أن تحتار لماذا تكتب تلك مشكلة كبرى لمن يعد الكتابة افرازا طبيعيا لا يحتاج لمبررات ,
لكن المشكلة الأكبر أن تقع بين ثنائية الواقع الذي لا تستطيع تغييره والحدث الذي لا يمكنك تجاهله في نفس الوقت , عندها تصير الكتابة اشبه بعزف مقطوعة موسيقية بأظافرك على حائط خشن ,
هي مجرد مقطوعة قديمة عُزفت آلاف المرات , ليس هناك اي جديد سوى انك ستجرح آذان السامعين بطريقة عزفك البغيضة , مدعيا انك تعيد ترتيب الواقع المبعثر ,
انا لا اصدق ان اعود لأحكي عن صعوبة الدفاع خارج الأرض وان اهل مكة ادرى بشعابها , والكرات العرضية اقصر طريق للمرمى , واتطرق لضرورة تشجيع المنتخب الالماني في يونيو القادم لأنهم لايخسرون الا ما يريدون - ان ارادوا ذلك - ,
سيبدو الامر عبثيا جدا ,
لو كنت مكاني ,
لاتجرب هذا في المنزل .
* * * * * * * * * *
في آخر مقال كتبته عن الوضع الحالي حكيت عن احدى ممالك الحكم العسكري في امريكا اللاتينية التي تعتبر ساحة خلفية للمخابرات الامريكية وارضا خصبة للانقلابات كحل سحري لاي نظام لايرضخ - طواعية - للضغوط , وهو ما أدى لاختلاط الامر على بعض القراء وذهب ظن بعضهم الى انني احكي عما حدث في شيلي ابان حكم سيلفادور اللندي ,
لكن هذا تحديدا لا تخطئه عين مدقق ,
فقط كنت ادخره لحين تتسارع الاحداث ,
لن أحكي هنا عن التاريخ الذي يخرج لسانه مرارا لانها باتت نكتة سخيفة قيلت آلاف المرات حتى انها صارت لا تستجلب اي نوع من ردود الافعال , لكنني وقعت - بالصدفة - على شئ ألطف ,
يقول الاديب الامريكي مارك توين " التاريخ لايعيد نفسه , انما هو يشبه قصيدة متعددة القوافي "
أظن ان هذا قد يقرب الامر كثيرا للأذهان .
دعونا نقرأ قصيدتنا اذا .
* * * * * * * * * *
في مقال له من يومين تعجب الكاتب الصحفي أحمد جمال سعد الدين من قدرات سحرية عجيبة لجملة ذات مقطعين , كيف لها ان تفعل كل تلك الافاعيل ,
" بغض النظر "
يمكنك ان تبدأ اي حوار غير منطقي تود ان تتجاهل مقدماته المنطقية - التي لا تود الاعتداد بها - بتلك الجملة , وبهذا تكون قد ارسلت كل ما لا يوافق هواك الى سلة المهملات ( وتبدأ تعد من اول خمسة مثلا اذا كان الاربعة الاوائل مش على مزاج اهلك )
ياسلام
متى اصبحت الحياة بتلك البساطة ,
كنت احسبها اكثر تعقيدا ,
لكن ما لفت انتباهي انه يمكن لعب ذات اللعبة بالطريقة العكسية ,
اي انه مثلا يمكن ان نقول : بغض النظر عن الشعبية الجارفة لسيادة المشير وأنه هو الوجه المناسب للمرحلة الحالية وانه لا يوجد هنالك من يصلح اساسا بعد فشل كل القوى السياسية في افراز مرشح ( عليه القيمة ) وان وضع السيسي في الدولة بعد الانتخابات ان لم يرشح نفسه سيصبح مهينا لأي رئيس حتى ان كان مرسلا من السماء ( كده تمام رمينا كل اللي مش عايزينه ) , فإن - ( وسع بقى كده ) -
الدولة المصرية بذلك تسير على أرض شديدة الانحدار - بلا اي فرصة للتوقف او التهدئة - نحو هاوية الحكم العسكري الاستبدادي الابدي الصريح كسيناريو لطيف بوجود دولة على الاقل , او ان ذلك المنحدر يتجه نحو اللاشئ من اللاشئ اصلا .
( حد يحب يلعب بغض النظر تاني )
* * * * * * * * * *
شيلي
في العام 1970 وصل الزعيم اليساري الانتماء سيلفادور اللندي لسدة الحكم في البلاد بالانتخاب و بعد مرور ما يقرب من نصف مدته الرئاسية المقدرة بست سنوات كانت المخابرات الامريكية قد استنفذت كل وسائل الضغط ليرجع عن سياسته الاشتراكية التي لا تروق لهم فلم يبق الا ان يتم اللجوء للعبة القديمة المعتادة , بين قوسين ( انقلاب عسكري )
لكن قائد الجيش في ذلك الوقت رفض ان يلوث تاريخه واستقال وترك اللعبة برمتها .
في 21 اغسطس لعام 1973 تم تعيين الجنرال اوجست بينوشيه من قبل الرئيس اللندي كقائد للجيش بعدها بثلاثة اسابيع فقط تحركت فرقتين للمدرعات والمشاه بقيادة نفس ذات الجنرال لمحاصرة القصر الرئاسي ومطالبة الرئيس بالاستقالة ,
( الراجل كبرت ف دماغه ولبس اللبس الرسمي وطلع قالهم الشرعية مرتين تلاتة راحوا قتلوه قبل مايقول الرابعة ) ,
واجتاحت القوات للقصر ونصب بينوشيه نفسه حاكما للبلاد في الحادي عشر من سبتمبر لعام 1973 .
* * * * * * * * * *
فيما مضى كتبت ساخرا عن مكتسبات الثورة العظيمة بعد انسحاب الاستاذ الجامعي ذو الشعر المنكوش من لجنة كتابة الدستور ضاربا بعرض الحائط كل آمال من يمثلهم أن الثورة على الاقل أكسبته فستان زفاف عاري الكتفين , وكأنه كان بحاجة لأن يشعل البوعزيزي النار في نفسه كي يتزوج هو من نصف ممثلة ,
لكنني ادركت الان كم كنت ساذجا حينما حسدته على مكتسباته التافهة ,
المكتسبات الحقيقية لم تكن قد ظهرت بعد ,
حين يتحول اللواء الخمسيني الى مشير ثم الى رئيس في ظرف عام ونصف فتلك هي المكتسبات بحق ,
اذا نحن مجرد جمهور متفرجين قرر المخرج ان يشركنا في الصراع بين ابطاله فقط لمجرد ملء فراغات محتملة في حبكته الدرامية الساذجة السخيفة المملة ,
عظيم جدا ,
اذا هذه النهاية لا تروق لي حتى ان كانت تروق ل 98.1 بالمائة من المتفرجين داخل وخارج المسرح .
* * * * * * * * * *
أول ما فعله الجنرال اوجست بينوشيه بعد ان استقر له الحكم كان - إحم - تعديل الدستور بما يضمن له البقاء في منصبه لثمان سنوات بدل من ستة , ثم اجراء استفتاء على بقاءه بدلا من اجراء انتخابات , ثم حصن نفسه ضد المحاكمات باعتباره عضو شرفي بالبرلمان مدى الحياة ,
ثم توالت الانتهاكات بطريقة من ليس معنا فهو ضدنا ولماذا لاتقتل كل معارضينك كي يعيش مؤيدينك ثم لماذا لا تقتل مؤيدينك ايضا كي تعيش انت وحدك حتى اضرت الولايات المتحدة حليفه الاول ان ترفع يدها عنه استشعارا للحرج بعد تزايد ادانة تقارير حقوق الانسان له ولحكومته القمعية حتى ان ماركيز وثق بعضا منها في روايته " مهمة سرية في شيلي " ثم اضطر تحت الضغوط ان يجري استفتاءا على بقاءه الابدي في عام 1988 والذي خسره بفارق ضئيل واضطر ان يعود لموقعه لقائد للجيش ويسلم السلطة لرئيس آخر في عام 1990 وتمت ملاحقته قضائيا حتى وفاته بعد تعديل مواد كانت تحصنه .
بقى ان اقول انه حتى اليوم مؤيدو بينوشيه ينسبون له فضل الخلاص من الشيوعية والجماعات الارهابية في بدايات حكمه .
* * * * * * * * * *
ﻫﺎ ﻫﻢُ ﺍﻟﺠُﺒﻨﺎﺀُ ﻳﻔﺮّﻭﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴَّﻔﻴﻨﻪْ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛُﻨﺖُ..
ﻛﺎﻥَ ﺷﺒﺎﺏُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔْ
ﻳﻠﺠﻤﻮﻥَ ﺟﻮﺍﺩَ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠَﻤُﻮﺡْ
ﻳﻨﻘﻠﻮﻥَ ﺍﻟﻤِﻴﺎﻩَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜَﺘﻔﻴﻦ.
ﻭﻳﺴﺘﺒﻘﻮﻥَ ﺍﻟﺰﻣﻦْ
ﻳﺒﺘﻨﻮﻥَ ﺳُﺪﻭﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓِ
ﻋَﻠَّﻬﻢ ﻳُﻨﻘﺬﻭﻥَ ﻣِﻬﺎﺩَ ﺍﻟﺼِّﺒﺎ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻩ
ﻋﻠَّﻬﻢ ﻳُﻨﻘﺬﻭﻥَ.. ﺍﻟﻮﻃﻦْ!
.. ﺻﺎﺡَ ﺑﻲ ﺳﻴﺪُ ﺍﻟﻔُﻠﻚِ - ﻗﺒﻞ ﺣُﻠﻮﻝِ
ﺍﻟﺴَّﻜﻴﻨﻪْ:
" ﺍﻧﺞِ ﻣﻦ ﺑﻠﺪٍ.. ﻟﻢْ ﺗﻌﺪْ ﻓﻴﻪِ ﺭﻭﺡْ!"
امل دنقل من قصيدة طوفان نوح
...................
اذا كانت دول امريكا اللاتينية هي الساحة الخلفية للمخابرات الامريكية فلستم بحاجة لأن أخبركم اين تقع الساحة الامامية ,
من يصدق أن الولايات المتحدة مازالت " تشعر بقلق " كما هي العادة في تلك المواقف او كما تصور لنا وسائل الاعلام الحكومي او التي تسعى لنيل الرضا الحكومي بأن الولايات المتحدة تخشى عبد الناصر الجديد في مصر , فبشره بالنعيم الابدي في الشقاوة , الولايات المتحدة ليس لها حليف ابدي او عدو ابدي , هي فقط تعرف اللحظة المناسبة التي تغير فيها مواقفها في القضايا المصيرية , راجع موقفها من شاه ايران ومبارك نفسه لتعرف ان مرسي كان مجرد شخص تخطاه الواقع ,
من يغني تسلم الايادي الآن لا يدري أن سقف المطالب الذي تعاظم بعناد السلطات المتعاقبة تم اختزاله حاليا في مجرد الخلاص من الاخوان ,
من ينادي كمل جميلك لن يفيق الا عندما يتجه النطام الحاكم للخلاص من مؤيديه الشكليين حين يستتب له الامر , يد الظلم لاتفرق بين مؤيد ومعارض بالمناسبة ,
المصيبة انك لا تستطيع ان تمارس وصاية على شعب مهما تدنت درجة وعيه او ثقافته ,
فقط يمكنك ان تنجو بنفسك او تأمل بأنك على خطأ كبير ,
تسارع الاحداث تفسره قوانين الفيزياء بأننا نسير على أرض شديدة الانحدار , وكلما تسارعت المشاهد فاعلم ان الركب اقترب من نهاية المنحدر دامهد كل الركاب والسيارة وسائقها ومالكها كذلك وسنكتشف ان السيد المخلص - عدم اللامؤاخذة - (مابيعرفش يوقفها)
وانه لا احد قادر على ايقاف ما سيحدث ,
الامر لن يستثني احدا فلا تضع رقبتك على محيط دائرة تدور على الجميع
دمتم في حفظ الله
أحمد حلمي
البحيرة
31/ 1 / 2014
لكن المشكلة الأكبر أن تقع بين ثنائية الواقع الذي لا تستطيع تغييره والحدث الذي لا يمكنك تجاهله في نفس الوقت , عندها تصير الكتابة اشبه بعزف مقطوعة موسيقية بأظافرك على حائط خشن ,
هي مجرد مقطوعة قديمة عُزفت آلاف المرات , ليس هناك اي جديد سوى انك ستجرح آذان السامعين بطريقة عزفك البغيضة , مدعيا انك تعيد ترتيب الواقع المبعثر ,
انا لا اصدق ان اعود لأحكي عن صعوبة الدفاع خارج الأرض وان اهل مكة ادرى بشعابها , والكرات العرضية اقصر طريق للمرمى , واتطرق لضرورة تشجيع المنتخب الالماني في يونيو القادم لأنهم لايخسرون الا ما يريدون - ان ارادوا ذلك - ,
سيبدو الامر عبثيا جدا ,
لو كنت مكاني ,
لاتجرب هذا في المنزل .
* * * * * * * * * *
في آخر مقال كتبته عن الوضع الحالي حكيت عن احدى ممالك الحكم العسكري في امريكا اللاتينية التي تعتبر ساحة خلفية للمخابرات الامريكية وارضا خصبة للانقلابات كحل سحري لاي نظام لايرضخ - طواعية - للضغوط , وهو ما أدى لاختلاط الامر على بعض القراء وذهب ظن بعضهم الى انني احكي عما حدث في شيلي ابان حكم سيلفادور اللندي ,
لكن هذا تحديدا لا تخطئه عين مدقق ,
فقط كنت ادخره لحين تتسارع الاحداث ,
لن أحكي هنا عن التاريخ الذي يخرج لسانه مرارا لانها باتت نكتة سخيفة قيلت آلاف المرات حتى انها صارت لا تستجلب اي نوع من ردود الافعال , لكنني وقعت - بالصدفة - على شئ ألطف ,
يقول الاديب الامريكي مارك توين " التاريخ لايعيد نفسه , انما هو يشبه قصيدة متعددة القوافي "
أظن ان هذا قد يقرب الامر كثيرا للأذهان .
دعونا نقرأ قصيدتنا اذا .
* * * * * * * * * *
في مقال له من يومين تعجب الكاتب الصحفي أحمد جمال سعد الدين من قدرات سحرية عجيبة لجملة ذات مقطعين , كيف لها ان تفعل كل تلك الافاعيل ,
" بغض النظر "
يمكنك ان تبدأ اي حوار غير منطقي تود ان تتجاهل مقدماته المنطقية - التي لا تود الاعتداد بها - بتلك الجملة , وبهذا تكون قد ارسلت كل ما لا يوافق هواك الى سلة المهملات ( وتبدأ تعد من اول خمسة مثلا اذا كان الاربعة الاوائل مش على مزاج اهلك )
ياسلام
متى اصبحت الحياة بتلك البساطة ,
كنت احسبها اكثر تعقيدا ,
لكن ما لفت انتباهي انه يمكن لعب ذات اللعبة بالطريقة العكسية ,
اي انه مثلا يمكن ان نقول : بغض النظر عن الشعبية الجارفة لسيادة المشير وأنه هو الوجه المناسب للمرحلة الحالية وانه لا يوجد هنالك من يصلح اساسا بعد فشل كل القوى السياسية في افراز مرشح ( عليه القيمة ) وان وضع السيسي في الدولة بعد الانتخابات ان لم يرشح نفسه سيصبح مهينا لأي رئيس حتى ان كان مرسلا من السماء ( كده تمام رمينا كل اللي مش عايزينه ) , فإن - ( وسع بقى كده ) -
الدولة المصرية بذلك تسير على أرض شديدة الانحدار - بلا اي فرصة للتوقف او التهدئة - نحو هاوية الحكم العسكري الاستبدادي الابدي الصريح كسيناريو لطيف بوجود دولة على الاقل , او ان ذلك المنحدر يتجه نحو اللاشئ من اللاشئ اصلا .
( حد يحب يلعب بغض النظر تاني )
* * * * * * * * * *
شيلي
في العام 1970 وصل الزعيم اليساري الانتماء سيلفادور اللندي لسدة الحكم في البلاد بالانتخاب و بعد مرور ما يقرب من نصف مدته الرئاسية المقدرة بست سنوات كانت المخابرات الامريكية قد استنفذت كل وسائل الضغط ليرجع عن سياسته الاشتراكية التي لا تروق لهم فلم يبق الا ان يتم اللجوء للعبة القديمة المعتادة , بين قوسين ( انقلاب عسكري )
لكن قائد الجيش في ذلك الوقت رفض ان يلوث تاريخه واستقال وترك اللعبة برمتها .
في 21 اغسطس لعام 1973 تم تعيين الجنرال اوجست بينوشيه من قبل الرئيس اللندي كقائد للجيش بعدها بثلاثة اسابيع فقط تحركت فرقتين للمدرعات والمشاه بقيادة نفس ذات الجنرال لمحاصرة القصر الرئاسي ومطالبة الرئيس بالاستقالة ,
( الراجل كبرت ف دماغه ولبس اللبس الرسمي وطلع قالهم الشرعية مرتين تلاتة راحوا قتلوه قبل مايقول الرابعة ) ,
واجتاحت القوات للقصر ونصب بينوشيه نفسه حاكما للبلاد في الحادي عشر من سبتمبر لعام 1973 .
* * * * * * * * * *
فيما مضى كتبت ساخرا عن مكتسبات الثورة العظيمة بعد انسحاب الاستاذ الجامعي ذو الشعر المنكوش من لجنة كتابة الدستور ضاربا بعرض الحائط كل آمال من يمثلهم أن الثورة على الاقل أكسبته فستان زفاف عاري الكتفين , وكأنه كان بحاجة لأن يشعل البوعزيزي النار في نفسه كي يتزوج هو من نصف ممثلة ,
لكنني ادركت الان كم كنت ساذجا حينما حسدته على مكتسباته التافهة ,
المكتسبات الحقيقية لم تكن قد ظهرت بعد ,
حين يتحول اللواء الخمسيني الى مشير ثم الى رئيس في ظرف عام ونصف فتلك هي المكتسبات بحق ,
اذا نحن مجرد جمهور متفرجين قرر المخرج ان يشركنا في الصراع بين ابطاله فقط لمجرد ملء فراغات محتملة في حبكته الدرامية الساذجة السخيفة المملة ,
عظيم جدا ,
اذا هذه النهاية لا تروق لي حتى ان كانت تروق ل 98.1 بالمائة من المتفرجين داخل وخارج المسرح .
* * * * * * * * * *
أول ما فعله الجنرال اوجست بينوشيه بعد ان استقر له الحكم كان - إحم - تعديل الدستور بما يضمن له البقاء في منصبه لثمان سنوات بدل من ستة , ثم اجراء استفتاء على بقاءه بدلا من اجراء انتخابات , ثم حصن نفسه ضد المحاكمات باعتباره عضو شرفي بالبرلمان مدى الحياة ,
ثم توالت الانتهاكات بطريقة من ليس معنا فهو ضدنا ولماذا لاتقتل كل معارضينك كي يعيش مؤيدينك ثم لماذا لا تقتل مؤيدينك ايضا كي تعيش انت وحدك حتى اضرت الولايات المتحدة حليفه الاول ان ترفع يدها عنه استشعارا للحرج بعد تزايد ادانة تقارير حقوق الانسان له ولحكومته القمعية حتى ان ماركيز وثق بعضا منها في روايته " مهمة سرية في شيلي " ثم اضطر تحت الضغوط ان يجري استفتاءا على بقاءه الابدي في عام 1988 والذي خسره بفارق ضئيل واضطر ان يعود لموقعه لقائد للجيش ويسلم السلطة لرئيس آخر في عام 1990 وتمت ملاحقته قضائيا حتى وفاته بعد تعديل مواد كانت تحصنه .
