2 التعليقات

مقال لن يعجب احدا على الارجح


هناك مقال لابد وأن يصدر لي قريبا أحكي فيه لربات البيوت عن الخطوات الواجب اتباعها عندما تخبر أطفالها أنها ستدخل المطبخ لتعد لهم بيتزا بينما هي لا تجيد طهوها من الاساس ,

الموضوع لا يتعلق إطلاقا بالطهي

لكنه يدور حول تلك اللحظة التي تدرك فيها أن ( الطبخة - عدم اللامؤاخذة - باظت ) وانه لابد من استغلال الباقي من المكونات في عمل شئ ما يصلح للغذاء بدلا من التخلص من كل شئ اجباريا بعد حرقه .

وهذا بدوره يتوقف اولا على ادراك تلك اللحظة .

وهو ما لن نفعله الآن لأن الطبخة تقريبا لم يبق من مكوناتها الاولية غير الطاهي

نحن هنا نحاول اعادته للحياة بعد أن اصابه موت اكلينيكي جراء تجربته وصفه لا يعرف مدى خطورتها .

( يارب مايكونش حد فهم حاجة )



* * * * *



مشكلة العالم أن الأغبياء على يقين تام مما يفعلونه , بينما تتقاذف الاذكياء نوبات من الشك تحول بينهم وبين الحلول الحاسمة في الاوقات العصيبة ,

هذا يلخص كل شئ , نحن نعيش كذبة كبيرة , وهم كبير , كابوس كبير , ضلالات كبيرة , معسكرين احدهما يُنشِد ( انقلاب .. انقلاب ) والاخر يغني ( تسلم الايادي ) بينهما تم سحق الآلام والاوجاع والقتلى والانسانية والمنطق والعقل والحقوق والواجبات والمبادئ والكرامة والحرية في المنتصف .

قبل ان أطوي صفحة الاخوان للأبد هناك نقاط يجب وضعها فوق الحروف



الإنهيار بدأ يوم بدأ الانقسام وبدا جليا وتم غض الطرف عنه وكأنه من الممكن ان تكون دولتهم وحدهم , وبدأت تطفو الى السطح جمل مثل جملة " أؤيد قرار الرئيس " - هكذا بالمطلق وكأنه يوحى اليه - و " جملة موتوا بغيظكم " وكأننا اعداء لهم ولسنا مؤيدين الامس تنبهنا لوجود زيغ ,

ثم بدأ تسفيه المعارضين وتخوينهم واعتبارهم كم مهمل ثم الطعن في اشخاصهم كنوع من تشتيت الانظار نحو نقاط اخرى للخلاف ,

ثم تحويل الامر تدريجيا الى عداوة للدين وبدأنا نسمع في المسيرات اناشيد مثل " لبيك اسلام البطولة " و " سنخوض معاركنا معهم "



بعد حوالي ستة اشهر من تكرار العك وتكرار الاعتراض وتكرار التسفيه تحولنا الى معسكرين لا تخطئهم عين مدقق

معسكر صار يرفض اي قرار مقدما ومعسكر مؤيد لأي قرار مقدما ,

عندما صرنا في عرض البحر وبدأت السفينة في الغرق وسط احاديث عن المؤامرة والاعلام المضلل والفلول والانجازات كانت هناك نوبة هي خليط من الاستعلاء والانكار التام والبارانويا تدير الأزمة بكفاءة تامة نحو الهاوية .



* * * * *

اليكم الحقيقة التي لا تحتمل الجدل

نحن شعب عنصري - أصلا - اصابه تبلد قاتل تجاه الدماء ,
هذا خليط كاف جدا لتدمير المجتمع وتحويله إلى غابة حقيقية لاينقصها أي نوع من الضواري ,

الشعب الذي قتل بعضه البعض من اجل مباراة كرة قدم لن يصير متسامحا بصورة مفاجئة ويعتلي المنصة ويقول للإخوان " اذهبوا فأنتم الطلقاء "

كل مواطن في هذا البلد الظالم أهله جهز عبارات مطبوعة على ورق مفضض من نوعية " موتوا بغيظكم " و " إيه اللي وداكم هناك " ليقولها في ذات المواضع التي سمعها فيها من قبل ,

في البداية ساهمت مطالب الإخوان اللا منطقية الغير متسقة مع الواقع - من وجهة نظر البعض - بالإضافة الى نغمة الاستعلاء والوعيد في خطابهم السياسي في عدم اجتذاب تعاطف العامة من الناس وعندما تطور الصراع نحو الدموية اندفعت الجموع بالقصور الذاتي في اتجاه العداء والشماتة تجاه الدماء ايضا متناسين ابسط قواعد الانسانية او متخلين انها طواعية بالكلية ,

وتحول وزير الداخلية أداة مرسي القمعية إلى بطل قومي بين عشية وضحاها وبين غفلة عين وانتباهها تطهرت الداخلية واصبحت جهاز وطني يستحق الثناء .

* * * * *

لدينا الآن معسكرين لا تخطئهما عين مدقق وإذا كان المعسكر الرافض لما يسميه " الانقلاب " فاقد للإتصال بالواقع والمنطق فإن المعسكر المؤيد لما يسميها " الثورة الشعبية " يعيش حالة من التوقف الزماني ولا يرى غير خطايا الاخوان التي رمتنا في التهلكة ..

معسكر يرى انه لابد وان نفعل كما فعل البرلمان الفرنسي عندما اصدر قانونا يجرم فيه انكار ابادة الارمن على يد الجيش العثماني في الحرب العالمية الاولى ,
بينما المعسكر الاخر يرى ما يحدث انه مجرد " تزيد في استعمال القوة تشفع له مشروعية مقاصده "

بينما اهملنا ما يجب أن نوليه اهتمامنا الاساسي ,

هناك اعلان دستوري صدر ليتيح صلاحيات واسعة لرئيس جمهورية شرفي بينما لا احد يتحدث من منطلق " موتوا بغيظكم "

هناك حكومة من بقايا نظام من المفترض انه قامت من اجله ثورة منذ سنتين تم غض الطرف عنها بمنطق " هاتلي حكومة من تل ابيب عادي مدام خلصنا م الاخوان "

هناك مجلس محافظين ثلثيه لواءات جيش وشرطة تم ( بلعهم ) عادي جدا بعد قرص رانتيدين لزوم الحموضة وحفظ الامن ومواجهة الارهاب .

ثم ان هناك لجنتين متعاقبتين لتعديل الدستور بطريقة مريبة تم تمريرهما تحت شعار ( وسع لخارطة الطريق )

ناهيك عن تمديد الطوارئ المتوقع بعد تفجيرات الامس , وحملة الاعتقالات الجزافية واسعة النطاق والمحاكمات العسكرية للمدنيين المرفوضة شكلا وموضوعا مهما كانت الملابسات .

عندما قال صديقي ياسر سامي انهم يعاملوننا بمنطق ( بص العصفورة ) قيل له احنا عارفين من زمان ان ستة ابريل دي اخوان اصلا ,

بالإضافة لصحة كلام ياسر وانهم يتبعون سياسة الالهاء ( واحنا ملهيين الله ينور ) فالأدهى أن نظرية " من ليس معنا فهو ضدنا " قد تطورت في مصر واضيف لها ملحقات لتصبح " ويتعين على من معنا ان يقول كلاما يخدم مصالحنا بالكلية ولا يحتمل التأويل ليخدم الجانب الآخر والا فهو ضدنا "

رجاءا

اللي قرر يقرأ سر المعبد وقلب الاخوان ومعالم في الطريق دلوقتي عشان يعرف يهاجم الاخوان على اسانيد تاريخية يسيبهم ويقرا تعديلات الدستور افيد ,

ما يشغل بالي الآن هو الحفاظ على ماتبقى مما كنا نأمل في تحقيقه ,
لا تشغلني أحاديث عودة انظمة وسرقة ثورة وضياع حريات ,

ما يُمنح قد يُمنع ,
لكن ما يُكتسب لا يُقتلع ولو بالنار ,

لم يمنحني أحدهم ثورة او حرية او وطنا كي يمنعهم يوما ما ,

دمتم في حفظ الله

أحمد حلمي

البحيرة

6 / 9 / 2013

0 التعليقات

كتاب أتمنى أن أراه يوما ما

لا أعرف كيف تُكتب تنهيدة الارتياح بحروف عربية , لكن هذا ما أود فعله الآن , بعد شهور من ( العك ) السياسي أعود إلى بيتي الأول ,

أرجع للطريق الذي حدت عنه اضطراريا وظننت أنني تهت هناك ,

أعود لأفعل ما أجيد فعله حقا ,

لمن لا يعرف ,

هذه سلسلة " كتاب قرأته " تقوم على مبدأ أن الكتابة عن كتاب هي عالم رائع تنقل إليه قارئك الذي لم يحظ - بعد - بفرصة قراءة كتاب قيم آخر .



لكن الأمر اليوم يختلف ,



هناك عالم رائع صنعه أحدهم بكتاباته دون أن ير كتابه النور , أو تتلمسه الأيدي ,



هناك جمال لازال يجهل وجوده كثيرون ,



سنحكي اليوم عن مملكة القصة القصيرة التي شيدتها د . ريهام مبارك بقلمها الرشيق ,



أظن أن هذا أولى ,



صرنا نقف على أرض صلبة الآن ,



رجاءا , اربطوا الاحزمة , فرحلتنا فضائية .



* * * *

لمن لا يعرفها , د . ريهام طبيبة إمتياز قناوية وعضو نادي أدب طب أسيوط لأعوام ثم أمين للنادي لعام ٢٠١١ ,

عندما قرأت لها للمرة الأولى شعرت أن هناك شئ مختلف ,

الحقيقة أن كل شئ وقتها كان مختلفا ,



القصة الأولى كانت بعنوان " أنياب " والتي ليس لها وجود الآن إلا في ذاكرتي كانت تحمل بوادر تجديد في إختيار المواضيع والأبطال وتوظيف المفردات وطرق السرد ,

لكن ما حدث بعد ذلك كان قفزات إلى الأمام لم تسمح للمتابعين أمثالي بالتقاط أنفاسهم وإداراك مايحدث .



هذه محاولة بائسة للحاق بالركب الطائر واستجلاء أهم ما يميز كتاباتها .


* * * *



الإلتقاط



الإلتقاط هو البذرة الاولى للعمل القصصي , الركن الخفي الذي يغفله الكثيرون ,

وهو بالمناسبة ما يمنح العمل القصصي صدقا وواقعية ,

هو ما يجعلك تقرأ العمل وكأنك تراه وتسمعه وتتلمسه ,

ما وجدته - فوق ذلك - في كتابات تلك المبدعة أن تعريف الإلتقاط ليس فقط أن ترى مشهدا فيوحي لك بكتابة عمل أدبي أكثر صدقا وواقعية ,

بل أن تكتب عملا يبدوا من واقعيته أنه ملتقطا ,


في قصتها التي تحمل عنوان " نسج " تحكي عن راكب قطار يبادل جارة مقعده حوارا مثاليا عن شخصيته التي ابتكرها لتوه , وهو المشهد الذي مر بالكثيرين لكنه ما استوقف احدهم ,

أظن أن هذا أول ما يميزها .





* * * *



الاستهلال





" ﺗﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﺑﺪﺍﺧﻠﻨﺎ ﺻﻮﺗﺎﻥ .. ﻭﺃﻥ ﺣﺮﺑًﺎ ﺿﺮﻭﺱ ﺗﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺩﻭﻣًﺎ .. ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ .. ﻭ ﻳﻌﻠﻮ .. ﻭﻳﻐﻠﺐ , ﻭﺃﻧﻪُ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﻃﻴﺐٌ .. ﻓﻸ‌ﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻣﺮﻩ , ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ . ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﻴﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﻦ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺍﻟﺤﺪﺓ , ﻓﻼ‌ ﺗﺴﻤﻊُ ﺇﻻ‌ ﺿﺠﻴﺠًﺎ ؛ ﺑﺴﺒﺒﻪ .. ﻻ‌ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ .

"



مطلع قصة " لا أهتم "



الاستهلال عند د . ريهام يمثل حرفيا أرضا شديدة الانحدار , ما أن تضع قدمك حتى تجد نفسك في منتصف القصة ممسكا بكل الخيوط دون أن تدري , تُعرف الزمان والمكان وملامح الابطال بحرفية شديدة ودون اسهاب او تطويل او اهدار للحروف ,

تعرف جيدا كيف تجذب اهتمامك وتمسك بتلابيب عقلك بكلمات قليلة فلا تتركها الا بعد ان تتورط تماما في الاحداث فتشعر أنك تنتمي بطريقة أو بأخرى للحدث والابطال فتمضي مدفوعا بالقصور الذاتي لتكمل انت ما بدأته حتى النهاية .

* * * *

السرد والانتقال والحذف


أوسكار أفضل جمل سردية - إن كان هناك شئ كهذا - تذهب كل عام لقصصها دون منازع ,

هذا ما يجعل ذهنك حاضرا ممسكا بكل خيوط الاحداث طوال الوقت ,

غالبا ما تخلو اعمالها من لحظات الشرود التي تنجم عن انحراف القلم لا إراديا عند الكتابة والتي تجعلك تتسائل عن سبب ذكر تلك الجملة أو ماهية وصف ذاك المشهد , كل شئ موضوع بمقدار ليؤدي دورا مرسوما له بدقة ,

الجديد هنا هو العبقرية في ملء الفراغات باستخدام مقاطع غنائية بحيث تنصهر بين الاحداث فلا تتخيل القصة بدونها اصلا ,
" قمرية " تمثل قمة النضج السردي الذي احدثكم عنه ,

فيما يخص الانتقال

الانتقال الناعم بين المشاهد هو الشئ الذي لا تشعر بوجوده الا إن غاب ,

في قصة " كوب مكسور " وأنا أضعها في قمة الهرم بالمناسبة تنتقل القصة بين الزوج والزوجة والاكواب المكسورة على طول فترة زمنية ليست بالقصيرة دون أن تشعر أنت بأي ارتباك أو اختلال نتيجة الانتقال من مشهد لآخر ,

يحضرني أيضا " حكايا الزرزور الاخضر " والتي تتحرك فيها القصة بين ثلاثة أجيال عمرية متعاقبة في المساحة المحدودة للقصة القصيرة ودون أن يؤثر ذلك على تماسك بنيانها .


الحذف



" ﺟﺎﺀ ﺇﺟﺎﺯﺗﻪ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩﺓ.. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻟﺘﺮﻃﺐ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ..



ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻈﻠﻤﺎ..



ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ..



ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺸﻬﻮﺭ.. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻣﺰﺩﺣﻤﺔ ..ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺸﺮ ..،ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺨﺒﻄﻮﻥ .. ﻓﺄﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ .. ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ..،



ﺃﺩﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻼ‌ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ .. ﻓﺪﻕ ﻗﻠﺒﻪ ( ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ) ﻭﺃﻓﻠﺖ ﻳﺪﻩ .. ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ..



ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ..: "ﻓﻠﻨﻌﺪ"



من قصة " حوار "



د . ريهام لديها القدرة على حذف وتجاهل كل التفاصيل الغير مهمة انتصارا لمبدأ التكثيف ودون أن يخل ذلك بالبناء أو ينتقص من المعنى فتصل إلى ماتنشده من الروعة بأقل الألفاظ الممكنة , تاركة لعقلك الذي صار يعمل بكامل طاقته تخيل الباقي واستكماله ,



هذا ليس بالشئ اليسير

* * * *

الابطال


إن استمالة القارئ وإشراكه وتوريطه في العمل الادبي ,
وتقريب شخصية البطل وملامحه ونوازعه وميوله من القارئ هو ما يحدد مدى نجاح العمل الأدبي ,
وهو شئ يمكن قياس مداه في حالة الابطال البشريين , لكن ماذا عن الاعمال التي يصير البطل فيها قطا كما في قصة أنياب او جمادا كما في كوب مكسور أو كيانا طيفيا لا وجود مادي له كما في ظل ,
هذا شئ يسترعي الانتباه ويستدعي التوقف والتأمل ,
التجديد في اختيار المواضيع ونوعية الابطال وكيفية تشخيص الجمادات وتجسيد الأشياء المعنوية وجعلها تتحرك وتحكي وتتفاعل وتجتذب التعاطف .

* * * *

الشئ الاخير الذي لايمكن إغفاله هو التعابير والتراكيب الريهامية والمعاني التي ظلت حائرة في عقولنا لفترات طويلة الى أن رست على بر كلماتها في سلام هانئة ,

تأملوا معي


" ﺷﺤﺬ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺷﻌﺮﻩ ؛ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ .. ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؛ ﻛﻠﻬﻦ ﻻ‌ ﻳﻤﻠﻜﻬﻦ .. ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺼﻔﻖ "

من قصة " إرتماء "

" ﺗﻤﺎﻭﺝ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻳﻤﻴﺪ ﺑﻤﺮﻛﺐ ﻓﺮﺷﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ‌ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺮًﺍ "

من قصة " بطل "


" ﻓﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺮ "

من قصة " سحر "


" ﺍﻟﻈﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻑﺀًﺍ ﻭ ﺃﻣﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ "

من قصة " ظل "


" ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻇﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺑﻤﺸﻔﻰ .. ﺗﺘﺸﺒﺚ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻌﻬﺎ ﺑﻤﻨﺪﻳﻞ ﻭﺭﺩﻱ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ، ﻓﻴﻤﻀﻲ .. ﺯﺍﻫﺪﺍ ، ﻟﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ .. ﻟﻐﻴﺮﻩ "

من قصة " علاقة "


" ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﻴﻬﺔ ؛ ﻟﺘﺘﻨﻔﺲ .. ﻫﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ "

من قصة " قمرية "


" ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﻤﻬﺸﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻸ‌ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺍﻵ‌ﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻲ ﻣﻨﻪ .. ﺇﻧﻪ ﻣﺜﻠﻲ ... ﺷﻔﺎﻑ .. ﻭﺣﺰﻳﻦٌ .. ﻭ ﻧﺎﻗﺺ .. ﺃﻋﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻟﻜﻴﻼ‌ ﻳﺠﺮﺡ ﺃﺣﺪًﺍ , ﻭﺃﻋﺰﻝ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﺐ "

من قصة " كوب مكسور "


" ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺐ .. ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﺠﺮﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵ‌ﻥ . ﻟﻴﺲ ﺑﺮﻳﻘًﺎ .. ﻗﺪﺭ .. ﺑﺮﻕٍ ، ﻳﺄﺗﻲ ﺧﺎﻃﻔًﺎ .. ﻭﻻ‌ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ "

من قصة " لا أهتم "

كانت هذه مقاطع من أعمالها لا تحتاج روعتها تعليقا مني , ولا يخفى على القارئ مافيها من جمال .

* * * *

كانت هذه محاولة للخروج عن المألوف وإلقاء بقعة من الضوء على جانب جميل من العالم مازال يجهل وجوده كثيرون , وإن كنت أتمنى أن أراه في كتاب يوما ما ,

ان كنت عزيزي القارئ لا تشاركني الرأي فهو لقصور مني ,


بقى الآن أن نجد طريقة لنشر المقال فلا تراه د . ريهام فأنا لا أضمن عواقب ذلك ,

كل عام وانتم بخير



يمكنكم مطالعة معظم الاعمال التي ذكرتها من الروابط الملحقة

كوب مكسور

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10152006649060725&refid=18


لا أهتم

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10151930315400725&refid=18


قمرية

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10151431352995725&refid=18


قصة

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10151065157075725&refid=18


ظل
https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10152744481395725&refid=18


صدى

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10152473898355725&refid=18


سحر

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10152284946225725&refid=18

بطل

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10150900040105725&refid=18

حوار

https://m.facebook.com/groups/199463060724?view=doc&id=10150603874855725&refid=18


دمتم في حفظ الله


أحمد حلمي

البحيرة

12 / 7 / 2013

0 التعليقات

لا أحد ينام في الاتحادية

كان يجلس في مرمى بصري بعد أن كلَّ من حمل المياه إلى أقرانه من المسجد القريب من الميدان , تبدو على ثيابه ويديه آثار كد يومي ,

عيناه - التي تحمل نظرة خواء ارهقها طول الانتظار - كانت تحمل -كذلك- أملا تدلى فكادت يداه أن تتلمسه , لكنه يعزف عن ذلك خشية أن يكون سرابا فيضيع ,
فاكتفى بأن يملأ عينيه به , استفقت من تأملي لحاله عندما رأيته يتحرك لا إراديا ليلبي نداءا لا يعرف ماهيته ,

عندما اصطفت الصفوف وعانقت الأيدي الأكتاف ذاب بينهم فلم يلفظوه كما هي عادتهم , بعد أقل من دقيقة كان يرقص طربا دون حتى أن يفهم أو يسمع ,

لم يغب عن مخيلتي وإن غاب عن بصري والسؤال الذي ألح على ذهني بعد أن فرغت من احتفالاتي سريعا هو :

ما الذي أخرجه ؟

ما الذي يعرفه عن قواعد اللعبة حتى يضحي بجزء من قوت يومه ليشارك في ما لا يعرف مداه ولا غايته ,



أراهن أنه لم يخرج لأي إنتخابات أو إستفتاءات أو حتى تظاهرة من قبل , ولا يعنيه الامر حتى ,

أراهن أنه لم يفهم أو يعرف أي شئ عن الاعلان الدستوري ولا الدستور ذاته ولا ازمة السد ولا حتى سمع خطابا للرئيس - وقتها - هذا مجرد مواطن بسيط وجوده في الميدان لساعات المساء يحرمه ساعات الراحة اليومية ,

هذا رجل خرج ببساطة ليرفض - دون حتى أن يعرف - مايسميه علم النفس " الانكار التام "

السواد الاعظم من الشعب المصري المتمثل في الطبقة المتوسطة وتفرعاتها فوجئت بإحباط متنامي لتباين فج يتزايد بين ماهو جاري وما كان مأمولا في حين أن السلطة الحاكمة ومن والاها تسطح الامر وتختزله حينا وتنفيه جملة وتفصيلا في أحيان كثيرة .



التاريخ ضمن الغنائم يكتبه المنتصرون



لكنني أحاول أن ألزم نفسي مقاعد المتفرجين وأنا أكتب فلا أرقص مثل لميس بينما أكتب توثيقيا لقراء أحترمهم وأرتجي منهم المثل ,

اليقين المطلق يحمله الرسل ,

لكن عامة الشعب يتحركون وفق تلاقي الأرادات ليصنعوا وجدانا وعقلا جمعيا وصفه جوستاف لو بون في كتابه " سيكولوجية الجماهير " بأنه محدود الذكاء , وأكد في ذلك أنه مهما كانت نسب فطنة الأفراد - المكونين للمجموع - كبيرة فإن المحصلة تصبح أقل من المتوسط , الأمر الذي يستحيل معه التفاوض ضربا من الخيال ,



وهو ما لا يعلمه الرئيس الشرعي المخلوع وجماعته بكل تأكيد ,



كل الخطوات التي اتخذها الرئيس لتفادي غضبا شعبيا خلال عام كامل كانت في الاتجاه الخاطئ , واستند فيها لحلفاء لايمكن الوثوق بهم , لم يفطن سيادته أن الرهان الأكبر كان لابد وأن يكون على المواطن المطحون الذي صورته لكم - في بداية مقالي - يحتفل بحماس منقطع النظير لدى إذاعة بيان الجيش ,

ما حدث وإن كان أكبر كثيرا من المتوقع إلا أنه كان يرسل مقدمات منذ شهور ,

وإن كان اليقين يحمله الرسل كما قلت سلفا إلا أن هناك علامات على الطريق ,



هناك لقاء ل د . منال عمر مدته ساعة إلا الربع تتحدث عن توارث الإنتهاك بطريقة علمية شيقة كعادتها دوما , ينتهي كلامها المحبط - وقتها - بانفراجة نقلتها لي شخصيا ,

قالت أن تواتر الانتهاك يجعل ردة فعل المُنتهك في نهاية الأمر غير قابلة للإحتواء ,



وهو ما اتضح جليا في الفيلم القصير الذي تم تصويره من الطائرة العسكرية ليثبت لسيادة الرئيس أن من خرجوا ليسوا محض فلول واذناب واظافر وان عددهم تجاوز المائة ألف - الرقم ذكره يقينا - وأن المعارضة ليست مجرد " خمسة ستة سبعة تلاتة اربعة " أو تجمع في " حارة مزنوقة " كما وصفنا سيادته قبلا انطلاقا من وهم القوة والشعبية والغطاء الجماهيري والحشد التنظيمي الذي اقنعوا نفسهم به ورفضوا مادونه .



في مقالي السابق ارجعت ما يحدث من ردود افعال عشوائية إلى مبدأ " الحاجة إلى فعل شئ ما " وهو ما تم مهاجمته تماما كما تهاجم كل محاولات هيكل التفسيرية التي تنبأت بما حدث تفصيليا منذ مدة طويلة , ما اتضح لي خلال أسبوع من الشد والشد والشد واللامبالاة هو حالة من التفكير ومحاولة إيجاد حلول داخل قفص مغلق - كنوع من العناد - ورفض تقديم أي تنازلات بل واستثارة الجماهير بخطابات يعاقب القانون على اجزاء كثيرة فيها ,



ببساطة يمكنك أن تطلق على الشهر الماضي يونيو الكارثي ,

كل خطوة كانت تنم عن فشل في إدارة الضغوط والازمات وفشل في استباق الموقف المتفاقم بأجراءات تقلل من حدته وتقلل الغضب المتنامي ,



كل التحذيرات كانت تواجه بمحاولة تقليل وتسفيه معتادة تفسرها رغبة دفينة في رفض تغيير قناعات تتعلق - ويصتدم سواها - بالمصالح ,

ما حدث كان حشدا يعبر عن رفض فئات شعبية لفشل الرئيس المنتخب في تمثيلهم كما كانوا ينشدون ,
حشد لايمكن احتواءه أو تجاهله لكنه كان بحاجة لمسار شبه قانوني تسير من خلاله مطالبه وسط ردود فعل متأخرة ليست متناسبة مع الحدث ,

ماحدث هو عملية تحرير لإرادة شباب لطالما شعر بالقهر والتهميش والاحباط وقلة الحيلة وانعدامها وكسر للقيد الذي فرض عليهم ومحاولات الارهاب الفكري والتثبيط ,
ما حدث هو تحرير من دائرة الغموض والصفقات السرية والتقاء المصالح واحاديث معلبة عن الدولة العميقة التي كانوا يجاهرون بفجرها ويسرون بخطب مودتها ,
ماحدث ملخصه ,
لاتحسبن الصندوق ينفع وحده ,

وأن الرهان على الوقت ما عاد ينفع ونظرية ( دول شوية بلطجية وكلها يومين وهايهتفوا لما يتعبوا وبعدين يمشوا ) ماعادت تأتي أكلها ,

قلت لك سيدي الرئيس منذ شهور في نفس ذات موضعي هذا أن الشعب الذي بنى الهرم لن يدفن رأسه مجددا في الرمال كما تفعل أنت وجماعتك وأنهم قادرين على هدم المقطم ذاته ,

ما قولك بعد أن اتضح لك ولمن يأت بعدك أن الشرعية ليست هرما لتهددنا به وبأن مقولة لويس الرابع عشر ,
" L' etat , ce moi "
أو " الدولة , هي أنا " ليست صحيحة على الأرجح ,

اتضح ايضا ان ادارة الدول تختلف عن ادارة المحلات التجارية ,
وان جنون الاضطهاد لديكم غير مبرر وان اصتدامكم بكل الانظمة التي مرت بكم ناتج عن قصور فيكم وانكم بحاجة لمراجعة ,

واتضح أيضا أنني لم أكن أكتب للعدم منذ مايقرب من عام .

التحية لكل من خرج ليسترد وطنه ,

أتم الله جهدنا على خير ,

وأصلح الأحوال

* * * * *
كل عام وانتم بخير

المقال القادم سيكون الأول في الشهر الكريم ,

سحور أول جمعة - بإذن الرحمن - سيكون بنكهة أدبية مختلفة للغاية ,

آن لي أن أهجر السياسة ولو قليلا

اللهم بلغنا رمضان ,

دمتم في حفظ الله


أحمد حلمي

البحيرة

5/7/2013

0 التعليقات

عبث ينظمه القانون


اجتمعت حكومة ريتشارد نيكسون لمناقشة مشكلات الصحة و التعليم والحاجة لتطوير المناهج , وهي مشكلات مستعصية لايرجى لها أي حلول قريبة ,

بعد الاجتماع خرج الجميع راضين عن انفسهم ,

عندما سأل الصحفيون المتحدث الاعلامي عن القرارات التي أسفر عنها الاجتماع ,

أجاب بثقة : قررنا تصعيد الغارات على ڤيتنام الشمالية ,

ماذا عن ال ......

ولا حرف واحد عن المشاكل الاساسية ,

الخبراء النفسيون يرجعون ما حدث الى السطر التالي ,



( الحاجة إلى فعل شئ ما )



أي شئ , في أي اتجاه ,

لا تهتم بجدواه أو صلته بالمشكلة الاساسية كثيرا ,

المهم أن تتحرك ,

التوصيف القرآني للأمر

" كالذي يتخبطه الشيطان من المس "



هذا ما يحدث منذ ما يقرب من شهر واتضح جليا بالامس ,

التحرك في أي إتجاه ,

دعنا أولا نتهم المعارضة بالعمالة , الفلولية , الكفر , الفساد ,

ثم نهاجم الاعلام ونعلق عليه كل أسباب الفشل ,

ثم نتهم الشعب بالبلطجة وافتعال المشاكل والسعي للتخريب وتعطيل الركب السائر - للخلف بالمناسبة - ,


ثم نعين محافظين من تيارات مؤيدة لمجرد الاطمئنان بغض النظر عن الكفاءة الادارية او التقبل الشعبي ,


ثم نخرج لنهلل لأنفسنا على كلام مرسل لا برهان عليه ولا دليل ,



ثم ننام شاعرين بأننا أدينا ما علينا تجاه البشرية , وأن المستقبل جميل وأن سنة من الاهانات تكفي وأن الفئران آن لها أن تعود لجحورها ,



ماذا عن المشكلة الحقيقية ,

ولا كلمة ,



لا يوجد مشكلة من الاساس ,



ينصر دينك ياريس ,

ايه الحلاوة دي ياجدع .



* * * *



لا يخفى على القارئ حقيقة أن خطاب الرئيس يستجلب الضحك والسخرية أكثر مما يستجلب الانتقاد أو التأييد الموضوعيين ,

ويمكن ببساطة اتخاذه كمقياس لمدى الاستقطاب وتغييب العقل لدى المؤيدين ,

( ماهو أصل اللي عجبه اللي اتقال امبارح ده أكيد مابيفكرش )

ولا يخفى عليه أيضا انتقائيته لمستمعيه وتنفيره للفئات غير المرغوب فيها ,

ولا اعدني اتيت بجديد إن قلت أن ما حدث بالامس مهزلة حقيقية تسئ الى الرئيس ولمؤسسة الرئاسة وللشعب المصري كافة - أمام العالم -

لايهمني إن كان الخطاب بالفصحى أم بالعامية ,
ما جذب انتباهي هو ضحالة وركاكة الافكار ,
إن كان الرئيس يفكر ويتحدث مثل خميس ويرسل الاتهامات على أشخاص بعينهم جزافا ودون دليل مثل توفيق عكاشة فماذا تنتظرون ,

سيادته - من الاصل - لم يفطن لحجم المصيبة القادمة ولم يتعرض لها ولم يشر إليها من الاساس ,


قواعد الاختلاف المثمر تقضي بأن يمسك الطرفان المتحاوران طرفي خيط واحد ويحاول كل منهم جذب الاخر في اتجاهه ,

إن وصلت لطرف الخيط الاخر او وصل محاورك اليه ولم تلتقيا فاعلم ان كلا منكما يجذب خيطا غير الذي يجذبه خصمه او ان ذات الخيط انقطع .



الخيط انقطع منذ زمن طويل والرئيس وجماعته يتحدثون لبعضهم ويجاملون بعضهم ويصفقون بعضهم ويدافعون عن بعضهم ,

بينما نحن نئن ونصرخ في واد غير ذي زرع , غير واديهم الرحب ذو الموارد ,

فأصبح من المألوف أن ترى في شريط الاخبار خبرا عن إشتباكات بين الاخوان والمواطنين ,

الخبر في صياغته يعكس - ضمنيا - تصنيفا صارخا لا يحتمل السكوت لكنه صار أمرا واقعا له قوة الطبيعة ذاتها لا يمكن تداركه بعد الان .

* * * *

السيد الرئيس في خطابه المهترئ بدا مرتبكا يحاول الإطمئنان إلى جمعه الغفير الذي حشده - دون داعي - للتصفيق في نهاية كل جملة بطريقة مكررة و مستفزة ,
لم يفطن سيادته بينما هو يصرخ على طريقة ( أنا جدع ) بأنه قد يكون خطابه الأخير وأنه مطالب بالنزول من برجه العاجي - الذي تحرسه جماعته - وأن عليه تقديم تنازلات ,
فحتى مبارك اقدم على هذه الخطوة لما أحس بالخطر ,

وانت لم تتعلم ومازلت لم تشعر بالخطر بعد ,

من أين لك بهذا الإطمئنان ?!

التاريخ لايعيد نفسه لكنه يخرج لسانه للأغبياء .

* * * *

لماذا تطالبون بتنازلات بينما انتم ليس أمامك سوانا ,

كانت هذه إحدى الجمل الشهيرة وقت انتخابات الاعادة ,

فما بالكم بالآن ,

اكثر الجمل التي آلمني الضحك منها تقول بأن الاندهاش أمام قفص القرود هو افتقاد لأسس التفكير السليم ,

لماذا يقدم الاخوان تنازلات سياسية بينما هم مستعدون للدفاع عن اركان دولتهم حتى الموت غير مبالين بالعواقب ,

ومن سيُقتَل من المعارضة فقد قتله من أخرجه وهما في النار ,
ومن سيُقتَل منهم فقد قتله من خرج عليه ونحسبه شهيد الاسلام ,

ثم حدثني وقتها عن مصلحة الوطن ودماء الشهداء والاصابع التي سيقطعها رئيس يحلم انصاره أن يكون جائرا .

كيف تحدثني عن المسؤلية السياسية لشفيق ومحمود وجدي عن الدماء بينما يدك ملطخة بمثلها أنت وحكومتك .

آه ,
نسيت انهم بلطجية قتلهم من أخرجهم .


* * * *

عندما قرر المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك ذات مرة الظهور في أحد افلامه

فكان ذلك بأن قام بدور جثة طافية فوق مستنقع لمدة نصف دقيقة ,

قواعد الظهور الشرفي لا تتيح النظر للكاميرا اصلا فما بالك بالحديث الفارغ من المعنى لمدة ثلاث ساعات .

ألم تفطن لدورك في اللعبة حتى الآن ,

سيدي الرئيس ,



أرى دولتك تغرق ,



ومن كثر قوله قل فعله .

الشعب الثائر الحر ,
إليكم القول الفصل ,
نحن بحاجة لنظام حقيقي لنؤيده أو نعارضه بغض النظر عن توجهاته ,
بالاضافة إلى معارضة حقيقية تسعى للإصلاح ,
ما يحدث الان هو تشتيت لجهود الجميع في اللا اتجاه ,
لا تكن أداة يعبروا بها الى جنتك ويلقى بك في جحيمهم ,

تمردوا على الواقع


دمتم في حفظ الله



أحمد حلمي

البحيرة

28 / 6 / 2013