سلام الله على العقول



المجد للألمان

بصراحة كنت أنوي أن أكتب مقالا قويا أندد فيه بحكم العسكر الإستبدادي وأدعي لمبارك بطول العمر ليكون لمن خلفه آية

وأتوعد لجنة الإنتخابات بالويل والثبور في حالة التزوير - لا قدر الله -

كنت أنوي أن أبعث رسالة لأبو الفلول لأقول له أن السيدة الفاضلة والدة حضرته مازالت مستمرة

وأنه يا أنا ياهو في البلد

كنت أنوي أن يكون مقالي حادا قويا قاطعا جازما يخلد إسمي في معسكر الكتاب الثوريين

لكني للأسف وجدت ذلك بلا جدوى

ارى الدهشة في عيونكم , لم اجن بعد , هذه مقدمة مقالي الاول , وماكان بلا جدوى وقتها صارت له جدوى الان



لذا ,



لا تقرأ هذا المقال

اجل اقصدك انت

لاتنظر خلفك

بلا مواربة , بلا تجميل أو تذويق للكلام , برزت أمام عيني صباح الخميس حقيقة واحدة واضحة جلية اعلنت عن نفسها في إعتزاز

لم يعد هناك مجال للوقوف على الحياد , إذ أنه ببساطة ليس هناك حياد , قد يفقدني مقالي هذا الكثير من المتابعين والقراء لكن ما جدوى ان اكسب القراء وأخسر نفسي , هناك حل جميل يرضي جميع الاطراف هو ان اكتب على الطريقة القديمة التي كانت متبعة من قبل رؤساء تحرير الصحف القومية

"الحكومة تضيع جهود مبارك الإصلاحية"

لكني رأيتها دعابة سخيفة القيت آلاف المرات حتى صارت تجلب الاستياء وليس الضحك ثم انني مللت المواءمة , او كما قلت لكم لم يعد هناك ارض حياد , بل انه حتى لم يعد هناك ارض لي , لقد صارت بلدهم , مجلسهم , حكومتهم , قانونهم , تأسيسيتهم , دستورهم , رئيسهم ,

واخيرا

ميدانهم .

لم يعد لي سوى هذه المساحة كي اصرخ فيها كيفما أشاء لذا سأفصح عما في صدري وليغضب من يغضب فليس لدي ما اخسره لحسن الحظ

ربما عرفت الان اني احدثك انت

صديقي العزيز لا تقرأ هذا المقال ,

ان كنت مصرا فإن جل ما اتمناه الا ينتقص ذلك من قدري عندك لكن اخشى اننا شعب لم يتعلم كيف يفصل بين الانسان بشخصه والانسان برأيه وفكره .

للمرة الرابعة اكرر

هذا مقالي وليس صفحة بريد القراء

ربما يعجبك ما سأقول وربما لا

هذا يتوقف على مدى قدرتك على استخدام عقلك الواعي وتغليبك للمنطق ومدى وقابليتك للإنسياق .

*******************

خصوصيتنا حماها الله



لا أظن أن احدكم معترض على العنوان

نحن بالفعل بلد له خصوصية شديدة وما يصلح مع اي شعب وفي اي دولة لا يصلح معنا مهما كانت صحته او عقلانيته

فقط في مصر نبني الارصفه لنمشي بمحاذاتها ,فقط في مصر نضع القوانين لنخرقها , فقط في مصر تخرج مظاهرات تأييد وهذا ما لا افهمه من الواضح لكل ذي عقل ان المظاهرات ابتدعت للإعتراض لأن المؤيد المفترض انه قاعد في بيته مبسوط وفرحان ومزقطط ولا حاجة به للخروج لأن ما اراده تم بالفعل لما يحصل عكسه ياسيدي ابقى انزل براحتك وقت ما انا اكون روحت وماكونش واقف بأيد القرار العكسي

ايه ده هو انا كده قلت اني معترض

ماعلينا

لكنه لأننا في مصر فإنه فقط وحصريا يخرج المؤيد ليقول للمعارض اعرف حجمك ويحاول اقناعه بالعكس بطريقة حضارية جدا وبما لا يخالف شرع الله .

فقط في مصر يختلف الناس في آرائهم طبقا لطريقة توزيع الشعر في الجمجمة , ارى الوضع الخاص السابق غير مفهوم للبعض ويحتاج مزيدا من الشرح ,

ليكن , روى شاهد عيان ماحدث من محاولة مجموعة من المؤيدين اقناع مجموعة من المعارضين برأيهم بطريقة حضارية للغاية فقال واصفا الامر كما رآه مجردا :

" الناس اللي بدقن ضربوا الناس اللي بشعر "

كده وضحت اعتقد

في مصر وفي مصر فقط تستخدم العقول في حل السودوكو

اي استخدام اخر للعقول يعرض صاحبه لتهمة الفلولية والالحاد والخروج على ولي الامر , وهي تهم مجهزة مسبقا وغير سهلة على الاطلاق لو كنت قد لاحظت ذلك جيدا .

في مصر وفي مصر فقط انت لست زبونا , لا احد يريد ارضاءك كي تعود , لا احد يريدك ان تعود , فلتغور في ستين داهية

*****************

ذرهم يحظوا ببعض التسلية



وكأنهم يمنون علينا بها هذا ما تستنبطه عندما تسمع تلك الجملة

الغريب ان احدهم لم يقرأ للراحل العظيم أحمد بهاء الدين , لم تمر بهم مقولته الخالدة " الانسان حيوان له تاريخ " هذا ما يميزه

الانسان يختزن التجارب ويتعلم منها

النحلة تصر على فعل اللدغ رغم رؤية اقرانها يفنون بعده ,

الانسان المصري حيوان ضعيف الذاكرة او منعدمها او متجاهلها للأسف لذا فلا تاريخ له

عندما علم شاه ايران بوجود مظاهرات احتجاج ضده امر احد رجاله بالخروج الى الشارع لإستطلاع الامر فلما عاد ليصف له مايحدث فما كان منه الا ان ركب طائرته الخاصة وخرج ليرى ما يحدث , فلما رأي الجموع الغاضبة سأل الطيار : أكل هؤلاء ثائرون ضدي ؟

لم يرد الطيار لكن الجواب كان واضحا .

الشاه لم يتحدث عن التسلية لحسن الحظ ورحل في هدوء .

ك خبير سياسي يعرف ان الثورة الايرانية قتلت بحثا واتخذت جميع التدابير اللازمة لمنع تكرارها لكن الخروف الذي كان يحكمنا نسى ذلك للأسف وتركنا بعناده نخلعه بكل سهولة

والان سأدع القصور الذاتي يقود عقولكم الى حيث ارنو

سلام الله على العقول

*****************

احجية

قديما عندما كنت ارى الامور واضحة جلية كالشمس كنت اتعجب كون الشمس لها وجوه كثيرة , لكني لم اعد اتعجب لشئ الآن , كانت هناك احجية قديمة تُروى بطريقة مضللة فلا يهتدي سامعها الى حلها ابدا مهما حاول رغم بساطتها وسذاجتها , وهو ما أُعزي اليه الاختلاف الجاري الان , كل فصيل يحكي فزورته الخاصة بطريقته الخاصة لذا يصل كل منا الى نتيجة مختلفة , هذه نتيجة اخرى لعدم استعمال العقول في التفكير المجرد والتحرر من الاهواء .

ولهذا السبب اظننا سنختلف لفترات طويلة قادمة

لكن دعنا نروي احجيتنا الخاصة

اولا :



اقالة النائب العام

قرار ثوري ومطلب جماهيري وشئ جميل لكن نختلف مع طريقة تعيين نائب عام جديد .

ثانيا :



اعادة المحاكمات

مادة شكلية ناقصة تقر في ذاتها ان القضايا لن تفتح الا بأدلة جديدة , كان اولى به مثلا اصدار قانون لمحاكمة كل اركان النظام السابق محاكمة ثورية والا فلا قيمة لتلك المادة .



ثالثا ورابعا :



تحصين المجالس نفسه قرار يحمل اعترافا ضمنيا بوجود عوار قانوني يشوبهم والا لماذا تحصنهم حضرتك

خامسا :



تحصين قرارات الرئيس ضد الطعن يجعل منه دكتاتورا ولا يوجد مسمى الطف من ذلك

قراراتك ليست قرآنا ولم يأتك الوحي من السماء على حد علمي وكُلٌ يُأخذ منه ويرد وعصر الحاكم الاله انتهى منذ زمن



سادسا :

المادة التي تقول انه لرئيس الجمهورية ان يتخذ التدابير اللازمة لحماية الثورة و .. و .. الى اخره

بها رائحة غير محببة ولها طابع غير مرغوب فيه اسمه قانون الطوارئ



ببساطة كده فزورتي خلصت وأراها سهلة الحل و بعيدة عن اي هوى

****************

انهم من جنس ارقى



مازلت اذكركم بكل الخير يا من رحلتم عنا دون وداع مازلت اذكر رغم النكبات المتتالية ان هناك خمسون طفلا راحوا ضحية الاهمال ولم يعد احد يذكرهم الان , فلترقدوا بسلام ياصغاري فالناس في بلادي ضعاف الذاكرة الى حد لا يصدق فما بالكم لو اضفت لذلك مايلهيهم وينسيهم نومهم , لا تحزنوا كثيرا فالحياة بيننا ليست جميلة بالقدر الكافي لتعاش فمعظمنا يعيش بالقصور الذاتي , لا تحزنوا لأن الرئيس اصدر اعلانا دستوريا اثار به ضجة فنسيكم الناس سريعا , لا تحزنوا لأن السيدة حرم الرئيس ذهبت لأداء واجب العزاء في دمنهور بينما لم تأت لتواسي اهاليكم , المتوفي هناك رحمه الله من جنس ارقى , فلا تغضبوا

ايها الهالكون في آخر عاصفة فلترقدوا وادعين

ايها الراقدون

انتم الآمنون (*)

*********************

المجد لله .. للشهداء .. للثوار



دمتم في حفظ الله





أحمد حلمي



اسيوط



30 / 11 / 2012

******************************************************



(*) وليد خيري سليمان تاج الدين من قصيدة طيف ابي زيد الهلالي

0 التعليقات:

إرسال تعليق