بقى ان اقول انه حتى اليوم مؤيدو بينوشيه ينسبون له فضل الخلاص من الشيوعية والجماعات الارهابية في بدايات حكمه .
* * * * * * * * * *
ﻫﺎ ﻫﻢُ ﺍﻟﺠُﺒﻨﺎﺀُ ﻳﻔﺮّﻭﻥ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴَّﻔﻴﻨﻪْ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛُﻨﺖُ..
ﻛﺎﻥَ ﺷﺒﺎﺏُ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔْ
ﻳﻠﺠﻤﻮﻥَ ﺟﻮﺍﺩَ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠَﻤُﻮﺡْ
ﻳﻨﻘﻠﻮﻥَ ﺍﻟﻤِﻴﺎﻩَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜَﺘﻔﻴﻦ.
ﻭﻳﺴﺘﺒﻘﻮﻥَ ﺍﻟﺰﻣﻦْ
ﻳﺒﺘﻨﻮﻥَ ﺳُﺪﻭﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓِ
ﻋَﻠَّﻬﻢ ﻳُﻨﻘﺬﻭﻥَ ﻣِﻬﺎﺩَ ﺍﻟﺼِّﺒﺎ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻩ
ﻋﻠَّﻬﻢ ﻳُﻨﻘﺬﻭﻥَ.. ﺍﻟﻮﻃﻦْ!
.. ﺻﺎﺡَ ﺑﻲ ﺳﻴﺪُ ﺍﻟﻔُﻠﻚِ - ﻗﺒﻞ ﺣُﻠﻮﻝِ
ﺍﻟﺴَّﻜﻴﻨﻪْ:
" ﺍﻧﺞِ ﻣﻦ ﺑﻠﺪٍ.. ﻟﻢْ ﺗﻌﺪْ ﻓﻴﻪِ ﺭﻭﺡْ!"
امل دنقل من قصيدة طوفان نوح
...................
اذا كانت دول امريكا اللاتينية هي الساحة الخلفية للمخابرات الامريكية فلستم بحاجة لأن أخبركم اين تقع الساحة الامامية ,
من يصدق أن الولايات المتحدة مازالت " تشعر بقلق " كما هي العادة في تلك المواقف او كما تصور لنا وسائل الاعلام الحكومي او التي تسعى لنيل الرضا الحكومي بأن الولايات المتحدة تخشى عبد الناصر الجديد في مصر , فبشره بالنعيم الابدي في الشقاوة , الولايات المتحدة ليس لها حليف ابدي او عدو ابدي , هي فقط تعرف اللحظة المناسبة التي تغير فيها مواقفها في القضايا المصيرية , راجع موقفها من شاه ايران ومبارك نفسه لتعرف ان مرسي كان مجرد شخص تخطاه الواقع ,
من يغني تسلم الايادي الآن لا يدري أن سقف المطالب الذي تعاظم بعناد السلطات المتعاقبة تم اختزاله حاليا في مجرد الخلاص من الاخوان ,
من ينادي كمل جميلك لن يفيق الا عندما يتجه النطام الحاكم للخلاص من مؤيديه الشكليين حين يستتب له الامر , يد الظلم لاتفرق بين مؤيد ومعارض بالمناسبة ,
المصيبة انك لا تستطيع ان تمارس وصاية على شعب مهما تدنت درجة وعيه او ثقافته ,
فقط يمكنك ان تنجو بنفسك او تأمل بأنك على خطأ كبير ,
تسارع الاحداث تفسره قوانين الفيزياء بأننا نسير على أرض شديدة الانحدار , وكلما تسارعت المشاهد فاعلم ان الركب اقترب من نهاية المنحدر دامهد كل الركاب والسيارة وسائقها ومالكها كذلك وسنكتشف ان السيد المخلص - عدم اللامؤاخذة - (مابيعرفش يوقفها)
وانه لا احد قادر على ايقاف ما سيحدث ,
الامر لن يستثني احدا فلا تضع رقبتك على محيط دائرة تدور على الجميع
دمتم في حفظ الله
أحمد حلمي
البحيرة
31/ 1 / 2014