الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى انصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا . . . كل عام وانتم بكل الخير هذه كانت تكبيرة العيد كما حفظتها صغيرا أيام كان والدي يشتري لي ملابس جديدة وكنت أضعها بجواري في الفراش ولا أنام تقريبا حتى تترامى إلى مسامعي تلك التكبيرات فأهب واقفا وأتوضأ وارتدي ملابسي على عجل وأذهب للصلاة وأنا أشعر بأن الناس والبيوت والشوارع والطرقات والمطر - العيد كان يأتي ممطرا عندما كنت صغيرا - كل هذا كان يشاركني التكبير كانت بهجتي بالعيد وقتها لا تضاهيها أي بهجة وفرحتي لاتقارن بأي شئ ولا حتى بإقتنائي تليفون جالاكسي لا أدري لماذا بهت الضوء وبردت الاشياء كف المطر عن مصاحبة العيد لأن العيد تحرك بخطى واثقة صواب الصيف مخرجا لسانه للتقويم الميلادي كف والدي عن شراء ملابس جديدة لأني ببساطة صرت أشتريها لنفسي كف الكون عن ترديد التكبيرات لأن حزب النور رآها بدعة واختزلها في اول سطرين واستطاع فرض كلمته على الساحات بعد الثورة بقوة الاغلبية باختصار ما عاد للعيد بهجته القديمة حاولت اقناع نفسي انني كبرت وتغيرت نظرتي للأشياء لكني لم أتغير بل الحياة تغيرت تذكرت قصة نوارتنا التي كانت تحكي عن بهجة العيد التي ظلت تبحث عنها طوال القصة حتى لم يبق سوى علبة الحلوى فخافت ان تفتحها فلا تجد السعادة هناك انا الان فتشت في كل مكان لم يبق إلا شعائر صلاة العيد وقد كتبت نص التكبير في البداية كإجراء احترازي حتى اذا ما ذهبت للصلاة فوجدت لافتة لحزب النور تحمل تهنئة بالعيد فلا أجزع وأكون قد نلت قدرا من البهجة القديمة . تقنيا لا يوجد مقال هذا الاسبوع فقط أردت أن أهنئكم بالعيد لكن فعليا انتم تقرأون الآن مقالي الذي لا أعرف إن كنت محظوظا زيادة عن اللازم أم انني في ورطة كبيرة زيادة عن اللازم بكتابته يوم الجمعة الحقيقة اني لم أختر الكتابه فيه بل هو من اختارني تذكرون أول مقال كان بعنوان المجد للألمان كان عفويا وانفعاليا تحت تأثير مصيبة ما فعله المجلس العسكري تصادف انه كان يوم جمعة من أربعة أشهر . هذا المقال كان المحرك الاساسي واول الغيث وتوالت الجمع بعد ذلك فصادفت غرة رمضان وعيد الاضحى والتقويم يقول ان هناك مفاجآت أخرى بالطريق يجب الاستعداد لها حتى لا أضطر لكتابة لامقال مثلما افعل الان المهم انني اكتشفت عندما قررت جمع مقالاتي في مدونة واحدة أن مقالي الاول تبخر ولم يعد له وجود الانترنت وسيلة نشر سريعة البخر نسيت هذا للأسف مملكتي مقابل مقالي الاول من يأتيني به أعاد الله عليكم الاعياد وانتم بكل الخير دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 26/10/2012 الموافق العشر من ذي الحجة
لماذا كتبوا . . لماذا نكتب . . لماذا لا يكتبون
أعرف أن كثيرين إبتسموا لمجرد قراءة العنوان فالموضوع أثار جدلا واسعا بيننا واحتدمت المناقشات حوله لوقت غير قليل
وأعرف أيضا أن المقال سيكون خارج دائرة إهتمام بعض المتابعين لكنني أرجو أن تلتمسوا لي الأعذار إنها الأعراض الجانبية للتواجد في أسيوط ، فقط سنترك مسودة الدستور وجمعة الحساب وتقرير المصير وننسى هذا التناحر الدائر بين الحركات السياسية المختلفة ونتغافل عن مشاكلنا مؤقتا وندع البلد تتولى شؤنها ونأخذ نحن قسطا -كنت أنشده دوما- من الراحة لمدة أسبوع ،
ما أعرفه جيدا أيضا أنه سيكون مقالا مختلفا عن أقرانه السابقين
لن يكون هناك ألعاب عقلية مجهدة ، لن يكون هناك قصص غير مرتبطة شديدة الترابط في نفس الوقت ، لن يكون هناك سوى تحقيق أو بحث ميداني بين العقول إن جاز التعبير
لكن هناك المزيد من الحكايا
هذا ما لا أستطيع التوقف عنه
إنه تأثير التواجد في أسيوط بين مجموعة رائعة من الأدباء لسنوات غير قليلة من عمري
فلهم كل التحية .
* * * * * *
لماذا كتبوا
ذكريات بعيدة إلى حد ما
منذ عشر سنوات تقريبا عندما كنت متابعا لمجلة الشباب قرأت مقالا للساخر أحمد رجب لا أذكر عنوانه -عشان الحسد- كان يتحدث عن الكتابة منذ عهد الفراعنة حتى العصر الحديث كان المقال يحمل نظرية تم عرضها بإسلوب ساخر مفاداها أن الكتابة نشاط محبب لدى المصريين -أي كتابة وأي شئ وفي أي مكان- واستدل على ذلك بكمية الكتابات التي إمتلأت بها جدران المعابد والمقابر وأوراق البردي واللفائف التي تركوها في حين أن معظمها كان (أي كلام والسلام) بدليل أن هناك لوحات لاتحمل سوى أسماء ملوك فحسب دون أي معلومات حقيقية حتى أنه قال ساخرا أن المصري القديم كان عندما يقيم مأدبة فإنه كان يبني لضيوفه جدارا ليكتبوا عليه مايجول بخاطرهم بعد أن يفرغوا من الطعام -أي أن الفيس إختراع فرعوني-
ثم إنتقل إلى العصر الحديث بنظرية أخرى تقول أننا نحمل ذات جينات الكتابة الفرعونية -أي كتابة في أي مكان-
تأمل معي جدران المدارس ودورات المياه العامة والانفاق ومحطات القطارات والمواصلات
ستجد أشعارا يعتقد كاتبوها أنها بليغة جدا ونظريات علمية تناطح نظريات داروين تقول بأن الإنسان المدير أصله حمار وأرقام هواتف وعناوين وأخبار عامة وأشياء أخرى كثيرة لا أحب أن أذكرها هنا لكنك حتما قرأتها في مكان ما .
خلاصة القول أننا شعب يحب الكتابة ويحزنه أن يرى حائط فارغ فلا يخط عليه أي شئ حتى ولو كان إسمه
هذا شئ في جينات المصري لا يستطيع مقاومته .
* * * * * * * *
نعود للجد
ذكريات قريبة نوعا ما
لن نتوقف أنا أعرف هذا جيدا . . .
أو أن هذا ما أتمناه
منذ حوالي ثلاث سنوات لابد أنه كان يوم خميس عندما قرأت قصة قصيرة لا أذكر عنوانها أيضا -درءا للحسد- وقد ذيلت كاتبة القصة قصتها بعبارة "ليلة إمتحان الأطفال" وهو ما أثار إندهاشي أن تكتب قصة بهذه الروعة في ليلة الإمتحان ، أي عقل هذا بل أي قلب هذا وهو ما لم أسكت عنه حينها وأبديت دهشتي من كيفية الكتابة تحت ضغوط الإمتحانات فأتاني تعليق من إحدى الزميلات يقول بأن عقولنا في أيام الإمتحانات تعمل بأقصى طاقتها وتصير لها إمكانيات لا نعرف أنفسنا أننا نمتلكها في الأيام العادية أضافت أن والدها أخبرها أن تكتب قدر إستطاعتها أيام الدراسة لأنها لن تكتب فور أن تتخرج وهو ما أنكرته وقتها وأنكرته أنا بدوري
لكنه تحقق للأسف .
* * * * * * *
لماذا أكتب
عندما طرح سؤال لماذا تكتب كانت إجابتي البديهية دون أي تفكير
أكتب لأن الكتابة تمثل لي نشاط تطهيري أشبه بالذهاب للطبيب النفسي أكتب فأتخلص من هواجسي على الورق ، اكتب فأشرك غيري في همومي فلا أحملها وحدي
أكتب فيعرف العالم أني موجود فيعرف من يأتي بعدي أني كنت موجودا ، أنا لا أتصور أن القدماء كتبوا على جدران معابدهم لمجرد أن يصير زاهي حواس شخص مهم وتباع قبعاته في الأسواق
هذه فكرة سخيفة حقا
لقد كتبوا لنعرف أنهم كانوا هناك في سالف الدهر يبنون قواعد المجد ويكفوننا الكلام عند التحدي .
عندما أصبت بحالة من القرف وإتخذت قرارا إنفعاليا بعدم الكتابة
إقتطع لي صديقي ياسر جميل سطرا من أحد مقالاتي يفيد بالعكس ثم قال لي بل ستكتب لأنك ببساطة بحاجة للكتابة عندما عرضت مقال د . يوسف زيدان الذي قرر فيه التوقف تحت تأثير نفس الحالة التي أصابتني أرسلت لي أختي د . إسراء بكر جملة قدرت أنها ستكتب يوما ما في مقالي تقول أن الرسل تحملوا الكثير في سبيل نشر دعوتهم والكتاب المخلصون هم رسل هذا الزمان
لا تتوقف
الغريب أن د . إسراء نفسها صاحبة نظرية التوقف بعد التخرج و د . يوسف زيدان نفسه صاحب مقولة : "أكتب ياهيبا فالذي يكتب لا يموت"
* * * * * * *
لماذا لا يكتبون
ثار جدل واسع بين أصدقائي الأدباء لماذا التوقف بعد التخرج
تعددت الأسباب لكنها جميعا تصب في بوتقة واحدة تضم :
لانجد مانكتب لانجد من يستمع لانجد البيئة التي تشجع على الكتابة وأخيرا إفتقاد الفراغ اللازم للكتابة والإنشغال بالحياة العملية
الموضوع ببساطة أنه إفتقاد للسعة النفسية بعد التخرج
أعتقد أننا أيام الدراسة كنا مهيأين بشكل ما للإبداع ثم إنصرفنا عنه لأسباب شتى
إلا من رحم ربي
يقول د . أحمد خالد توفيق -لم أستعين بآرائه منذ وقت بعيد بالمناسبة- لابد للمقاومة وأن تتناسب مع حجم ماندافع عنه
أعتقد أن من قاوم هو من رأى أن ما يدافع عنه يستحق أن يبقى ومن استسلم هو من رأى غير ذلك حتى وإن كان من حوله لهم رأي آخر .
الموضوع لا يمت بصلة للتخرج أو للدراسة الفيصل في هذا الموضوع يكمن في العزيمة وإصرار الكاتب أن يحارب عكس تيار الظروف المحيطة المحبطة فلا تقنعوني أن بلال فضل لم يتخرج بعد
وفي نفس الوقت لا تقنعوني أن د . حسين الخياط كان يمازحنا وانه مجرد هاو جرفه تيار الحياة العملية
لن أقبل بهذا المنطق
أخواني أخواتي أساتذتي الأعزاء
رجاءا لا تتوقفوا
إستمعوا لأمل دنقل عندما قال
أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ
فبكلماته مايكفي من المعاني ويفيض
في النهاية أهنئ صديقي على عبد الرازق برئاسة مجلس إدارة صالون آفاق الثقافي وأتمنى له التوفيق
دمتم في حفظ الله
.
.
.
.
أحمد حلمي
أسيوط
19/10/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:48 ص
الخواجة فيبوناتشي
Edit الخواجة فيبوناتشي by Ahmed Helmy on Friday, October 12, 2012 at 12:48am · افقدتكم كثيرا .... ذهبت إلى المكان الذي طالما أحببنا وجودنا فيه , فتشت في كل زاوية , في كل مقعد , فتشت حتى في الزمن , نظرت للباب متوقعا - او راجيا - قدوم أيكم فوجدت الحنين إليكم يقتله - كما قال صديقي ياسر جميل - ويكاد يقتلني كذلك , إخواني , أخواتي , أساتذتي , الثانية بعد ظهر الثلاثاء حضرت فلم أجدكم بستاننا يقرؤكم السلام . ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ لا أدري لماذا أرى الدهشة في عيونكم ألم تسمعوا بمتوالية فيبوناتشي فيبوناتشي هو عالم إيطالي وصف متوالية رياضية يمكن تحديد الحد التالي فيها بجمع الحدين السابقين بكل بساطة لو كان الحد الاول هو واحد والثاني هو إثنان فإن الثالث يصير (1+2) ثلاثة والرابع يصير(3+2) خمسة والخامس يصير (5+3) ثمانية اي ان المتوالية تصير 1,2,3,5,8 ... ويمكن تخمين باقي الحدود إلى الابد فلو رأيت احدكم مندهشا من أن الحد السادس هو 13 فهذا يعني انه -البعيد- لم يفهم قواعد اللعبة بعد إذا هذه ليست مشكلة فيبوناتشي انك لا تحب الرقم 13 وليست مشكلة النائب العام ولا قاضي الجنايات أنك لم تفهم قواعد اللعبة بعد , يالك من ساذج ألم تر إلى الذين ظلموا وهم يبرأون من دماء ضحاياهم ثم يحاسبوا بتهمة إتلاف دفتر العهدة ألم تخبرك المتوالية بوضوح وعلى مدار سنتين أن الأمر يسير نحو اللاشئ , دعنا من هذا كله هل أتاك حديث الذين ركنوا إلى الظلم وحسبوا انهم يعدلون اطرف ما سمعت في هذا الشأن هو "رب إني لا اسألك رد القضاء ولكني أسألك تطهيره" ★ ★ ★ ★ ★ ★ الطامة الكبرى قادمة هناك قضية أخيرة باقية أمام محكمة جنايات بور سعيد تضم خمسة وسبعون متهما بقتل اربعة وسبعون آخرون , طبعا لن أخمن مصيرها لأن الخواجة فيبوناتشي -والذي اتضح لي انه كان من كوادر الحزب الوطني- له رأي ٱخر المصيبة ان الضحايا تركوا خلفهم من كتب على كل حائط : (إحنا ما بنخلصش) عبارة بليغة جدا تشي بفهمهم العميق لمؤامرة تقضي بإبادتهم لوقف نموهم المتزايد عبارة أخرى تشي أيضا بعدم اعتدادهم بأي قانون رياضي أو فيزيائي أو حتى جنائي ستجدها في كل مكان (هانجيب حقهم) وهؤلاء يعنون حقا ما يقولوه سيدي القاضي بالله عليك المتوالية لا تصلح ها هنا إنهم فتية يتكلمون بطريقة (لقد ذهب زمن التعقل) ويتصرفون تبعا لنظرية (ولسوف تكون غضبتي عاتية لا تبقي ولا تذر) فلن تصلح معهم تلك العبارات التي يتم حشو صفحات حيثيات الحكم بها من نوعية عدم كفاية الادلة وعدم اطمئنان عقيدة المحكمة فالعواقب هنا ستكون وخيمة فعلا ولن ينفع وقتها تشكيل لجنة تقصي حقائق أو اصدار بيان او عبارة (دمهم في رقبتي) الشهيرة ★ ★ ★ ★ ★ ★ ساعة ونصف من الفن الراقي الواقعي الصادم هي زمن فيلم يحمل نفس للاسم من تأليف احمد عبدالله وإخراج وائل احسان والموسيقى للمبدع ياسر عبد الرحمن وهي ربع الفيلم بالمناسبة الحكاية ببساطة انهم جمعوا كل المصائب السوداء التي نعاني منها في مصيبة كبيرة اسمها قطار درجة ثالثة في رحلة بطول الفيلم ثم قرر المخرج انهاء معاناتهم بطريقة عملية وفعالة جدا اعتقد انكم خمنتموها وهو ما يعيدنا الى خانة طريقة التعامل مع المشاكل المستعصية الفيلم يشير بطرف خفي إلى حقيقة انه مفيش فايدة نصيحة لا تشاهده ان كنت تعاني من انعكاسات مابعد الصدمة الحكاية مش مستحملة دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي أسيوط 12/10/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:47 ص
حكاية ضغط في بلد نائم
"كان يشعر بتوتر وضغط عظيمين ، وظيفته الجديدة منحته المزيد من الأعباء والقليل من الراحة ، ما هي إلا بضع ساعات تلك التي ينعم بها في بيته ، لكن حتى هناك لا يجد النوم طريقا مختصرا لجفونه المثقلة ، قام إلى مكتبته الموسيقية وانتقى إسطوانة كتب عليها
"العاصفة"
"بيتر أليتش تشايكوفسكي" ،
وضعها في مشغل الموسيقى في محاولة أخيرة للإسترخاء وأغلق عينيه عنوة وبدأ يتأمل ،
بدأت المقطوعة بآلات وترية متناغمة ناعمة وشعر بالخدر يتسلل إلى أوصاله حتى بدأت ضربات النفير وصوت آلات نحاسية تتداخل حتى لتشعر أنك وسط معركة ولست في فراشك تسمع موسيقى كلاسيكية ، وكأن الإسم غير موحي قرر أنه لم يحسن الإختيار وللحظة شعر أن تلك المعركة تشبه ماهو فيه من معارك ، وتسائل في بلاهه : لماذا قررت أن تحارب كل القبائل في آن واحد كالعاصفة ،في هذه اللحظة كانت المقطوعة بلغت الذروة ، ذروة المنحنى وهي تلك اللحظة التي ترى فيها قائد الأوركسترا موشك على الجنون أو الإنتحار من فرط الإنفعال ، تماما كما هو واقعه فقط يمكنه في هذه الحالة أن يضغط زر واحد فينهي معاناة أوركسترا كامل .
ود لو أن هناك زر مماثل في الحياة ، أو في حياته هو على الأقل ."
هذا كان مسؤل ما من دولة ما قرر أن يزيل الضغط والتوتر بما لا يخالف شرع الله .
* * * * * * *
أنتم هنا
عذرا ،فاتني أن أرحب بكم
لكن هل مر الأسبوع بهذه السرعة ، أشعر بأن كتابة المقالات الدورية تجعل العمر يمر سريعا ، لذا يهرم اصحاب الأعمدة المنتظمة أسرع من أقرانهم .
رجاءا أخفضوا أصواتكم ، هناك مسؤل كبير نام بصعوبة .
* * * * * * *
مواطن بسيط كان يركب دراجة نارية قديمة لا تحمل لوحات معدنية فوجئ بأنه مقبل على كمين شرطة وفي لحظة إنعدام التفكير التي يمر بها الجميع قرر أن الإقتحام سيد الأخلاق وهو مالم يعجب أمين الشرطة الذي شعر بالإهانة وقرر مطاردته على الفور ، ماحدث بعد ذلك جدير بكتب التنمية البشرية بل أن ديل كارنيجي نفسه لم يكن يتصرف أو يفكر بهذه الطريقة ،
إتفقنا أنه رجل بسيط لم يقرأ كتاب إدارة الضغوط الذي أضاع أسبوعين من وقتي بلا أدنى إستفادة ولم يتخذ قراره وهو مستلقي في بيته يستمع لموتسارت وبالطبع لم يشاهد هذا المشهد من قبل ، المعطيات تقول أن هناك أمين شرطة غاضبب يوشك على الحاق به وهو مايعني مصادرة الدراجة ولن يراها مرة ثانية بالإضافة إلى قضية إقتحام كمين شرطة وقيادة مركبة بدون ترخيص وهو مايعني حبسه لحين عرضه على النيابة التي ستخلي سبيله بكفالة وتحال القضية لقاضي الجنح الذي سيحكم بغرامة مالية . لا أظن أن هذا السيناريو الذي كتبته أنا في حوالي دقيقتين قد مر في ذهن الرجل في العشر ثواني التي أدرك فيها حجم الخطر المحدق به وإتخذ قرارا حكيما جدا ،
كانت المطاردة على أجد الكباري التي تمر فوق النيل هنا قرر أن دراجته هي سبب المشكلة
لا دراجة
لا قضية
(وبما إنها كده كده رايحة)
إقترب من السور وحملها بين يديه وقدمها قربانا للنهر العظيم الذي تقبلها راضيا .
طبعا لم يبلغ الحماس بأمين الشرطة أن يقفز خلفها أو يحضر فرقة ضفادع بشرية لإنتشال جسم الجريمة على سبيل الثأر لكرامته المهدرة
فقط إبتسم وعاد أدراجه
* * * * * * *
مازال السيد المسؤل نائما
حسنا فلنكمل إذا
هل خمن أحدكم الرابط بين القصتين أو موضوع المقال
على العموم إنتهى وقت الحكايات المسلية وبدأ وقت الرزالة
* * * * * * *
عندما تتأمل اسلوب المسؤلين في بلدنا المصون وطريقة إدارة الضغوط وكيفية العمل تحت ضغط تجد شيئا من إثنين إما أنه يحاول تجاهل المشكلة تماما أو تجاهلها لأطول وقت ممكن
أو أنه يحاول أن يتخلص من مبررات المشكلة ماذا عن المشكلة ذاتها
ماذا عن محاولة -مجرد محاولة- ايجاد حل
ولا حرف واحد
ماذا لو أن المشكلة أضيف إليها إضراب أو إعتصام كنوع من الضغط
هنا يتحول الأمر لمسرحية هزلية من القرارات والتصريحات والآراء المتضاربة لدرجة (تفقع المرارة)
* * * * * * * *
كتبت كثيرا عن المنظومة الصحية في مصر وحاجتها إلى إعادة تدوير -وليس تنظيم أو هيكلة أو نسف لإستحالة ذلك في الوقت الحالي- حتى شعرت بأنه ينطبق علي قول الشاعر : "لقد أسمعت إذ ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي"
فقررت أن أغير الموضوع بعدما شعرت بأنني أضغط بقوة على جرح غائر بلا جدوى سوى مزيد من الألم
هالني كم الرسائل التي تحدث صاحب كل منها عن تجربته المريرة مع المستشفيات الحكومية في حين أن لدي رصيد غير صغير من حكايا أصدقائي الأطباء عن معاناتهم في العمل تحت ضغط بلا حماية أو إحترام أو مقابل أو إمكانات وبدا أن الأمر كالدوران في دائرة مفرغة ولن نصل لنهاية الطريق أبدا
أرى الآن بارقة أمل في نهاية النفق
لذا أنا أؤيد وبشدة إضراب الأطباء إن كان سيؤدي لإصلاح القطاع الأهم والأولى حاليا فقط لو إستيقظ كل مسؤل من سباته العميق وتخلى عن عناده وضيق أفقه
أو تخلينا نحن عن سيادته أسهل
* * * * * *
لا أعتقد أن هناك عشرة أشخاص في مصر الآن قرأوا رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدي حتى تتم مهاجمة وإنذار صحيفة مصرية تنشر مذكرات الرجل بهذا الشكل .
من العجيب أن تسعون بالمائة ممن هاجم رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ لم يقرأوها بل من حاولوا قتل الرجل لم يقرأوها كذلك
الموضوع تم تضخيمه بلا داعي في الحالتين وتصويره على أنه تحدي لمشاعر المسلمين
أتمنى ألا تتوقف تلك الحلقات الممتعة التي لا غبار عليها الرجل يتحدث ويحكي فحسب فلننصت ولو لمرة واحدة
نجيب محفوظ مل الحديث فسكت حتى مات فلم نفهم مقصده
* * * * * * *
وكأنه قدري أن أفارق أحبتي لألقى أحبه آخرون
إن شاء رب العالمين المقال القادم لن أكتبه لكم من البحيرة
دمتم في رعاية الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
5/10/2011
مرسلة بواسطة Unknown في 8:47 ص
السفه المزمن
Edit السفه المزمن by Ahmed Helmy on Friday, September 28, 2012 at 12:53am · -مقدمة لابد منها بعد غياب -غير مقصود- لمدة أسبوع أعود إليكم ، ولا أخفيكم سرا إن قلت أنني كنت أستخدم الكتابة كنشاط تطهيري مثل الذهاب للطبيب النفسي وأني عندما أكتب هواجسي على الورق-مجازا ;فأنا أكتب على الموبايل- فإني أتخلص منها بهذه الطريقة أو على الأقل أشرك فيها آخرين . عندما وصلت -الأسبوع الماضي- لنقطة أدركت فيها إستحالة كتابة المقال لم أتوقع ماحدث تخيلت أن العواقب ستنحصر في إفتقادي لعملية التطهير ولتعليقات السادة القراء لكن إتضح لي أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير . حاولت أن أخبئ إعتذاري بقدر الإمكان حتى لا ألفت الأنظار لكن التعليقات إنهالت بصورة أشعرتني بأنني أكلت ميراث إخوتي -مثلا- وليس مجرد حجب مقال إسبوعي حتى أنني تخيلت وجود وقفة إحتجاجية لمنعي من الخروج لأداء صلاة الجمعة حتى نشر المقال ، شعرت وقتها بمسؤلية عظيمة وكأنني كنت أكتب شيئا ذا أهمية الأغرب في الموضوع أنني إفتقدت المقال نفسه كقارئ ووجدتني أبحث عنه كثيرا بعد صلاة الجمعة شكر واجب لكل من أعطى أهمية لما أكتب * * * * * * * -لماذا من حولك أشقياء سأروي لكم قصة واقعية طريفة عن أحد رجال الأعمال الخليجيين كان متزوجا من ثلاثة نساء بينهم مصرية وكان له أبنا من كل زوجة وثلاثتهم في نفس السنة الدراسية ، وعدهم الرجل بهدايا قيمة في حال تفوقهم الدراسي وهو ماحدث وعندما كلف أحد الموظفين-المصري بالصدفة وهو من روى القصة- بتلبية مطالبهم طلب أحدهم سيارة وطلب الآخر حصانا بينما كان رد إبن المصرية : (أبغي حلاوة) لن أحكي لكم رد فعله ولن أعلق بالطبع ولا أعرف لماذا تذكرت تلك القصة عندما سمعت عن هوجة المانجو لكن ما أعرفه جيدا أنه عندما حاول شريف صبري إيجاد إجابة لسؤاله الشهير في كتابه الأشهر لماذا من حولك أغبياء كان يقصد معنى مجازي بعيد عن الواقع لكن الحقيقة أن كل من حولك أغبياء بالفعل وهذا سبب الشقاء الذي نعانيه في البداية لابد أن أوضح أن الرجل جانبه التوفيق في إختيار المانجو كمثال في هذا الموقف ليس لأن المانجو لايتخذ كمعيار لنهضة المجتمع كما قال السفهاء إنما ببساطة لأن المانجو محصول بستاني معنى أنها شجرة بتتطرح نفس المحصول في نفس الوقت من كل عام وإنخفاض سعرها راجع لأسباب إقتصادية أخرى غير أن إنتاجها زاد وإن حدث فلا دخل للرئيس في زيادته لكن هذا ليس مبررا لكل هذا الهجوم والسفه والتريقة وماحدث من تعليقات على زفاف أحد قيادات حزب النور لسبب بسيط جدا أن العروس منتقبة لا يبتعد كثيرا عن دائرة السفه وكأن كل مشاكلنا-وتشمل على سبيل المثال إضرابات وإعتصامات وقرض وتأسيسية وبنود معاهدة وأزمة وقود وسلع ومياه شرب ملوثة وحالة أمنية غير مستقرة - تم حلها جميعا عن بكرة أبيها ولم يبق إلا مناقشة إنخفاض سعر المانجو كمعيار لتقدم الأمة وجدوى إستخدامه كبديل للطماطم في السلطات وجدوى إلتقاط صور بالنسبة لعروس منتقبة لا أدري لماذا إندهش عادل إمام لحقيقة أن نابليون ترك الجيوش والمماليك والحملة وجلس يوقع على الأطباق . * * * * * * * -الألتراس وسفه من نوع آخر قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد ليبرتا كانت مكتوبة ياحكومة بكرة هاتعرفي بإيدين الشعب هاتنضفي والآية الليلة مقلوبة هذه إحدى أناشيدهم وقد تتفق أو تختلف معي حولهم لكنهم صاروا واقع محرك فاعل قوي غير قابل للتجاهل الأغنية السابقة كانت سببا في طرد مدرج كامل خارج الإستاد ومطاردته بكتيبة أمن مركزي كاملة . لكن تطهير الحكومات لم يعد كافيا للأسف ، هناك أماكن أخرى بحاجة لتطهير على نطاق أوسع وهو ما أدركه هؤلاء الشباب مؤخرا ولم ينتظروا أمر من النيابة ولا حكم محكمة ولم يقدموا بلاغ للنائب العام طالما نحن نسير وفق مبدأ كل من لديه بوق يتحدث فيه فليقل ما يشاء فبالتأكيد كل من لديه يدين وقدمين فليفعل ما يشاء وقفة سلمية أمام ستديوهات إحدى القنوات أدت لمنع زوج من السفاء من تقديم مزيد من التفاهات السؤال هو أين كان هذا عندما كان الثعبان يبث سمومه كل ليلة في كل بيت لكن المهم أن الرسالة وصلت لكل سفيه كل غرضه (بدلات الحلقة) كفانا الله شر سفه السفهاء دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 28/9/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:46 ص
كتاب لا يكفي أن تقرأه مرة واحدة فقط
بداية سينساب الكتاب بين يديك كالماء فلن تشعر بمرور الصفحات إلى أن ينتهي
ثم تمر بحالة فريدة هي خليط من النشوة والذهول فتجد نفسك مندفعا نحو قراءته مرة أخرى بلا وعي منك
فالكتاب وجبة دسمة للغاية بالرغم من سهولة اسلوبه وسلاسته فإنه على قدر من الخطورة تجبرك أن تعيد قراءته حتى تعي ما فيه
كتابنا أيضا صريح كالمرآة
نعم مرآة
انت لم تخطئ قراءتها وأنا قطعا لم أضع علامة تمديد بطريق الخطأ مكان همزة قطع فهذه أمور حساسة لا تحتمل الأخطاء
كتابنا بالفعل مرآة مستوية ملتزمة بقوانين البصريات الفيزيائية تعكس صورة تقديرية معتدلة مساوية للحجم الطبيعي
بل أنه تخطى قوانين الطبيعة وقدم لوحة تحمل بصمات تأثيرية تكشف عن طريق الظل والفراغ ما وراء الصورة
حتى انه لن يعطيك المجال ان تتنصل من واقع مجتمعك القبيح وتتهم المرآة بالقبح و . . .
انا تقريبا أقفز للنتائج دون ان أعطيك المقدمات
دعنا نبدأ بداية كلاسيكية أخرى
ها أنا ذا أعود لأملأ رؤوسكم بكلام لا أول له ولا آخر عن كتب أثرت في نفسي فدفعتني للكتابة
وأنتم لحسن حظي مازلتم تستمعون
كتابنا اليوم تملكتني رهبة بمجرد سماع اسم كاتبه مقترنا بعنوان الكتاب
عندما تلقيت دعوة بمطالعة كتاب للدكتور جلال أمين فأدركت ان الكتاب إصطبغ بصبغة الصراحة كعادته
فإذا كان عنوان الكتاب هو " ماذا حدث للمصريين "
فأنت تدرك خطورة الصراحة في هذا الموضوع
انه كمن اقترب حسابه وهو يعلم ما جنته يداه
بداية الدكتور جلال أمين هو أحد علماء الإقتصاد المصريين ومفكر كبير له ثقل بين الكتاب ويمكنك أن تستقي حصيلة لغوية لابأس بها من قراءة مؤلفاته في علم الإقتصاد ولديه أسلوب سهل وشيق في عرض معلوماته تجعلك تهيم عشقا بكتبه حتى وإن كانت في موضوع لايهمك أن تعرف عنه
الكتاب عبارة عن مقالات كانت تنشر مسلسلة في مجلة الهلال وتم جمعها في كتاب واحد في 188 صفحة وأعيد طباعته على مدى عشر سنوات
وهو أحد أكثر اكتب مبيعا لعام 2008
الكتاب هو محاولة من المؤلف لرصد أسباب ماوصل إليه المصريون في الخمسين عام الماضية
الكاتب بكل بساطة يتهم الحراك الإجتماعي وما أدى إليه من إستعلاء طبقي
وفند ذلك على إمتداد صفحات الكتاب
ببساطة وحسب وصف المؤلف تخيل أن هناك عمارة متعددة الطوابق قرر ساكنواها أن يتبادلوا الطوابق في وقت واحد
وأخذ كل منهم محتويات طابقه وصعد أو نزل وتقابل الجميع على السلم
فما رأيك
هذا تقريبا ماحدث للمصريين
وله حيثيات عرضها المؤلف في فصول مستقلة
ماذا حدث للمصريين
سؤال يسأله كل المتابعين عن كثب
علماء الإقتصاد يشكون من الإقبال على السلع الترفيهية وإستيراد الغذاء
علماء الإجتماع يشكون ضياع القيم وتفكك المجتمع وإنتشار الجريمة ودخول مفاهيم وألفاظ غير معهودة
السياسيون يشكون ضعف الإنتماء والإنشغال بقضايا فرعية على حساب القضايا المصيرية
حتى المثقفون يشكون تدني مستوى الفكر والثقافة وهبوط الذوق العام
فما السبب
- الهجرة والإنفتاح
بداية يوضح الدكتور جلال ان السياسة الناصرية سحبت البساط من تحت ارجل أصحاب المصالح بقوانين التأميم والإصلاح ومجانية التعليم وتعيين الخريجين
لمصلحة أصحاب المهن مما أدى إلى ترقيهم إجتماعيا
ثم جاء السادات بعصر الإنفتاح وهدم كل ذلك
يجري الكاتب مقارنة سريعة بين العصرين
فيقول عبد الناصر كان يرى أن الحرية هي حرية الحصول على رغيف الخبز
السادات كان يرى أن الحرية هي حرية الترقي
عبد الناصر كان يسعى للإستقلال عن الغرب وبناء إقتصاد قوي
السادات كان منبهرا بكل ماهو غربي حتى أنه كان يعبر عن نفسه بالإنجليزية وكان يشجع جلب أي تفاصيل من الخارج حتى ان كانت شكلية
يوضح المؤلف أن القوى الخارجية لم تكن لتسيطر على المجتمع من دون تحالفها مع قوى داخلية فكان للإستعمار أعوانه من الطبقة الارستقراطية والتي لم تجمعهم به مصالح إقتصادية فحسب بل شعروا نحوه بالولاء
فجاء عبدالناصر بسياسته وسحب البساط من تحت أرجلهم لمصلحة فئة جديدة تتفق ميولها النفسية مع هذا الإستقلال
حتى جاء السادات بسياسة الإنفتاح وهدم كل ذلك فتحالفت معه القوى المتضررة من السياسة الناصرية ورأوا أن الإنفتاح والإستدانة من الغرب نوع من الشطارة
مما أدى إلى حدوث حالة من الهرجلة في المجتمع المصري في هذه الحقبة ألقت بظلالها في السنين التالية
المثل الإنجليزي يقول أنه من الممكن أن تقود الحصان إلى النهر لكنك حتما لن تجبره على الشرب
وبناء عليه فأنت لن تلوم السياسات فقط
المصري مسؤل حتما عن إختياراته
فالإنفتاح موجود في دول مثل الصين لكن المصري عمد إلى تقليد النمط الإستهلاكي للأعلى دخلا وإقتناء كماليات تشير إلى إنتمائه لطبقة غير طبقته كالسيارة والفيديو على حساب السلع الأساسية
وانتشر الإستثمار في مجال العقارات والمياه الغازية والبنبون واللبان والأشياء التافهة على حساب الغذاء والكساء
أما الجزء الآخر المتعلق بالهجرة فهو يرجع للسياسة الإنفتاحية في عهد السادات
بداية ذكر المؤلف أن المصريين شعب غير مهاجر بطبعه
وكانت الهجرة مقصورة على المهندسين والمدرسين والأطباء
حتى عام 1974 حيث بدأت فئات أخرى في الهجرة مثل الحرفيين وعمال البناء بحثا عن مستوى معيشي أفضل
وبعثوا بتحويلاتهم النقدية إلى ذويهم مما أدى لترقيهم إجتماعيا
وساهمت تلك الأموال مع عائدات القناة والإستثمارات الكبرى
في زيادة معدل التضخم مع عجز الحكومة عن توليد إيرادات توازي تلك الأموال بزيادة الناتج المحلي
يعني من الآخر ناس طالعة وناس نازلة وحاجات كتير بتضيع في النص
إزاي ؟
أقولك أنا . . .
أدى التسابق العشوائي نحو الترقي إجتماعيا إلى إعلاء قيم الشطارة والكسب السريع وإنتهاز الفرص وإهمال قيم سامية مثل العمل والكفاح والإجتهاد وإحترام الكلمة وأصبح التمسك بتلك الأشياء نوع من العاطفية الزائدة التي لا تليق بمواطن يرتقي إجتماعيا
ثم بعد ذلك شاع إستخدام ألفاظ وتعبيرات جديدة تعبر عن القيم الجديدة مثل طنش وفوت ومشي أمورك و . . . إلى آخره
ثم ساد إقحام الإنجليزية بشكل مستفز كنوع من التقديس لكل ماهو غربي
- الدراما
وكان الموضوع المحبب للدراما هو أن الفقر ليس عيبا وأن الشخص الفقير لن يصبح غنيا إلا بالصدفة أو بميراث أو بطاقية الإخفا أو بالزواج من أسرة غنية حتى يرى ماجلبه المال من تعاسة وشقاء فيتركه ويعود لفقره حامدا ربه عليه
أما اليوم فأصبحت الأعمال الناجحة تسخر من الطبقات العليا الآخذة في الهبوط والإعلاء من قيمة الثراء ولاتتحدث عن فضائل الفقر .
( واخد بالك انت من اللي بيحصل
طيب شوف بقى اللي جاية دي )
- تفسيرات لاعقلانية للدين
أدى إستنزاف موارد الدولة بعد سنوات الحرب وتوقف عجلة الإنتاج وغلق قناة السويس وضياع مصادر البترول في سيناء وقلة الإستثمار
إلى الإتجاه لطرق جديدة للكسب مثل المضاربة والوساطة والتجارة وتولد ظاهرة شركات توظيف الأموال
وظهور تفسيرات غير عقلانية للدين مثل أن إيداع الأموال بالبنوك أشد مقتا عند الله من فعل الزنا في أشد الأماكن طهرا
وسيب فلوسك مع الحاج وربنا هايباركلك فيهم
ولم تفلح أي محاولة لمنع الناس عن إستثمار أموالهم وضاع صوت العقل وسط هذه الغوغاء
ثم تسمية الرشاوي التي توزع على المسؤلين الكبار بكشوف البركة .
الفصول التالية تتحدث عن تدهور حالة السنيما لتواكب الذوق العام والتركيبة النفسية للمشاهدين
وتطور علاقة الأسياد والخدم
وظاهرة التسول والتسول المقنع بظهور باعة يبيعون أشياء تافهة على قارعة الطريق وفي المواصلات العامة
والمقارنة بين دور المرأة في الماضي والحاضر
الكتاب تحفة فنية وصدوره عيد ثقافي
ومحاولة تلخيصه جريمة حقيقية
نصيحة لو وجدته في أي مكان فلا تتردد في إقتناء نسخة منه .
إهداء إلى صاحبة الإقتراح
د . ريهام مبارك
أحمد حلمي
البحيرة
30-3-2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:45 ص
كوكب العميان
Edit كوكب العميان by Ahmed Helmy on Friday, September 14, 2012 at 2:13am · بكل أمانة لقد حاولت فكان الفشل حليفي حاولت -حسب الطلب- نسج مقال مبهج وسط واقع غير مبهج فوجدت أن المشكلة تكمن في أن البهجة نزعت من قلوبنا -أو من قلبي أنا على الأقل- فما عدت قادرا على القيام بذلك العمل الجدير بالأساطير كيف أكتب مقالا مبهجا بينما الشوارع تضج إحتجاجا على تلك الإساءة لرسولنا الكريم كيف أكتب مقالا مبهجا بينما هناك من يتآمر من الخارج لشق الصف -دا على أساس انه ناقص مؤامرات يعني- غير عابئ بالنتائج لأنه خارج السفينة من الأصل ولا يهمه إن كانت ستغرق أو سيلقي ركابها ببعضهم في بحر ثائر الأمواج كيف أكتب مقال مبهج بينما أرى أركان الدولة مازالت تسير عكس إتجاه الجاذبية ومازالت مصرة على أن الماء في المنحدر لا يحترم الخواجة نيوتن بتاتا بل يصعد بقوة القانون الذي يوضع في الأدراج أوقاتا كثر ويخرج فقط عند الحاجة أو لإستخدام بند ينص على تعيين أبناء العاملين . كنت سأتحدث عن كوكب أورانوس بإعتباره كوكب مبهج أو قد يوحي بالبهجة -دا بما إنه بعيد عننا يعني فأكيد مش بتوصلهم قناة سيب وانا اسيب هناك- لكني قررت فجأة أن أتحدث عن كوكب العميان عذرا هذه -مرة أخرى- ليست صفحة بريد القراء هذا مقال آخر غير مبهج لكنه بديل عن الإعتذار أو الإنتحار * * * * بلد العميان باختصار هذه قصة قصيرة لرائد أدب الخيال العالمي "هربرت جورج ويلز" -تكتب "ه . ج . ويلز" لابد أنك رأيت هذا الأسم من قبل- المهم أن كتابات هذا الرجل تمتاز عن مواطنه "جول فيرن" والملقب بأبو الخيال في أنه يمكن أن تسقطها على الواقع وتخرج منها بحكم كثيرة سأحكي القصة وأترك لكم الإستنتاجات هذه قصة أخرى تحمل نبوءات تصلح لكل العصور القصة تحكي عن مجموعة من البشر فروا من شئ ما وتم إحتجازهم في واد صخري وأصابهم نوع غامض من إلتهاب العيون أورثهم العمى وأورثوه بدورهم -واخد بالك معايا- لجيل تلو الآخر المهم أن أحد متسلقي الجبال تمكن بطريقة ما من الوصول إليهم كان يظن -بعد أن عرف حقيقتهم- أن الأعرج يصير ملكا في حارة المكسحين لكنه كان واهما حاول أن يخبرهم أن هناك أشياء تدعى إبصار وعيون وألوان وأضواء ود لو يخبرهم بمعنى أنه يرى لكن كل محاولاته ضاعت سدى حاول أن يظهر قدراته-بما أنه مبصر- فلم يفلح حاول أن يهرب منهم لكنهم كانوا يستخدمون حواسهم بطريقة مذهلة ويغلقون حوله دائرة دوما إضطر أن يعود ويعتذر وحينها حملوه لكبيرهم الذي قرر بعد فحصه أنه مجنون يحمل عضوين غريبين بارزين في وجهه لذا قرر أن يتعايش ويعتاد قواعدهم أعجب بطلنا بفتاة من البلدة كانت لحسن حظه غير مرغوبة لأنها لا تتفق مع مقاييسهم للجمال لذا تقدم لخطبتها رأى أبوها أن يوافق مضطرا بشرط أن يتنازل هذا الغريب -والذي يعتبروه إنسان من رتبة أقل-عن العضوين البارزين في وجهة وهنا قبل أن يفكر وجد الفتاة تستجديه بأن يوافق بطلنا كان عاطفي وتأثر بالموقف ووافق وعشية يوم الزفاف وقبل تنفيذ الشرط المتفق عليه قرر أن يصعد الجبل ليرى العالم للمرة الأخيرة هنا أدرك حقيقة كانت غائبة عنه ماهذا الجنون الذي سأفعله بنفسي لماذا أتنازل عن نعمة الإبصار لأي سبب مهما كان وقرر وقتها أنه لن يعود إنتهت القصة * * * * * * * نحن الآن نعيش في بلد منفصل للعميان بالمعنى الحرفي للكلمة ورثنا العمى جيلا بعد جيل وأصبحنا لا نقبل ولا نؤمن بأي حقيقة غير مانراه -بتعبير أدق مالا نراه- ولا نسمع سوى أصواتنا العالية فقط في حين أنه بغض النظر عن أن صوتك العالي دليل ضعف موقفك فهناك حقيقة علمية تقول أن صوتك الذي تسمعه يختلف تماما عما يسمعه الناس لذا ستصاب بدهشة عظمى عند سماع تسجيل لك وستقسم أنه صوت إبن خالتك مازال القابض على الحق يسبح ضد التيار بينما الجمع الغفير يزأر بالباطل مازال القابض على المنطق يجاهد لتطبيق أبسط قوانين الطبيعة والإنسانية مازال الماء يصعد فوق التل بقوة القانون كما كان ماء النيل يصعد وادي العريش -أكثر مكان في مصر غزارة بالأمطار- دون سبب واضح مازالت اللامنطقية تحكم بكل أسف المجد للشهداء ولك الله يا أبو تريكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القابض على دينه كالقابض على جمر من النار" فداك نفسي يارسول الله اللهم إهدنا إلى الحق وثبتنا عليه دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 14/9/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:36 ص
أعطيهم ماتشا للكورة
يمكن تقسيم الأسبوع-في حال عدم وجود موضوع ملح للكتابة- إلى ثلاثة أقسام
يومين من الراحة
يومين من التفكير في موضوع المقال
يومين من التفكير في الإعتذار عن كتابة المقال
وليلة حرجة بدون نوم تنقضي في إعتصار ماتبقى من أفكار لإنقاذ دورية المقال
هل ذكرت أكثر من ثلاثة
لايهم
المهم أن مقال الأسبوع الماضي حظى بأكبر نسبة من التفاعل بين سابقيه وأقول التفاعل وليس مجرد إبداء الرأي حتى أنني وجدت مقالات كاملة كتبت كتعقيب ، كنت أنشد هذا النوع من التفاعل منذ أول مقال وأسعدني كثيرا وبشكل أو بآخر فتح أفقا جديدا لمقال هذا الأسبوع أو لنقل أنه سمح بوجود إمتداد لنفس الموضوع
مازلت أتحدث عن السجن الكبير الذي نقضي فيه عقوبة أبدية بتهمة أننا مصريين والذي أورثته لنا مشكلات متراكمة لا يبدو لها حل قريب للأسف لسبب بسيط جدا
مازال السادة المسؤلين ينظرون لمشاكلنا بنفس الطرق السطحية العتيقة الجديرة بالستينيات وهو ماقصدته عندما ذكرت مشكلة القطار المكيف لم أكن أعني بالمشكلة ذاتها لأنها في الواقع مترفة كنت أرنو لطريقة النظر والتعامل ورد الفعل الذي لم يتغير للأسف .
* * * * *
هراء
كنت أمر بالصدفة بجوار بائع الصحف والذي لم أشتري منه ولا من غيره أي جريدة منذ مايقرب من سنة لأسباب تتعلق بالمصداقية ، المهم اني شعرت فجأة بالألفة وبحنين غريب للإمساك بصحيفة صباحية فتقدمت وأشتريت الجمهورية كنوع من المزاح
المفاجأة كانت في إنتظاري لتقول
هناك أشياء أخرى لم تتغير غير تصرفات المسؤلين
وجدت عبارة مثيرة للسخرية تحت الشعار الشهير تقول :
جريدة الثورة أسسها الزعيم جمال عبد الناصر
الجريدة التي أحتفظ بعدد منها لا يحتوي سوى على ثلاث صفحات رياضية ومقال لسمير رجب والباقي يقول كل سنة وانت طيب ياريس أصبحت فجأة صوت الشعب
الحقيقة أن المحتوى لم يتغير كثيرا
حتى أنني توقعت أن أرى الصورة الشهيرة لمبارك في مكتبه الفخم
مازال كل شئ مكانه ولم يتغير حتى مقال سمير رجب وصفحات الرياضة على الرغم من توقف النشاط الرياضي
ألم يقل لهم أحدا ان عندنا ثورة
ملايين الجنيهات تنفق على هذه المؤسسة وعلى غيرها بالطبع والمحصلة هراء
* * * * * * *
موقف يلخص كل شئ
بعد إزدياد الشكوى من مياه الشرب في عدة محافظات والشكوى ليست وليدة اليوم لكنها من سنين طويلة ولا أحد يستمع تذكرت الحقيقة المرة التي فاجأني بها أحد الكيميائيين في أحدى شركات السماد الكبرى بينما كنت أقضي فترة التدريب الصيفي فوجئت بمدى تعقيد عملية تنقية المياه المستخدم في الصناعة على عكس ما شاهدت من بساطتها في محطات مياه الشرب ودون الدخول في تفاصيل علمية صارحت الكيميائي المسؤل عن معمل المياه بهواجسي فقال أنهم يقومون بتنقية المياه كما يجب لها أن تكون مياه لأن غير ذلك -يقصد مانشربه نحن- قد يتسبب في تلف غلايات يصل سعرها إلى نصف مليون جنيه
السؤال هنا كم يصل سعر المواطن المصري الذي يشرب أي سائل ينزل له من صنبور المنزل حتى وإن كان لايشبه الماء في أي من خصائصه عدا السيولة ؟
الإجابة واضحة ولن أكتبها
والموقف يلخص كل شئ
فلماذا تطالب بماء نظيف إذا
ألم تفهم بعد
* * * * * * *
قطار
تذكرون يوم أن قالوا أن هنالك قطارا إحترق ومات معظم من فيه
وقتها كانت الفكرة مستعصية على عقلي الصغير
هناك عقولا كبيرة وقتها إستعصت عليها نفس الفكرة
قطار يحترق
كيف
لماذا لم ينجو كل راكب بنفسه قبل أن تبلغه النيران
بعد أن استقليت قطارا مشابها أصبحت الفكرة المضادة هي مايستحوذ على عقلي
كيف نجا من نجا من ذلك الحادث
الوضع داخل قطار مميز يقول بوضوح أنه في حال نشوب حريق -لاقدر الله- سينجو فقط من يقفون على الباب أما باقي ال 200 راكب والرقم غير مبالغ فيه ففرصتهم في النجاة شبه معدومة
الوضع داخل قطارات الهيئة غير إنساني بالمرة في حين أن السيد هشام قنديل يرد قيمة التذاكر لركاب قطار فاخر نظرا لتعطل التكييف
السؤال هو
هل تستحق شربة ماء نظيفة حتى تطالب بمستشفى وقطار ومسكن
لا تعليق
* * * * * *
الألتراس
لسبب ما انا متعاطف مع هؤلاء الشباب ، لسبب ما أرى ما فعلوه مبررا رغم عدم قانونيته
لسبب ما أنا أرى أن مطالبهم مشروعة تماما
أرى الدهشة في أعينكم
ما علاقة الألتراس بما نتحدث عنه ، ببساطة تصرفات المسؤلين هي الرابط
خرج السيد المتحدث الرسمي لإتحاد الكرة المصري يؤكد عودة النشاط الرياضي منتصف الشهر الحالي وأضاف ساخرا (اللي يقدر يعمل حاجة يعملها) لا أدري لما ذكرني ذلك بعبارة (خليهم يتسلوا) الشهيرة
النتيجة كانت إقتحام مقر الإتحاد وتحطيمه وإشعال النار فيه
هل وصلت الرسالة ؟
لا أدري لما بقيت حالة العناد مع الشعب وإخراج المسؤلين لسانهم لنا قائمة إلى اليوم
هل نحن في مزاج رائق أصلا لكرة القدم
قال عمرو قطامش مخاطبا أحد المسؤلين :
"كي تهدأ رأسك ياهذا فلديك حلول مشهورة
إخلق ملعوبا يأخذهم للهلس فينسون الثورة
خذ حقنة تعتيم فورا وأعطيهم ماتشا للكورة "
ماحدث أن السيد وزير الداخلية والسيد وزير الرياضة إتفقا وتوعدا الجناة بالويل والثبور
وكله بالقانون
القانون الذي يوضع في الدرج أحيانا ويخرج أحيانا أخرى
حسب الأهواء
الحكاية ببساطة أن توقف النشاط الكروي حول 80مليون محلل رياضي إلى 80 مليون محلل سياسي ولن يلهينا سوى عودة الكرة مرة أخرى وعودة الخناقات حول صحة هدف أبو تريكة وعدم صحة تسلل عمرو زكي وينسى الجميع مشاكله الحقيقية
لا فائدة
لم يتغير شئ
ومن يهاجمون الألتراس الآن هم من كانوا يهاجمون الثوار منذ عام ونصف
سقط ومبارك ولم يسقط نظامه ولم يتغير شئ
نصيحة
لا تشربوا الماء قبل غليه
دمتم في حفظ الله .
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
7/9/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:35 ص
إلى أن يجيب العدم
في بداية مقال الجمعة الماضية ذكرت أنه ربما يكون مقالي الأخير ، لم أكن أمزح ، كنت بالفعل على وشك إتخاذ قرار بالإمتناع تحت تأثير حالة من القرف أورثتني سؤالا مفاداه : لم تكتب ولن يتغير شئ ؟
بعد نشر المقال رأيت بالصدفة مقالا ل د . يوسف زيدان يتحدث بإحباط عن الوضع القائم كانت المفاجأة في نهاية المقال تنتظرني لتقول لي أنظر
أحد فرسان الكلمة الحقيقيين يرمي سيفه ودرعه ويترجل عن فرسه ويترك ساحة المعركة ويذهب لداره طواعية تحت تأثير نفس الحالة ونفس السؤال
بصراحة رأيت ورأى غيري أنه قرار جانبه الصواب
مما جعلني أراجع قراري
أضف إلى ذلك أن هناك كلام كثير سأموت كمدا إن لم أكتبه
أنا لا أكتب مقالاتي مسبقا -أكتب لكم الواحدة صباح الجمعة- لكني مثلا أحلم بالمقال السنوي والمقال رقم مائة
لذا سآخذ بنصيحة الراحل أمل دنقل عندما قال :
" وأغرس السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم "
مقالي على الأرجح يقرأه بإهتمام عشرة أشخاص فقط لكني سأكتب إلى أن يجيب العدم
* * * * * * * * *
أعاني من مشكلة حقيقية تتعلق بحاجتي-كشخص مرتب- لترتيب الأفكار
المشكلة تكمن في أنني أرى أحداثا مترابطة قد لا يراها غيري ولا أستطيع إظهار الرابط بسهولة حتى بعد ترتيت الأفكار
تأمل معي
حدث رقم 1
د . هشام قنديل يأمر برد قيمة التذاكر لركاب عربتين في القطار المتجه للإسكندرية -والذي كان يستقله سيادته- نظرا لتعطل التكييف فيهما مع إحالة فني الصيانة للتحقيق
ذكرني هذا بوزير سابق للنقل في نظام سابق استقل قطار النوم من محطة الجيزة لمحطة رمسيس لتفقد مستوى الخدمة وأحال العمال للتحقيق نظرا لعدم وجود مناديل ورقية في دورات المياه
لقد قضيت أعواما كثر استخدم قطارات الهيئة وأذكر أنها مرات معدودة فقط التي لم يتعطل فيها التكييف وبالطبع لايوجد مناديل
ولم أحصل على ثمن التذكرة في أي مرة
وحالة القطارات يرثى لها لكن لا أحد يلتفت
فقط تصادف هذه المرة أن السيد رئيس الوزراء استقل عربة تكييفها معطل
* * * * * * * *
حدث رقم 2
وزير الصحة في زيارة مفاجئة لمستشفى صاحب مريض في الإستقبال وانتظر بجواره 8 دقائق حتى أتاه الطبيب فاستنتج أن سبب إعتداء المواطنين على المستشفيات هو إهمال الأطباء
ياحلاوة
* * * * * * * * *
قد ترى أن المشهدان لا تربطهما أي علاقة ، لكن أنا أراهما شديدي الترابط
مازال السادة المسؤلين في بلدنا المصون ينظرون لمشاكلنا نظرة شديدة السطحية في حين أنها بعمق الدولة العميقة التي صدعونا بوجودها
إذا كنا نتحدث عن الدولة العميقة فلماذا ننظر لمشاكل من المفترض أنها من مخلفاتها بهذه السطحية الشديدة
مجرد تساؤل
* * * * * * * *
بعد مقال الأسبوع الماضي إنهالت رسائل من السادة القراء يحكي كل منهم تجربته المريرة مع وزارة الصحة معظم الرسائل نجا اصحابها بمعجزة وهناك رسالة أو اثنين انتظرت أن يقول لي صاحبها في نهايتها
(بس وبعدين مت)
هذه النهاية الطبيعية في مستشفياتنا
ذكرني هذا على الفور بمقال كتبه الكاتب الشاب محمد فتحي وعدل عن نشره لأنه رآه شخصيا زيادة عن اللزوم ثم نشره د . أحمد خالد توفيق لأنه رآه يمثل قطعة فنية من أدبيات الرعب
بإختصار المقال يحكي عن أخت زوجة الكاتب كانت تعبر الشارع فصدمتها سيارة ونقلت للمستشفى بين قوسين الحكومي
بس
وعينك ماتشوف إلا النور
أضاعوا ساعة كاملة في البحث عن طبيب وكأن المستشفى بها سباكين مثلا
ثم جاء الطبيب ليخبرهم بإكتشافه العظيم
(دي محتاجة أشعة)
لا ياراجل
بجد
وأضاعوا ساعة أخرى في محاولة إجراء أشعة وساعة أخرى في سباب وشتائم وخناق مش فاهم على إيه
ثم نقلوها لمستشفى خاص ليكتشفوا ان حالتها خطيرة جدا وهناك أنقذوها بمعجزة
في نهاية المقال يقول د . أحمد الدرس المستفاد من هذا المقال هو
من يصاب في حادث سيارة وهو لا يستطيع السباب وليس له أقارب مهمين أوليس لديه القدرة على دفع تكاليف مستشفى خاص فهو يمزح وغير جاد بكل تأكيد .
السطر التالي يحمل الحقيقة كاملة
نحن عراة تماما
منذ أسبوعين وانا أفكر في مصيري لو قررت الأقدار أن أدخل مستشفى حكومي
مازلنا عراة حتى بعد -مجازا- الثورة
وأعتقد أننا سنظل كذلك مادمنا نفكر ونعالج المشكلات العميقة بهذه السطحية
كنت أقرأ مقالا منذ يومين للأستاذ حسن المستكاوي كان يتحدث عن مشكلة ما لا أذكرها الآن لكنه أوحى لي بطريقة ما بسبب المشكلة التي أتحدث عنها الآن فنظرت لأعلى لأقرأ العنوان لأني لم ألحظه
فوجدته يقول
"النعامة لاتدفن رأسها في الرمال"
كنا نظنها تفعل كذلك إذا شعرت بالخطر وكنا ومازلنا نقلدها للأسف
لكن حتى النعامة لا تدفن رأسها في الرمال نحن فقط من يفعل ذلك
دمتم في حفظ الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
31/8/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:34 ص
بل نحن المسجونون ياحازم
·
كنت أخشى لعنة المقال رقم عشرة منذ بدأت الكتابة
شئ ما كان يخبرني بأنه سيكون الأخير اليوم أنا قريب جدا من شئ مماثل .
بدون مقدمات لالزوم لها وحوارات سخيفة مع النفس وإستطرادات غير مجدية أعتقد أنني أمر بأطول أسبوع في التاريخ فأنا أكتب يوم الأربعاء على غير العادة ربما هي رغبة في الكتابة إجتاحتني كسيل عارم بعد نشر المقال السابق على خلفية حادث مؤسف ، فانتظرت حتى أهدأ فأنا أعرف -أكثر من غيري- تأثير الكتابة الإنفعالية تحت ضغط .
لكنني وللأسف لم أهدأ بعد
إذا سأكتب على بركة الله
تنويه صغير
هذه ليست صفحة بريد القراء
هذا مقالي وسأحكي عما آلمني
فلا تلوموني إن لم يعجبكم كثيرا ماسيأتي به
* * * * * *
مشهد من التاريخ
لافتة رخامية عتيقة جديرة بالمتاحف كتب عليها الآتي :
مجلس مديرية البحيرة
المجموعة الصحية القروية
في عهد صاحب الجلالة فاروق الأول ملك مصر حفظه الله قرر مجلس مديرية البحيرة بإجماع أعضائه في الجلسة المنعقدة في 23 ربيع أول 1362 هجرية الموافق 29 مارس 1943 ميلادية إنشاء هذه المجموعة لخدمة أهالي القرية ونواحيها وذلك خدمة لمواطنهم حضرة صاحب المعالي الدكتور "إبراهيم بك الوكيل " وزير الصحة العمومية وذلك تقديرا لمجهوداته في رفع المستوى الصحي بالمملكة المصرية وإصداره قانون تحسين الصحة القروية في 27 رجب 1361 هجرية الموافق 10 أغسطس 1942 ميلادية
والله ولي التوفيق
هذه قريتي بلا فخر
إستقراء أرسطو يقول أن لدينا الآن مستشفى تضاهي القصر العيني من حيث الإمكانات ومستوى الرعاية كونها أول مستشفى قروي تم إنشاءها في المملكة ووزير الصحة كان إبننا
من غير حسد الله يكرمكم
بتوفيق من الله أنا أعمل في صيدلية بجوار هذه المستشفى
جميع المستلزمات الطبية (شاش-قطن-خيط-أدوية-محاليل) غير متوفرة ويشتريها المرضى-المفترض أنهم جاءوا ليعالجوا بالمجان-مني وأعتدت أن أرى الصدمة في عين رجل بسيط أتى ليخيط جرحا نازفا فيجد نفسه يشتري أشياء المفترض أنها موجودة بالمستشفى وفي الأغلب يفاجأ بالمبلغ المطلوب منه
المستشفى بها طبيب باطني واحد يعمل كمدير ويستخدمها كمسكن له وإثنين من المسعفين وممرضة لا يملكون ترمومترا أو جهاز لقياس ضغط الدم
المستشفى تعمل نهارا كمركز طب أسرة (تطعيم حوامل وأطفال)
في الأغلب التطعيمات فاسدة
على حد علمي أنه تم تطعيمي ضد كل الأمراض الوبائية
وأذكر أنها أصابتني جميعا والحمد لله
وستندهش من كم الموظفين الذين يعملون بها نهارا مما يدل على مبالغ طائلة تنفق على هذه الخرابة
أعتقد أننا نملك لافتة رخامية من التاريخ فحسب
* * * * * *
مشهد متكرر
خبر منشور في أحد المواقع يقول
أهالي مصاب بطلق ناري يحطمون إستقبال وغرفتي الطوارئ والأدوية بمستشفى سوهاج العام إعتراضا منهم على تأخر الأطباء في إسعاف المصاب ثم لاذوا بالفرار فور علمهم بقدوم الشرطة
تم تحرير محضر بالواقعة وأمرت النيابة بضبط المتهمين
ولا حرف واحد عن المصاب أو عن وجود إهمال طبي بالمستشفى
* * * * * *
مشهد مؤلم
حازم -إبن صديق لي- طفل لم يبلغ السادسة من عمره بعد ، أجرى عملية إستئصال اللوزتين يوم الجمعة 10 أغسطس
أصيب بنزيف حاد مساء يوم الخميس 16 أغسطس
طبعا إتفقنا ان لدينا لافتة رخامية وفقط فإحتمال الذهاب لأقرب مستشفى غير وارد لأنه سيكون مضيعة للوقت
مستشفى المركز والتي تبعد ستة كيلو مترات
لا يوجد بها ليلا سوى عامل البوابة
مستشفى مركز مجاور تابع لمحافظة مجاورة تبعد أربعة كيلو مترات رفضت إستقابله بلا سبب واضح وتم تحويله على المستشفى العام بالمحافظة والتي تبعد حوالي عشرين كيلو متر .
(كل ده الولد بينزف) لحسن الحظ وجدوا هنالك أطباء وبدا أنهم قاموا بما يلزم وبذلوا مجهود خرافي في تعليق محاليل للطفل وذهبوا للنوم وتركوا الطفل ينزف حتى الصباح
ثم
" هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة حدوث نزيف في تجويف الفم "
هذا ما كتب في خانة سبب الوفاة
لسبب ما نحن بارعون في ممارسة الحكمة بأثر رجعي فقط .
ادعوا لوالديه بالصبر
* * * * * *
مشهد مستفز
وفد من حقوق الإنسان يتفقد مستشفى سجن طرة التي يرقد فيها السجين محمد حسني مبارك
يا سلام
نفس هذه المستشفى كانت منذ سنة واحدة لا تصلح للإستخدام الآدمي ولم نسمع حرفا واحدا عن حقوق الإنسان أو حاجة المساجين لتلقي رعاية صحية وفجأة تكبدت خزينة الدولة ملايين الجنيهات لتصبح هذه المستشفى جاهزة لإستقبال سيادته بعد الحكم بسجنه
دعوني أولا أوضح أنني لست ضد معاملته معاملة آدمية وتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية رغم أنه مسؤل عن تحويل أول مستشفى قروي تخدم مائة ألف مواطن إلى لافتة رخامية
لكن السؤال هنا
من المسجون إذا
الإجابة هي
نحن مسجونون بالخارج للأسف ومازلنا نؤدي عقوبة أبدية بدليل طفل انتهى في ساعات أمام أعين أهله وهم لا يدرون أأحضروه لمستشفى أم لورشة كهربائي سيارات
لم أذكر لك مشهد الأب وهو يجري على السلالام ستة أدوار صعودا ونزولا حاملا إبنه لأن عامل المصعد أغلقه وتناول طعام السحور ونام قرير العين شاعرا بأنه أدى ماعليه تجاه البشرية
للأسف ياحازم نحن مسجونون بالخارج
ووالدك لم يستطع إسعافك في منتصف الليل لأنه مواطن بسيط يعيش في قرية بسيطة ولايملك طائرة تنقلك لمستشفى المعادي العسكري.
كقاعدة
في مصر كل مصيبة يتم التحرك لمعالجتها بعد أن يقع ضحايا
إلا هذه
هذه ليست أول حادثة ولن تكون الأخيرة ولا أظن أن هناك تحرك قريب
عندما قالت لي إحدى الزميلات أن قطاع الصحة كالتعليم تماما يحتاج إلى نسفه وإعادة بنائه من جديد ظننت أنها تبالغ وأن الأمر ليس بهذا السوء
لكن بعد ما رأيت بعيني
فحتى النسف لن يجدي لأننا سنبني غالبا بنفس العقول ونفس الأيدي ونفس العمال ونفس الأطباء
أعتقد أننا بحاجة لوزير صحة صيني يأتي بوزارة من الصينيين وأطباء وممرضات وعمال صينيين ليعيدوا هيكلة وزارة خدمية تتعامل مع أرواح الناس وليس مع سياراتهم
أعذروا إنفعالي
دمتم في حفظ الله
.
.
.
أحمد حلمي
البحيرة
24/8/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:33 ص
الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا
Edit الحرية . . مفترى عليها أم مفترى علينا by Ahmed Helmy on Friday, August 17, 2012 at 4:19am · الأيام تمر سريعا أذكر أنني بالأمس جلست بعد السحور لأكتب مقال أول جمعة في رمضان اليوم يوافق التاسع والعشرون وقد كتبت أربع مقالات بعد السحور إذا لم يكن بالأمس حسبته كذلك كل عام وانتم بكل الخير هذا آخر مقال في رمضان * * * * * أعود معكم بالذاكرة للحظة من لحظات التخبط السياسي الذي كنا نعيشه جميعا في الفترة مابين ظهور نتيجة المرحلة الأولى وبين إنتخابات الإعادة الرئاسية قال لي صديقي الإخواني لماذا يطالبوننا بتنازلات وليس أمامهم غيرنا بصراحة إستفزني الكلام لدرجة أنني فكرت أن أغير موقفي من المقاطعة -وقتها- إلى إنتخاب المرشح الآخر لمجرد إثبات نظرية أن أمامنا غيرهم أسمع سؤالا يتردد في الأذهان : لماذا تقول هذا الكلام الآن ؟ حتى أوضح أن السيد الرئيس لم يكن خياري الأول لم يكن خياري من الأساس فقط صوت العقل -والذي قلما أستمع له-قال لي انتخبه فانتخبته دون أن أقتنع به ولا بجماعته ولا بأفكاره ولا بمشروع النهضة الذي صدعونا به ودعوت من اليوم الأول للإلتفاف حوله عله يصيب فننجو لكن الرجل خيب ظن معارضيه ويكتسب كل يوم شعبية وأرضا جديدة فما الداعي لإسقاطه ؟ لا أعرف ! لا أرى مايبرر ذلك إلا نظرية "أناس لم يعودوا كذلك" التي تحدثت عنها في مقال سابق إنهم أناس استحوذت عليهم فكرة واحدة وأقسموا أن يموتوا دونها ولم يفكروا في العواقب أو الخسائر أنا أرى ذلك هدم وتعطيل للمسيرة وتضييع لمكاسب لن نحصل عليها مرة أخرى لو عدنا للوراء وبدأنا من الصفر مرة أخرى لست ضد حرية التظاهر لكني ضد هدم الدول من قلة لا يروقها شخص الرئيس * * * * * الحدث الأكبر هذا الأسبوع كان التخلص من سطوة وحكم العسكر التي دامت ستون عاما والتي حسبنا أننا لن نتخلص منها أبدا ذكرت في أول مقال بعد الإنتخابات أن الإعلان الدستوري المكمل في طريقه للإلغاء لأنه لا داعي لعناد شعب بأكمله يقف خلفه رئيسه لقد كان الأمر أشبه بعملية جراحية دقيقة جرى فيها إستئصال المجلس العسكري من بين أنسجة السلطة لن أخوض في أسباب ومبررات وإجتهادات ونظريات وتوقعات وحسابات ومؤامرات وصفقات وراء الحدث ماحدث مكسب كبير في حد ذاته دون أدنى شك أتم الله علينا ثورتنا * * * * * خبر مستفز هذا أقل مايوصف به مانقله موقع اليوم السابع أمس الخميس عن وكالة الأنباء الفرنسية ، الخبر يقول : واشنطن تعرب عن -تأمل معي- "قلقها البالغ" لما يحدث في مصر من تقييد للحريات الإعلامية على خلفية محاكمة صحفيين مصريين بتهم -تأمل هذه أيضا-إنتقاد الرئيس مرسي مشددين على أن حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية هي قلب الأنظمة الديمقراطية الصلبة والديناميكية -عليهم مصطلحات- وتتناسب مع تطلعات المصريين الذين أطاحوا بنظام مبارك مطلع العام الماضي إنتهت وصلة الإستفزاز سأتخطى نقطة "من نصبك مدافعا عن حريتي" لأنها صارت قديمة جدا حكومة الولايات المتحدة لديها حساسية بالغة لما يحدث بالمنطقة وهي إما تسوء الأمور فتشعر بقلق أو تتحسن فتشعر بتفاؤل مشوب بحذر هذه المرة هم يشعرون ب"قلق بالغ" يانهار إسود هل حالتنا بهذا السوء هل التحريض على الإنقلاب وإثارة الفتن أصبح من حريات الإعلام هل سب الرئيس مجرد حرية تعبير هل التحريض على قتل الرئيس هو قلب النظام الديمقراطي الصلب والديناميكي ويناسب تطلعات المصريين هل ثار المصريين عشان توفيق عكاشة يشتم براحته يوم كتب د . جلال أمين عن مأزق الديمقراطية في مجتمع مزدوج الشخصية كان يقصد تأثير إزدواج شخصية المجتمع على كل شئ وليس على صندوق الإنتخابات فقط لكننا وقتها لم نعي ذلك ولم نلتفت له مازلنا نفهم الحرية فهما خاطئا بكل أسف وسنظل كذلك لفترات غير قصيرة قادمة دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 17/8/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:32 ص
لماذا
من اللحظات القلائل التي أشعر فيها بأنني متواجد في المكان الخاطئ تلك التي أستمع فيها لموسيقى عمر خيرت أشعر وقتها أنني أنتمي لهذا العالم الأسطوري أنه كان من المفترض أن أكون عازف كمان يجلس طوال الوقت ليعزف مقطوعات كتبها هذا الموسيقار العظيم قال لي الشخص الذي بداخلي : هذا ليس وقته هناك خمسون مصيبة تنتظر الحديث عنها بينما تتحدث أنت عن تتر مسلسل رمضاني ما هذا السخف قلت له : كف عن حشر أنفك في مقالاتي وأقرأ في صمت * * * * * * بالفعل هناك خمسون مصيبة تطلب الحديث عنها بإلحاح شديد لدرجة تشتت الأذهان فينقطع خيط الإلهام قسرا كما يحدث من تشتيت الأحمال فينقطع التيار الكهربي على أطفال الحضانات وركاب المترو أو تشتيت جهود الأصلاح قسرا على عدة جبهات بصورة ممنهجة فيخرج علينا رامز ليقطع طريق القافلة ثم يخرج لنا لسانه ويتضح انه كان يمزح أويتضح أننا كنا نسير في طريق أراد لنا آخرون أن نتوه فيه . المشكلة الأخرى أنني أعاني من عقدة اسمها "لماذا" وكل لماذا تقود ل لماذا أخرى أكبر حتى تجد أن الحديث عن الوضع القائم هو إغفال متعمد للحقائق وتسطيح غير مبرر للمشكلة . في البداية دعونا نتفق على شئ صغير أنا لن أتبنى أي نظرية من تلك النظريات العبقرية التي تتناثر حولنا هذه الأيام لن أناقش الحدث ذاته بل سأناقش ما وراء الحدث الكهربا قطعت جميل جدا سنكمل في الظلام نحمد الله أني أكتب على الموبايل هناك خبرين قد لا يجد معظمكم أن هناك رابط بينهما لكنني قرأتهم في يوم واحد فنادى أحدهما على الآخر وأزال غموضه الخبر الأول نشره اليوم السابع نقلا عن راديو إسرائيل قبل حادث كمين الحرية بيومين " الحكومة الإسرائيلية تناشد رعاياها في سيناء العودة أو البقاء في منازلهم لإحتمالية وقوع أحداث عنف " الخبر الثاني كان عن استبعاد اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن للعداء الجزائري محمد مخلوف من باقي المنافسات بتهمة عدم بذل الجهد الكافي غريب أليس كذلك لفت نظري تسمية التهمة لكنها أجابت دون أن تقصد عن أحد الأسئلة التي تبدأ ب لماذا والتي ترددت في ذهني بعد وقوع الحادث لماذا وقع حادث كهذا من الأساس؟ الإجابة هي لعدم بذل الجهد الكافي العجيب أن هناك جهة أخرى بذلت الجهد الكافي بالإنابة عن حضراتنا بل وأخبرتنا بالنتيجة وما كان منا إلا أن أخذتنا العزة بالإثم وأبينا أن نستمع لأ وإيه كمان التليفزيون المصري بعد الحادث بساعات قلائل وبعد أن أصبحت فضيحتنا مجلجلة أمام كل العالم يبث فيلما تسجيليا عن جهاز المخابرات المصري وتاريخه وقوته (طب إديني أمارة) حتى أنني توقعت انهم يمزحون وأن أسمع شريط الضحكات المميز لفقرات السيت كوم السخيفة الذي يخبرك مشكورا أين يجب أن تضحك ولو أن محتوى الفيلم -تقريبا- صحيح لكن بالله عليكم هذا ليس وقته لكن بينما أنا غارق في تلك الأفكار العجيبة إذ فاجأتني لماذا أخرى وهي : لماذا مازالت قوات حرس الحدود تعاني ويلات المعاهدة بتلك الطريقة وبعد كل تلك السنوات من البداية كنت أرى أنه ما كان هناك داعي من الأساس للوقوع في فخ الفصل- في معاهدة السلام المزعومة - بين الأمن والسيادة بمعنى أنها أرضك وتتمتع بكامل السيادة عليها لكنك ستأمنها كما يتراءى لنا ياسلام للأسف وقعنا في فخ لا أرى له أي مبرر لكن مايحيرني هو الإصرار والإبقاء عليه حتى اليوم لقد أصبح الأمر مشكلة أمن داخلي كما هو واضح لكل ذي عينين . وفقا لمعاهدة السلام فإن نشر القوات ونوعية التسليح في سيناء يتناقص تدريجيا حتى يصل الى المنطقة (ج) فيصبح عدد محدود للغاية -خمسمائة جندي في شريط حدودي يمتد لمئات من الأميال - لا يمكن زيادته إلا بتصريح من الجانب الآخر . دعك من أنهم في الأغلب غير مسلحين التسليح الكافي مما يجعلهم (ملطشة) لعصابات المهربين وتجار السلاح والمتسللين الأفارقة لماذا الإصرار على هذا البند حتى اليوم لماذا نسمح بأن يموت جنودنا على الحدود -وهذه ليست المرة الأولى- بسبب بند عقيم في معاهدة صورية لما سأل هيكل الرئيس السادات عن سبب إختياره لمبارك كنائب له من بين قادة كل الأسلحة قال : لأنه منوفي مثلي ويتفهم خطتي للسلام وهو ماكان يبرر مقتل جنودنا على الحدود طوال ثلاثون عاما الآن وقد أصبح لدينا رئيس ليس منوفي ولا يتفهم -على ما أظن-خطة السادات للسلام فلماذا التمسك بهذا البند إلى اليوم مجرد تساؤل لكن أظن أنه لن يجيبني عليه أحد . لكن أكثر ما كنت أتمناه بعد الثورة هو ألا أرى قصورا واضحا لكل ذي عينين ولا تتم معالجته على الفور لسبب غامض ونتهم بأننا مش فاهمين حاجة وأنها أسباب دولة عليا أما آن لنا أن نتخلص من تلك الأوضاع المقلوبة مجرد تساؤل آخر لا أعرف متى أسمع إجابته دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 10/8/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:31 ص
سبوتنك المصري أزمة تعبير
سبوتنك المصري أزمة تعبير كان كفيفا قعيدا وكانت هي عينه وقدمه لم ترتكب جرما ولا يد لها في ما يحدث لكنه في لحظة ما شعر أنه لم يعد يطيق وجودها في حياته وفي ذات اللحظة أقسم يمينا مغلظا أنها لن تبيت ليلتها في بيته لم يفكر ماذا سيفعل كيف سيتصرف من سيرعاه من الآخر مخه تربس . تقريبا هذا ماحدث لي لا تندهشوا حين قررت الأسبوع الماضي في لحظة قرف أني لن أتحدث في السياسة في مقالي القادم لم يكن لدي البديل لم تكن لدي أدنى فكرة عما سأكتب هي قفلت معايا كده وخلاص دائما كانت الأحداث هي المحرك والنواة لما سأكتب لا أدري لماذا أتخذت هذا القرار أعتقد أنني فكرت أن يكون بطل المقال فكرة وليس حدث لا أعرف لنقل أنه كان قرارا متسرعا كان لابد أن يكون هناك موضوعا ملحا يطلب مني بإصرار أن أبرزه قبل أن أورط نفسي في مثل هذه الورطة قال لي الشخص الذي بداخلي بسيطة ياعم تحدث عن كتاب قلت له : أخرس ياد الكتابة عن كتاب حدث سنوي لا يتكرر إلا عندما أشعر أن الكتاب يناديني وأنا أقرأه فلتكتب عني لابد أن يعرف الناس ماعرفته وهو ما لم يحدث بعد لو كتبت عن أي كتاب والسلام سيخرج مقالا سخيفا مصطنعا قال لي نفس ذات الشخص انتبه لأنك تقريبا لم تقل شيئا بعد وسينتهي المقال دون أن تضيف جديدا لا أحد سيحب أن يقرأ مقالا عن حضرتك. بصراحة عنده حق * * * * * فلنعد للوراء قليلا كان العام هو عام 2001 تلميذ في الشهادة الإعدادية ذاهب لإمتحان اللغة العربية في صبيحة اليوم التالي وسط ضجة الإكتشافات شئ ما في داخله أخبره أن موضوع التعبير سيكون عن د . زويل شئ ما أوحى له بأن يحفظ الموضوع الذي يتحدث عن د .زويل الموجود في كتاب القراءة وأضاع في ذلك ليلة ثمينة كاملة أسمع أحدهم يقول في سخرية وبعدين بيفتح السمكة مالقيش الخاتم لا لم يحدث ماحدث أن الخاتم كان موجودا بالفعل ما أثار ذهول ذلك الطالب أن أول سطرين في الإمتحان كانا يطلبان منه الحديث عن عالم مصري هاجر لأمريكا وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء ظل لدقائق مأخوذا لايدري -من هول المفاجأة- ما المقصود بالسؤال لكنه وبيد ثابتة بدأ في طباعة -نعم طباعة- ماجاء في الكتاب المدرسي حرفيا لا أعرف كيف نظر السيد المصحح للموضوع لكن ذاك الطالب حصل على الدرجة النهائية في اللغة العربية هل تجدوا ما حدث طبيعيا * * * * * نعود للعام 2012 سمعت الشخص الذي بداخلي يقول إحنا مش قلنا ماتتكلمش عن نفسك لم أعيره إهتماما لسبب ما تذكرت ذلك الموقف عندما رأيت د . زويل على شاشة التلفاز يتحدث عن مدينته العلميه لأول مرة ادرك معنى ما حدث وضعت نفسي مكان المصحح هذا الطالب إما أنه كان معه الكتاب أو أنه حافظ الموضوع طيب وإيه يعني أنا أقولك المفترض أن السؤال اسمه التعبير الإنشائي المفترض انه يقيس قدرة الطالب على الإنشاء والتعبير وليس الحفظ هناك سؤال آخر في الإمتحان يقول بوضوح أكتب مما حفظت ليقيس قدرة الطالب على الحفظ أعتقد أنني كنت أستحق صفر بجدارة في سؤال التعبير * * * * * اسمع تساؤلا عن أهمية هذا الكلام الآن أذا فلنعد للوراء كثيرا * * * * * في الرابع من أكتوبر عام 1957 فاجأ الإتحاد السوفيتي العالم بإراسال أول صاروخ إلى الفضاء بينما فشلت أول تجربتين أمريكيتين كان الأمر بمثابة صفعة قوية وهو ماعرف وقتها بأزمة سبوتنيك نظرت الحكومة الأمريكية لنفسها في المرآة ثم قالت : فلنبدأ من جديد يبدوا أننا كنا على خطأ في العام 1958 أصدر الكونجرس قانونا عرف ب -تأمل معي الأسم- التعليم من أجل الدفاع القومي قال الشخص الذي بداخلي يانهار اسود للدرجة دي أيوه وأكتر لقد أكتشفوا أن نظامهم التعليمي لا ينتج سوى أغبياء غير قادرين على غزو الفضاء في العام 1960 قام الرئيس أيزنهاور بتشكيل فريق ناسا في العام 1969 قامت أمريكا بإنزال أول إنسان على سطح القمر * * * * * * لنعد لمصر مرة أخرى أعتقد أن هذا الطالب وأقرانه كانوا ضحية لفهم خاطئ المنظومة التعليمية العقيمة بإداراتها المتعاقبة كانت ذاتها تعاني من سوء فهم بدليل أن الأخ اللي كان بيصحح إداني درجة كاملة هناك كلام يتناثر الآن ويعلو ويتصاعد ويتردد عن إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإعادة هيكلة وزارة العدل وإعادة هيكلة وزارة الصحة وإعادة هيكلة وزارة الإعلام لم أسمع ولا حرف واحد عن إعادة هيكلة وزارة التعليم لم أسمع ولا حرف واحد عن إعداد مدرس قادر على تخريج جيل من التلاميذ يفهم معنى سؤال التعبير الإنشائي ولا يكتب فصل بأكمله مكون من خمسين تلميذ نفس المقدمه ونفس الخاتمة التي يمليها عليهم المدرس والذي ربما سيكون هو المصحح نريد مناهج جديدة كتب جديدة اسلوب جديد بعيد عن حكاية الجودة واللجان والإعتماد نريد مدارس جديدة وزارة جديدة وليس وزير جديد المشوار طويل وصعب وسيحتاج لوقت طويل لكن آن لنا أن نبدأ إما الآن أو سنظل للأبد نكتب على ظهر الآلة الحاسبة التي لا نعرف كيف نستعملها وجهها الإستعمال الصحيح دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 3/8/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:26 ص
اللهم إني صائم
Edit اللهم إني صائم by Ahmed Helmy on Friday, July 27, 2012 at 4:34am · أصبحت أردد تلك العبارة كثيرا لأنه ببساطة قراءة أو سماع الأخبار وتصريحات الأخوة غير المسؤلين في نهار رمضان قد يدفعك إلى الإفطار عمدا وساعتها خلي سيادة المستشار ينفعك المهم قبل أن أحكي لكم عن أشياء تفطر اسمحوا لي أن نقفز قفزة زمانية ومكانية غير صغيرة نحن في الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية كان هاري ترومان نائبا للرئيس الأمريكي الأشهر فرانكلين روزفلت والذي كان وقتها قائدا للتحالف ضد هتلر والحرب العالمية مشتعلة ثم . . . ثم توفى روزفلت هكذا ببساطة افاق تروما من سباته ذات صباح فوجد نفسه رئيسا للولايات المتحدة ومسؤلا عن قرارات عظام أولها إستخدام السلاح النووي في الحرب ضد اليابان مصيبة بدا الأمر للمتابعين والمهتمين بالشأن العالمي مصيبة إذ أن ترومان آخر شخص يمكن الإعتماد عليه في ظروف كهذه لكن الرئيس الجديد حظى بالمساندة وتمكن من عبور المرحلة الصعبة ونضج بتجربة المسؤلية وأصبح من أهم الرؤساء الأمريكيين في القرن العشرين . إنتهت الحكاية فلنعد إلى حيث كنا هل يوحي هذا الكلام بأي شئ لحضراتكم هل يمكن إسقاطه على أي شخص عندما رأيت خبر تكليف د . هشام قنديل في نشرة الأخبار لا أدري لماذا تذكرت تلك القصة لكني وجدت شابا واثقا من نفسه جلس يتحدث إلى الرئيس استبشرت خيرا لكني أيضا توقعت وقتها ما سأقرأه صبيحة اليوم التالي وماتوقعته حدث بالفعل هناك هجوم على شخص الرجل حتى قبل أن يخطو خارج عتبة داره جلسنا لأسابيع نتكهن ونسمي ونتوقع إسم رئيس الحكومة ثم نبدأ في مهاجمته كخطوة إستباقية ثم جاء الإختيار خارج كل التوقعات وبرضه محدش راضي يسكت لا أدري هل أرادوا أن يكلف الرئيس النحاس باشا مثلا بتشكيل حكومة لن أقول لكم ساندوه دعوه يعمل أولا ثم ابدأوا في النقد ثم أن النقد سيوجه في المقام الأول للرئيس وليس للغلبان الذي قبل التكليف الأصعب وسط الحرب التي نعيشها ملحوظة أخيرة على ذكر النحاس باشا هل كانت كتب التاريخ تحمل مصطلح حكومة وفدية مقترنة بهذا الأسم أم أنها تهيؤات محدش يفهمني صح * * * * * * استوقفني مشهد غريب جدا سيدة بسيطة كانت تشتري شيئا ما وأبدت إعتراضا من إرتفاع سعره وبينما هي في معركة كلامية مع البائع إذا بشاب ملتح ساقه حظه المهبب إليهم فما كان من السيدة إلا وتركت البائع وأمسكب بتلابيب الملتحي تسأله عن سبب إرتفاع الأسعار وكأنه وزير التموين مثلا راحت كل محاولات الشاب لإقناعها أنه مواطن متضرر مثلها سدى وأصرت السيدة أنها انتخبتهم يبقى لازم يساعدوها تركت السيدة وقد إرتفع صوتها والشاب وقد بدأ صبره ينفذ وقد تجمع الناس من حولهم وكل منهم قد نسج قصة مختلفة عن سبب الخناقة أظن أن الأمر تخطى نطاق هذه السيدة وأصبح رأي عام أنا انتخبت الدقون الدقون مسكوا البلد وأصبح ماسح الأحذية الملتحي - مع إحترامي له - مطالب بتقديم خدمات وتذليل الصعاب بل وإظهار كرامات لأهل منطقته ماهو أكيد واصل حاجة تفطر دي ولا لأ رأيت تصريحا لمسؤول مهم لن أذكر اسمه يهدد -تقريبا- الرئيس في حال تغيير وزيره فإنه سيكون له تصرف آخر هو وأقرانه ياحلاوة طيب نروح إحنا بقى ونأجرلك الوزارة مفروش ولا كل وزارة هاناخد رأي العاملين فيها قبل مانغير وزيرها طيب ما كنا خدنا رأي حضراتكم قبل ما نشيل مبارك ونجيب مرسي عشان نرتاح من الأول حاجة تفطر فعلا * * * * * * في ستينات القرن الماضي كان يقال أن مصر يحكمها ثلاث جمال عبد الناصر وأم كلثوم وصالح سليم وخلال ستون عاما تغير نمط نجوم الشباك ليصيروا من الممثلين تارة ومن الصحفيين تارة ومن الساسة تارة أخرى لكن ما وصل إليه الحال في أيامنا هذه وجعل نجوم المجتمع والأشخاص ذوو التأثير على الرأي العام بهذا السخف والتفاهة جعلني أقول بملئ فمي اللهم إني صائم تنويه صغير مهما يكن من أمر فأنا قررت أن يكون مقال الأسبوع المقبل -إن شاء الله - بعيدا عن السياسة دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 27/7/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:25 ص
" وينطق فيها الرويبضة . . . مقال تأخر قليلا "
Edit " وينطق فيها الرويبضة . . . مقال تأخر قليلا " by Ahmed Helmy on Friday, July 20, 2012 at 5:18am · ظاهرة جديدة لفتت إنتباهي هذا الأسبوع الأحداث في هذا البلد العجيب أمره وأمر حكامه وساكنيه تسير وفق موجة جيبية (Sin wave) وهي - إن كنت نسيت منهج الفيزياء أو إن كنت ادبي من الأساس - تلك الرسمة البيانية التي تجد الخط فيها يرتفع ليبلغ أقصى مداه ويصل للقمة ثم يأخذ في الهبوط تدريجيا وبنعومة ليصل للقاع ثم لايلبث أن يصعد ثانية وهكذا إلى ماشاء الله صعودا وهبوطا منتظما لا عوج فيه ولا زيغ بمعنى أن هناك أسبوع عامر ملئ بالأحداث والتقلبات والبيانات والقرارات والأحكام وآخر هادئ ملئ بالكلام الفارغ والتحليلات العقيمة والفتاوي القانونية التي لاتتفق أبدا وكأن لكل مفتي قانونه الخاص وأخيرا المحاكم التي صارت فجأة تحكم بعدم الإختصاص وكل قاض يلقي بالمسؤلية على غيره ثم يتبع ذلك أسبوع ملئ بالمصائب السودة على رؤوسنا ورؤوس اللي جابونا ثم يأتي اسبوع في منتهى الهدوء حتى أن الصحف تبدأ في الحديث عن سوريا وميانمار في صفحتها الأولى أعتقد أن من سيقرأ مقالاتي مجمعة سيعتقد أن كل منها كتب عن بلد مختلف أو في أزمنة مختلفة وليس في شهر واحد أعتقد أيضا أن الإنتظام على كتابة مقال اسبوعي أورثني حساسية لوقوع الأحداث العظام فأصبحت استشعر وقوع أحداث تستحق الكتابة من عدمه المهم كان ظهر الجمعة الماضية حين خطرت لي فكرة انه سيكون أسبوعا عاديا للغاية وبدأت أفكر في موضوع المقال الجديد بعد نشر سابقه بساعات قلائل بما أنني إفترضت انه لن يحدث شئ فلنبحث عن موضوع للكتابة ذهبت للمسجد متوقعا خطبة إعتيادية على غرار فضائل شهر رمضان وهو الأمر الطبيعي فوجدت الخطيب يتحدث عن صفات الرجال كان قد بنى خطبته القوية والتي كانت بمثابة مفاجأة على مبدأ بسيط للغاية بلدنا لاينقصها أي نوع من الموارد بل ينقصها الرجال وبدأ يعدد صفاتهم كما يجب أن يكونوا في البداية استغربت الأمر حتى وصل إلى الحديث الشريف الذي يقول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة يارسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا عرفت عما سأتحدث في مقالي القادم بل جعلني أتساءل وأعجب لنفسي كيف لم أتحدث في هذا الموضع من قبل هناك قاعدة قديمة قدم الكون ذاته تقول أنه مهما زادت كميه السفه والتفاهة والإبتذال الذي يقدمه الإعلامي -ولو أنني أتحفظ على هذه الكلمة لكني ذكرتها مجازا- فإنه وللأسف يجد في مصر جمهورا ليتابعه شاهدت بالصدفة معجزة زمانه -لن أذكر إسماء لأسباب لاتتعلق بالإحترام فهو لا يستحقه ولايستحق الذكر- وهو ينتقد أي شئ في أي إتجاه ويعود ليمتدحه تاني يوم ثم يعود ليذمه بعد إسبوع الغريب أنه هناك بالفعل من يتابع ويصدق ويردد كلامه والعجيب أن بينهم الطبيب والمهندس والمحامي بل انني سمعت مستشارا كبيرا -كبير قوي يعني-يمتدحه على الهواء مباشرة لأنه يقول كلاما فارغا وافق هواه لم أندهش لان سبب المدح واضح اندهشت لأن مثله جلس ليستمع قال د . أحمد خالد توفيق ذات مرة إذا إختلط عليك الأمر وأصبحت لاترى الحقيقة فانظر لإتجاه نباح الكلاب فهي لا تخطئ أبدا إذا كنت لا تعرف إن كان عبد الناصر كان على حق أم السادات فانظر من بكت إسرائيل يوم وفاته ومن رقصت إسرائيل لموته أنا مقتنع بذلك دون الحاجة لكلاب تنبح لكني غير قادر على إقناع أستاذ جامعي أعطى أذنه لرجل تافه ليملأ له رأسه بالترهات دا معاه مستندات ياعم هذا هو الرد الجاهز -مستنداته عبارة عن أوراق بيضاء يطبع عليها مايريد قوله- طيب ليه محدش بيرد عليه هذه حجة مقنعة أيضا لكن عقلي يأبى أيضا أن يقتنع بما يقوله هذا الفويسق دون الحاجة لمبررات المصيبة أن أي إجراء تعسفي أو قرار سيادي سيحوله لبطل شعبي وحمدت الله أن الرئيس لم ينزلق لتلك الحفرة الخطرة ويضرب قناته بالطائرات وقت عرض البرنامج مثلا كما أود أن أفعل أنا الآن لكنه وللمرة الأولى سلك مسلكا قد يتبدى في ظاهره الفكاهة لأننا لم نعتد هذا الرفق في التعامل مع المتجاوزين لكنه المخرج الوحيد رئيس الجمهورية يقيم دعوة قضائية لمنع برنامج من العرض هناك جانب إيجابي آخر للموضوع أنه ينهي عصر "بناء على تعليمات السيد الرئيس" والذي يحولنا لعزبة أخرى حتى وإن كانت التعليمات تصادف هوى في نفسي الطامة الكبرى كانت عندما وقف في قلب شارع وحوله تابعيه يردد في مكبرات الصوت عبارات تضعه تحت طائلة قانون العقوبات ثم كان رد الرئيس لا يغرنكم حلم الحليم . ياسلام بس كده نحن أمام كارثة كونية هناك رويبضة ينطق كل ليلة وهناك ملايين يستمعون ويصدقون ويرددون وتترسب أقواله بالتكرار في عقلهم الباطن فتصير حقائق ثابتة لاتقبل التغيير تبنى عليها قراراتهم وإختياراتهم بعد ذلك ولا سبيل لإقناعهم بالعكس أو صدهم عنه حد يشوفلي حل دمتم في حفظ الله * * * * كدت أنسى كل عام وانتم بكل الخير . . . . أحمد حلمي البحيرة 20/7/2012 الموافق غرة رمضان 1433
مرسلة بواسطة Unknown في 8:24 ص
سلطات دولة القانون
كل عام وانتم بكل الخير هذا آخر مقال قبل شهر رمضان المعظم أعاده الله على سائر بلاد المسلمين بالخير واليمن والبركات بصراحة كنت أحضر لمقدمة أخرى غير أن سلطات دولة القانون -بفتح السين- ذكرتني فجأة أنني ربما أكون مشغولا بالسحور في الجمعة المقبلة فأنسى أن أهنأكم * * * * * طوال اسبوع حافل بالأحداث الساخنة وأنا أفكر في صيغة لمقالي هذا كلما حدث شئ شعرت وكأنني كالحانوتي الذي يسعده سقوط الضحايا لأنه ببساطة هايسترزق إحساس سيئ فعلا لكن الأسوء أن ينتهي الاسبوع فلا أجد ما أكتب عنه كانت الأحداث تتوالى وتتطور بسرعة غريبة حتى أنني مزقت خمسة أو ستة مقالات لأنها صارت بلا معنى فكرت أن أكتب مقالين في نفس المقال يعبران عن وجهتي نظر مختلفتين لأني كنت لفترة غير قصيرة لا أعرف أين الصواب لكني عدلت عن ذلك بعد ما رسيت على بر وحتى لا أتهم بالإزدواجية فكرت في أن أكتب المقال على طريقة الراحل جلال عامر لأن الوضع أصبح يحمل من السخرية مايضاهي في حد ذاته أسلوب أكبر الكتاب الساخرين أعتقد أنه كان سيكتب مقال فيه من السخرية ما يبكينا على حالنا وفكرت أيضا أن أكتب مقالا حادا أنتقد فيه بكل قسوة كل مافقع مرارتي في الأسبوع المنصرم إلا أنني أخترت أن أجمع بين كل هؤلاء * * * * * لدينا ثلاث مشاهد رئيسية المشهد الأول إعلان د .مرسي فجأة عن عودة مجلس الشعب المنتخب لأداء وظيفته وممارسة سلطته التشريعية وبسرعة البرق دعا السيد رئيس مجلس الشعب مجلسه للإنعقاد فورا حد فهم حاجة المشهد الثاني انقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض وظهر لنا كالعادة خبراء قانونيون كل منهم يفتي حسب توجه سيادته الفكري والسياسي وكل فتوى غير أختها حاجة تجنن فعلا حد فاهم حاجة المشهد الثالث اسرع حكم محكمة دستورية في التاريخ بوقف قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب حد فهم حاجة برضه * * * * * قال الراحل جلال عامر ذات مرة في مصر لابد أن تكون بطئ الفهم حتى لا يصورك الرادار هو كان يقصد إستخدام بطء الفهم كسلاح أخير للمخ أمام الأحداث الغريبة حتى لا يجن لكن قليل من بطء الفهم جعل الصورة تكتمل السيد الرئيس قرر عودة البرلمان المنتخب وهو يعلم أن الدنيا ستنقلب رأسا على عقب السيد رئيس مجلس الشعب دعا المجلس للإنعقاد ولو نصف ساعة لإثبات حالة وإسترداد سلطة التشريع أحال الحكم لمحكمة النقض ثم علق الجلسات الإعلان المكمل لم يذكر أن هناك مجلس شعب ولم يكن في حسبانه تلك الخطوة ولم يذكر أي شئ بشأنه ما حدث أن أوقفت المحكمة الدستورية قرار الرئيس عادت سلطة التشريع ل . . . . تفتكروا لمين لأ مش للمجلس العسكري تاني للسيد الرئيس إنتهت المناورة أعلن السيد الرئيس أنه يحترم أحكام القضاء ثم ذهب في جولة خارجية وكأن شيئا لم يكن في مقال الأسبوع الماضي ذكرت أن حالة الهدوء بين المجلس والرئيس ليست طبيعية وتشعرني بقلق ماحدث هذا الأسبوع هو تأكيد لحالة القلق في الصباح يتقابلون في حفل تخرج أحد الكليات الحربية يتصافحون ويأدون التحية العسكرية عند الظهيرة تراشق بالبيانات في المساء ينام كل منهم قرير العين ويتركونا في وجع دماغ ما أثار حنقي حقا هو حالة الهرجلة الإعلامية كنت أظن أن القوانين كلام مكتوب في الكتب ذات معنى قاطع لا يحتمل التأويل لكني إكتشفت أن كل فقيه دستوري له تفسير وأسانيد لتبرير اي قرار حسب أهواءه الشخصية أو حسب ميوله يقول علماء الأحياء كقاعدة أن الحشرات ينقسم جسمها بوضوح الى رأس وصدر وبطن وتتميز بأن لها ستة أرجل وعلى هذا فالعنكبوت ليس حشرة أي ربة منزل ترى هذا كلام فارغ لا يشكل لها أي فارق لأنها تعتبر العنكبوت حشرة سيئة التربية على نفس المنوال كل مواطن بسيط جالس في بيته فاتح التليفزيون لا يهمه كل الشروحات القانونية المتناقضة التي يتحفه بها السادة الأفاضل ضيوف البرامج التي أتى بهم كل مذيع ليقولوا للناس بالضبط ما أراد أن يقوله هو المواطن العادي يهمه أن يجد رغيف عيش صبيحة اليوم التالي ولا يعلم مدى تأثير دستورية القوانين من عدمه على جودة رغيف العيش أعتقد أن جلال عامر كان سيقول لو وجدت السيد المستشار يتحدث عن الفصل بين السلطات -بضم السين - فهذا تصريح ضمني بوجود سلطات -بفتح السين- فأحضر معك رغيفين عيش لأنه سيكون هناك الكثير من سلطة الطحينة وسلطة البابا غنوج دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 13/6/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:23 ص
حكاية ورطة وأناس لم يعودوا كذلك
عودة للورطة التي ورطت نفسي فيها دونما قصد . . . قرأت ذات مرة للراحل أنيس منصور يحكي عن ورطتي هذه كان يقول أنه كان مطلوب منه مقال آخر الأسبوع وكان يجلس طوال الأسبوع ليس لديه أي فكرة عما سيكتب فيأخر كتابة المقال حتى قبل دقائق من تسليمه للمطبعة هكذا كانت تعتصر الأفكار بالضغط توفيق الحكيم كان مريضا بالقولون العصبي وكان لديه مكتب صغير جدا وكرسي أصغر وكان يجلس عليه بنصف جسده فقط في وضع غير مريح على الإطلاق ليكتب هكذا تستولد الأفكار بالضغط نجيب محفوظ لأسباب مرضية أيضا كان لا يكتب سوى أربعة شهور فقط في السنة وفي هذه الأربعة شهور خرجت للنور روائع كالثلاثية مثلا هكذا تستلهم الأفكار بالضغط يحكى أن شكسبير كان يكتب عند الحاجة فقط أو حسب عروض مسرح جلوب أي أن المال ينفذ منه فيجلس ويكتب هاملت ثم ينفذ المال مرة أخرى فيجلس ليكتب ماكبث وهذه ليست مزحة إنما هكذا تخلق الروائع بالضغط لكن هؤلاء كانوا يضغطون لسبب وجيه للغاية هناك إلتزام مادي أو أدبي تجاه الناس هناك من ينتظر مايكتبوه ولا يمكن تجاهلهم ببساطه لأنك غير رائق المزاج لتكتب أما أنا لا أجد ما أضغط به سوى أن اليوم هو الخميس وغدا هو الجمعة وغالبا لا أحد ينتظر دوافع قوية فعلا بالإضافة أن للمقال الأسبوعي عيب خطير انه من الممكن أن يمر الأسبوع مملا لا يحمل مايستحق الكتابة ثم تنشب الحرب النووية بعد أن تنشر مقالا قيما عن فيلم السهرة وساعتها هاتاخد تريقة للصبح اعتقد أن المقدمة طالت حتى ابتلعت المقال لكني كنت ابحث عما أتكلم فيه لا يوجد إذا فلنتكلم عن عنوان المقال حسبت الأمر بديهيا أعتقد أن وقت الإحتفالات والهدوء والخطابات الحماسية قد انتهى وهناك أحد غيري في ورطة أكبر بكثير ولابد أن يبدأ وقت الأفعال وإلا فالسكاكين تم سنها مسبقا والمذبح جاهز لإستقبال الضحية لكن هناك ظواهر تستحق التسجيل الظاهرة الأولى هي النشاط الملحوظ ل د . مرسي في أول أسبوع رئاسة يحكى أن نابليون كان ينام عشر دقائق فقط على ظهر الحصان ويستيقظ ليكمل يومه-الحافل بالمعارك- بكل نشاط وكان يملي ثلاثة خطابات لثلاثة جنود في نفس الوقت أعتقد أن د . مرسي يفعل شيئا مماثلا قام بكل شئ تقريبا وتواجد في كل الأماكن في نفس الوقت وتحدث إلى الجميع في نفس واحد بصراحة أخشى عليه من النشاط الزائد في البدايات الظاهرة الثانية هي كمية الإعتصامات والمظاهرات والوقفات التي نظمها المواطنون أمام قصر الرئاسة واسلوب التعامل معها حكى لي صديق كان مجندا في الحرس الجمهوري أن الشارع المحيط بقصر الرئاسة أيام الرئيس السابق كان فيه حظر تجول على مدار الساعة ولم يكن أحدهم يجرؤ على الإقتراب وحكى أحد العاملين ذات مرة أنه تم إرسال شكوى على فاكس الرئاسة -المفترض أنه سري- ولم يلحظها أحد وظلت ملقاه إلى أن إختلطت بورق ما ووقعت في يد الرئيس السابق دون قصد فحدث تحقيق وهرج قامت الدنيا تحت زعم أن هناك خرق أمني ودون أي كلمة عن محتوى الشكوى جولة صغيرة بين المتجمهرين اليوم تجد بينهم من جاء يشتكي رئيسه في العمل ومن جاء يريد ان ينقل لمكان قرب محل إقامته ومن جاء يريد من الرئيس أن يتوسط له ليجد وظيفة له أو لإبنه ذكروني بطلعت زكريا عندما قال لأشرف ذكي : تعرف حد في الإسكان ياريس يديني شقة النكتة إكتملت عندما قال أحدهم لمراسلة أحد القنوات متحمسا واللعاب يتطاير من فمه أن هناك مشاكل بينه وبين أقارب زوجته وجاء للرئيس ليحلها له لأنهم صعايدة هذا ليس جهلا وليست طيبة زائدة هذا إنتقاص متعمد من هيبة أول رئيس مصري منتخب أعتقد أن الرئيس شعر بالحرج وبدأ يتدارك الأمر وشرع في إنشاء ديوان للمظالم لأنه من غير المعقول أن يترك الرئيس مشاغله ويقابل الشعب فردا فردا ليحل مشاكل تافهة وقعت بين أم محمود وأم عباس لأن عباس سكب ماء غير نظيف على ملابس محمود هذا سخف الظاهرة الثالثة حالة الهدوء الغير متوقع بين الرئيس والمجلس العسكري لست من دعاة الفتنة أو من دعاة الصدام لكنني أشعر بقلق الظاهرة الرابعة وهي تستحق دراسة نفسية أكبر من مساحة مقال انهم اناس استحوذت عليهم فكرة واحدة وأقسموا أن يموتوا دونها وجعلوها حرب بذلوا فيها كل غال ونفيس واستخدموا كل الطرق المشروعة والغير مشروعة حتى إذا قضي الأمر وأراد لهم الله الهزيمة فإذا هم مستمرين في حربهم هناك من يحارب حتى الآن ويطلق الشائعات ويتصيد الأخطاء وينتقد كل شاردة وواردة هناك من دعا إلى تيار ثالث من اليوم التالي لتسلم الرئيس لمقاليد الحكم هؤلاء قرروا المعارضة لمجرد المعارضة لم ولن ينظروا إن كان رئيسهم المنتخب من الأغلبية سيصيب أم سيخطئ هم أعتبروه هو الخطأ في حد ذاته لذا كل ما سيترتب عليه هو تواتر من الأخطاء والمصائب السوداء لذا فهم معارضون هؤلاء أناس نسوا أو تناسوا أن المعركة انتهت ولا داعي للتشكيك والمناهضة والتناحر تجاهلوا أننا في حاجة لتضافر الجهود أخشى أنهم مسيرون استحوذت عليهم فكرة ما أكثر من اللازم بلا أدنى شك هؤلاء هم الخطر الأكبر على المجتمع في الفترة القادمة دمتم في حفظ الله . . . . أحمد حلمي البحيرة 6/7/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:18 ص
للعدالة وجوه كثيرة . . . وللظلم كذلك
ظاهرة كونية جديدة وددت تسجيلها أعتقد أن هاتفي صار يغير نغمته من تلقاء نفسه صارت له شخصية مستقلة يجاري الأحداث تارة ويجاري حالتي النفسية تارة أخرى طبعا أنا من يفعل ذلك لكنه يفاجئني في كل مرة وكأنه قراره طريقة جديدة لمتابعة انعكاسات الأحداث الجارية على سرائر النفس البشرية فتش عن الموبايل . . . . . . . . . . . . فوجئت الأسبوع الماضي بعد نشر المقال الذي ورطت نفسي في دوريته بتسميته مقال الجمعة بطلب ضمني من السادة الزملاء بالتفاؤل في وصف الأحداث وكأنني مسؤول عن الواقع فاتخذت قرارين أحدهما خاص بهذا الإقتراح والآخر سأخبركم به في نهاية المقال في حال نجحت في تنفيذه . . . . . . . . . . . . بدون مقدمات أعتقد أننا في أسبوع الهدوء وليس كل هدوء لابد أن يتبع بعاصفة بالضرورة الأجواء تقول أننا في مرحلة إلتقاط الأنفاس بعد ماراثون طويييييل مرهق ولسنا في مزاج يسمح بالعواصف في الوقت الحالي أعتقد أن الأمور سارت بطريقة أنعم مما كان يحلم أكثر المتفائلين - أصبح لنا رئيس منتخب من نصف الشعب فقط لكن كل الشعب رضى أو إرتضى - مش عارف إزاي - بالنتيجة - هناك مرشح خاسر إرتضى هو الآخر بالنتيجة كما أعلن مسبقا ولم يملأ الدنيا صراخا وضجيجا بل خرج يهنئ الفائز ويواسي أنصاره بل وبالغ في ذلك فقال " ولا تحزنوا وانتم الأعلون " حتى أنني توقعت أن يخرج يده من جيب البلوفر فأجدها بيضاء من غير سوء ولا دماء - قانون الضبطية القضائية لأفراد الشرطة العسكرية تم إلغاؤه بحكم محكمة -أعتقد أن الإعلان المكمل بدأ ينسحب بلطف لأنه لاداعي لعناد شعب بأكمله يقف معه رئيسه - حكاية مجلس الشعب دي مالوش معنى العناد فيها لأن المعترضين أنفسهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم ليسوا على حق لذا أعتقد أن الأمر سيخبوا تدريجيا وسيجد طريقه للحل من الآخر الحياة بقى لونها بمبي هوه ده اللي انتو عايزينه أي خدمة . . . . . . . . . . . الأسبوع المنصرم بلا جدال يحمل مشهد أيقوني سيذكره التاريخ المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية لإعلان النتيجة دعوني أوثق المشهد للتاريخ منصة يجلس عليها خمسة قضاة لذا كان الأمر أقرب لجلسة نطق بحكم أكثر منها مؤتمر صحفي أعتقد أن بعضنا لا يعرف الكثير عن تاريخ المستشار فاروق سلطان لكنه شخص غير محبوب في وسطه كثير منا لا يعرف أنه تم تعيينه على رأس أعلى جهة قضائية في الدولة دون وجه حق وسط إعتراضات مكتومة ممن يستحقون وقتها أي أنه كان الإبن المدلل لنظام فاسد لكنه لحسن الحظ إحترم موقعه وذاته وكونه يظهر للمرة الأخيرة أمام الأضواء وانها مهمته الأخيرة أمام الشعب وقال كلمة الحق ليس هذا فحسب لقد رسم صورة ناصعة البياض أعتقدها ستمحو كل ما علق بصورة القضاء في الفترة الماضية علم أنها ساعة للتاريخ فكان على قدر الحدث كنت بصحبة أناس متعددي الإتجاهات وكان الملل يقفز حولنا في البداية ووددنا جميعا أن يقرأ علينا آخر ورقة ويريح أعصابنا لكن بعد ثلاث وريقات لمحت في عيونهم كلمة تتردد بوضوح تقول ليته لا ينتهي أبدا حتى أن أحدهم أخرج ورقة وقلما وبدأ يسجل جملا ممايقول بلاغة فصاحة لسان هدوء سكينة قوة الحجة قدرة على التفنيد والتبسيط والشرح فأقنع من لم يوافق قراره هواهم أنه الصواب حضر في ذهني بمجرد أن سمعت ألفاظا من نوعية ( تكأه -تترا ) في مؤتمر يذاع لعامة الشعب وليس لصفوة المثقفين أنه كانت هناك جلسة نطق بحكم منذ أقل من شهر كان فيها مستشار آخر يواجه الأضواء للمرة الأخيرة لكنه للأسف لم يحترم ذاته ولا موقعه ولا الحدث ولا التاريخ وظهر مهزوزا موتورا ضعيف الحجة والبيان حتى أنه فشل في قراءة الحكم الذي كتبه بخط يده قراءة صحيحة لغويا بل تلا آية قرآنية يحفظها صبية المدارس بطريقة خاطئة وبدا وكانه ساعي المحكمة وقد أوكلوا له مهمة نطق بحكم سيغضب الجموع حتى أنه إستبدل كل لام شمسية بلام قمرية وهذه علامة على عدم إقتناع جزء منه بما سيقول فيأبى ألا يعلنه وجدتني وقتها أقول بلا وعي مني للعدالة وجوه كثيرة وللظلم كذلك . . . . . . . . . . . . آه كدت أنسى القرار الثاني الذي اتخذته هو أنني غالبت نفسي حتى طوعتها ولن استعين في مقالي برأي أو مقولة ل د . أحمد خالد توفيق لأن الأمر صار مملا بحق دمتم في حفظ الله . . . أحمد حلمي البحيرة 29/6/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 8:13 ص
الحائط مرة أخرى
Edit الحائط مرة أخرى by Ahmed Helmy on Saturday, June 16, 2012 at 12:40am · أن تكتب وظهرك للحائط ترى ماهي الخيارات المتاحة أذكر أنني كتبت مقالا بهذا العنوان قبل ذلك لا أذكر عن أي شئ كنت أتحدث لكنه كان شئ ما بلا خيارات يبدو أن حياتنا كلها صارت عبارة عن خيارات ذات إتجاه واحد كل خياراتنا تؤدي لنفس النتائج سنفعل كل شئ وظهرنا للحائط سنعتصم ونتظاهر وظهرنا للحائط لأنه لن يحدث أي شئ سوى ما كان سيحدث دون مظاهرة عدا أنه صار هنالك قتلى سننتخب ونختار وظهرنا للحائط لأن إختياراتك في ذات الإتجاه ولن ينجح سوى نفس ذات الشخص الذي لا نريده جميعا واللي ذاكر ذاكر وسلملي على الديمقراطية هل أتاك حديث حائط خوفنا كنت أحسب أن أول شئ فعلناه بعد الثورة هو أننا هدمنا ذلك الحائط اللعين يبدو أنه تحرك قليلا للخلف فحسب ها أنا ذا أكتب إليكم عشية الخلوة الإنتخابية غير المقدسة وكلنا تحت ضغط ما يسمى بالقنبلة التي تتكتك الأحداث تتوالى لتقتلع جذور أعصابنا وتعصف بسلامنا النفسي حكم ببراءة القتلة حكم ببطلان المجلس حكم بعدم دستورية العزل قانون الضبطية القضائية بالإضافة لناخب مزدوج الشخصية لا يدري ماهي إحتياجاته وماهو السبيل لإدراكها أترون كل هذا حائط واحد نوليه ظهورنا انه سرداب طويل لا نعرف نهايته ربنا يستر . . . أحمد حلمي
مرسلة بواسطة Unknown في 7:43 ص
هرجلة
غريب جدا ماحدث كنت جالسا افعل لاشئ ما على النت فجاءني خاطر الكتابة فأغلقت الجهاز وفتحت النت من الموبايل وجلست أكتب يبدو أنني تعودت على هذه الشاشة الضيقة لا أكثر أو أنها تمرين جيد على الضيق السائرة إليه أيامنا بخطى ثابتة تصدقوا نسيت كنت هاتكلم عن إيه منير يغني بالصدفة (قلبي مايشبهنيش فعلا مايشبهنيش أوقات بيعرفني ساعات مايعرفنيش) فذكرني كنت قد قرأت بالصدفة مقولة ل د . مصطفى محمود لا أذكر بالضبط ماكتب لكنه كان يتحدث عن سيكولوجية الإختيار الحر كان يتحدث عن تصرفات الإنسان التي تدل على طبيعته الكامنة إذا وضع أمام إختيار حر ترى لماذا نتصرف ونختار ما لا يتوافق مع إحتياجاتنا الحقيقية أغلب الظن أننا لانعرف إحتياجاتنا الحقيقية أو أننا لا نعرف ذواتنا وطبيعتنا من الأصل وهذا مايفسر إختياراتنا غير المبررة -مبررة ياعم مين قال غير مبررة بس- قبل إنتخابات الرئاسة بحوالي شهر كتب د . جلال أمين مقاله الأسبوعي بعنوان مأزق الديمقراطية في مجتمع مزدوج الشخصية إيه رأيكم أعتقد العنوان يقول بوضوح مافي المقال لقد شخص شرح وفند بكل وضوح -كعادته- مرض عضال أصاب المجتمع المقال يقول بوضوح اننا لانعرف مانريد نصف المجتمع عايز يمين ونصه عايز شمال وممكن بالليل يغيروا عادي واللي يمين ييجي شمال واللي شمال ييجي يمين وحذر في مقاله من مغبة هذا الإزدواج وخطورة المأزق المقبل علينا ولكن لم يعبأ به أحد -كالعادة- ثم إنتخابات فرز نتيجة صدمة ذهول صمت مقاطعة عند ثورة إعتصام مجلس حكم خايب إحتقان ثم هدوء هدوء هدوء بدأ كل شئ يخبو بصراحة فكرت في الإنتحار لانه الشئ الوحيد القادر على إنهاء معاناتي في هذه الأجواء رأيت عنوانا لشئ ما يحمل إسم د . منال عمر يقول سيكولوجية الناخب المصري بصراحة لم أقرأ ولم أتحمس إستقراء ارسطو يقول بوضوح أنها ستتحدث عن ناخب مريض نفسيا نعم هذه هي الحقيقة التي خبأتها طوال المقال منذ سمعت مطلع أغنية منير كنت أحسب أن الحقيقة شئ واضح وضوح الشمس يراها حتى غير المبصرين ولا تقبل التأويل كنت أحسب اننا قد آمنا بشئ ما لا أقدر أن أذكر إسمه هنا حتى لا أتهم بالتخلف والتمسك بأشياء سقطت بالتقادم (قال ثورة قال) لا تفيقوا الآن من فضلكم لا تفيقوا أبدا لو أردتم أتدرون لما عاقب الله بني إسرائيل بالتيه أربعون سنة لقد أراهم البينات ثم كفروا بها فكانت الأربعون سنة كافية ليفنى جيلا لن يأتي منه خير أينما توجهه نحن لانختلف كثيرا ماحدث في ثورتنا أراه درب من المعجزات وها نحن نكفر بها فتربصوا حتى يأتي الله بأمره . . . . أحمد حلمي أسيوط 11/6/2012
مرسلة بواسطة Unknown في 7:42 ص
مسافر
الثامنة صباحا لم أكن مستيقظا في مثل هذا الوقت منذ مدة طويلة لذا مازلت اشعر انني أحلم هذه عربة قطار اعرف ان الصورة التي ارتسمت في عقولكم الآن ليست كما أرى أمامي تذكرون يوم قالوا ان هناك قطارا إحترق ومات من بداخله حرقا وقتها لم يكن عقلي الصغير قادر على إستيعاب الفكرة قطار إحترق كيف لم ينجو كل راكب بنفسه قبل ان تبلغه النيران اظن ان هناك عقولا كبيرة كذلك مازالت عاجزة عن إستيعاب الفكرة مالم يكونوا قد إستقلوا يوما قطارا كهذا ربما يكون هذا هو نفس القطار المحترق منذ سنوات لكن مايحيرني الآن هي فكرة نجاة من نجا من ذلك الحريق لقد صارت الفكرة المضادة هي مايستعصي على عقلي الآن المشهد أمامي الآن يقول بوضوح انه في حالة الحريق -لاقدر الله- لن ينجو إلا من يقف على الباب أما باقي المئتي راكب -والرقم غير مبالغ فيه- فرصتهم في النجاة شبه معدومة لحسن الحظ انا أقف على الباب لم يسعدني حظي لأكن من المختارين الجالسين أعتقدأن هؤلاء قضوا ليلتهم هنا ليحصلوا على مقعد في الصباح لست وحيدا على الباب-وهذا يصلح عنوانا لقصيدة أو قصة قصيرة بالمناسبة-هناك شركاء في فرصة النجاة المحتملة هذا كهل في الستين ينعي ضياع الأخلاق وإنعدام الذوق العام وكيف أن أحد الجالسين الشباب لم يعرض عليه الجلوس بعد ساعة ونصف من الوقوف هذا جندي في الجيش لكنه متخفي في ثياب مدنية يحكي عن معاناته في المظاهرات وهي تشبه معاناة جندي أسير في معسكرات النازيين في الحرب العالمية الثانية هذا رجل في العقد الثالث ذاهب لعمله تعب من البحث عن مقعد فوقف قليلا ثم وضع حقيبته أرضا وجلس عليها هناك كذلك شاب يبدو من لهجته انه سكندري وقد دخل في حوار جانبي مع العجوز عن الشباب وأخلاقهم والثورة والمظاهرات وحال البلد حوارات تغريك بالدخول فيها ثم تعدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة حقنا للدماء أقصد تفاديا لحرق الدماء وأخيرا هناك فتاة نعم تقف بيننا فتاة لم يختلف حظها عن التعساء الواقفين أسندت ظهرها للباب وتتفحص وجوهنا بين الحين والآخر في قلق بها شئ من جمال لاشك ،تحمل أدواتا هندسية إذا فهي طالبة هندسة حسبت هذا واضحا لم تتحدث إلاعندما سألها أحد الواقفين عن وجهتها ثم صمتت لباقي الرحلة أظن اننا سنكون أول الفارين من الحريق الإفتراضي المنتظر أعوذ بالله لما هذا التشاؤم ياأخي اسمعك تقولها لكن من قال اننا لسنا في حريق أكبر من حيز القطار وسنحترق كلنا قريبا ولن ينجو حتى من يقف على الباب لأنه سيموت حتما بعد ان يقفز تحت عجلات قطار اللامبالاة القادم من الإتجاه المعاكس احمد حلمي من راخل القطار 164
مرسلة بواسطة Unknown في 7:42 ص
كتاب تمنيت ألا ينتهي
البداية كانت منذ ثلاثة اعوام تقريبا بعد قرائتي لكتاب الأستاذ أنيس منصور الذي يحمل عنوان " كتاب عن كتب " والذي يتحدث فيه عن حوالي 22 كتاب مهم قرأها ونقل لنا انطباعه عنها في كتاب واحد هنا ايقنت مدي روعة تجربة الكتابة عن كتاب انها عالم رائع تنقل إليه من لم يحظ - بعد - بفرصة قراءة كتاب قيم آخر هنا قررت خوض التجربة تجربة الكتابة عن كتب كانت البداية عفوية وانفعالية بكتابتي عن رواية " يوتوبيا " للدكتور أحمد خالد توفيق وأعتقد انها لاقت قبولا وكان المقال بعنوان " كتاب لم احب ان اقرؤه مرتين " اعتقد ان العنوان هنا يقول بوضوح ان الإنطباع إختلف تماما مع الإقرار بروعة الرواية السابق ذكرها إلا أنها كانت كالجاثوم حتى انك لاتقدر على التنفس من فرط السواد المتشحة به الأحداث لكني ايضا لم اكن اقدر على التنفس وانا اقرأ رواية اليوم ولكن من فرط الإنبهار اقسم انني كنت آخذ جلسات استراحة بين الحين والآخر لألتقط أنفاسي اللاهثة خلف الأحداث كما انني تمنيت ألا انتهي من قرائتها وأحسست بفراغ فظيع بعد انتهائي منها أخيرا اتمنى ان اكمل السلسلة وان ارى يوما كتابا يحمل كتاباتي عن كتب اثرت في نفسي فدفعتني للكتابة أعرف اني, اطلت وأعتذر لكنها مقدمة لابد منها لابد أن تعرف كيف بدأ كل شئ الكتاب محل النقاش هو رواية " ملائكة وشياطين " ل " دان براون "في البداية سوف اضع الكتاب بين ايديكم انها رواية في 568 صفحة من الحجم الكبير أي انها هائلة الحجم وجبة دسمة فعلا من القراءة التصنيف : حقا وجدت حيرة كبيرة في تصنيف الرواية لكنها بشئ من سعة الخيال يمكن اعتبارها رواية بوليسية أو " Detective story " نوع من البحث الطويل عن الفاعل المجهول خليط سحري مابين أجاثا كريستي وآرثر كونان دويل لكن ماأنقذ القصة حقا من كونها مجرد رواية بوليسية معتادة ان المؤلف اجرى بحثا عميقا في تاريخ العلوم والفنون والديانات والآثار وأشياء أخرى كثيرة بالإضافة إلى انها تخرق قاعدة مهمة من قواعد كتابة القصص البوليسية هي ببساطة لاتبدأ القصة بجريمة قتل دعني اعرف الضحية اولا وأتعايش معها وأحبها او أكرهها لكن من قال انه يجب اتباع جميع القواعد لإخراج شئ جميل .المحتوى :بإختصار الرواية تحكي عن أخوية سرية قديمة تدعى " الطبقة المستنيرة " عادت لتنفذ وعدا قديما قطعوه على انفسهم بالإنتقام من الكنيسة الكاثوليكية متمثلة فى الفاتيكان ردا على اضطهاد الكنيسة للعلم والعلماء فى القرن التاسع عشر حتى وصل الأمر للحبس والتعذيب والإعدام بتهمة الهرطقة لكل من ادعى تنوير الناس بشئ آخر غير الدين وإحتكار الكنيسة للمعرفة هكذا إختارت تلك الجماعة السرية العودة والتسلل الى داخل الفاتيكان وقتل البابا والتسلل الى داخل أحد مراكز الأبحاث الأوروبية وسرقة تكنولوجيا تدميرية حديثة ووضعها في داخل مبنى كاتدرائية القديس بطرس - مقر الحكم الباباوى - عشية الخلوة الإنتخابية المقدسة والتى تقام لإنتخاب البابا الجديد مهددين المدينة بأكملها بالفناء وخطف الأربعة كرادلة المرشحين للمنصب الرفيع وقتلهم على التوالي كل ساعة انتقاما لقتل علمائهم من قبل .الرواية عبارة عن بحث طويل ومتواصل من أحد علماء الرموز الدينية عن طريق اشارات معينة وحل المزيد من الألغاز التي تركتها الطبقة المستنيرة في مدينة روما تدل اتباعهم على مكان اختبائهم هل اكتفيتم ? مازال هناك المزيد بداية وضع المؤلف يد القارئ على الصورة كاملة بإضافته خريطة مفصلة لمدينة روما وأخرى للفاتيكان في بداية الرواية حتى لتشعر انك تسير سيرا داخل الشوارع وتركض ركضا اذا لزم الأمر المؤلف لديه طريقة في السرد لاتجعل القارئ يمل على الإطلاق ينتقل من مكان لآخر من مشهد لآخر يوقف القصة ليحكي لك عن تاريخ المكان ثم يعاود الإسترسال دون ان تشعر بأنك خرجت عن الأحداث بل انك في قلب الحدث وتسمع الأحاديث بأذنيك .الرواية ذات إيقاع سريع لاهث حتى انك سوف تتوقف مرارا لإلتقاط انفاسك لاأعرف حتى الآن كيف جمع بين الإيقاع السريع والسرد بطريقة اقل مايقال عنها انها ناعمة حتى انك لاتشعر بمرور الصفحات وفى نفس الوقت لايدع الخيوط تفلت اطلاقا من يديك انت منتبه دائما لما يحدث في جميع الأماكن وجميع الأوقات مع خلو الرواية من حالات الشرود الذهني التي تجعلك تحتار ولاتعرف معها لماذا فعل البطل كذا الآن الرواية تحتوي كمية لابأس بها من المعلومات والتواريخ حتى انك ستخرج بحصيلة لابأس بها عن مواضيع مختلفةعلمية وتاريخية وفنية وجغرافية وحتى دينية. المؤلف يتمتع ببراعة وصفية حتى انك تشعر انك في جولة سياحية بصحبته وستشعر انك زرت الأماكن التي وصفها ورأيت اعمالا فنية وتحف يستحيل ان تراها اصلا في حياتك حيث كان الفاتيكان يولي رعاية خاصة للرسامين والنحاتين وأعطاهم سطوه ونفوذا لامثيل له حتى ان المؤلف يذكر ان مايكل انجلو في لوحته " يوم الدينونة " أو " يوم الحساب الأخير " والتي يصور فيها يوم القيامة والسيد المسيح يقوم بفصل الخاطئين عن المؤمنين وارسالهم الى النار رسم احد اعداءه بين الخاطئين ينتظر دوره ليتعذب ومازالت معلقة في الفاتيكان حتى الآن آه نسيت شئ مهم الرواية تصتدم في أكثر من موضع مع مبادئ العقيدة المسيحية وهو ماأثار موجة من الإحتجاجات الفاتيكانية كالعادة لنكمل المؤلف احسن رسم منحنى الصراع وأحسن ايضا وضع الحل فلا تشعر ان النهاية ملفقة او انه تعجل في انهاء القصة.الرواية ذات مستوى عال من الذكاء لكن بحيث لاتشعر انه اعلى منك بل انه يأخذ بيدك تدريجيا لتجد ان عقلك في منتصف الرواية يعمل بكامل طاقته .,هناك شئ هام جدا وهو مااصطلحت على تسميته ب " التمدد الزمني "ستسألني وماهو سأقول لك انه عمد إلى تمديد الزمن بطريقة ما حتى يستوعب أحداثا كثر حتى انك لن تصدق ان الزمن الذي مر منذ بداية الرواية إلى نهايتها خلال 568 صفحة هو 24 ساعة فقط دون ان تشعر كقارئ بأنه حشر الأحداث حشرا .هناك مقولات تحمل معاني عميقة لايمكن إغفالها داخل الرواية أذكر منها ماقاله المؤلف على لسان السكرتير الباباوي الأول " إن أخلاق الناس لم تتقدم بسرعة تقدم علومهم " لذا كان العلم خطرا على البشرية من وجهة نظره في النهاية استعين برأي للدكتور أحمد خالد توفيق يقول ان " السنيما هي الشكل النهائي الأسمى لكل الفنون وان هناك مشاهد لايمكن وصفها بورقة وقلم "انا اتفق تماما معه لكن هذا لاينطبق على هذه الرواية انا أظن ان من سيشاهد فيلم " ملائكة وشياطين " لن يحصل على متعة من قرأ الرواية ولا حتى على نصفها .أحمد حلمي اسيوط 3-5-2011 ,,,,
مرسلة بواسطة Unknown في 7:36 ص
هرطقة امتحاناتية
Edit هرطقة امتحاناتية by Ahmed Helmy on Saturday, January 8, 2011 at 8:07pm · العنوان واضح فاذا كان لا يعجبك فلا تبدأ " لكن لا تقرأ ثم تقول لي في النهاية ما هذا الهراء " يبدو انني استيقظت مبكرا جدا في الواحدة والنصف ظهرا كالعادة أمر بحالة الشرود الذهولي تلك التي تصاحب استيقاظي مبكرا افتح عيني ببطء استكشف المكان اين انا ؟ هذا ليس منزلي الحبيب للاسف انا في اسيوط مجددا اعتقد انني سأظل اصحو في نفس هذا السرير الي ان يرث الله الارض ومن عليها تمتد يدي الي الساعة التي بجوار السرير انظر اليها مضيقا عيني لأري افضل (يانهار ملون) (كل ده نوم) هذا الرقم مقبول فقط في حالتين اما ان اصحو لأجد نفسي في كهف وكلبي باسط ذراعيه بالوصيد او ان الساعة اصابها الخرف وانتهي عمرها الافتراضي من المفترض الا انام لمدة يومين كاملين بعد هذه الجرعة المكثفة من النوم لكني اعرف يقينا ان هذا لن يحدث ابدا وستتكرر تلك الجرعة غدا وبعد الغد لن اشعر بما اضيعه حقا الا حينما افتقده لكن أتدرون حقا ما الذي يضيع بما انها باظت خلاص واليوم ضاع قررت ان ابحث عن ماهية الشئ الضائع الرد الجاهز في عقولنا هو الوقت هكذا بكل بساطة يعني ايه برضه زمن ثواني ودقايق وساعات وايام وسنين وكده يعني ثم محاولا ان اهون من فداحة خسارتي الزمن حسب ماعرفه اينشتين ماهو الا تعبير رمزي عن انتقالات مكانية لاجسام بالنسبة لاجسام اخرى بمعني ان القمر بيتحرك ليصنع شهرا قمريا والارض تتحرك لتصنع لنا سنة ارضية دا حتي الساعة اللي انا ناوي اكسرها دي بتتحرك ساعة ورا ساعة عشان تعبر عن دوران الارض حول نفسها جميل جدا اي ان غاية ما يحدث هو حركة ثم حركة ثم حركة مجموعة من الحركات اذا لا وجود لما يسمي بالزمن ولا يوجد تعريف مطلق له يبدو انني غير مصدق حتي الان اليك البرهان تخيل ان كل هذه الحركات توقفت لمدة اسبوع قل لي من فضلك الساعة كام دلوقتي ولا النهارده ايه ها صدقت طيب لو انت خدت ساعتك البايظة دي ورحت بيها كوكب عطارد مثلا ابشر ياعم ولا ليها اي قيمة لأن طول السنة العطاردية يساوي 88 يوم ارضي وهو بالمناسبة طول اليوم العطاردي ايضا أي أن تقويمنا الارضي لا قيمة له هناك اي ان الزمن شئ نسبي بحسب النظام المتحرك الذي نسب اليه يعني لو النظام توقف او زادت سرعته او قلت فلا وجود لتلك الكلمة التي جعلناها من ذهب اذا لقد وصلنا الى النتيجة التي اسعى اليها انا لم يفتني سوي مجموعة من الحركات الكونية الدائبة أتري ذلك مهما للاسف الاجابة هي نعم فالامر جد خطير تلك الاشياء المتحركة بلا نهاية عمالة تعد علينا ايام من عمرنا واحنا ولا حاسين فأنا هنا منذ شهرين التقويم يقول بوضوح ان الارض دارت حول نفسها ستين مرة دون ان اشعر من يصدق ان الارض دارت حول الشمس خمس مرات بينما انا اقضي وقتي جيئة وذهابا من اقصي الشمال الي هنا _ دون ان اعرف جدوي ذلك بالمناسبة _ لابد وانني كنت مغيبا لدرجة انني لم اشعر بتلك السنوات الخمس الطامة الكبري ان ابي لن يصدق ان ذلك الكوكب الذي يبدو انه في عجلة من امره قد قطع 24 دورة حول الشمس منذ منتصف تلك الليلة الممطرة التي خرج فيها بحثا عن طبيب نساء وتوليد في عز البرد لان البيه _الذي هو انا_ قرر انه يشرف دلوقتي لذلك لن اصدمه بتلك الحقيقة المريرة ألا لعنة الله علي تلك الاجرام المستعجلة يقول اينشتين في نظريته التي هي اقرب للخيال الي حد كبير ان الزمن يبطئ اذا تحركت بسرعة عالية ويتوقف تماما اذا تحركت بسرعة الضوء أي انك اذا سافرت في رحلة الي خارج الارض بسرعة اقل من سرعة الضوء قليلا واستغرقت رحلتك بحساباتك انت عشر سنوات ستعود لتجد ان عمرك قد زاد خمس سنوات فقط اي ان الارض دارت خمس مرات فقط حول الشمس اما اذا تسني لك السفر في نفس الرحلة الزمنية ولكن بسرعة الضوء فانك ستعود لتجد ان الارض قد دارت ملايين الدورات خلال العشر سنوات التي احصيتها انت لأن الزمن يتوقف تماما بالنسبة لك عند التحرك بسرعة الضوء يبدو انني بحاجة الي اينشتين علي وجه السرعة او انني بحاجة الي سمسار مجرات ليبحث لي عن كوكب ابن ناس متأني في مشيته بدل الكوكب المدهول علي عينه ومدهولنا معاه ده ياللا تصبحون علي خير فلتوقظوني قبل الامتحانات او بعد الانفجار الكوني القادم ايهما اقرب أحمد حلمي أسيوط
مرسلة بواسطة Unknown في 7:35 ص
ستون يوما بدونك
