الحقائق العشرة



هذه المرة الاولى التي يتأخر فيها المقال حتى غروب شمس يوم الجمعة لكني كنت في صراع نفسي بين النشر من عدمه ,
لكن بدون مقدمات اليكم بعض الحقائق .

*************************


حقيقة رقم واحد :



أنا أُوثق



عندما طُلب مني كتابة مقال ادبي بمناسبة ذكرى ميلادي والبعد ولو قليلا عن السياسة لاقت الفكرة قبولا في نفسي ووجدتها فرصة للراحة , لكن الهدية التي قدمها لي الشعب المتحضر يوم الاربعاء الماضي جعلت من السخف ان امضي قدما فيما كنت عازما على فعله ,

وهو ما جعلني افكر في ماهية الكتابة اصلا , فتحول الصراع من سياسة ولا سياسة الى كتابة ولا كتابة ,

كنت اناقش احدهم نقاشا لا ينتهي ابدا بعد ان قررت الا اكتب لأنه لا شئ يقال فوجدتني اصلح مغالطاته التاريخية بما وثقته في مقالات سابقة لي , فعدلت عن قرار الامتناع وقررت ان اكتب لغرض واحد

سأكتب للتوثيق .

******************

حقيقة رقم اثنان :



انا المهرج



انا قلبي كان شخشيخة اصبح جرس

جلجلت بيه صحيوا الخدم والحرس

انا المهرج

قمتوا ليه

خفتوا ليه

لا في ايدي سيف

ولا تحت مني فرس

وعجبي

قد تكون مبالغة قد تكون كلمات الراحل صلاح جاهين كبيرة على ما انا مقدم على وصفه , لكني رأيت الامر مجردا هكذا كما سأصفه , ربما كلماتي على مدار اربعة وعشرون مقال لم تحرك احد , لم تغير شئ , ربما لم يقرؤها سوى اصدقائي وبعض اصدقائهم , فهي حتى لم تجلجل ولم توقظ خدما ولا حرسا , وهو ما لا يحقق الجزء الاول من الابيات ,

لكنني فعلا انا المهرج ,

نعم ,

انا المهرج ,

ولا داعي بالمرة لإلباس كلماتي اي ثوب جدي او وعظي او اصلاحي ,

انا المهرج ,

لا تلتفتوا لي ,

من قابلني بعد ان قرأ لي اصيب بصدمة كبيرة , ومن قرأ لي بعد ان قابلني اصيب بحيرة شديدة , الفكرة العامة المسيطرة في الحالتين تقول بصوت عالي هذه الكتابات لاتنتمي لهذا الشخص ,

ببساطة انا المهرج ,

وما اكتبه ليس له قيمة وليس في يدي سيف ولا انا فوق الفرس , آسف على ازعاجكم , من الممكن ان تخلدوا الى النوم الآن فلن احدث ضجيجا بكتاباتي ,

*****************

حقيقة رقم ثلاثة :



انا الكافر



ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺭﻓﻀﺎﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻝ ﺑﺄﺣﻼ‌ﻣﻲ

ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻨﻴﺶ ﺟﺒﻴﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻖ

ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﺤﺮﻕ ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﺸﻨﻖ

ﺃﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ

ﻫﺘﻔﺘﻜﺮﻭﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﻫﻤﻮﺕ

ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻭﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ

انا الموﻟﻮﺩ ﻛﺪﻩ ﻣﺒﺸﻔﺶ

ﻏﻴﺮ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻌﺮﻓﺶ

ﺍﺷﻮﻑ ﺿﻲ ﺍﻟﺸﻤﻮﻉ

ﻭﻣﻔﻴﺶ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺮﺟﻮﻉ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻀﺪيﻦ ﺑﻴﺘﻘﺎﺑﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻔﺎﻥ

ﻛﻔﺮﺕ ﺑﻜﻞ ﺃﻭﺛﺎﻧﻬﻢ ﻭﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺘﺎﻓﻲ

ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺴﻤع في كل مكان

انا الفاكر هموم الناس وكل الناس بتنساني

انا الكافر في كل شريعة رفضاني .



كلمات الاغنية تحكي كل شئ

نحن نتعامل مع اناس يدعون احتكار الحقيقة , يدعون احتكار الوطنية , يدعون احتكار الدين ,

نحن اما جهلة ونتكلم بما لا نعي , او فلول وخارجين عن الشرعية , او كفرة وخارجين عن الشريعة .

العجيب ان لديهم مقدرة غير عادية على غسل الدماء عن ايديهم والقاء التهم على غيرهم وتبرير اي عمل مهما كان حتى ولو كان قتل الآمنين .

ان كانت شريعتكم التي تدعون اليها هي ديمقراطية لي الذراع وفرض واقعكم القبيح بالكثرة وقلب الحقائق والبلطجة السياسية وتمرير القرارات والقوانين والدساتير بالصوت العالي والتخويف والترهيب والتهديد واستعراض القوة

فلتعلموا

اني حقا بشريعتكم اول كافر

********************



حقيقة رقم اربعة :



انهم يتقربون الى الله



هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لما يحدث

من يسمعهم ينشدون ويزأرون

قوة .. عزيمة .. ايمان

 قبل ان ينقضوا على خيام عدوهم ليمزقوها يعرف انهم يتحركون وفقا لهذا المبدأ

نحن اعداء وهم يتقربون الى الله بإفائنا

او انهم يتعاملون مع اعتراضنا وفقا لمنطق :

" وقاتلوهم حتى لا تكن فتنة "

لقد تم تصنيفنا على نحو يسمح بإبادتنا

نحن اعداء الله الذين امرهم ربهم بإعداد القوة له وارهابه , هكذا فهموا واعدوا عندما كتبوها .

ثم يتهموا الاعلام بعدم الحياد وكأن فعل القتل فيه حياد ولابد ان نسمع وجهة نظر القاتل ونستنطق المقتول ثم نحكم والا فنحن غير محايدين .



*****************



حقيقة رقم خمسة :



التاريخ لايعيد نفسه بل يخرج لسانه للأغبياء



المخلوع عوقب على فعل عدم المنع

حيثيات الحكم على مبارك والعادلي بالمؤبد رغم براءة القتلة الاساسيين كانت انه لم يمنع فعل القتل وليس لأنه قتل او حرض او سهل القتل فقط انه لم يمنع .
السذاجة هي محاولة فعل نفس الشئ بنفس الطريقة عدة مرات متوقعا النجاح

**************

حقيقة رقم ستة :



العناد يرفع سقف المطالب



هذه حقيقة ليست بحاجة للتوضيح وصارت واضحة لكل ذي عينان

لم يعد الامر يقتصر على اعلان دستوري او دستور مسلوق

المطالب زادت وتعاظمت وساعد على ذلك الدماء التي سالت اول امس



******************** حقيقة رقم سبعة :

لقد صار بيننا دماء
وستسأل عنها
وما عاد هناك فارق بينك وبين المجلس العسكري او نظام مبارك

******************


حقيقة رقم ثمانية :



الحديث عن طرف ثالث صار سخيفا مملا مثيرا للغثيان القليل من احترام العقول يرحمكم الله .

******************

حقيقة رقم تسعة :



السيد الرئيس اخذته العزة بالاسم واغتر بجماعته وصار  يفقد شعبيته وتعاطف البسطاء معه بسرعة غير عادية , ذات الخطابات المملة المثيرة للشفقة لم تعد تجدي , صدقوني لن يسرني ابدا اسقاطه لكننا نعود للوراء بخطا ثابتة وهو يقف موضع المتفرج ولا يحرك ساكنا ويكتفي بخطاب مطول ومتأخر كثيرا بينما البلاد تسير بخطى ثابتة نحو حرب شوارع .

انا لن اعلق .

***************

حقيقة رقم عشرة :



لقد تم بيعنا وبالرخيص

ويحق لنا - فقط -  ان نأسف لحالنا
اكررها للمرة المائة
هذي بلاد لم تعد كبلادي


***************

كدت انسى

حرب اهلية عشية ذكرى ميلادي

ما اجمل هداياكي يابلدي

عالعموم

وانتي طيبة يامصر

دمتم في حفظ الله

.

.

.

احمد حلمي

البحيرة

7 / 12 / 2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق