0 التعليقات

تجردوا يرحمكم الله

قد منَّ الله عليَّ بمجموعة من القراء لا يحتاج نفر منهم إلى شرح أو توضيح للعنوان , لذا أنا لن أشير إلى عدم صلته بأي شئ قد يخطر ببال أحدهم غير أنه بذاته وبمعناه يشير إلى ضحالة تفكير من أطلقه على حملة تأييد للنظام ,
يبدو أنه - عافاه الله - كان يبحث عن كلمة لها نفس ذات وزن تمرد دون النظر لما خلفها من معنى ,
المهم ,
من شاهد فيلم أفاتار سيفهمني جيدا , وسيكفيني مؤنة الشرح , ربما لن يحتاج لأن يكمل المقال أيضا ,

الفيلم باختصار - لمن لم يشاهده -  ينتهي بانتصار الكائنات الفضائية المقاومة للعدوان البشري على كوكبهم الغني بالثروات ,

الغريب أن المشاهدين كانت قلوبهم ترقص طربا لذلك ,

ربما كانوا بكل وجدانهم يقاومون ذلك العدوان ايضا ,

هذا هو سحر السينما , تجعلك لا إراديا تتبنى وتساند وتؤيد قضايا وأفكارا إنسانية بحتة ربما لا تعرف عنها شيئا أو أنك لن تفعل ذلك في الواقع لتوازنات أخرى ,

مصدر الغرابة هنا أن المشاهدين كانوا من البشر وليسوا من الكائنات الفضائية الزرقاء ذوات الذيول ,

الفيلم وضعك أمام ضميرك لا شعوريا , وأنت أجبت أيضا لا شعوريا عن التساؤل الذي مضمونه أين أنت من الحقيقة ؟

هل ستساند الحق أم ستساند بني جنسك ؟



ليتك تفعل ذلك في الواقع ايضا .... 



من وصلته الرسالة يمكنه أن يغادر مقالي الآن , ليس هناك من جديد سوى مجموعة من الترهات التي ترفع ضغط الدم وتحمل نفس الرسالة .



مازلتم هنا ...



حسنا ,



لنكمل إذا ...




بعد نجاح السيد الرئيس محمد مرسي بأيام قليلة خرج توفيق عكاشة بلا سبب واضح وحشد أنصاره في اعتصام مفتوح أمام النصب التذكاري ضد الرئيس الذي لم يفعل لا سيئة ولا خطيئة بعد ,

الاعتصام كان سلمي تماما , وفي مكان غير حيوي ولا تعطيل من اي نوع لأي شئ سائر , مجرد خيام واطعمة لزوم السحور - كنا في رمضان وقتها - ومكبرات صوت لزوم السباب العلني ,

المهم , قبل مرور اليوم الاول خرج اعضاء رابطة التراس زملكاوي - اللي هما كانوا بيأيدوا مرسي وقتها - عليهم واوسعوهم ضربا ومزقوا خيامهم ولم ينسوا ان يأكلوا سحورهم كنوع من الكوميديا السادية ,

وطبعا لأن توفيق بيه وقتها كان مؤيدا لكبير الابالسة فإن أحدا لم يستنكر الواقعة , بل ان من نقل الخبر بتجرد - مش بتاعة عاصم برضه - كانت نظرات الشماتة تطل من عينيه ,
قال لي صديقي محمود عبد المنعم وقتها معترضا
( ابقى تعالى عارض الاخوان بعد كده وشوف هايجرالك ايه )

من كان يؤيد ضرب توفيق عكاشة وفض اعتصامه السلمي بالقوة لمجرد أنه شبه متخلف يسب الرئيس بلا سبب واضح مازالت الفرحة تملأ عينيه الان لدى قراءة هذه السطور 


نعود بالزمان للوراء قليلا ,

عندما دعا المرشح الرئاسي حازم صلاح ابو اسماعيل انصاره للإعتصام إعتراضا على الاعلان الدستوري الذي يقضي بتحصين قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية التي قضت باستبعاده نهائيا دون وجود طريقة قانونية للإعتراض ,
كان الاعتصام سلمي تماما ومشروع ومنطقي المطالب والمقاصد ,
من يذكر أحداث العباسية إذا والاعتداء على المعتصمين ,
السؤال هنا من كان يقول ولو داخليا دون ان يسمعه ضميره
( احسن يستاهلوا )
لمجرد أنه يختلف مع المرشح المستبعد ,
من كان يرقص فرحا ويردد ( لم صبيانك يا شيخ وروح )
( يرفع ايده كده ويوريني نفسه )

تمام

نعود قليلا للوراء

عاد البرادعي من الخارج أوائل عام 2010 يدعوا مبارك لاجراء اصلاحات سياسية شاملة ويطالبه بتعديلات دستورية تفتح الباب أمام فرص حقيقية للديمقراطية والتغيير ,
ثم بدأ بتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير والتف حوله كل المعارضين - بما فيهم الاخوان - وبدأوا بجمع توقيعات من الشعب المصري لتأييد مطالبهم ,
مطالب منطقية جدا ومشروعة كذلك ,
ماحدث أن الصحف القومية وقتها نجحت بالفعل في تشويه صورة الرجل بطريقة فعالة للغاية ربما يكرهه انسان الاريكة حتى اليوم بفضل ماترسب في عقله الباطن من مقالات عبد المنعم سعيد واسامة سرايا وسمير رجب ,

اين كنت وقتها عزيزي القارئ ,
من كان يؤيد المطالب بغض النظر عن جنسية زوجته وتآمره مع امريكا على دولة العراق - على حد زعمهم - يرفعلي إيده كده -  .

تمام

حاسس اني على اخر المقال مش هلاقي حد متجرد في مصر كلها غير ابو الفتوح ( الراجل ما شاء الله متجرد من كل حاجة يعني ) ,


نأتي للصدام الاول ,



عندما قرأت الاعلان الدكتاتوري للمرة الاولى لم أفهم شيئا ,

سوى ان هناك مصيبة كبرى مقبلة ,

فنصحني احدهم بارتداء ايدولوجية في دماغي كي اقبله او ارفضه على اساس صحيح ,

طبعا ما حدث عند الاتحادية مقبول ومشروع تماما ,

من حقي رفض اي قرار لا اراه صالحا ومن حقي التظاهر للإعتراض ,

ومن حقي ايضا ان تسمعني ,

هذه بديهيات ,

ما حدث بعدها من اعتداء عليهم وقتلهم

 وتأييد الاعتداء وتكراره  يجعلني اقول ,

الله يرحمك يا منعم ياخويا ,



طبعا لن نمر مرور الكرام على اعظم دساتير العالم واتهام معارضيه بالخروج عن الاسلام ومعاداة الشريعة ,

مع التسليم بأحقيتهم وحريتهم في الرفض او القبول يصبح تكفيرهم عملية ارهاب فكري لا داعي لها ,

 الغريب ان تجد من يصفق لذلك ,

لماذا هناك نعم ولا من الاساس طالما لا ليست مشروعة وتعني أنني كافر ,



من كان يرى ان من يرفض الدستور كافر او خارج عن الشريعة او فلول او كاره للإخوان ولم يفترض انه اتجاه مشروع تماما لا يحتاج لمبررات فلديه قطعا مشكلة في الادراك المجرد ولا اظنه يقرأ لي الان فلن اطالبه برفع يده ,



ماحدث الان اننا قررنا التمرد ,

وأصبح كل من يؤيد التمرد  إما انه فلول أو عميل أو كاره للإخوان أو ضد المشروع الاسلامي , أو معادي للشريعة , أو رافض للإسلام جملة وتفصيلا ,



وبين عشية وضحاها حمل ياسر برهامي لقب شيخ سابقا ,

وأصبح حزب النور خارج عن الاسلام ,

وصار ابو الفتوح مارقا ,



قديما قال جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا ,



يبدو ان هذا ما يتحقق هنا حرفيا ,



لدينا جماعة منغلقة فكريا تعاني حالة بارانويا متقدمة تصنف كل من ليس معها كعدو لها ولا تقبل منه اي شئ ,



لم يفكر احدهم اصلا في مشروعية المطالب من عدمها ,

 طالما أن البرادعي وحمدين والفلول , ويضيف مشمئزا لفظة المسيحيين لذيل القائمة , مؤيدين لها فهي حركة ملعونة ومصيرها الى جهنم وبئس المصير وسينزل الله جندا من السماء لتأييد شرعية الرئيس الاسلامي ,

بالمناسبة ,
تستحيل معظم النقاشات السياسية التي يشارك فيها مسيحيون إلى مناظرات دينية وتنتهي بعبارة تحمل معنى واحد " لستم اهلا للنقاش حول اركان دولتنا الاسلامية "

- هل قرأت ؟

- لا

- هل فهمت ؟

- لا

- هل تبينت مشروعية طلبهم من عدمه ؟

- مادام مسيحيين و معهم فلول ورقاصات يبقى اكيد غلط

- طيب وحزب النور

- خارج عن المسار

- هي حصلت

- ايوه , وكل المشاكل مفتعلة اصلا , والرئيس المفدي زي الفل والاعلام المضلل يشوه انجازاته .

قديما كنت انظر لاتجاه نباح الكلاب لاتبين الحقيقة ,

قديما كانت تفلح هذه الحيلة كثيرا ,
الان صارت الكلاب تنبح حسب ايدولوجياتها ولا يمكنك ان تعرف ماهية الحقيقة بدون معجزة حقيقية ,

الناصري يعتبر السد العالي اعظم مشروع في التاريخ بينما الاخواني يراه على العكس تماما ,

اليس فيكم رجل رشيد ؟ ! 

اين الحقيقة ؟

روح لوزير الاعلام يقولك فين .

يمكنني تخيل رد فعل الاخوان لدى تعيين السيد الرئيس احمد شفيق لحاتم بجاتو وزيرا ,

المقال لا يتحدث عن ازدواجية المعايير لذا لم اعول عليها كثيرا , ( دي اتهرست في خمسين مقال ) , 

نحن هنا نقول ان التلبيس والتدليس لعبة ذات اتجاهين يمكنك ان تلصق كل مصيبة بالرئيس لأنك لا تقبله ويمكنك أيضا أن ترفض كل أصوات المعارضة حتى وإن كانت صائبة لأنك تعاني جنون الارتياب ,
أو
يمكنك ببساطة أن تخلع أيدولوجياتك العفنة قبل اتخاذ القرار وتستخدم المعنى الصحيح للفظة تجرد ثم تقرر وقتها اين الحقيقة ,

الفيصل هو مشروعية المطالب بغض النظر عن ماهية طالبيها , لا أجزم بمشروعية أي شئ هنا لكن لاتسوق لي ضمن مبررات الرفض أن المطالبين فلول او علمانيين أو كارهين أو مسيحيين مثلا ,
 
بقى أن أقول أن حركة المقاومة ضد البشر في فيلم افاتار كان يقودها بشري كذلك ولم يتهمه احد المشاهدين بالخيانة او الخروج على العهد لأن الحق مجردا كان يقاوم معهم ,

تجردوا يرحمكم الله

ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا


دمتم في حفظ الله




أحمد حلمي


البحيرة


21/6/2013


 

2 التعليقات

عام من الهرجلة

لا اقصد مرسي فهو لم يتمهم بعد لكنه سيفعل ذلك عما قريب ,

وسيكون ذلك آخر ما يفعله بعون الله ,

في الواقع انني تذكرت الامر بالصدفة ,

ومن المفترض أنه مقالا مميزا طالما حلمت به كثيرا ,

قبل عام من الآن كتبت مقالي الأول على أزرار هاتفي القديم ضيق الشاشة في ظروف أكثر ضيقا , الثالث عشر من يونيو لعام 2012 السادسة صباح شهدت ميلاد أول مقال يحمل رؤية سياسية بطريقة أدبية ,

لم يكن يوم جمعة ,

واختيار يوم الجمعة أتى بالصدفة في مقالي الثاني حسب متطلبات الاحداث ,

المقال كان بعنوان هرجلة وكان يتحدث عن العبث الذي كنا نعيشه بعد الجولة الاولى لانتخابات الرئاسة , ولا اعتقد ان الكثيرين قرأوه او يذكروه اصلا لكنه بعد عام من الكتابة مازلنا نعيش ذات الهرجلة وهو شئ لا يدعوا للإحتفال الذي كنت انشده , لكن لا مانع من توجيه الشكر لكل من ساهم في وقوفي هنا الان وخلفي مايزيد عن الاربعين مقالا , الشكر كل الشكر لمن قال لي لا تتوقف وقت ان كنت اوشك على ذلك .

نرجع للهرجلة ,

في البداية لدينا عالم إخواني أبى أن يحتفظ باحترام الناس له إلى النهاية ,

د . خالد عودة الذي أبيت أن أذكر اسمه في مقالي السابق فقط لانه لم تكن قضيتي الاسماء بل السياسات , ثم حذفت المقال بالكلية لما انحرف عن مقصده خرج علينا بخطبة عصماء في مجلس الشورى فند فيها مخاطر بناء السد على مستقبل مصر من الناحية العلمية , قال بالحرف الواحد أن السادات كان ينوي بيع النيل لإسرائيل تتويجا لجهود السلام , والمخلوع - هكذا ذكره - قام بعمل الاجرءات التي تضمن ذلك , ثم انتقل إلى الحقبة الحالية مهاجما وزير الري متهما إياه أن تقريره ناقص ,

والله ,

انت بتتكلم جد ,

ولماذا لم تنقل انت الصورة الكاملة لرئيسك الذي لا يعارض اقامة مشاريع تنموية في افريقيا ,

ما هو موقفك من تصريحات بهذه الخطورة ,

لماذا الكيل بخمسة مكاييل ,

حملت السادات ومبارك مسؤلية مباشرة عن محاولة بيع النهر بينما مرسيك يداه بيضاء من غير سوء و وزير الري الذي عرف ببدء عملية تحويل النهر من الاعلام هو كبير الابالسة ,
ما احب أن اوضحه لسيادتك أن وزير الري اختصاصه فني داخلي فحسب وليس له اي اختصاصات سياسية او خارجية ,
اذكر سيادتك كذلك أن بدء العمل في السد تزامن مع زيارة رئيسك لأثيوبيا وهو شئ لا استطيع اغفاله بصفتي عدو للشرعية - كما تزعمون - ولا آخذ أي تصرف لرئيسك بحسن نية ,

مقالي السابق لم يكن غرضه سب حضرتك ,

كان عنوانه الكبير " أعرف قواعد اللعبة "

كنت أود أن أقول من وراءه أن العالم الاخواني لا ينحاز لعلمه ,

الاخواني ينحاز لإخوانيته أولا ثم حدثني عن أي شئ آخر بعدها ,

أنا نادم على حذف المقال الآن .



* * * *



فتش عن الغباء



بعد عام من الهرجلة ,

هذه محاولة للفهم ,

لا أدري كيف لم يناقش أحدهم هذه النقطة منذ ثلاث سنوات مع انعدام الجدوى أصلا لانه لا احد يقرأ أو يتعلم , لكن لا بأس بالمحاولة .



أكثر الأفكار إزعاجا هي تلك التي تأتي دونما سابق إنذار لتنير لك مناطقا لم تكن تراها من قبل ولكن متأخرا ,

متأخرا جدا ,

أزعم أن هناك جيلا ما درس الثورة الإيرانية , والثورة الفرنسية , والثورة الرومانية جيدا , واتخذ جميع التدابير اللازمة لعدم تكرار الأمر ,

لكنه جيل ذهب ريحه وانزوت اذنابه واحرقت اوراقه وترك لنا مجموعة من المعاتيه الذين لايصلحون لإدارة سوبر ماركت ,

هناك مشهد شهير جدا من مسرحية الزعيم يقول فيه عادل إمام : " انا لا اعلم لماذا قمنا بالثورة - انا كنت في الحمام ساعتها "

وحتى هذا على تفاهته يبدو حديثا عميقا بالمقارنة بما نراه اليوم بل ويلخص كل شئ ايضا ,

حتى من كان ايا كان موقعه استفاد مما حدث في غيابه ,

الا انت ,

يالك من غبي ,



كتب حمدي قنديل بعد موقعة أم درمان في العام 2009 مقالا تحدث فيه عن الازمة الدبلوماسية التي حدثت بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم موجها حديثه الى الرئيس الجزائري على اعتبار ان توجيه الحديث الى الرئيس المصري وقتها عديم الجدوى - الحديث والرئيس كلاهما - وانه اطلق حبله على غاربه منذ ازمان ,

أنا هنا افعل شيئا مماثلا ,

أحدث رئيسا في علم الغيب ,

فقد اطلقت حبلك على غاربك , واستلبتك شرعيتك التي اضفيتها أنا وامثالي عليك ,

هنا والان نحاول ان نقرأ المشهد سوية .

ما الذي قد يدفع شعبا مسالما نحو الثورة ؟ مع التسليم بأننا شعب مسالم تحمل القهر والظلم وكبت الحريات وتدني مستوى المعيشة بل واستحالة الحياة الكريمة أصلا لدى قطاع كبير من المجتمع لعقود طويلة الا اننا صرنا شعبا مستثارا الان وهو مالم يفهمه السيد الرئيس بعد ونجح بضيق افق منقطع النظير ان يصل بنا لنقطة الانفجار بينما هو يقف في موضع المتفرج ,

يشاهد كرة الثلج العملاقة تهبط من اعلى منذرة بالويل بينما هو يكتفي بمشاهدة اهله وعشيرته يساهمون في مضاعفة حجمها بتصرفات غبية وغير مسؤلة , ولا ادري متى يتحرك سيادته ,

اكاد اراه يتحدث عن اقالة الحكومة او مطالبة النائب العام بالاستقالة وأشياء من هذا القبيل والتي ولى وقتها واصبحنا ببساطة نريد شخصا آخر ,

لم يتعلموا ابدا ,

اذا اردت ان تفهم سيكولوجية الثورات الشعبية لاتبحث عن الفلول او اعداء الشريعة او المطالبين بالقصاص , هؤلاء ليسوا بمحركين ,

اذا اردت ان تفهم لماذا ثار عليك شعبك قبل اقل من عام ففتش عن الغباء



* * * *



ﻣﻌﻠّﻖ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ







ﻭ ﺟﺒﻬﺘﻲ – ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ – ﻣﺤﻨﻴّﺔ







ﻷ‌ﻧّﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺣﻨﻬﺎ .. ﺣﻴّﻪ !







... ...







ﻳﺎ ﺍﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﻄﺮﻗﻴﻦ







ﻣﻨﺤﺪﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ







ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻻ‌ﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ :







ﻻ‌ ﺗﺨﺠﻠﻮﺍ ..ﻭ ﻟﺘﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺇﻟﻲّ







ﻷ‌ﻧّﻜﻢ ﻣﻌﻠﻘﻮﻥ ﺟﺎﻧﺒﻲ .. ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻧﻖ ﺍﻟﻘﻴﺼﺮ







ﻓﻠﺘﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺇﻟﻲّ







ﻟﺮﺑّﻤﺎ .. ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻮﻧﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲّ







ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺩﺍﺧﻠﻲ .. ﻷ‌ﻧّﻜﻢ ﺭﻓﻌﺘﻢ ﺭﺃﺳﻜﻢ .. ﻣﺮّﻩ !







" ﺳﻴﺰﻳﻒ " ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻓﻪ ﺍﻟﺼّﺨﺮﻩ







ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺩﻉ ﺍﻟﺮّﻗﻴﻖ







ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺮ .. ﻛﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .. ﻻ‌ ﻳﺮﻭﻯ ﺍﻟﻌﻄﺶ







ﻷ‌ﻥّ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ " ﻻ‌ " ﻻ‌ ﻳﺮﺗﻮﻱ ﺇﻻ‌ّ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ !




لا اعرف لماذا يتردد صداها في اذني منذ اسبوع لكني اشعر ان هذه المرة ليست كسابقيها ,
وأشعر أنه لن يولد لنا قيصر جديد ولن نعلم ابناءنا الانحناء ,
وأن الارض لا يرثها المستكينون ,
وقد صرت أحلم بعالم سعيد


* * * *


انها ساعاتي الاخيرة في اسيوط

وكأنه قدري أن احمل صخرة الأشواق وأرحل عنكم ,

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديار

ولكن حب من سكن الديار

اراكم على خير بإذن الله



أحمد حلمي



أسيوط



14/6/2013