا أو بالزواج من أسرة غنية حتى يرى ماجلبه المال من تعاسة وشقاء فيتركه ويعود لفقره حامدا ربه عليه
أما اليوم فأصبحت الأعمال الناجحة تسخر من الطبقات العليا الآخذة في الهبوط والإعلاء من قيمة الثراء ولاتتحدث عن فضائل الفقر .
( واخد بالك انت من اللي بيحصل
طيب شوف بقى اللي جاية دي )
- تفسيرات لاعقلانية للدين
أدى إستنزاف موارد الدولة بعد سنوات الحرب وتوقف عجلة الإنتاج وغلق قناة السويس وضياع مصادر البترول في سيناء وقلة الإستثمار
إلى الإتجاه لطرق جديدة للكسب مثل المضاربة والوساطة والتجارة وتولد ظاهرة شركات توظيف الأموال
وظهور تفسيرات غير عقلانية للدين مثل أن إيداع الأموال بالبنوك أشد مقتا عند الله من فعل الزنا في أشد الأماكن طهرا
وسيب فلوسك مع الحاج وربنا هايباركلك فيهم
ولم تفلح أي محاولة لمنع الناس عن إستثمار أموالهم وضاع صوت العقل وسط هذه الغوغاء
ثم تسمية الرشاوي التي توزع على المسؤلين الكبار بكشوف البركة .

الفصول التالية تتحدث عن تدهور حالة السنيما لتواكب الذوق العام والتركيبة النفسية للمشاهدين
وتطور علاقة الأسياد والخدم
وظاهرة التسول والتسول المقنع بظهور باعة يبيعون أشياء تافهة على قارعة الطريق وفي المواصلات العامة
والمقارنة بين دور المرأة في الماضي والحاضر
الكتاب تحفة فنية وصدوره عيد ثقافي
ومحاولة تلخيصه جريمة حقيقية
نصيحة لو وجدته في أي مكان فلا تتردد في إقتناء نسخة منه .


إهداء إلى صاحبة الإقتراح
د . ريهام مبارك

أحمد حلمي
البحيرة
30-3-2012

0 التعليقات

كوكب العميان

Edit كوكب العميان by Ahmed Helmy on Friday, September 14, 2012 at 2:13am · بكل أمانة لقد حاولت فكان الفشل حليفي حاولت -حسب الطلب- نسج مقال مبهج وسط واقع غير مبهج فوجدت أن المشكلة تكمن في أن البهجة نزعت من قلوبنا -أو من قلبي أنا على الأقل- فما عدت قادرا على القيام بذلك العمل الجدير بالأساطير كيف أكتب مقالا مبهجا بينما الشوارع تضج إحتجاجا على تلك الإساءة لرسولنا الكريم كيف أكتب مقالا مبهجا بينما هناك من يتآمر من الخارج لشق الصف -دا على أساس انه ناقص مؤامرات يعني- غير عابئ بالنتائج لأنه خارج السفينة من الأصل ولا يهمه إن كانت ستغرق أو سيلقي ركابها ببعضهم في بحر ثائر الأمواج كيف أكتب مقال مبهج بينما أرى أركان الدولة مازالت تسير عكس إتجاه الجاذبية ومازالت مصرة على أن الماء في المنحدر لا يحترم الخواجة نيوتن بتاتا بل يصعد بقوة القانون الذي يوضع في الأدراج أوقاتا كثر ويخرج فقط عند الحاجة أو لإستخدام بند ينص على تعيين أبناء العاملين . كنت سأتحدث عن كوكب أورانوس بإعتباره كوكب مبهج أو قد يوحي بالبهجة -دا بما إنه بعيد عننا يعني فأكيد مش بتوصلهم قناة سيب وانا اسيب هناك- لكني قررت فجأة أن أتحدث عن كوكب العميان عذرا هذه -مرة أخرى- ليست صفحة بريد القراء هذا مقال آخر غير مبهج لكنه بديل عن الإعتذار أو الإنتحار * * * * بلد العميان باختصار هذه قصة قصيرة لرائد أدب الخيال العالمي "هربرت جورج ويلز" -تكتب "ه . ج . ويلز" لابد أنك رأيت هذا الأسم من قبل- المهم أن كتابات هذا الرجل تمتاز عن مواطنه "جول فيرن" والملقب بأبو الخيال في أنه يمكن أن تسقطها على الواقع وتخرج منها بحكم كثيرة سأحكي القصة وأترك لكم الإستنتاجات هذه قصة أخرى تحمل نبوءات تصلح لكل العصور القصة تحكي عن مجموعة من البشر فروا من شئ ما وتم إحتجازهم في واد صخري وأصابهم نوع غامض من إلتهاب العيون أورثهم العمى وأورثوه بدورهم -واخد بالك معايا- لجيل تلو الآخر المهم أن أحد متسلقي الجبال تمكن بطريقة ما من الوصول إليهم كان يظن -بعد أن عرف حقيقتهم- أن الأعرج يصير ملكا في حارة المكسحين لكنه كان واهما حاول أن يخبرهم أن هناك أشياء تدعى إبصار وعيون وألوان وأضواء ود لو يخبرهم بمعنى أنه يرى لكن كل محاولاته ضاعت سدى حاول أن يظهر قدراته-بما أنه مبصر- فلم يفلح حاول أن يهرب منهم لكنهم كانوا يستخدمون حواسهم بطريقة مذهلة ويغلقون حوله دائرة دوما إضطر أن يعود ويعتذر وحينها حملوه لكبيرهم الذي قرر بعد فحصه أنه مجنون يحمل عضوين غريبين بارزين في وجهه لذا قرر أن يتعايش ويعتاد قواعدهم أعجب بطلنا بفتاة من البلدة كانت لحسن حظه غير مرغوبة لأنها لا تتفق مع مقاييسهم للجمال لذا تقدم لخطبتها رأى أبوها أن يوافق مضطرا بشرط أن يتنازل هذا الغريب -والذي يعتبروه إنسان من رتبة أقل-عن العضوين البارزين في وجهة وهنا قبل أن يفكر وجد الفتاة تستجديه بأن يوافق بطلنا كان عاطفي وتأثر بالموقف ووافق وعشية يوم الزفاف وقبل تنفيذ الشرط المتفق عليه قرر أن يصعد الجبل ليرى العالم للمرة الأخيرة هنا أدرك حقيقة كانت غائبة عنه ماهذا الجنون الذي سأفعله بنفسي لماذا أتنازل عن نعمة الإبصار لأي سبب مهما كان وقرر وقتها أنه لن يعود إنتهت القصة * * * * * * * نحن الآن نعيش في بلد منفصل للعميان بالمعنى الحرفي للكلمة ورثنا العمى جيلا بعد جيل وأصبحنا لا نقبل ولا نؤمن بأي حقيقة غير مانراه -بتعبير أدق مالا نراه- ولا نسمع سوى أصواتنا العالية فقط في حين أنه بغض النظر عن أن صوتك العالي دليل ضعف موقفك فهناك حقيقة علمية تقول أن صوتك الذي تسمعه يختلف تماما عما يسمعه الناس لذا ستصاب بدهشة عظمى عند سماع تسجيل لك وستقسم أنه صوت إبن خالتك مازال القابض على الحق يسبح ضد التيار بينما الجمع الغفير يزأر بالباطل مازال القابض على المنطق يجاهد لتطبيق أبسط قوانين الطبيعة والإنسانية مازال الماء يصعد فوق التل بقوة القانون كما كان ماء النيل يصعد وادي العريش -أكثر مكان في مصر غزارة بالأمطار- دون سبب واضح مازالت اللامنطقية تحكم بكل أسف المجد للشهداء ولك الله يا أبو تريكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القابض على دينه كالقابض على جمر من النار" فداك نفسي يارسول الله اللهم إهدنا إلى الحق وثبتنا عليه دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 14/9/2012

0 التعليقات

أعطيهم ماتشا للكورة



يمكن تقسيم الأسبوع-في حال عدم وجود موضوع ملح للكتابة- إلى ثلاثة أقسام
يومين من الراحة
يومين من التفكير في موضوع المقال
يومين من التفكير في الإعتذار عن كتابة المقال
وليلة حرجة بدون نوم تنقضي في إعتصار ماتبقى من أفكار لإنقاذ دورية المقال
هل ذكرت أكثر من ثلاثة
لايهم
المهم أن مقال الأسبوع الماضي حظى بأكبر نسبة من التفاعل بين سابقيه وأقول التفاعل وليس مجرد إبداء الرأي حتى أنني وجدت مقالات كاملة كتبت كتعقيب ، كنت أنشد هذا النوع من التفاعل منذ أول مقال وأسعدني كثيرا وبشكل أو بآخر فتح أفقا جديدا لمقال هذا الأسبوع أو لنقل أنه سمح بوجود إمتداد لنفس الموضوع
مازلت أتحدث عن السجن الكبير الذي نقضي فيه عقوبة أبدية بتهمة أننا مصريين والذي أورثته لنا مشكلات متراكمة لا يبدو لها حل قريب للأسف لسبب بسيط جدا
مازال السادة المسؤلين ينظرون لمشاكلنا بنفس الطرق السطحية العتيقة الجديرة بالستينيات وهو ماقصدته عندما ذكرت مشكلة القطار المكيف لم أكن أعني بالمشكلة ذاتها لأنها في الواقع مترفة كنت أرنو لطريقة النظر والتعامل ورد الفعل الذي لم يتغير للأسف .
* * * * *
هراء
كنت أمر بالصدفة بجوار بائع الصحف والذي لم أشتري منه ولا من غيره أي جريدة منذ مايقرب من سنة لأسباب تتعلق بالمصداقية ، المهم اني شعرت فجأة بالألفة وبحنين غريب للإمساك بصحيفة صباحية فتقدمت وأشتريت الجمهورية كنوع من المزاح
المفاجأة كانت في إنتظاري لتقول
هناك أشياء أخرى لم تتغير غير تصرفات المسؤلين
وجدت عبارة مثيرة للسخرية تحت الشعار الشهير تقول :
جريدة الثورة أسسها الزعيم جمال عبد الناصر
الجريدة التي أحتفظ بعدد منها لا يحتوي سوى على ثلاث صفحات رياضية ومقال لسمير رجب والباقي يقول كل سنة وانت طيب ياريس أصبحت فجأة صوت الشعب
الحقيقة أن المحتوى لم يتغير كثيرا
حتى أنني توقعت أن أرى الصورة الشهيرة لمبارك في مكتبه الفخم
مازال كل شئ مكانه ولم يتغير حتى مقال سمير رجب وصفحات الرياضة على الرغم من توقف النشاط الرياضي
ألم يقل لهم أحدا ان عندنا ثورة
ملايين الجنيهات تنفق على هذه المؤسسة وعلى غيرها بالطبع والمحصلة هراء
* * * * * * *
موقف يلخص كل شئ
بعد إزدياد الشكوى من مياه الشرب في عدة محافظات والشكوى ليست وليدة اليوم لكنها من سنين طويلة ولا أحد يستمع تذكرت الحقيقة المرة التي فاجأني بها أحد الكيميائيين في أحدى شركات السماد الكبرى بينما كنت أقضي فترة التدريب الصيفي فوجئت بمدى تعقيد عملية تنقية المياه المستخدم في الصناعة على عكس ما شاهدت من بساطتها في محطات مياه الشرب ودون الدخول في تفاصيل علمية صارحت الكيميائي المسؤل عن معمل المياه بهواجسي فقال أنهم يقومون بتنقية المياه كما يجب لها أن تكون مياه لأن غير ذلك -يقصد مانشربه نحن- قد يتسبب في تلف غلايات يصل سعرها إلى نصف مليون جنيه
السؤال هنا كم يصل سعر المواطن المصري الذي يشرب أي سائل ينزل له من صنبور المنزل حتى وإن كان لايشبه الماء في أي من خصائصه عدا السيولة ؟
الإجابة واضحة ولن أكتبها
والموقف يلخص كل شئ
فلماذا تطالب بماء نظيف إذا
ألم تفهم بعد
* * * * * * *
قطار
تذكرون يوم أن قالوا أن هنالك قطارا إحترق ومات معظم من فيه
وقتها كانت الفكرة مستعصية على عقلي الصغير
هناك عقولا كبيرة وقتها إستعصت عليها نفس الفكرة
قطار يحترق
كيف
لماذا لم ينجو كل راكب بنفسه قبل أن تبلغه النيران
بعد أن استقليت قطارا مشابها أصبحت الفكرة المضادة هي مايستحوذ على عقلي
كيف نجا من نجا من ذلك الحادث
الوضع داخل قطار مميز يقول بوضوح أنه في حال نشوب حريق -لاقدر الله- سينجو فقط من يقفون على الباب أما باقي ال 200 راكب والرقم غير مبالغ فيه ففرصتهم في النجاة شبه معدومة
الوضع داخل قطارات الهيئة غير إنساني بالمرة في حين أن السيد هشام قنديل يرد قيمة التذاكر لركاب قطار فاخر نظرا لتعطل التكييف
السؤال هو
هل تستحق شربة ماء نظيفة حتى تطالب بمستشفى وقطار ومسكن
لا تعليق
* * * * * *
الألتراس
لسبب ما انا متعاطف مع هؤلاء الشباب ، لسبب ما أرى ما فعلوه مبررا رغم عدم قانونيته
لسبب ما أنا أرى أن مطالبهم مشروعة تماما
أرى الدهشة في أعينكم
ما علاقة الألتراس بما نتحدث عنه ، ببساطة تصرفات المسؤلين هي الرابط
خرج السيد المتحدث الرسمي لإتحاد الكرة المصري يؤكد عودة النشاط الرياضي منتصف الشهر الحالي وأضاف ساخرا (اللي يقدر يعمل حاجة يعملها) لا أدري لما ذكرني ذلك بعبارة (خليهم يتسلوا) الشهيرة
النتيجة كانت إقتحام مقر الإتحاد وتحطيمه وإشعال النار فيه
هل وصلت الرسالة ؟
لا أدري لما بقيت حالة العناد مع الشعب وإخراج المسؤلين لسانهم لنا قائمة إلى اليوم
هل نحن في مزاج رائق أصلا لكرة القدم
قال عمرو قطامش مخاطبا أحد المسؤلين :
"كي تهدأ رأسك ياهذا فلديك حلول مشهورة
إخلق ملعوبا يأخذهم للهلس فينسون الثورة
خذ حقنة تعتيم فورا وأعطيهم ماتشا للكورة "
ماحدث أن السيد وزير الداخلية والسيد وزير الرياضة إتفقا وتوعدا الجناة بالويل والثبور
وكله بالقانون
القانون الذي يوضع في الدرج أحيانا ويخرج أحيانا أخرى

حسب الأهواء
الحكاية ببساطة أن توقف النشاط الكروي حول 80مليون محلل رياضي إلى 80 مليون محلل سياسي ولن يلهينا سوى عودة الكرة مرة أخرى وعودة الخناقات حول صحة هدف أبو تريكة وعدم صحة تسلل عمرو زكي وينسى الجميع مشاكله الحقيقية
لا فائدة
لم يتغير شئ
ومن يهاجمون الألتراس الآن هم من كانوا يهاجمون الثوار منذ عام ونصف
سقط ومبارك ولم يسقط نظامه ولم يتغير شئ
نصيحة
لا تشربوا الماء قبل غليه
دمتم في حفظ الله .
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
7/9/2012

0 التعليقات

إلى أن يجيب العدم



في بداية مقال الجمعة الماضية ذكرت أنه ربما يكون مقالي الأخير ، لم أكن أمزح ، كنت بالفعل على وشك إتخاذ قرار بالإمتناع تحت تأثير حالة من القرف أورثتني سؤالا مفاداه : لم تكتب ولن يتغير شئ ؟
بعد نشر المقال رأيت بالصدفة مقالا ل د . يوسف زيدان يتحدث بإحباط عن الوضع القائم كانت المفاجأة في نهاية المقال تنتظرني لتقول لي أنظر
أحد فرسان الكلمة الحقيقيين يرمي سيفه ودرعه ويترجل عن فرسه ويترك ساحة المعركة ويذهب لداره طواعية تحت تأثير نفس الحالة ونفس السؤال
بصراحة رأيت ورأى غيري أنه قرار جانبه الصواب
مما جعلني أراجع قراري
أضف إلى ذلك أن هناك كلام كثير سأموت كمدا إن لم أكتبه
أنا لا أكتب مقالاتي مسبقا -أكتب لكم الواحدة صباح الجمعة- لكني مثلا أحلم بالمقال السنوي والمقال رقم مائة
لذا سآخذ بنصيحة الراحل أمل دنقل عندما قال :
" وأغرس السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم "
مقالي على الأرجح يقرأه بإهتمام عشرة أشخاص فقط لكني سأكتب إلى أن يجيب العدم
* * * * * * * * *
أعاني من مشكلة حقيقية تتعلق بحاجتي-كشخص مرتب- لترتيب الأفكار
المشكلة تكمن في أنني أرى أحداثا مترابطة قد لا يراها غيري ولا أستطيع إظهار الرابط بسهولة حتى بعد ترتيت الأفكار
تأمل معي
حدث رقم 1
د . هشام قنديل يأمر برد قيمة التذاكر لركاب عربتين في القطار المتجه للإسكندرية -والذي كان يستقله سيادته- نظرا لتعطل التكييف فيهما مع إحالة فني الصيانة للتحقيق
ذكرني هذا بوزير سابق للنقل في نظام سابق استقل قطار النوم من محطة الجيزة لمحطة رمسيس لتفقد مستوى الخدمة وأحال العمال للتحقيق نظرا لعدم وجود مناديل ورقية في دورات المياه
لقد قضيت أعواما كثر استخدم قطارات الهيئة وأذكر أنها مرات معدودة فقط التي لم يتعطل فيها التكييف وبالطبع لايوجد مناديل
ولم أحصل على ثمن التذكرة في أي مرة
وحالة القطارات يرثى لها لكن لا أحد يلتفت
فقط تصادف هذه المرة أن السيد رئيس الوزراء استقل عربة تكييفها معطل
* * * * * * * *
حدث رقم 2
وزير الصحة في زيارة مفاجئة لمستشفى صاحب مريض في الإستقبال وانتظر بجواره 8 دقائق حتى أتاه الطبيب فاستنتج أن سبب إعتداء المواطنين على المستشفيات هو إهمال الأطباء
ياحلاوة
* * * * * * * * *
قد ترى أن المشهدان لا تربطهما أي علاقة ، لكن أنا أراهما شديدي الترابط
مازال السادة المسؤلين في بلدنا المصون ينظرون لمشاكلنا نظرة شديدة السطحية في حين أنها بعمق الدولة العميقة التي صدعونا بوجودها
إذا كنا نتحدث عن الدولة العميقة فلماذا ننظر لمشاكل من المفترض أنها من مخلفاتها بهذه السطحية الشديدة
مجرد تساؤل
* * * * * * * *
بعد مقال الأسبوع الماضي إنهالت رسائل من السادة القراء يحكي كل منهم تجربته المريرة مع وزارة الصحة معظم الرسائل نجا اصحابها بمعجزة وهناك رسالة أو اثنين انتظرت أن يقول لي صاحبها في نهايتها
(بس وبعدين مت)
هذه النهاية الطبيعية في مستشفياتنا
ذكرني هذا على الفور بمقال كتبه الكاتب الشاب محمد فتحي وعدل عن نشره لأنه رآه شخصيا زيادة عن اللزوم ثم نشره د . أحمد خالد توفيق لأنه رآه يمثل قطعة فنية من أدبيات الرعب
بإختصار المقال يحكي عن أخت زوجة الكاتب كانت تعبر الشارع فصدمتها سيارة ونقلت للمستشفى بين قوسين الحكومي
بس
وعينك ماتشوف إلا النور
أضاعوا ساعة كاملة في البحث عن طبيب وكأن المستشفى بها سباكين مثلا
ثم جاء الطبيب ليخبرهم بإكتشافه العظيم
(دي محتاجة أشعة)
لا ياراجل
بجد
وأضاعوا ساعة أخرى في محاولة إجراء أشعة وساعة أخرى في سباب وشتائم وخناق مش فاهم على إيه
ثم نقلوها لمستشفى خاص ليكتشفوا ان حالتها خطيرة جدا وهناك أنقذوها بمعجزة
في نهاية المقال يقول د . أحمد الدرس المستفاد من هذا المقال هو
من يصاب في حادث سيارة وهو لا يستطيع السباب وليس له أقارب مهمين أوليس لديه القدرة على دفع تكاليف مستشفى خاص فهو يمزح وغير جاد بكل تأكيد .
السطر التالي يحمل الحقيقة كاملة
نحن عراة تماما
منذ أسبوعين وانا أفكر في مصيري لو قررت الأقدار أن أدخل مستشفى حكومي
مازلنا عراة حتى بعد -مجازا- الثورة
وأعتقد أننا سنظل كذلك مادمنا نفكر ونعالج المشكلات العميقة بهذه السطحية
كنت أقرأ مقالا منذ يومين للأستاذ حسن المستكاوي كان يتحدث عن مشكلة ما لا أذكرها الآن لكنه أوحى لي بطريقة ما بسبب المشكلة التي أتحدث عنها الآن فنظرت لأعلى لأقرأ العنوان لأني لم ألحظه
فوجدته يقول
"النعامة لاتدفن رأسها في الرمال"
كنا نظنها تفعل كذلك إذا شعرت بالخطر وكنا ومازلنا نقلدها للأسف
لكن حتى النعامة لا تدفن رأسها في الرمال نحن فقط من يفعل ذلك
دمتم في حفظ الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
31/8/2012

0 التعليقات

بل نحن المسجونون ياحازم


·

كنت أخشى لعنة المقال رقم عشرة منذ بدأت الكتابة
شئ ما كان يخبرني بأنه سيكون الأخير اليوم أنا قريب جدا من شئ مماثل .
بدون مقدمات لالزوم لها وحوارات سخيفة مع النفس وإستطرادات غير مجدية أعتقد أنني أمر بأطول أسبوع في التاريخ فأنا أكتب يوم الأربعاء على غير العادة ربما هي رغبة في الكتابة إجتاحتني كسيل عارم بعد نشر المقال السابق على خلفية حادث مؤسف ، فانتظرت حتى أهدأ فأنا أعرف -أكثر من غيري- تأثير الكتابة الإنفعالية تحت ضغط .
لكنني وللأسف لم أهدأ بعد
إذا سأكتب على بركة الله
تنويه صغير
هذه ليست صفحة بريد القراء
هذا مقالي وسأحكي عما آلمني
فلا تلوموني إن لم يعجبكم كثيرا ماسيأتي به
* * * * * *
مشهد من التاريخ
لافتة رخامية عتيقة جديرة بالمتاحف كتب عليها الآتي :
مجلس مديرية البحيرة
المجموعة الصحية القروية
في عهد صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر حفظه الله قرر مجلس مديرية البحيرة بإجماع أعضائه في الجلسة المنعقدة في 23 ربيع أول 1362 هجرية الموافق 29 مارس 1943 ميلادية إنشاء هذه المجموعة لخدمة أهالي القرية ونواحيها وذلك خدمة لمواطنهم حضرة صاحب المعالي الدكتور "إبراهيم بك الوكيل " وزير الصحة العمومية وذلك تقديرا لمجهوداته في رفع المستوى الصحي بالمملكة المصرية وإصداره قانون تحسين الصحة القروية في 27 رجب 1361 هجرية الموافق 10 أغسطس 1942 ميلادية
والله ولي التوفيق
هذه قريتي بلا فخر
إستقراء أرسطو يقول أن لدينا الآن مستشفى تضاهي القصر العيني من حيث الإمكانات ومستوى الرعاية كونها أول مستشفى قروي تم إنشاءها في المملكة ووزير الصحة كان إبننا
من غير حسد الله يكرمكم
بتوفيق من الله أنا أعمل في صيدلية بجوار هذه المستشفى
جميع المستلزمات الطبية (شاش-قطن-خيط-أدوية-محاليل) غير متوفرة ويشتريها المرضى-المفترض أنهم جاءوا ليعالجوا بالمجان-مني وأعتدت أن أرى الصدمة في عين رجل بسيط أتى ليخيط جرحا نازفا فيجد نفسه يشتري أشياء المفترض أنها موجودة بالمستشفى وفي الأغلب يفاجأ بالمبلغ المطلوب منه
المستشفى بها طبيب باطني واحد يعمل كمدير ويستخدمها كمسكن له وإثنين من المسعفين وممرضة لا يملكون ترمومترا أو جهاز لقياس ضغط الدم
المستشفى تعمل نهارا كمركز طب أسرة (تطعيم حوامل وأطفال)
في الأغلب التطعيمات فاسدة
على حد علمي أنه تم تطعيمي ضد كل الأمراض الوبائية
وأذكر أنها أصابتني جميعا والحمد لله

وستندهش من كم الموظفين الذين يعملون بها نهارا مما يدل على مبالغ طائلة تنفق على هذه الخرابة
أعتقد أننا نملك لافتة رخامية من التاريخ فحسب
* * * * * *
مشهد متكرر
خبر منشور في أحد المواقع يقول
أهالي مصاب بطلق ناري يحطمون إستقبال وغرفتي الطوارئ والأدوية بمستشفى سوهاج العام إعتراضا منهم على تأخر الأطباء في إسعاف المصاب ثم لاذوا بالفرار فور علمهم بقدوم الشرطة
تم تحرير محضر بالواقعة وأمرت النيابة بضبط المتهمين
ولا حرف واحد عن المصاب أو عن وجود إهمال طبي بالمستشفى
* * * * * *
مشهد مؤلم
حازم -إبن صديق لي- طفل لم يبلغ السادسة من عمره بعد ، أجرى عملية إستئصال اللوزتين يوم الجمعة 10 أغسطس
أصيب بنزيف حاد مساء يوم الخميس 16 أغسطس
طبعا إتفقنا ان لدينا لافتة رخامية وفقط فإحتمال الذهاب لأقرب مستشفى غير وارد لأنه سيكون مضيعة للوقت
مستشفى المركز والتي تبعد ستة كيلو مترات
لا يوجد بها ليلا سوى عامل البوابة
مستشفى مركز مجاور تابع لمحافظة مجاورة تبعد أربعة كيلو مترات رفضت إستقابله بلا سبب واضح وتم تحويله على المستشفى العام بالمحافظة والتي تبعد حوالي عشرين كيلو متر .
(كل ده الولد بينزف) لحسن الحظ وجدوا هنالك أطباء وبدا أنهم قاموا بما يلزم وبذلوا مجهود خرافي في تعليق محاليل للطفل وذهبوا للنوم وتركوا الطفل ينزف حتى الصباح

ثم
" هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة حدوث نزيف في تجويف الفم "
هذا ما كتب في خانة سبب الوفاة
لسبب ما نحن بارعون في ممارسة الحكمة بأثر رجعي فقط .
ادعوا لوالديه بالصبر
* * * * * *
مشهد مستفز
وفد من حقوق الإنسان يتفقد مستشفى سجن طرة التي يرقد فيها السجين محمد حسني مبارك
يا سلام
نفس هذه المستشفى كانت منذ سنة واحدة لا تصلح للإستخدام الآدمي ولم نسمع حرفا واحدا عن حقوق الإنسان أو حاجة المساجين لتلقي رعاية صحية وفجأة تكبدت خزينة الدولة ملايين الجنيهات لتصبح هذه المستشفى جاهزة لإستقبال سيادته بعد الحكم بسجنه
دعوني أولا أوضح أنني لست ضد معاملته معاملة آدمية وتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية رغم أنه مسؤل عن تحويل أول مستشفى قروي تخدم مائة ألف مواطن إلى لافتة رخامية
لكن السؤال هنا
من المسجون إذا
الإجابة هي
نحن مسجونون بالخارج للأسف ومازلنا نؤدي عقوبة أبدية بدليل طفل انتهى في ساعات أمام أعين أهله وهم لا يدرون أأحضروه لمستشفى أم لورشة كهربائي سيارات
لم أذكر لك مشهد الأب وهو يجري على السلالام ستة أدوار صعودا ونزولا حاملا إبنه لأن عامل المصعد أغلقه وتناول طعام السحور ونام قرير العين شاعرا بأنه أدى ماعليه تجاه البشرية
للأسف ياحازم نحن مسجونون بالخارج
ووالدك لم يستطع إسعافك في منتصف الليل لأنه مواطن بسيط يعيش في قرية بسيطة ولايملك طائرة تنقلك لمستشفى المعادي العسكري.
كقاعدة
في مصر كل مصيبة يتم التحرك لمعالجتها بعد أن يقع ضحايا
إلا هذه
هذه ليست أول حادثة ولن تكون الأخيرة ولا أظن أن هناك تحرك قريب
عندما قالت لي إحدى الزميلات أن قطاع الصحة كالتعليم تماما يحتاج إلى نسفه وإعادة بنائه من جديد ظننت أنها تبالغ وأن الأمر ليس بهذا السوء
لكن بعد ما رأيت بعيني
فحتى النسف لن يجدي لأننا سنبني غالبا بنفس العقول ونفس الأيدي ونفس العمال ونفس الأطباء
أعتقد أننا بحاجة لوزير صحة صيني يأتي بوزارة من الصينيين وأطباء وممرضات وعمال صينيين ليعيدوا هيكلة وزارة خدمية تتعامل مع أرواح الناس وليس مع سياراتهم
أعذروا إنفعالي
دمتم في حفظ الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
24/8/2012

0 التعليقات

الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا

Edit الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا by Ahmed Helmy on Friday, August 17, 2012 at 4:19am · الأيام تمر سريعا أذكر أنني بالأمس جلست بعد السحور لأكتب مقال أول جمعة في رمضان اليوم يوافق التاسع والعشرون وقد كتبت أربع مقالات بعد السحور إذا لم يكن بالأمس حسبته كذلك كل عام وانتم بكل الخير هذا آخر مقال في رمضان * * * * * أعود معكم بالذاكرة للحظة من لحظات التخبط السياسي الذي كنا نعيشه جميعا في الفترة مابين ظهور نتيجة المرحلة الأولى وبين إنتخابات الإعادة الرئاسية قال لي صديقي الإخواني لماذا يطالبوننا بتنازلات وليس أمامهم غيرنا بصراحة إستفزني الكلام لدرجة أنني فكرت أن أغير موقفي من المقاطعة -وقتها- إلى إنتخاب المرشح الآخر لمجرد إثبات نظرية أن أمامنا غيرهم أسمع سؤالا يتردد في الأذهان : لماذا تقول هذا الكلام الآن ؟ حتى أوضح أن السيد الرئيس لم يكن خياري الأول لم يكن خياري من الأساس فقط صوت العقل -والذي قلما أستمع له-قال لي انتخبه فانتخبته دون أن أقتنع به ولا بجماعته ولا بأفكاره ولا بمشروع النهضة الذي صدعونا به ودعوت من اليوم الأول للإلتفاف حوله عله يصيب فننجو لكن الرجل خيب ظن معارضيه ويكتسب كل يوم شعبية وأرضا جديدة فما الداعي لإسقاطه ؟ لا أعرف ! لا أرى مايبرر ذلك إلا نظرية "أناس لم يعودوا كذلك" التي تحدثت عنها في مقال سابق إنهم أناس استحوذت عليهم فكرة واحدة وأقسموا أن يموتوا دونها ولم يفكروا في العواقب أو الخسائر أنا أرى ذلك هدم وتعطيل للمسيرة وتضييع لمكاسب لن نحصل عليها مرة أخرى لو عدنا للوراء وبدأنا من الصفر مرة أخرى لست ضد حرية التظاهر لكني ضد هدم الدول من قلة لا يروقها شخص الرئيس * * * * * الحدث الأكبر هذا الأسبوع كان التخلص من سطوة وحكم العسكر التي دامت ستون عاما والتي حسبنا أننا لن نتخلص منها أبدا ذكرت في أول مقال بعد الإنتخابات أن الإعلان الدستوري المكمل في طريقه للإلغاء لأنه لا داعي لعناد شعب بأكمله يقف خلفه رئيسه لقد كان الأمر أشبه بعملية جراحية دقيقة جرى فيها إستئصال المجلس العسكري من بين أنسجة السلطة لن أخوض في أسباب ومبررات وإجتهادات ونظريات وتوقعات وحسابات ومؤامرات وصفقات وراء الحدث ماحدث مكسب كبير في حد ذاته دون أدنى شك أتم الله علينا ثورتنا * * * * * خبر مستفز هذا أقل مايوصف به مانقله موقع اليوم السابع أمس الخميس عن وكالة الأنباء الفرنسية ، الخبر يقول : واشنطن تعرب عن -تأمل معي- "قلقها البالغ" لما يحدث في مصر من تقييد للحريات الإعلامية على خلفية محاكمة صحفيين مصريين بتهم -تأمل هذه أيضا-إنتقاد الرئيس مرسي مشددين على أن حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية هي قلب الأنظمة الديمقراطية الصلبة والديناميكية -عليهم مصطلحات- وتتناسب مع تطلعات المصريين الذين أطاحوا بنظام مبارك مطلع العام الماضي إنتهت وصلة الإستفزاز سأتخطى نقطة "من نصبك مدافعا عن حريتي" لأنها صارت قديمة جدا حكومة الولايات المتحدة لديها حساسية بالغة لما يحدث بالمنطقة وهي إما تسوء الأمور فتشعر بقلق أو تتحسن فتشعر بتفاؤل مشوب بحذر هذه المرة هم يشعرون ب"قلق بالغ" يانهار إسود هل حالتنا بهذا السوء هل التحريض على الإنقلاب وإثارة الفتن أصبح من حريات الإعلام هل سب الرئيس مجرد حرية تعبير هل التحريض على قتل الرئيس هو قلب النظام الديمقراطي الصلب والديناميكي ويناسب تطلعات المصريين هل ثار المصريين عشان توفيق عكاشة يشتم براحته يوم كتب د . جلال أمين عن مأزق الديمقراطية في مجتمع مزدوج الشخصية كان يقصد تأثير إزدواج شخصية المجتمع على كل شئ وليس على صندوق الإنتخابات فقط لكننا وقتها لم نعي ذلك ولم نلتفت له مازلنا نفهم الحرية فهما خاطئا بكل أسف وسنظل كذلك لفترات غير قصيرة قادمة دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 17/8/2012

0 التعليقات

لماذا

من اللحظات القلائل التي أشعر فيها بأنني متواجد في المكان الخاطئ تلك التي أستمع فيها لموسيقى عمر خيرت أشعر وقتها أنني أنتمي لهذا العالم الأسطوري أنه كان من المفترض أن أكون عازف كمان يجلس طوال الوقت ليعزف مقطوعات كتبها هذا الموسيقار العظيم قال لي الشخص الذي بداخلي : هذا ليس وقته هناك خمسون مصيبة تنتظر الحديث عنها بينما تتحدث أنت عن تتر مسلسل رمضاني ما هذا السخف قلت له : كف عن حشر أنفك في مقالاتي وأقرأ في صمت * * * * * * بالفعل هناك خمسون مصيبة تطلب الحديث عنها بإلحاح شديد لدرجة تشتت الأذهان فينقطع خيط الإلهام قسرا كما يحدث من تشتيت الأحمال فينقطع التيار الكهربي على أطفال الحضانات وركاب المترو أو تشتيت جهود الأصلاح قسرا على عدة جبهات بصورة ممنهجة فيخرج علينا رامز ليقطع طريق القافلة ثم يخرج لنا لسانه ويتضح انه كان يمزح أويتضح أننا كنا نسير في طريق أراد لنا آخرون أن نتوه فيه . المشكلة الأخرى أنني أعاني من عقدة اسمها "لماذا" وكل لماذا تقود ل لماذا أخرى أكبر حتى تجد أن الحديث عن الوضع القائم هو إغفال متعمد للحقائق وتسطيح غير مبرر للمشكلة . في البداية دعونا نتفق على شئ صغير أنا لن أتبنى أي نظرية من تلك النظريات العبقرية التي تتناثر حولنا هذه الأيام لن أناقش الحدث ذاته بل سأناقش ما وراء الحدث الكهربا قطعت جميل جدا سنكمل في الظلام نحمد الله أني أكتب على الموبايل هناك خبرين قد لا يجد معظمكم أن هناك رابط بينهما لكنني قرأتهم في يوم واحد فنادى أحدهما على الآخر وأزال غموضه الخبر الأول نشره اليوم السابع نقلا عن راديو إسرائيل قبل حادث كمين الحرية بيومين " الحكومة الإسرائيلية تناشد رعاياها في سيناء العودة أو البقاء في منازلهم لإحتمالية وقوع أحداث عنف " الخبر الثاني كان عن استبعاد اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن للعداء الجزائري محمد مخلوف من باقي المنافسات بتهمة عدم بذل الجهد الكافي غريب أليس كذلك لفت نظري تسمية التهمة لكنها أجابت دون أن تقصد عن أحد الأسئلة التي تبدأ ب لماذا والتي ترددت في ذهني بعد وقوع الحادث لماذا وقع حادث كهذا من الأساس؟ الإجابة هي لعدم بذل الجهد الكافي العجيب أن هناك جهة أخرى بذلت الجهد الكافي بالإنابة عن حضراتنا بل وأخبرتنا بالنتيجة وما كان منا إلا أن أخذتنا العزة بالإثم وأبينا أن نستمع لأ وإيه كمان التليفزيون المصري بعد الحادث بساعات قلائل وبعد أن أصبحت فضيحتنا مجلجلة أمام كل العالم يبث فيلما تسجيليا عن جهاز المخابرات المصري وتاريخه وقوته (طب إديني أمارة) حتى أنني توقعت انهم يمزحون وأن أسمع شريط الضحكات المميز لفقرات السيت كوم السخيفة الذي يخبرك مشكورا أين يجب أن تضحك ولو أن محتوى الفيلم -تقريبا- صحيح لكن بالله عليكم هذا ليس وقته لكن بينما أنا غارق في تلك الأفكار العجيبة إذ فاجأتني لماذا أخرى وهي : لماذا مازالت قوات حرس الحدود تعاني ويلات المعاهدة بتلك الطريقة وبعد كل تلك السنوات من البداية كنت أرى أنه ما كان هناك داعي من الأساس للوقوع في فخ الفصل- في معاهدة السلام المزعومة - بين الأمن والسيادة بمعنى أنها أرضك وتتمتع بكامل السيادة عليها لكنك ستأمنها كما يتراءى لنا ياسلام للأسف وقعنا في فخ لا أرى له أي مبرر لكن مايحيرني هو الإصرار والإبقاء عليه حتى اليوم لقد أصبح الأمر مشكلة أمن داخلي كما هو واضح لكل ذي عينين . وفقا لمعاهدة السلام فإن نشر القوات ونوعية التسليح في سيناء يتناقص تدريجيا حتى يصل الى المنطقة (ج) فيصبح عدد محدود للغاية -خمسمائة جندي في شريط حدودي يمتد لمئات من الأميال - لا يمكن زيادته إلا بتصريح من الجانب الآخر . دعك من أنهم في الأغلب غير مسلحين التسليح الكافي مما يجعلهم (ملطشة) لعصابات المهربين وتجار السلاح والمتسللين الأفارقة لماذا الإصرار على هذا البند حتى اليوم لماذا نسمح بأن يموت جنودنا على الحدود -وهذه ليست المرة الأولى- بسبب بند عقيم في معاهدة صورية لما سأل هيكل الرئيس السادات عن سبب إختياره لمبارك كنائب له من بين قادة كل الأسلحة قال : لأنه منوفي مثلي ويتفهم خطتي للسلام وهو ماكان يبرر مقتل جنودنا على الحدود طوال ثلاثون عاما الآن وقد أصبح لدينا رئيس ليس منوفي ولا يتفهم -على ما أظن-خطة السادات للسلام فلماذا التمسك بهذا البند إلى اليوم مجرد تساؤل لكن أظن أنه لن يجيبني عليه أحد . لكن أكثر ما كنت أتمناه بعد الثورة هو ألا أرى قصورا واضحا لكل ذي عينين ولا تتم معالجته على الفور لسبب غامض ونتهم بأننا مش فاهمين حاجة وأنها أسباب دولة عليا أما آن لنا أن نتخلص من تلك الأوضاع المقلوبة مجرد تساؤل آخر لا أعرف متى أسمع إجابته دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 10/8/2012

0 التعليقات

سبوتنك المصري أزمة تعبير

سبوتنك المصري أزمة تعبير كان كفيفا قعيدا وكانت هي عينه وقدمه لم ترتكب جرما ولا يد لها في ما يحدث لكنه في لحظة ما شعر أنه لم يعد يطيق وجودها في حياته وفي ذات اللحظة أقسم يمينا مغلظا أنها لن تبيت ليلتها في بيته لم يفكر ماذا سيفعل كيف سيتصرف من سيرعاه من الآخر مخه تربس . تقريبا هذا ماحدث لي لا تندهشوا حين قررت الأسبوع الماضي في لحظة قرف أني لن أتحدث في السياسة في مقالي القادم لم يكن لدي البديل لم تكن لدي أدنى فكرة عما سأكتب هي قفلت معايا كده وخلاص دائما كانت الأحداث هي المحرك والنواة لما سأكتب لا أدري لماذا أتخذت هذا القرار أعتقد أنني فكرت أن يكون بطل المقال فكرة وليس حدث لا أعرف لنقل أنه كان قرارا متسرعا كان لابد أن يكون هناك موضوعا ملحا يطلب مني بإصرار أن أبرزه قبل أن أورط نفسي في مثل هذه الورطة قال لي الشخص الذي بداخلي بسيطة ياعم تحدث عن كتاب قلت له : أخرس ياد الكتابة عن كتاب حدث سنوي لا يتكرر إلا عندما أشعر أن الكتاب يناديني وأنا أقرأه فلتكتب عني لابد أن يعرف الناس ماعرفته وهو ما لم يحدث بعد لو كتبت عن أي كتاب والسلام سيخرج مقالا سخيفا مصطنعا قال لي نفس ذات الشخص انتبه لأنك تقريبا لم تقل شيئا بعد وسينتهي المقال دون أن تضيف جديدا لا أحد سيحب أن يقرأ مقالا عن حضرتك. بصراحة عنده حق * * * * * فلنعد للوراء قليلا كان العام هو عام 2001 تلميذ في الشهادة الإعدادية ذاهب لإمتحان اللغة العربية في صبيحة اليوم التالي وسط ضجة الإكتشافات شئ ما في داخله أخبره أن موضوع التعبير سيكون عن د . زويل شئ ما أوحى له بأن يحفظ الموضوع الذي يتحدث عن د .زويل الموجود في كتاب القراءة وأضاع في ذلك ليلة ثمينة كاملة أسمع أحدهم يقول في سخرية وبعدين بيفتح السمكة مالقيش الخاتم لا لم يحدث ماحدث أن الخاتم كان موجودا بالفعل ما أثار ذهول ذلك الطالب أن أول سطرين في الإمتحان كانا يطلبان منه الحديث عن عالم مصري هاجر لأمريكا وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء ظل لدقائق مأخوذا لايدري -من هول المفاجأة- ما المقصود بالسؤال لكنه وبيد ثابتة بدأ في طباعة -نعم طباعة- ماجاء في الكتاب المدرسي حرفيا لا أعرف كيف نظر السيد المصحح للموضوع لكن ذاك الطالب حصل على الدرجة النهائية في اللغة العربية هل تجدوا ما حدث طبيعيا * * * * * نعود للعام 2012 سمعت الشخص الذي بداخلي يقول إحنا مش قلنا ماتتكلمش عن نفسك لم أعيره إهتماما لسبب ما تذكرت ذلك الموقف عندما رأيت د . زويل على شاشة التلفاز يتحدث عن مدينته العلميه لأول مرة ادرك معنى ما حدث وضعت نفسي مكان المصحح هذا الطالب إما أنه كان معه الكتاب أو أنه حافظ الموضوع طيب وإيه يعني أنا أقولك المفترض أن السؤال اسمه التعبير الإنشائي المفترض انه يقيس قدرة الطالب على الإنشاء والتعبير وليس الحفظ هناك سؤال آخر في الإمتحان يقول بوضوح أكتب مما حفظت ليقيس قدرة الطالب على الحفظ أعتقد أنني كنت أستحق صفر بجدارة في سؤال التعبير * * * * * اسمع تساؤلا عن أهمية هذا الكلام الآن أذا فلنعد للوراء كثيرا * * * * * في الرابع من أكتوبر عام 1957 فاجأ الإتحاد السوفيتي العالم بإراسال أول صاروخ إلى الفضاء بينما فشلت أول تجربتين أمريكيتين كان الأمر بمثابة صفعة قوية وهو ماعرف وقتها بأزمة سبوتنيك نظرت الحكومة الأمريكية لنفسها في المرآة ثم قالت : فلنبدأ من جديد يبدوا أننا كنا على خطأ في العام 1958 أصدر الكونجرس قانونا عرف ب -تأمل معي الأسم- التعليم من أجل الدفاع القومي قال الشخص الذي بداخلي يانهار اسود للدرجة دي أيوه وأكتر لقد أكتشفوا أن نظامهم التعليمي لا ينتج سوى أغبياء غير قادرين على غزو الفضاء في العام 1960 قام الرئيس أيزنهاور بتشكيل فريق ناسا في العام 1969 قامت أمريكا بإنزال أول إنسان على سطح القمر * * * * * * لنعد لمصر مرة أخرى أعتقد أن هذا الطالب وأقرانه كانوا ضحية لفهم خاطئ المنظومة التعليمية العقيمة بإداراتها المتعاقبة كانت ذاتها تعاني من سوء فهم بدليل أن الأخ اللي كان بيصحح إداني درجة كاملة هناك كلام يتناثر الآن ويعلو ويتصاعد ويتردد عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإعادة هيكلة وزارة العدل وإعادة هيكلة وزارة الصحة وإعادة هيكلة وزارة الإعلام لم أسمع ولا حرف واحد عن إعادة هيكلة وزارة التعليم لم أسمع ولا حرف واحد عن إعداد مدرس قادر على تخريج جيل من التلاميذ يفهم معنى سؤال التعبير الإنشائي ولا يكتب فصل بأكمله مكون من خمسين تلميذ نفس المقدمه ونفس الخاتمة التي يمليها عليهم المدرس والذي ربما سيكون هو المصحح نريد مناهج جديدة كتب جديدة اسلوب جديد بعيد عن حكاية الجودة واللجان والإعتماد نريد مدارس جديدة وزارة جديدة وليس وزير جديد المشوار طويل وصعب وسيحتاج لوقت طويل لكن آن لنا أن نبدأ إما الآن أو سنظل للأبد نكتب على ظهر الآلة الحاسبة التي لا نعرف كيف نستعملها وجهها الإستعمال الصحيح دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 3/8/2012