ستون يوما بدونك تلك حقا معجزة ما لا ,ليس مرور الايام الستين هو الاعجاز ولكنه بقائي حيا الي الان أ و تدرين لقد اعدت كتابة هذه الرسالة مرارا وغيرت عنوانها ما يقرب من مائة مرة فأنا لم اكن اتصور مجرد فكرة مرور ستون دقيقة بعيدا عنك , فأربع وعشرون ساعة كانت كابوسا , اسبوعا كان كارثة حقيقية ,اما شهرا فكان دربا من الخيال , فماذا عن شهرين كاملين ؟ لابد وانني الفظ انفاسي الاخيرة الان التفسير الوحيد لعدم مفارقة روحي لذلك الجسد الهزيل حتي الان هي تلك الرغبة العارمة في رؤية محياك ثانية بالرغم من انقطاع اهم اسباب الحياة بالنسبة لقلبي منذ ستون يوما ************************** اين انا ؟ انا والماء وجهان سواء نتبخر حين يحل الصيف ونصبح ثلجا كل شتاء لكن الماء له صوت وانا ما عدت سوي اصداء جميلة حقا تلك الكلمات تحمل عبقرية كاتبها (*) لكني لم اكن لأدرك معناها مهما قرأتها الي ان شعرت انني اختفي من الوجود , اختفي من حياة كل من اعرف , كلهم الان يبحثون عني بلا جدوي , جميعهم الان يفتقدون ذاك الذي كان بينهم يوما ما انا نفسي قد صرت اشعر بالغربة مع ذلك الكائن الذي صار يلازمني والذي لا يمت لي بأي صلة مازلت ابحث عني بداخلي علني ألقي بعضا من بقايا ذاك الانسان الذي طالما كان يعاني من حالة عشق مفرط للذات تلك الحالة التي اظن انها كانت سبب حرصي علي الحياة ببساطة اني احب ان اكون موجودا لا , لا يا عزيزتي ,لا تجزعي ,لم تجعليني اكره نفسي بعد ولا أظنك سوف تفعلين كل ما هنالك انني وجدت سببا آخر يبقيني علي قيد الحياة فلم اعد أ كترث لنفسي او انني لم اعتد ذلك الانسان الذي اصبحت اعيش حياته الان عرضا , نظرت اليوم في المرآة بقليل من التأمل وهالني انني لم اجزع لما رأيت بل لم يهتز لي طرف , لقد صارت حالتي يرثي لها لكني ببعدك لم اعد ابالي بذلك المظهر البالي ,لم اعد ابالي بعبارات الرثاء لحالي , ولا بعبارة ( انت اتغيرت ) , لم اعد ابالي الا بما احمله لك في اللامرئي , ليتهم يرونه , فمن الممكن وقتها ان يكفوا عن الرثاء ولكني حتي لا ابالي بهم , فيكفيني انك ترين ما لا يرونه الان فقط عرفت معني " لكن الماء له صوت وانا ما عدت سوي اصداء " واحسبك تدركينه الان واحسبني احببته ايضا *************************************** (*)قصائد قصيرة ل د/ سيد عبد الرازق ******************************** متوازيات من الالم تلك هي حياتي التي عجز الجميع عن فهم اتجاه سيرها ببساطة اصبحت مجموعة من الآلام تسير في تواز لانهائي مع بعدي عنك مثلها مثل هذان الشريطان الحديديان اللذان صارا يحملاني بعيدا جدا عن دنياك حتي تكاد روحي ان تقول لي هذا فراق بيني وبينك وتتركني لتعود من منتصف الطريق فلطالما كنت مبهورا بهذين الشريطين المتوازيين بلا انقطاع علي طول المسافة بيني وبينك والي ما هو ابعد من ذلك حتي لأشعر انهما يتوازيان الي الابد فأكاد ان اقسم ان الامر ليس بشريا يحتمل الاخطاء البشرية علي الاطلاق طالما كنت اطيل النظر اليهما معجبا بقدرتهم الفريدة في الحفاظ علي المسافة الفاصلة بينهم الي اللامنتهي نعم , انهما لا يقتربان اطلاقا لكنهما علي الاقل لا يبتعدان ابدا مهما طال سيرهما سويا . الان انا اتوق الي رؤيتهما يقتربان ,يتماسان , يتقاطعان , اود لو انني اكملت المسير الي حيث لم يسعني الوصول بعد حيث اري ذاك التلاقي الذي اتمناه لكن جل ما اخشاه ان ينتهي مني الطريق واجدني مضطرا للعودة دون ان القي مبتغاي انا افضل الاكتفاء بتلك المسافة التي قطعتها بتلك المسافة بينهما متمنيا وراجيا ان يكون ما تمنيته موجودا بمكان ما في زمن ما لا اعلمه لكني لن افتش عنه سأدعه يجدني ان كان هناك فلابد وان يلتقيا يوما ما قبل فوات العمر او لعلها فقط كانت آخر ستون يوما بدونك احمد حلمي
مرسلة بواسطة Unknown في 7:35 ص
موعد - قصة قصيرة
تردد صوت العقل يسأله : إلى أين ؟ فتجاهل ذلك تماما وبدا وكأنه لم يسمع إنه ببساطة لا يعرف وجهته القادمة إنه ذاهب لرؤيتها فحسب . هو ليس بحاجة الى موعد انها امامه اينما ذهب لقد صارت تملأ كل حياته وصار يراها بكل الموجودات . بدل ملابسه على عجل وكأنه متأخرا ارتدى اشياء أخبرته - ذات مرة - انها تحبها وضع عطرا اهدته إياه نظر في المرآة مرة أخيرة بدا متأنقا جدا ان ملامحه تغيرت كذلك عيناه تلمعان ببريق مميز لقد صار مهددا بأن يعرف كل من يراه على الفور انه ذاهب للقاءها . هكذا هام على وجهه ساعات لم يحصها وهو ينظر في كل العيون أين انت ؟ راح يسأل بعد ان تعبت قدماه حتى رآها قادمة نحوه من اللامكان رسم ابتسامة وسط ملامحه المنهكة ثم اقترب فوجدها أخرى تشبهها تكرر الموقف مرارا حتى شعر ان كل من ظهر الأرض يحمل شيئا منها رفع عينه فرأى لافتة كبيرة تقول صيدلية الدكتورة . . . . . رقص قلبه لمجرد قراءة اسمها حسنا هذا يكفي عاد لبيته شاعرا بالرضا وهو يردد اني اراك في كل العيون جلس منهكا استرجع ماحدث شعر بالسخف ولايدري كيف نام لكن صوت الهاتف ايقظه أجاب وهو بين النوم واليقظة فأتاه صوتها فأيقن ان هذا حلما لاأكثر وود ألا يستيقظ قالت في عتاب حاني أنتظرتك طويلا لماذا لم تأت ؟! احمد حلمي البحيرة 23/6/2011
مرسلة بواسطة Unknown في 7:33 ص
كتاب لم أحب أن أقرؤه مرتين
عادة انا لا اقرا اي كتاب مرتين في نفس الفترة الزمنية مهما كان محتواه ,لا بد ان تمضي فترة زمنية لابأس بها حتي اجد الاستعداد النفسي لان اقرا نفس الكتاب مره اخري لكن الامر هنا يختلف لاني عندما انتهيت وجدتني غير مصدق لما قرأت .. غير مصدق لما حدث .. غيرمصدق لما يحدث .. غير مصدق لما قد يحدث . نوع من الشرود الذهولي .. كأن تنام في بيتك وسط اهلك فتصحو في صحراء قاحلة وسط اناس لا تعرفهم فتتمني ان تكون مازلت نائما وان كل هذا ليس الا حلما مزعجا لا اكثر . لهذا وجدت نفسي اقرأ الكتاب للمرة الثانية في نفس الاسبوع لأتأكد ان ما يحدث ليس حلما متحملا كل تلك المعاناه التي واجهتها في المره الاولي و.... اسف اطلت عليكم الكتاب هو رواية " يوتوبيا " للدكتور احمد خالد توفيق , الرواية في 192 صفحة واحتلت المرتبة الثانية في قائمة افضل الكتب مبيعا عام 2008 بداية .. لفظة يوتوبيا هو مفهوم فلسفي يعني المكان الذي يبدو كل شئ فيه مثاليا وكل شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض غير موجودة وقد ظهر هذا المفهوم لاول مرة في كتاب يحمل نفس العنوان من تاليف السير توماس مور عام 1516 ويدل المفهوم علي المكان المثالي والحضارة وبالاخص في الجوانب الاجتماعيه والسياسية والفكرة ترجع لكتاب " المدينة الفاضلة " لافلاطون أيبدو الامر مبشرا . . . لنكمل اذا المؤلف يبدأ روايته بتنويه بأن الموضع المذكور في الرواية موضع تخيلي وأن الاشخاص المذكورين هم ايضا كذلك وان كان المؤلف يتوقع ان ذلك المكان سيكون موجودا عما قريب . ثم هناك ابيات شعر مترجمة للشاعر " إليوت " تنتهي ب " والذي مازال يضحك ... لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب .. أي زمن هذا " ثم تبدأ أحداث الرواية بمشهد قتل لمتسلل لا نعرفه هناك ايضا اثنان من المشاهدين لا نعرفهم ثم شخص يروي كلاما غير مفهوم عن حياته المملة لتكتشف بعد اربع صفحات انك في مصر وتقريبا في عام 2023 وان الوضع اصبح كالتالي : ولكن عن اي وضع اتحدث وانا لا اري وضعا علي الاطلاق لقد انفجر الوضع وتلاشي ذلك الشئ المسمي بالطبقة الوسطي والتي شبهها المؤلف بأقطاب الجرافيت في قلب المفاعل والتي تعمل علي تهدأة التفاعل , لقد حدث استقطاب في المجتمع بشكل مؤسف ومبالغ فيه اغنياء اتخذوا لأنفسهم مستعمرة تم انشاءها علي الساحل الشمالي واسموها يوتوبيا وتم جمع كل شئ فيها مع نظام حراسة صارم حتي لا تدخل الحشرات اقصد الفقراء -باقي سكان المحروسة- الا بتصريح خاص وغالبا لاعمال الخدمة والاعمال الشاقة . يوتوبيا حيث كل شئ متاح كل شئ موجود كل شئ متوفر . ثم ماذا عن خارج اسوار يوتوبيا ؟ نعم ان ما توقعته صحيح لك بصورة مبالغ فيها لدرجة يصعب تصديقها لا يوجد اي شئ علي الاطلاق ,لا وجود لأي شئ من مقومات الحياة لقد صارت خرابا ومع ذلك مازالوا هناك , مازالوا يعيشون , مازالوا يعيشون , يتكاثرون , يأكلون , يشربون - لن تصدق ما يأكلونه - ينامون بل ويستمتعون بحياتهم تلك لا أعرف كيف تضخم . . . . . . مصطلح اقتصادي يعبر عن حالة اقتصادية هي بإختصار فقدان العملة المحلية لقوتها الشرائية نتيجة لقلة الناتج المحلي بمعني انك لن تجد ماتشتريه بنقودك فتصبح عديمة القيمة هذا هو الوضع بالخارج علبة الكبريت بخمسين جنيه -دا لو لقيتها - فقر شديد بالمقابل هناك امام اعينهم غني فاحش لذا فهم حاقدون للغاية الرواية ليس لها بطل بل اثنان واحد من داخل يوتوبيا والاخر من خارجها شابان في نفس السن تقريبا تتأرجح الرواية بينهما لتحتار من البطل حقا ؟ يجمع بينهما انهما كانا كثيري القراءة في مجتمعين مختلفين يجمع بينهما انه لاقيمة للكتاب حتي ان احدهما يقول عن الاخر ان الخروف عندما يعرف اكثر يصير خطرا علي نفسه وعلي الاخرين ثم يضيف ان الثقافة ليست دينا يوحد الشعوب ويؤلفها بل هي علي الارجح تفرقها لأنها تطلع المظلومين علي مقدار ما وقع عليهم من ظلم وتطلع المحظوظين علي ما هم فيه و مقدار ما يمكن ان يفقدوه . لكن ما رأ ي كل من البطلين في الوضع القائم ؟ يقول البطل الغني ان هناك خلل اجتماعي حدث ادي الي ما نحن فيه ولكنه خلل يجب ان يستمر وكل من يحاول الاصلاح يجازف بأن نفقد كل شئ اما البطل الفقير فيقول انه لايعرف متي ضاع كل شئ الامر يشبه مراقبتك للشمس ساعة الغروب لاتعرف ابدا متي انتهي النهار وبدأ الليل متي بهت الضوء وبردت الاشياء لايمكن ان تمسك لحظة بعينها وتقول هنا كان النهار وهنا جاء الليل فقط أذكر ان الامور كانت تسوء بلا انقطاع , في كل يوم كان الفارق بين امس واليوم طفيفا لذا ينام المرء كل يوم وهو يقول مازالت الحياة ممكنة اذا فليكن الغد . . . ثم تصحو يوما لتجد ان الحياة صارت مستحيلة وأنك عاجز عن الظفر بقوت غد أو مأواه متي حدث هذا ؟ تسأل نفسك فلا تجد إجابة لكن ما رأي كل منهما في مجتمعه ؟ البطل الغني يتلخص رأيه في الجمله الاتية " إن الاصل في المتعة هو الندرة والتحريم فماذا لو ان كل شئ مباح ومتوفر " لذا فهم فقدوا متعة كل شئ لذا فالحياة صارت مملة للغاية يقول انك عندما تخترق اخر حدود التعقل فانك تشعر بأن التعقل يمتدليضم لنفسه حدودا اخري يسيطر عليها الاعتياد والملل والرتابة " لذا فأنت تبحث عن اي جديد لتملأ حياتك لذا فهم اتجهوا للصيد ستسأل وما الجديد في الصيد الجديد انهم يصطادون بشرا نعم بشر من الفقراء في الخارج لمجرد التسلية وملئ الوقت يستحلون دماء البشر مرحبا بك في يوتوبيا . البطل الفقير يقول ان بوسعه ان يعيش من دون مأكل أو مشرب أو بيت أو اسرة أو ملابس أو وظيفة أو اصدقاء كل هذا يمكن الاستغناء عنه لكنه لا يحتمل الحياة بلا احلام . . ان تنتظر شئ . . ان تأمل في شئ . . أن تتلقي وعدا بشئ . . لكنه ادرك ان عليه ان يحيا بلا أحلام لانه لن يكون هناك أي شئ علي الاطلاق لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد , حياتك عبارة عن حاضر طويـيــيــيــيــيــيــيــيــل ممل لقد سرقوا منك مستقبلك . الاديان . . . . ماذا عنها . . . . كدت انسي ذلك . . . .في الداخل مازال الكبار يحافظون الي حد ما علي وجوده وتجد رحلات الحج والعمرة بالالاف كل عام لأنهم يخافوا بين لحظة واخري ان يفقدوا كل شئ لأنهم شاهدوا الامس وشاهدوا ما وصلوا اليه اليوم ولا يدرون ما الذي سيحدث غدا أما الشباب الذين ولدوا في هذا النعيم فلا يؤمنون بأي شئ غير ما هم فيه لأنهم لم يروا غيره في الخارج مازالوا محافظين علي الدين الي حد ما لان فكرة ان ان تفقد كل شئ في الدنيا وفي الاخرة ايضا فكرة مزعجة حقا . الحدث الرئيسي في الرواية عندما خرج البطل الغني وصديقته في رحلة صيد وحدث اللقاء بين الطلين في الخارج والان انا اعرف من انت ولما جئت الان انت في ارضي والصياد اصبح فريسة انت جئت لتقتلني والان انا يمكنني ان ....... ولكن لا . . . هذا لن يحدث لا اريد دماء ان اخلاقي لاتسمح , يمكنك الان ان تقول لي وانت تضحك ان القضية ليست لها اي علاقة بالاخلاق انهم انتصروا عليك نفسيا انت لا تستطيع ان تؤذيهم انت حشرة امامهم , انا لا ابالي بما تقول لسوف احميهم هنا الي ان يعودوا من حيث اتوا من دون دماء . وقد كان حماهم اواهم اعادهم وعلي الرغم من ذلك فقد قتله البطل الغني وقطع يده واخذها معه كنوع من التذكار او كإثبات لرحلة لن يصدقها احد . لنستمع الان لتبرير البطل الغني لما فعله انه يتسائل في اكثر من موضع تساؤل يحمل نفس المعني لماذا هم مصرون علي الحياة ما الذي لم يحققوه فيما مضي من عمرهم ويأملون ان ان يحققوه ماذا لوقمت الان وهددت احدهم بسكينا ؟ علي الارجح سيقاومني حتي الموت لماذا كل هذا الحرص علي الحياة لو كنت مكانه لتركته يقتلني فلابد للمقاومة ان تتناسب مع مقدار ما تدافع عنه وهو لايري لحياتهم بهذا الشكل اي قيمة . وكعادة الدكتور احمد خالد توفيق وولعه بالنهايات المفتوحة تركنا نتخيل ما سيحدث بعد هجوم الجموع الغاضبة علي يوتوبيا . نترك الاحداث لأتحدث عن اسلوب المؤلف الذي تخلي عن حوالي ثمانون بالمائة من اسلوبه الساخر الذي يميزه فقط لان الجو النفسي لا يسمح لذا ان كنت من قراءه فستشعر حتما بالغربة وان اسم المؤلف وضع بالخطأ غالبا علي غلاف الكتاب كما يعتمد أحمد خالد توفيق في بعض المواطن بشكل صريح على إحصائيات علمية وتقارير مثل تقرير للدكتور أحمد عكاشة عن الإدمان في مصر وتقرير صحفي في ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن جرائم العنف ضد النساء وأيضا على موقع مصراوي كواحد من مواقع الانترنت ويظهر الشاعر عبد الرحمن الابنودى بأشعاره السياسية والوطنية على صفحات الرواية لكن الرواية كعمل ادبي يحمل نبوءة لابأس به علي الاطلاق خاصة فيما يتعلق بالبطل الغني ان استمالة القارئ وإشراكه وتوريطه في العمل الادبي هي من مؤشرات نجاحه وخلوده وذلك لايحدث الا بتقريب البطل وملامحه ونوازعه ونزواته من القارئ وترك القارئ ملتبسا بشعور مبهم بأنه ينتمي الي هذه الشخصية بشكل ما ان يحدث هذا مع البطل الفقير فما اسهله لكن ان تتعاطف مع ذلك المتعجرف اليوتوبي انه لشئ عسير حقا ز اود ان اختم بتلك الكلمات علي الغلاف الاخير والتي اختارها المؤلف من علي لسان البطل الفقير لتكون عنوانا للرواية يقول : هأنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب !.. لقد أنذرتكم ألف مرة..حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وهـ.ج. ويلز.. لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون الآن أنا أتأرجح بين الحزن على حالكم الذي هو حالي، وبين الشماتة فيكم لأنكم الآن فقط تعرفون.. غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم، فمنهم من راح يهلل ويغني عندما حاصر البابليون مدينته.. لقد شعر بأن اعتباره قد تم استرداده أخيرًا حتى لو كانت هذه آخر نشوة له.. إنني ألعنكم يا بلهاء ألعنكم لكن ما أثار رعبي أنهم لا يبالون على الإطلاق.. لا يهتمون البتة.. إنهم يبحثون عن المرأة التالية ولفافة التبغ التالية والوجبة التالية ولا يشعرون بما وصلوا إليه . أحمد حلمي
مرسلة بواسطة Unknown في 7:30 ص