لا لن أتحدث عن رواية السنجة الان ليس بهذه السرعة لابد أن تختمر الفكرة وتنضج أكثر من ذلك ثم أن المقال النقدي لم يحن موعده بعد , ربما في شهر مارس ربما لا اتحدث عن السنجة من الاصل لكني سأحكي شئ ما يتعلق بها علي سبيل التوثيق من ناحية ومساعدة الحكومة من ناحية أخرى أهدي للسيد وزير النقل هذه المقال الطريف *************** نحس منذ حوالي اربع سنوات كنت مسافرا في رحلة العودة الازلية من أسيوط إلى البحيرة بصراحة كنت أنوي أن أستقل قطار عادي توفيرا للنفقات لكن عيني وقعت على رواية " يوتوبيا " ل د . أحمد خالد توفيق عند أحد بائعي الكتب وكانت حديثة الصدور وقتها . المهم انني ابتعت الرواية وقررت تعديل برنامج الرحلة من القطار 163 المميز إلى القطار 869 المكيف من أجل عيون الرواية الجديدة , سأتنحى جانبا الآن واترك. الاحداث تروي نفسها ; القطار 869 يصل في تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل , وصل بتوفيق من الله في موعده بالثانية أي انه وصل في الواحدة الا ربع , عادي طبعا , انت في مصر مازلت في نطاق الثانية عشر ( اركب وانت ساكت ) فلتذهب إلى سويسرا إن أردت ان يأتي القطار في موعده , حسنا لا داعي لذلك الان فلن اجد قطار يذهب للبحيرة من هناك , المهم استقليت القطار الذي تحرك بعون الله في تمام الواحدة لم اعلق او اتذمر لأني كنت منشغلا في تجميع الخيوط الاولية للرواية التي بدا انها مختلفة وتحتاج لجهد ذهني مضاعف فلم أشعر بمرور الوقت حتى وجدت القطار يدخل محطة المنيا وأتى من يقول لي انه حجز المقعد الذي اجلس عليه بعد مناقشات ومداولات ومقارنة التذاكر ببعضها اتضح انني في المقعد الصحيح في العربة الصحيحة ولكن في القطار الخطأ . قال لي رئيس القطار ان 869 لم يأت بعد يمكنك ان تنزل وتنتظره في المنيا لو اردت , وهو ما كان , لم يطل انتظاري اكثر من اربع ساعات فقط , ثم ان الوقت مر سريعا وانا اقرأ يوتوبيا على رصيف محطة المنيا , عندما جاء القطار بسلامة الله بعد ان أشرقت الشمس كنت قد تشربت جرعات عالية من السواد المتشحة به أحداث الرواية وبدت لي مشكلة القطار المتأخر مترفة فعلا , قلت لنفسي على الاقل انه لازال موجود , من يدري ربما لا يأتي في الغد . من قرأ الرواية يفهمني الآن جيدا . **************** قانون الجذب يعمل احيانا الاسبوع الماضي كنت مسافرا في الاتجاه المعاكس صباح يوم السفر تذكت وانا اضع السنجة - الرواية طبعا وليس السلاح الابيض - في حقيبتي المسافرة ما حدث من يوتوبيا قبل سنوات فطردت الفكرة من رأسي سريعا , لكن هيئة سكك حديد مصر ابت إلا ان تتبع قواعد اللعبة الى النهاية , الم تفهم بعد يا أبله لا تصطحب روايات هذا الرجل التي تتحدث عن مصر في اي من رحلاتنا او لتذهب الى سويسرا ان كنت تصر على هذه العادة الذميمة , فقلت لنفسي لا داعي فلا يوجد قطارات تذهب الى اسيوط من هناك على العموم , المهم ان القطار 970 المتجه الى اسيوط لم يأتي من الاساس وقال لي موظف الاستعلامات بعد ساعة ونصف من موعده يمكنك الان ان تسترد قيمة التذكرة ولسان حاله يقول ( انت هاتذلنا بتذكرتك ) ويمكنك ايضا ان تذهب الى سويسرا لو اردت لكن لتعلم انك لن تجد هناك موظف استعلامات يتحدث العربية ليقول لك هذا الكلام المهم الفاقع للمرارة فوجدت كلامه يحمل شيئا من المنطق وهو ماجعلني أعدل عن فكرة الهجرة مؤقتا وتوجهت لموقف الاوتوبيس وتوقفت عن قراءة الرواية الملعونة حتى لا يتعطل الاتوبيس او ينقلب مثلا ووصلت الى اسيوط في تمام الحادية عشر مساءا في رحلة استغرقت اربعة عشر ساعة - رقم قياسي جديد - وقد عزمت ان ارسل خطاب للسيد وزير النقل اطالبه بمنع دخول روايات هذا الرجل الى قطارات الهيئة مجددا لما لها من بالغ الاثر السلبي على الحركة . قال لي صديقي المتشائم ان الامر ببساطة ان قانون الجذب يعمل احيانا وانت قد اجتذبت اليك المشاعر السلبية عندما فكرت فيها صباحا , كنت على استعداد ان اصدق نظريته لولا ان زملائي المسافرين في اليوم التالي اخبروني ان القطار 970 لم يأت ايضا وانهم انتظروه ثلاث ساعات قبل ان يعلن مذياع المحطة ان القطار بعافية شوية ولن يأت اليوم ايضا . ملحوظة لم يكن اي منهم يحمل اي اعمال ادبية او اي افكار سلبية تجاه الرحلة ربما لو قرر احدهم الهجرة لسويسرا الان لن اجد ما يكفي من الاسباب لأقنعه بالعكس . **************** السيد وزير النقل تحية طيبة وبعد نحيط سيادتكم علما بأنه - مجازا - قد قامت عندنا ثورة أتت بحضرتك - بالعند فيا - لتصبح مسؤلا عن قطاع يخدم مايقرب من خمسة ملايين مواطن يوميا وسيناريو يوتوبيا لم يعد مقبولا ان كنت قد لاحظت هذا إن كان سيناريو السنجة يروق لك فتلك مشكلتنا وعلينا حلها الرجاء التكرم وعمل اللازم ملحوظة وزير النقل السويسري لم تقم عنده ثورة لذا فهو ليس بحاجة لفعل أي شئ . دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي أسيوط 9 / 11 / 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق