الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا

Edit الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا by Ahmed Helmy on Friday, August 17, 2012 at 4:19am · الأيام تمر سريعا أذكر أنني بالأمس جلست بعد السحور لأكتب مقال أول جمعة في رمضان اليوم يوافق التاسع والعشرون وقد كتبت أربع مقالات بعد السحور إذا لم يكن بالأمس حسبته كذلك كل عام وانتم بكل الخير هذا آخر مقال في رمضان * * * * * أعود معكم بالذاكرة للحظة من لحظات التخبط السياسي الذي كنا نعيشه جميعا في الفترة مابين ظهور نتيجة المرحلة الأولى وبين إنتخابات الإعادة الرئاسية قال لي صديقي الإخواني لماذا يطالبوننا بتنازلات وليس أمامهم غيرنا بصراحة إستفزني الكلام لدرجة أنني فكرت أن أغير موقفي من المقاطعة -وقتها- إلى إنتخاب المرشح الآخر لمجرد إثبات نظرية أن أمامنا غيرهم أسمع سؤالا يتردد في الأذهان : لماذا تقول هذا الكلام الآن ؟ حتى أوضح أن السيد الرئيس لم يكن خياري الأول لم يكن خياري من الأساس فقط صوت العقل -والذي قلما أستمع له-قال لي انتخبه فانتخبته دون أن أقتنع به ولا بجماعته ولا بأفكاره ولا بمشروع النهضة الذي صدعونا به ودعوت من اليوم الأول للإلتفاف حوله عله يصيب فننجو لكن الرجل خيب ظن معارضيه ويكتسب كل يوم شعبية وأرضا جديدة فما الداعي لإسقاطه ؟ لا أعرف ! لا أرى مايبرر ذلك إلا نظرية "أناس لم يعودوا كذلك" التي تحدثت عنها في مقال سابق إنهم أناس استحوذت عليهم فكرة واحدة وأقسموا أن يموتوا دونها ولم يفكروا في العواقب أو الخسائر أنا أرى ذلك هدم وتعطيل للمسيرة وتضييع لمكاسب لن نحصل عليها مرة أخرى لو عدنا للوراء وبدأنا من الصفر مرة أخرى لست ضد حرية التظاهر لكني ضد هدم الدول من قلة لا يروقها شخص الرئيس * * * * * الحدث الأكبر هذا الأسبوع كان التخلص من سطوة وحكم العسكر التي دامت ستون عاما والتي حسبنا أننا لن نتخلص منها أبدا ذكرت في أول مقال بعد الإنتخابات أن الإعلان الدستوري المكمل في طريقه للإلغاء لأنه لا داعي لعناد شعب بأكمله يقف خلفه رئيسه لقد كان الأمر أشبه بعملية جراحية دقيقة جرى فيها إستئصال المجلس العسكري من بين أنسجة السلطة لن أخوض في أسباب ومبررات وإجتهادات ونظريات وتوقعات وحسابات ومؤامرات وصفقات وراء الحدث ماحدث مكسب كبير في حد ذاته دون أدنى شك أتم الله علينا ثورتنا * * * * * خبر مستفز هذا أقل مايوصف به مانقله موقع اليوم السابع أمس الخميس عن وكالة الأنباء الفرنسية ، الخبر يقول : واشنطن تعرب عن -تأمل معي- "قلقها البالغ" لما يحدث في مصر من تقييد للحريات الإعلامية على خلفية محاكمة صحفيين مصريين بتهم -تأمل هذه أيضا-إنتقاد الرئيس مرسي مشددين على أن حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية هي قلب الأنظمة الديمقراطية الصلبة والديناميكية -عليهم مصطلحات- وتتناسب مع تطلعات المصريين الذين أطاحوا بنظام مبارك مطلع العام الماضي إنتهت وصلة الإستفزاز سأتخطى نقطة "من نصبك مدافعا عن حريتي" لأنها صارت قديمة جدا حكومة الولايات المتحدة لديها حساسية بالغة لما يحدث بالمنطقة وهي إما تسوء الأمور فتشعر بقلق أو تتحسن فتشعر بتفاؤل مشوب بحذر هذه المرة هم يشعرون ب"قلق بالغ" يانهار إسود هل حالتنا بهذا السوء هل التحريض على الإنقلاب وإثارة الفتن أصبح من حريات الإعلام هل سب الرئيس مجرد حرية تعبير هل التحريض على قتل الرئيس هو قلب النظام الديمقراطي الصلب والديناميكي ويناسب تطلعات المصريين هل ثار المصريين عشان توفيق عكاشة يشتم براحته يوم كتب د . جلال أمين عن مأزق الديمقراطية في مجتمع مزدوج الشخصية كان يقصد تأثير إزدواج شخصية المجتمع على كل شئ وليس على صندوق الإنتخابات فقط لكننا وقتها لم نعي ذلك ولم نلتفت له مازلنا نفهم الحرية فهما خاطئا بكل أسف وسنظل كذلك لفترات غير قصيرة قادمة دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 17/8/2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق